تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 4 من 6 الأولىالأولى 123456 الأخيرةالأخيرة
النتائج 61 إلى 80 من 116

الموضوع: ضبط : سلم الوصول إلى علم الأصول للحكمي

  1. #61

    افتراضي رد: ضبط : سلم الوصول إلى علم الأصول للحكمي

    فَصْلٌ :
    يَجْمَعُ مَعْنَى حَدِيثِ جِبْريلَ الْمَشهُورِ فِي تَعلِيمِنَا الدِّينَ ،
    وَأَنَّهُ يَنقَسِمُ إِلَى ثَلاثِ مَراتِبَ : الْإِسْلَامِ وَالْإِيمَانِ وَالْإِحْسَانِ ، وَبَيَانَ أَرْكَانِ كُلٍّ مِنْهَا

    164 ـ اعْلَمْ بِأَنَّ الدِّينَ قَوْلٌ وَعَمَلْ ... فَاحْفَظْهُ وَافْهَمْ مَا عَلَيْهِ ذَا اشْتَمَلْ
    165 ـ كَفَاكَ مَا قَدْ قَالَهُ الرَّسُولُ ... إِذْ جَاءَهُ يَسْأَلُهُ جِبْرِيلُ
    166 ـ عَلَى مَرَاتِبَ ثَلاَثٍ فَصَّلَهْ ... جَاءَتْ عَلَى جَمِيعِهِ مُشْتَمِلَهْ
    167 ـ اْلِاسْلَامِ والْإِيمَانِ والْإِحْسَانِ ... وَالْكُلُّ مَبْنِيٌّ عَلَى أَرْكَانِ
    168 ـ فَقَدْ أَتَى : ( الْإِسْلَامُ مَبْنِيٌّ عَلَى ... خَمْسٍ ) فَحَقِّقْ وَادْرِ مَا قَدْ نُقِلَا
    169 ـ أَوَّلُهَا الرُّكْنُ الْأَسَاسُ الْأَعْظَمُ ... وَهْوَ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ الْأَقْوَمُ
    170 ـ رُكْنُ الشَّهَادَتَيْن ِ فَاثْبُتْ وَاعْتَصِمْ ... بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى الَّتِي لَا تَنْفَصِمْ
    171 ـ وَثَانِيًا إِقَامَةُ الصَّلَاةِ ... وَثَالِثًا تَأْدِيَةُ الزَّكَاةِ
    172 ـ وَالرَّابِعُ الصِّيَامُ فَاسْمَعْ وَاتَّبِعْ ... وَالْخَامِسُ الْحَجُّ عَلَى مَنْ يَسْتَطِعْ
    173 ـ فَتِلْكَ خَمْسَةٌ وَلِلْإِيمَانِ ... سِتَّةُ أَرْكَانٍ بِلَا نُكْرَانِ
    174 ـ إِيمَانُنَا بِاللَّهِ ذِي الْجَلَالِ ... وَمَا لَهُ مِنْ صِفَةِ الْكَمَالِ
    175 ـ وَبِالْمَلائِكِ الْكِرَامِ الْبَرَرَهْ ... وَكُتْبِهِ الْمُنْزَلَةِ الْمُطَهَّرَهْ
    176 ـ وَرُسْلِهِ الْهُدَاةِ لِلْأَنَامِ ... مِنْ غَيْرِ تَفْرِيقٍ وَلَا إِيهَامِ
    177 ـ أَوَّلُهُمْ نُوحٌ بِلَا شَكٍّ كَمَا ... أَنَّ مُحَمَّدًا لَهُمْ قَدْ خَتَمَا
    178 ـ وَخَمْسَةٌ مِنْهُمْ أُولُو الْعَزْمِ الأُلَى ... فِي سُورَةِ الْأَحْزَابِ وَالشُّورَى تَلَا

    تنبيهاتٌ :
    أـ قوْلُهُ :
    164 ـ اعْلَمْ بِأَنَّ الدِّينَ قَوْلٌ وَعَمَلْ ... فَاحْفَظْهُ وَافْهَمْ مَا عَلَيْهِ ذَا اشْتَمَلْ
    هذا البيْتُ هُو الموجودُ في النسْخةِ التي شَرَحَ فيها الشيخُ المنظومَة ، وَالقوْلُ والعملُ يكونانِ ـ كمَا نَصَّ الشَّيخُ في الشَّرْحِ ـ بالقلبِ واللسانِ ؛ وعليه لمْ يخْرُجِ شيخُنا عنْ قَولِ السَّلفِ : الإيمانُ : اعتقادٌ و قولٌ وعملٌ ، وقدْ وَجَدْتُ مَكانَ هَذا البيتِ في النسْخةِ التي طبعتْها مكتبةُ صبيح :
    وَالدِّينُ نِيَّةٌ وَقَوْلٌ وَعَمَلْ ... فاحْفَظْ وَدَعْ عَنْكَ الْمِرَاءَ وَالْجَدَلْ
    والحمدُ لله .
    ب ـ بعْضُ الناسِ يََصْرِفُ كلمةََ : ( مَرَاتبَ ) فِي قَولِهِ :
    166 ـ عَلَى مَرَاتِبَ ثَلاَثٍ فَصَّلَهْ ... جَاءَتْ عَلَى جَمِيعِهِ مُشْتَمِلَهْ
    معتقدًا ضَرُورةَ ذلكَ ، والْوَاقعُ أنَّه لا ضرُورةَ هنا ؛ إذِ الوزنُ مستقيمٌ ، والْخَبلُ جائزٌ ، وإنْ كانَ قبيحًا ، وقدْ ذكرْتُ ذلكَ لأخِي في اللهِ فتحِ الباري في ضبْطِ : الكوكب الساطع منْ قبْلُ فقلْتُ :
    اعلمْ ـ يا أخِي ـ أنَّه يجُوزُ للشَّاعرِ أنْ يصْرِفَ ما مُنعَ منَ الصَّرفِ للضَّرورةِ ، وإلى ذلكَ أشارَ الحريريُّ بقولِه :
    وجائزٌ في صنعَةِ الشعرِ الصَّلفْ *** أنْ يَصْرِفَ الشَّاعرُ ما لا ينْصَرِفْ
    ونحنُ إذا تأمَّلْنا قوْلَ السيوطيِّ :
    . 1229 أَوْ أَهْلُ طَيْبَةَ أَوِ الصَّحَابِي....ثَ الِثُهَا إِنْ كَانَ ذَا انْتِسَابِ
    لا نجدُ ضَرُورةً لصرْفِ كلمة : ( طيبة ) ؛ إذِ الوزنُ مع عدمِ الصَّرفِ صالحٌ ؛ حيث تكونُ التفعيلةُ الثانية في المصْراعِ الأوَّلِ على وزنِ : ( مُتَعِلُنْ ) بعدَ الخبنِ والطيِّ أي : الخبل ، وهذا مباحٌ ـ وَإنْ يكنْ قبيحًا ـ ، وإلى هذا أشرْتُ بقولِي في الْوَافِي :
    وَخَبْلُه وَإنْ يَكُنْ أُبيحا **** فقَدْ أتَى فِي شِعْرِهِم قَبِيحَا
    ؛ وعليهِ لمْ يكُنْ هُناكَ داعٍ لصرْفِ الكلمةِ كما جاءَ في طبعةِ ابنِ تيميةَ ، وتكون أنتِ بعدمِ صرفِكَ لها قدْ أحْسَنْتَ ؛ فبَاركَ اللهُ فيكَ ، وسَدَّدَ خطاك ، والسَّلام .
    ج ـ رفعَ بعْضُهُمْ كلمةَ : ( الإسلام ) في قولِهِ :
    167 ـ اْلِاسْلَامِ والْإِيمَانِ والْإِحْسَانِ ... وَالْكُلُّ مَبْنِيٌّ عَلَى أَرْكَانِ
    ورفعٌهم لها صَحِيحٌ على أنَّ الكلمةَ خَبَرٌ لمبتدأٍ محْذوفٍ تقدِيرُه : هي الإسلامُ والإيمانٌ ... غيرَ أنَّ هذا الضبطَ يوقعُنا في عيبٍ منْ عُيوبِ القافيةِ ، وهُو الإقواءُ ؛ حيثُ يختلفُ المجْرى بالجمْعِ بينَ الضَّمَّةِ والكسْرَةِ ؛ وعليهِ يلزمُ للتخلصِ مِنْ هذا العيْبِ إعْرابُ كلمةِ : ( الإسلام ) بدلًا مفصلًا من مُجمل ( مراتبَ ) كما قالَ الشيخُ ، والبدلُ ـ كما نعلم ـ تابعٌ للمُبْدلِ منه ؛ وعليهِ تكونُ كلمةُ : ( الإسلام ) مجروةً ، ويكونُ ما بعدَها معطوفًا عليها ؛ وبالتالي فلا إقواءَ ،
    بقِيَ أنْ نشيرَ إلى : كيف ننطقُ بكلمةِ : الإسلام ؟
    أقول : ننقلُ حركةَ الهمزةِ إلى اللامِ الساكنةِ ، ثم نُسقِطُ الهمزةَ ، ثمَّ ننطقُ الكلمةَ بلا همْزةِ وصلٍ ، بل نبدأُ باللام هكذا : ( لِسْلَامِ ) ؛ وَلهذا وَضَعْتُ فوقَ همزةِ الْوَصْلِ علامَةَ السُّكُونِ كَيْ لا تنْطَقَ ؛ وَكلُّ هذا ليستقيمَ الوَزْنُ .
    د ـ بدَا لي أَنَّ الشيخَ بقولِه : ( فحقِّقْ وَادْرِ مَا قدْ نُقِلَا ) فِي قولِهِ :
    168 ـ فَقَدْ أَتَى : ( الْإِسْلَامُ مَبْنِيٌّ عَلَى ... خَمْسٍ ) فَحَقِّقْ وَادْرِ مَا قَدْ نُقِلَا
    يَحْكِي مَا بيْنَ القوسين ، ولوْلا ذلك لنَصَبْتُ كلمَةَ : ( مَبْني ) عَلى الحَاليَّةِ ، لَكِنِ السُّؤَالُ : هلْ هذا القولُ : (الْإِسْلَامُ مَبْنِيٌّ عَلَى خَمْسٍ ) واردٌ بلفْظِهِ أَمْ أنَّ الواردَ : ( بُنيَ الإسْلامُ على خمسٍ ) ؟
    هذا وممَّا هو حَرِيٌّ أنْ يُذكرَ أنِّي وَجَدْتُ هَذا البيتَ بنصْبِ كلمَةِ : ( مبني ) فِي نسْخَةِ المَعَارج التي نشرتْها جَمَاعَةُ إحْياءِ التراثِ
    ه ـ قولُه :
    175 ـ وَبِالْمَلائِكِ الْكِرَامِ الْبَرَرَهْ ... وَكُتْبِهِ الْمُنْزَلَةِ الْمُطَهَّرَهْ
    وجدْتُه في بعضِ النسخِ : وَبالملائكةِ ، وإثباتُ هذِهِ التاءِ يُفسِدُ الوزنَ ، وكلمةُ : ( كُتْبه ) بسكونِ التَّاءِ ، وَكلمةُ : ( الْمُنْزَلَة ) اسْمُ مفعولٍ منْ : ( أنْزلَ )
    يُتْبعُ إنْ شاءَ اللهُ

  2. #62

    افتراضي رد: ضبط : سلم الوصول إلى علم الأصول للحكمي

    179 ـ وَبِالْمَعَادِ ايقَنْ بِلَا تَرَدُّدِ ... وَلَا ادِّعَا عِلْمٍ بِوَقْتِ الْمَوْعِدِ
    180 ـ لَكِنَّنَا نُؤْمِنُ مِنْ غَيْرِ امْتِرَا ... بِكُلِّ مَا قَدْ صَحَّ عَنْ خَيْرِ الْوَرَى
    181 ـ مِنْ ذِكْرِ آيَاتٍ تَكُونُ قَبْلَهَا ... وَهْيَ عَلَامَاتٌ وَأَشْرَاطٌ لَهَا
    182 ـ وَيَدْخُلُ الْإِيمَانُ بِالْمَوْتِ وَمَا ... مِنْ بَعْدِهِ عَلَى الْعِبَادِ حُتِمَا
    183 ـ وَأَنَّ كُلًّا مُقْعَدٌ مَسْئُولُ ... مَا الرَّبُّ مَا الدِّينُ وَمَا الرَّسُولُ ؟
    184 ـ وَعِنْدَ ذَا يُثَبِّتُ الْمُهَيْمِنُ ... بِثَابِتِ الْقَوْلِ الَّذِينَ آمَنُوا
    185 ـ وَيُوقِنُ الْمُرْتَابُ عِنْدَ ذَلِكْ ... بِأَنَّهُ مَوْرِدُهُ الْمَهَالِكْ
    186 ـ وَبِاللِّقَا وَالْبَعْثِ وَالنُّشُورِ ... وَبِقِيَامِنَا مِنَ الْقُبُورِ
    187 ـ غُرْلًا حُفَاةً كَجَرَادٍ مُنْتَشِرْ ... يَقُولُ ذُو الْكُفْرَانِ : ذَا يَوْمٌ عَسِرْ
    188 ـ وَيُجْمَعُ الْخَلْقُ لِيَوْمِ الْفَصْلِ ... جَمِيعُهُمْ عُلْوِيُّهُمْ وَالسُّفْلِي
    189 ـ فِي مَوْقِفٍ يَجِلُّ فِيهِ الْخَطْبُ ... وَيَعْظُمُ الْهَوْلُ بِهِ وَالْكَرْبُ
    190 ـ وَأُحْضِرُوا لِلْعَرْضِ وَالْحِسَابِ ... وَانْقَطَعَتْ عَلَائِقُ الْأَنْسَابِ
    191 ـ وَارْتَكَمَتْ سَحَائِبُ الْأَهْوَالِ ... وَانْعَجَمَ الْبَلِيغُ فِي الْمَقَالِ
    192 ـ وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْقَيُّومِ ... وَاقْتُصَّ مِنْ ذِي الظُّلْمِ لِلْمَظْلُومِ
    193 ـ وَسَاوَتِ الْمُلُوكُ لِلْأَجْنَادِ ... وَجِيءَ بِالْكِتَابِ وَالْأَشْهَادِ
    194 ـ وَشَهِدَ الْأَعْضَاءُ وَالْجَوَارِحُ ... وَبَدَتِ السَّوْءَاتُ وَالْفَضَائِحُ
    195 ـ وَابْتُلِيَتْ هُنَالِكَ السَّرَائِرْ ... وَانْكَشَفَ الْمَخْفِيُّ فِي الضَّمَائِرْ
    196 ـ وَنُشِرَتْ صَحَائِفُ الْأَعْمَالِ ... تُؤْخَذُ بِالْيَمِينِ وَالشِّمَالِ
    197 ـ طُوْبَى لِمَنْ يَأْخُذُ بِالْيَمِينِ ... كِتَابَهُ بُشْرَى بِحُورٍ عِينِ
    198 ـ وَالْوَيْلُ لِلْآخِذِ بِالشِّمَالِ ... وَرَاءَ ظَهْرٍ لِلْجَحِيمِ صَالِ
    199 ـ وَالْوَزْنُ بِالْقِسْطِ فَلَا ظُلْمَ وَلَا ... يُؤْخَذُ عَبْدٌ بِسِوَى مَا عَمِلَا
    200 ـ فَبَيْنَ نَاجٍ رَاجِحٍ مِيزَانُهُ ... وَمُقْرِفٍ أَوْبَقَهُ عُدْوَانُهُ
    تنبيهَاتٌ :
    أ ـ قولُهُ :
    179 ـ وَبِالْمَعَادِ ايقَنَ بِلَا تَرَدُّدِ ... وَلَا ادِّعَا عِلْمٍ بِوَقْتِ الْمَوْعِدِ
    وقفْتُ عندَ هذا البيْتِ طويلًا ؛ ذلكَ لأنِّي لا أُريدُ أنْ أُخَالفَ لغةً ، ولا أُريدُ أنْ أصْطَدِمَ بِالعرُوضِ أوْ أخْرُجَ عَنِ الوزْنِ ، لقدْ كانَ البيتُ هكذا :
    وَبِالْمَعَادِ أَيْقِنْ بلَا تردُّدِ *** ولا ادِّعا علْمٍ بوقتِ الموعد
    وبِهذِهِ الصُّورَةِ خَرَجَ الشَّطرُ الأوَّلُ عَنِ الوزنِ فمَاذا نفْعلُ ؟ إنْ نقَلْنَا حَرَكَةَ الهمْزةَ إلى مَا قبلَها نكونُ قدْ نقلْنَاها إِلى مُتَحَرِّكٍ ، وفِي هَذِهِ الحالةِ سنقُولُ : وَبِالْمَعَادَ ايْقِنْ ، لكِنْ هذا غيرُ مُسْتَساغٍ عندي ؛ إذ النقلُ إلى متحرِّكٍ لا يجُوزُ كمَا نصَّ عليه أئمةُ القراءاتِ وكثيرٌ من أهلِ اللُّغةِ ، فقُلْتُ : أبْحَثُ عنْ طريقٍ آخَرَ يجْمَعُ بينَ المحافظةِ على لفْظِ الشَّيخِ والوزْنِ والمطابقَةِ للقواعِدِ ، فقلتُ : لمَ لا يكونُ الفعلُ ثلاثيًّا لا رباعيًّا ؟ ، إنَّ الفعلَ : يَقِنَ مُضَارِعُهُ : يَيْقَنُ ، وهُو يؤَدِّي معْنى الفعلِ الرباعيِّ : ( أيْقَن ) ، جاءَ في الصحاحِ :
    (يقن)اليَقينُ : العلم وزوالُ الشك. يقال منه: يَقِنْتُ الأمر يَقْناً ، وأيْقَنْتُ ، واسْتَيْقَنْتُ، وتَيَقَّنْتُ، كلُّه ، بمعنًى .
    وجَاء في المُعجم الوسيط :
    (يَقِنَ)
    الشَّيْءُ ـَ (يَيْقََنُ) يَقْنًا ، وَيقينًا ثَبَتَ وَتحقَّقَ وَوَضَحَ . فَهُوَ يَقَنٌ ويَقِين ، وَالشَّيْءَ وَبِه : عَلِمَه وتحقَّقَه .
    (أَيْقَنَهُ) وَبِه : يَقِِنَهُ
    وإِذا كانتْ هذه الأفعالُ كلُّها تؤدِّي نفسَ المعْنى ، فلمَاذا لا نأتِي بِالأمرِ منْهُ إذا كَانَ ذلك يُؤَدِّي إِلى حَلِّ الْإِشْكالِ ؟ ، وَلكنْ مَا الأمرُ منهُ ؟ إنَّه مثالٌ يائيٌّ من بابِ : فرِحَ يفْرَح أو علِم يعلَم ؛ فمُضَارعُهُ وأمْرُه مثل السالمِ لا حذفَ فيهِ ولا إعْلالَ ؛ وَعليْهِ فالمُضَارعُ كمَا تَقدَّمَ : ( يَيْقَنُ )، والأمر : ( ايقَنْ ) ، وهُوَ يحلُّ الإشكالَ ، فلا نخَالفُ لغةً ، ولا نخرجُ عن وزنٍ ، وعليْهِ ضَبَطْتُ البَيْتَ .
    ب ـ رسَمْتُ كَلِمَةَ : ( مَسئُول ) في قولِهِ :
    183 ـ وَأَنَّ كُلًّا مُقْعَدٌ مَسْئُولُ ... مَا الرَّبُّ مَا الدِّينُ وَمَا الرَّسُولُ ؟
    برَسْم أهلِ مِصْرَ ؛ إذِ الْهَمْزةُ مضْمُومَةٌ ، وما قبلَهَا سَاكِنٌ صَحيحٌ ، والضَّمَةُ أقْوَى مِنَ السُّكونِ ، وينَاسِبُها الوَاوُ ، لكنْ جَاءَ بعْدَها مدٌّ مُصَوَّرٌ بِصُورتِها ، ومَا قبْلَها يتَّصِلُ خَطًّا بمِا بعْدَها ، فتُرْسمُ عَلى نبرةٍ .
    ج ـ قوْلُهُ :
    185 ـ وَيُوقِنُ الْمُرْتَابُ عِنْدَ ذَلِكْ ... بِأَنَّهُ مَوْرِدُهُ الْمَهَالِكْ
    ـ هكذا وجدْتُه بـِ (المعَارج ) وهُو صَحِيحٌ لغَةً وَوَزْنًا ؛ فجمْلةُ : ( مَوْرِدُهُ المهالِكْ ) في مَحلِّ رفعٍ خبَرُ أنَّ ؛ لِهذا أَيْ : لوُجُودِ هذه الرِّوَايةِ في نسْخةِ الشرحِ ، وَصِحَّتِها فضَّلْتُهَا على الرِّوَايةِ الأُخْرى :
    185 ـ وَيُوقِنُ الْمُرْتَابُ عِنْدَ ذَلِكْ ... بِأَنَّما مَوْرِدُهُ الْمَهَالِكْ
    وإِنْ كانَتْ هذِهِ الروايةُ صحِيحةً أيضًا لغةً ووزْنًا ؛ فَ (مَا ) هِي الكافةُ لِأَنَّ عنِ العملِ ، وما بعدَها مبتدأٌ وخبرٌ ، لكنْ أفضِّلُ إِذا اخْتار أحدٌ هذه الروايةُ أنْ يصلَ ( مَا ) بأنَّ خطَّا لا كَمَا جاءَ في بعضِ النسخ .
    ـ يلزمُ هُنا أنْ يكُونَ العرُوضُ والضَّربُ مقطوعين .
    د ـ قولُه :
    194 ـ وَشَهِدَ الْأَعْضَاءُ وَالْجَوَارِحُ ... وَبَدَتِ السَّوْءَاتُ وَالْفَضَائِحُ
    ـ فضَّلْتُ هذه الروايةَ التي حُذِفَتْ فيها التاءُ الدَّالةُ على تأنيثِ فاعلِ الفعلِ : شهدَ على الرِّوايةِ الأخرى التي تثْبُتُ فيها التَّاءُ ؛ لِأسْبابٍ :
    1ـ هكذا جاءَ البيْتُ في المتنِ المشْروحِ بالمعَارج
    2 ـ حذفُ التاءِ في هذا الموْضعِ جَائزٌ في النثر والشعرِ ، يقُولُ ابنُ مالكٍ :
    والتاءُ معْ جمع سوى السَّالمِ مِنْ *** مُذَكَّرٍ كَالتَّاءِ مَعْ إِحْدَى اللَّبِنْ
    3 ـ لوْ أثبتنا التاءَ لَلزمَ الآتي :
    ـ نقلُ حَرَكَةِ الهمزةِ فِي كلمةِ : الأعضاءِ إلى اللامِ السَّاكنةِ قبلَها ،
    ـ إسقاطُ الهمزةِ
    ـ إسقاطُ همزةِ الوصلِ
    ـ يُنطقُ البيتُ كالتَّالي :
    وَشَهِدَتْ لَعْضَاءُ وَالْجَوَارِحُ ... وَبَدَتِ السَّوْءَاتُ وَالْفَضَائِحُ
    وبهذا يستقيمُ الوزْنُ ، لكنْ هذا فيهِ مِنَ الصُّعُوبَةِ مَا فيهِ لَمَنْ لمْ يعْرِفْ ذلكَ ؛ لهذَا فضَّلْتُ الروايةَ الأُولى ، واللهُ أعلمُ
    ـ الرويُّ في هذا البيت مُطلَقٌ ، ويجوزُ تقييدُه ، لكنِ الإطْلاقُ أفْضَلُ
    ه ـ قولُه :
    195 ـ وَابْتُلِيَتْ هُنَالِكَ السَّرَائِرْ ... وَانْكَشَفَ الْمَخْفِيُّ فِي الضَّمَائِرْ
    يجِبُ أنْ يُقيَّدَ فيه الرويُّ و إلا وقعْنا فِي الإقواءِ .
    و ـ فِي قولِهِ :
    200 ـ فَبَيْنَ نَاجٍ رَاجِحٍ مِيزَانُهُ ... وَمُقْرِفٍ أَوْبَقَهُ عُدْوَانُهُ
    ليْسَتِ الهاءُ في : ميزانه ولا عدوانه رَوِيًّا وإِنمَا هِي وصْلٌ ، وَحَرَكتُها تُسمَّى نفاذًا , ويجُوزُ هنا حَذْفُ النفاذِ ويكونُ الضربُ والعرُوضُ مقْطُوعَينِ ، وَلكِنْ أُفضِّلُ مَا قدَّمْتُ .
    يُتْبَعُ إنْ شَاءَ اللهُ

  3. #63
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    693

    افتراضي رد: ضبط : سلم الوصول إلى علم الأصول للحكمي

    بارك الله فيكم.
    وقفْتُ عندَ هذا البيْتِ طويلًا ؛ ذلكَ لأنِّي لا أُريدُ أنْ أُخَالفَ لغةً ، ولا أُريدُ أنْ أصْطَدِمَ بِالعرُوضِ أوْ أخْرُجَ عَنِ الوزْنِ ، لقدْ كانَ البيتُ هكذا :
    وَبِالْمَعَادِ أَيْقِنْ بلَا تردُّدِ *** ولا ادِّعا علْمٍ بوقتِ الموعد
    وبِهذِهِ الصُّورَةِ خَرَجَ الشَّطرُ الأوَّلُ عَنِ الوزنِ فمَاذا نفْعلُ ؟ إنْ نقَلْنَا حَرَكَةَ الهمْزةَ إلى مَا قبلَها نكونُ قدْ نقلْنَاها إِلى مُتَحَرِّكٍ ، وفِي هَذِهِ الحالةِ سنقُولُ : وَبِالْمَعَادَ ايْقِنْ ، لكِنْ هذا غيرُ مُسْتَساغٍ عندي ؛ إذ النقلُ إلى متحرِّكٍ لا يجُوزُ كمَا نصَّ عليه أئمةُ القراءاتِ وكثيرٌ من أهلِ اللُّغةِ ، فقُلْتُ : أبْحَثُ عنْ طريقٍ آخَرَ يجْمَعُ بينَ المحافظةِ على لفْظِ الشَّيخِ والوزْنِ والمطابقَةِ للقواعِدِ ، فقلتُ : لمَ لا يكونُ الفعلُ ثلاثيًّا لا رباعيًّا ؟ ، إنَّ الفعلَ : يَقِنَ مُضَارِعُهُ : يَيْقَنُ ، وهُو يؤَدِّي معْنى الفعلِ الرباعيِّ : ( أيْقَن ) ، جاءَ في الصحاحِ :
    (يقن)اليَقينُ : العلم وزوالُ الشك. يقال منه: يَقِنْتُ الأمر يَقْناً ، وأيْقَنْتُ ، واسْتَيْقَنْتُ، وتَيَقَّنْتُ، كلُّه ، بمعنًى .
    وجَاء في المُعجم الوسيط :
    (يَقِنَ)
    الشَّيْءُ ـَ (يَيْقََنُ) يَقْنًا ، وَيقينًا ثَبَتَ وَتحقَّقَ وَوَضَحَ . فَهُوَ يَقَنٌ ويَقِين ، وَالشَّيْءَ وَبِه : عَلِمَه وتحقَّقَه .
    (أَيْقَنَهُ) وَبِه : يَقِِنَهُ
    وإِذا كانتْ هذه الأفعالُ كلُّها تؤدِّي نفسَ المعْنى ، فلمَاذا لا نأتِي بِالأمرِ منْهُ إذا كَانَ ذلك يُؤَدِّي إِلى حَلِّ الْإِشْكالِ ؟ ، وَلكنْ مَا الأمرُ منهُ ؟ إنَّه مثالٌ يائيٌّ من بابِ : فرِحَ يفْرَح أو علِم يعلَم ؛ فمُضَارعُهُ وأمْرُه مثل السالمِ لا حذفَ فيهِ ولا إعْلالَ ؛ وَعليْهِ فالمُضَارعُ كمَا تَقدَّمَ : ( يَيْقَنُ )، والأمر : ( ايقَنْ ) ، وهُوَ يحلُّ الإشكالَ ، فلا نخَالفُ لغةً ، ولا نخرجُ عن وزنٍ ، وعليْهِ ضَبَطْتُ البَيْتَ .
    هذا الذي ذكرتم هو الأحسن غير شك، وكان يمكنكم-إن لم يكن للفعلِ ثلاثي-حملُه على الحذف لا النقل، وهو من الضرائر التي ذكرها العلماء، كما أشرتُ إليه هنا:
    http://majles.alukah.net/showthread.php?t=78208
    وأكرر، فأقول: ما ذكرتم هو المتوجه، لكني أردتُّ التنبيه على الفرق بين الحذف والنقل في مثل هذا.

  4. #64

    افتراضي رد: ضبط : سلم الوصول إلى علم الأصول للحكمي

    أخي في الله أبا بكر المحلي ،
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعدُ :
    فباركَ اللهُ فيك ـ يا أخي ـ، وكلا الرأيين : رأيي وما تفضلتمْ به جائزٌ ، غيرَ أنَّ ما اخترتُه لا ضرورةَ فيه ، وقد ذكرَ لي أخونا في اللهِ وأستاذُنا القارئُ المليجي ـ وفقَّه الله ـ أنَّ أَقنَ لغةٌ في : أَيقَنَ كما جاء في القاموسِ ، ومضارعُه : يأْقِنُ والأمرُ منه : ايقِنْ بإبدالِ الهمزة ياءً مدية ؛ لأنَّ الأصل : ائْقِنْ ؛ وعليه فهذا رأيٌ ثالثٌ جائزٌ ، ولا ضرورةَ فيه ،
    بارك الله فيكم جميعا ، والله الموفق ، والسلام

  5. #65

    افتراضي رد: ضبط : سلم الوصول إلى علم الأصول للحكمي

    201 ـ وَيُنْصَبُ الْجِسْرُ بِلَا امْتِرَاءِ ... كَمَا أَتَى فِي مُحْكَمِ الْأَنْبَاءِ
    202 ـ يَجُوزُهُ النَّاسُ عَلَى أَحْوَالِ ... بِقَدْرِ كَسْبِهِمْ مِنَ الْأَعْمَالِ
    203 ـ فَبَيْنَ مُجْتَازٍ إِلَى الْجِنَانِ ... وَمُسْرِفٍ يُكَبُّ فِي النِّيرَانِ
    204 ـ وَالنَّارُ وَالْجَنَّةُ حَقٌ وَهُمَا ... مَوْجُودَتَانِ لَا فَنَاء لَهُمَا
    205 ـ وَحَوْضُ خَيْرِ الْخَلْقِ حَقٌّ وَبِهِ ... يَشْرَبُ فِي الْأُخْرَى جَمِيعُ حِزْبِهِ
    206 ـ كَذَا لَهُ لِِوَاءُ حَمْدٍ يُنْشَرُ ... وَتَحْتَهُ الرُّسْلُ جَمِيعًا تُحْشَرُ
    207 ـ كَذَا لَهُ الشَّفَاعَةُ العُظْمَى كَمَا ... قَدْ خَصَّهُ اللَّهُ بِهَا تَكَرُّمَا
    208 ـ مِنْ بَعْدِ إِذْنِ اللَّهِ لَا كَمَا يَرَى ... كُلُّ قُبُورِيٍّ عَلَى اللَّهِ افْتَرَى
    209 ـ يَشْفَعُ أَوَّلًا إِلَى الرَّحْمَنِ فِي ... فَصْلِ الْقَضَاءِ بَيْنَ أَهْلِ الْمَوْقِفِ
    210 ـ مِنْ بَعْدِ أَنْ يَطْلُبَهَا النَّاسُ إِلَى ... كُلِّ أُولِي الْعَزْمِ الْهُدَاةِ الفُضَلَا
    211 ـ وَثَانِيًا يَشْفَعُ فِي اسْتِفْتَاحِ ... دَارِ النَّعِيمِ لِأُولِي الْفَلَاحِ
    212 ـ هَذَا وَهَاتَانِ الشَّفَاعَتَانِ ... قَدْ خُصَّتَا بِهِ بِلَا نُكْرَانِ
    213 ـ وَثَالِثًا يَشْفَعُ فِي أَقْوَامِ ... مَاتُوا عَلَى دِينِ الْهُدَى الْإِسْلَامِ
    214 ـ وَأَوْبَقَتْهُم ْ كَثْرَةُ الْْآثَامِ ... فَأُدْخِلُوا النَّارَ بِذَا الْإِجْرَامِ
    215 ـ أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا إِلَى الْجِنَانِ ... بِفَضْلِ رَبِّ الْعَرْشِ ذِي الْإِحْسَانِ
    216 ـ وَبَعْدَهُ يَشْفَعُ كُلُّ مُرْسَلِ ... وَكُلُّ عَبْدٍ ذِي صَلَاحٍ وَوَلِي
    217 ـ وَيُخْرِجُ اللَّهُ مِنَ النِّيرَانِ ... جَمِيعَ مَنْ مَاتَ عَلَى الْإِيمَانِ
    218 ـ فِي نَهَرِ الْحَيَاةِ يُطْرَحُونَا ... فَحْمًا فَيَحْيَوْنَ وَيَنْبُتُونَا
    219 ـ كَأَنَّمَا يَنْبُتُ فِي هَيْئَاتِهِ ... حَبُّ حَمِيلِ السَّيْلِ فِي حَافَاتِهِ
    220 ـ وَالسَّادِسُ الْإِيمَانُ بِالْأَقْدَارِ ... فَأَيْقِنَنْ بِهَا وَلَا تُمَارِ
    221 ـ فَكُلُّ شَيْءٍ بِقَضَاءٍ وَقَدَرْ ... وَالْكُلُّ فِي أُمِّ الْكِتَابِ مُسْتَطَرْ
    222 ـ لَا نَوْءَ لَا عَدْوَى وَلَا طَيْرَ وَلَا ... عَمَّا قَضَى اللَّهُ تَعَالَى حِوَلَا
    223 ـ لَا غُولَ لَا هَامَةَ لَا وَلَا صَفَرْ ... كَمَا بِذَا أَخْبَرَ سَيِّدُ الْبَشَرْ
    224 ـ وَثَالِثٌ مَرْتَبَةُ الْإِحْسَانِ ... وَتِلْكَ أَعْلَاهَا لَدَى الرَّحْمَنِ
    225 ـ وَهْوَ رُسُوخُ الْقَلْبِ فِي الْعِرْفَانِ ... حَتَّى يَكُونَ الْغَيْبُ كَالْعِيَانِ
    تنبيهاتٌ :
    أ ـ كلِمَةُ : ( الرسل ) فِي قَوْلِهِ :
    206 ـ كَذَا لَهُ لِِوَاءُ حَمْدٍ يُنْشَرُ ... وَتَحْتَهُ الرُّسْلُ جَمِيعًا تُحْشَرُ
    تُضْبَطُ بسكُونِ السِّينِ ،
    ب ـ كَلِمَةُ : ( نهر ) فِي قَوْلِهِ :
    218 ـ فِي نَهَرِ الْحَيَاةِ يُطْرَحُونَا ... فَحْمًا فَيَحْيَوْنَ وَيَنْبُتُونَا
    تُضْبَطُ بفتْح الْهاءِ ، وتسكينُها كمَا جاءَ في بعضِ الطَّبَعَاتِ يُفْسِدُ الْوزْنَ .
    ج ـ قولُه :
    222 ـ لَا نَوْءَ لَا عَدْوَى وَلَا طَيْرَ وَلَا ... عَمَّا قَضَى اللَّهُ تَعَالَى حِوَلَا
    سقطَتِ الْوَاوُ مِنْ : ( ولا طير ) في بعضِ الطَّبعاتِ ، وسُقوطُها يُفْسِدُ الوزنَ ؛ فالواجِبُ إثباتُها .
    ج ـ يُضْبَطُ الضَّمِيرُ : ( هو ) المسْبوقُ بالْوَاوِ فِي قولِهِ :
    225 ـ وَهْوَ رُسُوخُ الْقَلْبِ فِي الْعِرْفَانِ ... حَتَّى يَكُونَ الْغَيْبُ كَالْعِيَانِ
    بسكونِ الهَاءِ .
    يُتْبَعُ إنْ شَاءَ اللهُ

  6. #66
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    7,156

    افتراضي رد: ضبط : سلم الوصول إلى علم الأصول للحكمي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمود محمد محمود مرسي مشاهدة المشاركة

    ثمَّ ـ يا أخي ـ ألم يمرَّ عليكَ ـ وأنت تضبطُ ألفيةَ البلاغةِ للسيوطيِّ ـ بيتٌ مذيلٌ ؟
    ألم تضبطْ قولَ السيوطي :
    ويوصف اللفظ بتلك باعتبارْ **** إفادةِ المعنى بتركيبٍ يصارْ
    ثم قوله :
    فهو فصيحٌ من كليم أو كلامْ **** وعكس ذا ليس ينالُه التزامْ
    والأمثلة كثيرة عنده وعند غيره ، أمَّا عن العرب فلا ؛ ولهذا قلتُ قديمًا :
    واستعملوا المشْطُورَ بازدواجِ **** فجَازَ قطْعُهِ بلا إحْراجِ
    والمحْدثُون ذيَّلُوه لَا الأُوَلْ *** إذ لم يردْ مذيَّلًا فيما نُقِلْ
    هذا ، واللهُ أعلمُ ، والسَّلام
    .
    نعم مر علي كثيرا يا شيخنا الفاضل، وهذا الإيضاح هو ما أردته منكم؛ لأن ظاهر كلامكم الأول أنه سائغ في الرجز أصالة لا تجوزا من المتأخرين.
    وللفائدة: فأكثر التعديلات في (موطأة الفصيح) كانت بسبب هذا التذييل، وكنت أتمنى أن لا يفعل.
    صفحتي في تويتر : أبو مالك العوضي

  7. #67
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    المشاركات
    1,458

    افتراضي رد: ضبط : سلم الوصول إلى علم الأصول للحكمي

    أنتم الأساتذة الأجلاء بحق !
    أشكر لكم نقاشاتكم الثرية الهادئة !
    زادكم الله علما ورفعة !
    " كن كشجرة الصندل .. .. تعطر الفأس التي تقطعها " الشيرازي
    دنانيري

  8. #68
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    المشاركات
    1,458

    افتراضي رد: ضبط : سلم الوصول إلى علم الأصول للحكمي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمود محمد محمود مرسي مشاهدة المشاركة
    ومضارعُه : يأْقِنُ
    وهل يجوز منه : يُوقن ؟
    أو هو خطأ شائع ؟
    مع الشكر !
    " كن كشجرة الصندل .. .. تعطر الفأس التي تقطعها " الشيرازي
    دنانيري

  9. #69

    افتراضي رد: ضبط : سلم الوصول إلى علم الأصول للحكمي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد :
    فإنَّ الفعلَ : ( يُوقِنُ ) مضارعُ الفعلِ الرباعيِّ : ( أَيْقَنَ ) لا ( أقن ) ، وأَصْلُهُ : يُيْقِنُ ، فقُلِبَتِ الْيَاءُ الثانيةُ وَاوًا لِسُكُونِها ، وَوُقُوعِهَا بعْدَ ضمَّةٍ ـ كما هُو مقرَّرٌ في كُتبِ الصَّرفِ ـ
    والسَّلام

  10. #70
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    المشاركات
    1,458

    افتراضي رد: ضبط : سلم الوصول إلى علم الأصول للحكمي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمود محمد محمود مرسي مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد :
    فإنَّ الفعلَ : ( يُوقِنُ ) مضارعُ الفعلِ الرباعيِّ : ( أَيْقَنَ ) لا ( أقن ) ، وأَصْلُهُ : يُيْقِنُ ، فقُلِبَتِ الْيَاءُ الثانيةُ وَاوًا لِسُكُونِها ، وَوُقُوعِهَا بعْدَ ضمَّةٍ ـ كما هُو مقرَّرٌ في كُتبِ الصَّرفِ ـ
    والسَّلام
    أشكرك أستاذ محمود بارك الله فيك !
    لكن هل ايقن الأمر من أيقن و أقن ؟
    أو لإحداهما دون الأخرى ؟
    " كن كشجرة الصندل .. .. تعطر الفأس التي تقطعها " الشيرازي
    دنانيري

  11. #71

    افتراضي رد: ضبط : سلم الوصول إلى علم الأصول للحكمي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعدُ :
    فالأمرُ منْ :أيقنَ : أَيْقِنْ ، والأمرُ منْ : يَقِنَ : ايقَنْ ، والأمرُ منْ : أَقَنَ : ايقِنْ ،
    هذا ، والله الموفقُ ، والسَّلام

  12. #72
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    693

    افتراضي رد: ضبط : سلم الوصول إلى علم الأصول للحكمي

    *حَبُّ حَمِيلِ السَّيْلِ فِي حَافَاتِهِ*
    قال الفيوميّ في مصباحه: ( وَالْحِبُّ بِالْكَسْرِ بِزْرُ مَا لَا يُقْتَاتُ مِثْلُ : بُزُورِ الرَّيَاحِينِ الْوَاحِدَةُ حِبَّةٌ .
    وَفِي الْحَدِيثِ: (كَمَا تَنْبُتُ الْحِبَّةُ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ) هُوَ بِالْكَسْرِ
    ) اهـ

  13. #73

    افتراضي رد: ضبط : سلم الوصول إلى علم الأصول للحكمي

    أخي في الله أبا بكر المحلي ،
    السلامُ عليكمْ ورحمةُ اللهِ وبركاتُه ، وبعْدُ :
    فإنَّ كَلِمَةَ : ( حِبّ ) كمَا تفضَّلْتُمْ بِالبيانِ بكسْرِ الحَاءِ ، لا بفتْحِها ، وتعني : بَزر ما لا يُقتاتُ ، وقيل : الحِبَّةُ: بَزْر كلِّ نَباتٍ يَنْبُتُ وحْدَه مِنْ غَيْرِ أَن يُبْذَرَ ، وكلُّ مَا بُذِرَ، فبَزْرُه حَبَّة بِالْفَتْحِ ،
    والعَجبُ ـ يا أَخِي ـ أنِّي أحفظُ البيتَ ـ مِنْ طُفولَتي ـ بكسرِ حاءِ الكلمَةِ ، لكِنْ لا أدْري كيف فُتِحَتِ الْحَاءُ عندَ الضبطِ ، رُبَّما يرجعُ ذلك إلى أنها كانتْ مفتوحةً في النسْخةِ التي أَنقلُ منها ، ولم أتنبَّهْ إليها ، ورُبَّما أَكونُ قدْ ضَغَطْتُ الضَّادَ بدلًا مِنَ الشينِ عنْدَ وضْعِ الكَسْرةِ ، والضَّادُ ـ كما تعلمُ ـ فوقَ الشِّينِ ، المُهمُّ : أبَى اللهُ إلَّا أنْ يكُونَ الكمَالُ لِكِتابِهِ ،
    جزَاكَ اللهُ خيْرًا على التَّنْبيهِ ، وَحَقًّا إنَّ يدَ اللهِ معَ الجماعةِ ، ولوْلا متابعتُكم لي لَكثرَ الخطأُ :
    مَنْ ذا الَّذي مَا سَاءَ قَطْ *** وَمَنْ لهُ الْحُسنَى فقََطْ ؟
    هَذا ، وسَوْفَ أقُومُ بتعْدِيلِ الكلمةَ في المُشَاركةِ التي أُضمِّنُها جميعَ الأبياتِ بعدَ الانتهاءِ مِنَ الضَّبْطِ , ولَنْ أطْلبَ من إخْواني المُشرفين تعْدِيلَها في المشَاركةِ السابقةِ ، حتَّى لا تفقِدَ مُشَارَكتُكَ التي أَعْتزُّ بها قيمتَها ،
    واللهُ الموفِّقُ ، والسَّلام .

  14. #74

    افتراضي رد: ضبط : سلم الوصول إلى علم الأصول للحكمي

    فَصْلٌ : فِي كَوْنِ الْإِيمَانِ يَزِيدُ بِالطَّاعَةِ وَيَنْقُصُ بِالْمَعْصِيَةِ ،
    وَأَنَّ فَاسِقَ أَهْلِ الْمِلَّةِ لَا يُكَفَّرُ بِذَنْبٍ دُونَ الشِّركِ إِلَّا إِذَا اسْتَحَلَّهُ ، وَأَنَّهُ تَحْتَ الْمَشِيئَةِ ، وَأَنَّ التَّوْبَةَ مَقْبُولَةٌ مَا لَمْ يُغَرْغِرْ .

    226 ـ إِيمَانُنَا يَزِيدُ بِالطَّاعَاتِ ... وَنَقْصُهُ يَكُونُ بِالزَّلَّاتِ
    227 ـ وَأَهْلُهُ فِيهِ عَلَى تَفَاضُلِ ... هَلْ أَنْتَ كَالْأَمْلَاكِ أَوْ كَالرُّسُلِ
    228 ـ وَالْفَاسِقُ الْمِلِّيُّ ذُو الْعِصْيَانِ ... لَمْ يُنْفَ عَنْهُ مُطْلَقُ الْإِيمَانِ
    229 ـ لَكِنْ بِقَدْرِ الْفِسْقِ وَالْمَعَاصِي ... إِيمَانُهُ مَا زَالَ فِي انْتِقَاصِ
    230 ـ وَلَا نَقُولُ إِنَّهُ فِي النَّارِ ... مُخَلَّدٌ ، بَلْ أَمْرُهُ لِلْبَارِي
    231 ـ تَحْتَ مَشِيئَةِ الْإِلَهِ النَّافِذَهْ ... إِنْ شَا عَفَا عَنْهُ وَإِنْ شَا آخَذَهْ
    232 ـ بِقَدْرِ ذَنْبِهْ وَإِلَى الْجِنَانِ ... يُخْرَجُ إِنْ مَاتَ عَلَى الْإِيمَانِ
    233 ـ وَالْعَرْضُ تَيْسِيرُ الْحِسَابِ فِي النَّبَا ... وَمَنْ يُنَاقَشِ الْحِسَابَ عُذِّبَا
    234 ـ وَلَا تُكَفِّرْ بِالْمَعَاصِي مُؤْمِنَا ... إِلَّا مَعَ اسْتِحْلَالِهِ لِمَا جَنَى
    235 ـ وَتُقْبَلُ التَّوْبَةُ قَبْلَ الْغَرْغَرَهْ ... كَمَا أَتَى فِي الشِّرْعَةِ الْمُطَهَّرَهْ
    236 ـ أَمَّا مَتَى تُغْلَقُ عَنْ طَالِبِهَا ؟ ... فَبِطُلُوعِ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا
    تنبيهاتٌ :
    أ ـ قولُهُ :
    228 ـ وَالْفَاسِقُ الْمِلِّيُّ ذُو الْعِصْيَانِ ... لَمْ يُنْفَ عَنْهُ مُطْلَقُ الْإِيمَانِ
    لمْ ينْفِ الشَّيخُ ـ رحمه الله ـ مُطْلَقَ الإيمَانِ عَنْ فاسقِ أهلِ الْمِلَّةِ ، وَهَذا صَحِيحٌ عندَنا ، لَكِنْ لا يُوصَفُ بالإيمَانِ الْمُطْلقِ .
    ب ـ قولُه :
    232 ـ بِقَدْرِ ذَنْبِهْ وَإِلَى الْجِنَانِ ... يُخْرَجُ إِنْ مَاتَ عَلَى الْإِيمَانِ
    ـ هذا الْبَيْتُ لا يَستقيمُ وزنُه إلَّا بتسْكينِ الْهَاءِ في : ( ذنبهْ ) ، وَقدْ وجدْتُ له رِوَايةً أخْرَى بتَحْريكِ الْهَاءِ ، لَكِنْ مَعَ إِسْقَاطِ وَاوِ الْعطْفِ التي تسبِقُ : ( إلى ) هكذا :
    بِقَدْرِ ذَنْبِهِ إِلَى الْجِنَانِ ... يُخْرَجُ إِنْ مَاتَ عَلَى الْإِيمَانِ
    وَقدْ وقفْتُ عِندَ الرِّوايتينِ ، أُفَاضِلُ بينَهُما ، فاخْتَرْتُ الأُولى ؛ ذلكَ لأَنَّ وَاوَ العطفِِِ مَطْلوبَةٌ للرَّبطِ بينَ الجُمْلتينِ إذِ المَعْنى : إنْ شَاءَ عفَا عنْهُ وإنْ شَاءَ آخَذَهُ بقَدْرِ ذنبِهِ ، ويُخْرَجُ بَعْدَها إلَى الجِنانِ ، ثُمَّ إنِّي وَجَدْتُ الروايةَ هكذا في النسْخةِ التي طَبعَتْها مَكتبةُ : صبيح ، وَقَدْ يقُولُ قائلٌ إنَّ الروايةَ الأخْرى مُثْبَتةٌ في المَتْنِ الْمَشْرُوحِ ، وَأقولُ : نَعَمْ ، لكنِ الشَّيخُ في الشَّرحِ ذَكََرَ قولَهُ : ( وإلَى الجنانِ ) بَيْنَ القوْسَينِ ، وَهُو لَا يضعُ بينَ القوسينِ إلَّا ما جاءَ في المتنِ ، فلعلَّ الواوَ سقَطَتْ مِنَ المتنِ خطأً ؛ ولِهَذا فضَّلتُ هذِهِ الروايةَ التي تُثبِتِ الوَاوَ معَ تسْكِينِ الهاءِ ضرورةً مُرَاعَاةً لما يقتضِيه المعْنى ، وَإِنْ كانَتِ الرِّوَايةُ الأخرى أحْلى وقعًا .
    ـ الفعلُ : ( يُخْرَج ) ضَبَطْتُه لِمَا لمْ يُسَمَّ فاعِلُه ، وقَدْ وجدْتُه في روايةٍ للمعلومِ فاعلُه ، ولا شكَّ أنَّ الروايةَ الأولى أفضلُ ؛ إذْ فيها إشْعارٌ وتلميحٌ إلى أَنَّ اللهَ هو الذي يُخْرجُهُ إلى الجنةِ برحْمَتِهِ ، واللهُ أعلمُ
    ج ـ قوْلُهُ :
    234 ـ وَلَا تُكَفِّرْ بِالْمَعَاصِي مُؤْمِنَا ... إِلَّا مَعَ اسْتِحْلَالِهِ لِمَا جَنَى
    ـ هذا البيْتُ مرويٌّ في معظمِ النسخِ هَكذا :
    وَلَا نكَفِّرُ بِالْمَعَاصِي مُؤْمِنَا ... إِلَّا مَعَ اسْتِحْلَالِهِ لِمَا جَنَى
    أيْ : برفعِ الفِعلِ المُضَارعِ : ( نكفر ) ؛ لأنَّه لَمْ يُسْبَقْ بناصِبٍ وَلا جَازمٍ ، حَيْثُ إنَّ : ( لا ) نافيةٌ لا ناهيةٌ ، لكنِ الوزنُ برفعِ الفعلِ لا يستقيمُ ، ولكَيْ يسْتقِيمَ الوزْنُ لَا بُدَّ منْ تسكينِ الرَّاءِ ، فهلْ نُسَكِّنُهَا للضَّرورةِ أمْ نقولُ : إنَّ (لا ) ناهِيةٌ والفِعْل المُضَارع مَجْزُومٌ بِها ؟ لكِن مِنَ النَّادرِ الذي لا يُقاسُ عليهِ في الرأيِ المختارِ ـ كمَا يقُولُ صاحبُ النحوِ الْوَافِي ـ أَنْ تجزمَ أوْ تدخلَ ( لا ) الناهيةُ على الفعلِ المُضَارعِ المبْنيِّ للمعلومِ إذا كَانَ مَبْدُوءًا بعَلامةِ التكلُّمِ : الهَمْزةِ أوِ النونِ ؛ لأنَّ المتكلمَ لا ينْهَى نفسَه إلا مَجَازًا ؛ وإذًا فالتَّسكِينُ يَكُونُ للضَّرُورةِ ؛ لِهَذا فَضَّلتُ الرِّوَايةََ التِي أثبتُّها ؛ لِأنَّ الْوَزْنَ بها مُستقِيمٌ ، وَلا ضَرُورةَ فيها .
    ـ المرادُ بالمعَاصِي في قَوْلِ الشيخِ ما كَانَ دُونَ الشِّركِ كمَا جَاءَ في عنوانِ الفصْلِ والشَّرحِ ، وقدْ قيَّدْتُ ذلكَ في : النظم المفيد الحاوي عقيدة التوحيد للطحاوي ، فقلتُ :
    1066 - لَكِنْ بِشَرْطِ أنْ يَكُونَ مَا ارْتكَبْ ... شِرْكًا فإنَّ الكُفْرَ بالشِّرْكِ وَجَبْ
    1067 - وَلا يَكُونَ الشِّركُ مِنْ لوَازِمِهْ ... كَالسِّحْرِ أَوْ تَرْكِ الصَّلاةِ اللَّازِمَهْ
    واللهُ أعلمُ .
    د ـ قولُهُ :
    236 ـ أَمَّا مَتَى تُغْلَقُ عَنْ طَالِبِهَا ؟ ... فَبِطُلُوعِ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا
    لهذا البَيْتِ روايةٌ أخْرَى وَجَدْتُها في طبعَةِ : صبيح هَكذا :
    كَذَاكَ لَا يَكُونُ سَدُّ بَابِهَا ... قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا
    وَالرِّوايتانِ صَحِيحتان ، ثُمَّ إِنَّ البَيْتَ ـ بِرِوَايَتَيْهِ ـ لا يُوجَدُ فِي نُسْخَةِ الشَّرْحِ .
    يُتْبَعُ إنْ شَاءَ اللهُ

  15. #75
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    2,225

    افتراضي رد: ضبط : سلم الوصول إلى علم الأصول للحكمي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو بكر المحلي مشاهدة المشاركة
    بارك الله فيكم.
    هذا الذي ذكرتم هو الأحسن غير شك، وكان يمكنكم-إن لم يكن للفعلِ ثلاثي-حملُه على الحذف لا النقل، وهو من الضرائر التي ذكرها العلماء، كما أشرتُ إليه هنا:
    http://majles.alukah.net/showthread.php?t=78208
    وأكرر، فأقول: ما ذكرتم هو المتوجه، لكني أردتُّ التنبيه على الفرق بين الحذف والنقل في مثل هذا.
    الأخ الكريم.
    الموضوع الذي دبَّجتموه هناك جيد، لكن أحسبُ أنَّ لدينا ما هو أخف منه في توجيه: "وبالمعاد ايقن" هنا.
    = الأستاذ محمود وجَّه الفعل هنا على أنه ثلاثي معتلّ الأوَّل بالياء [يَقِنَ يَيْقَنُ] "مثال يائي"، وذكر أنَّ مُضَارعه وأمْره مثل السالمِ لا حذفَ فيهِ ولا إعْلالَ؛ فيصير "وبالمعاد ايقَنْ" بفتح القاف ولا ضرورة فيه.
    = وجدتُ في القاموس المحيط وغيره: وَ (أَقَنَ) : لغة في أيقن.
    فمضارعه: يَأْقِن، والأمر منه: ائْقِن... وعند البدء بها تَصير: ايقِن ... بالمد بدل الهمزة.
    ولا إشكال في إبدال هذه الهمزة [فاء الفعل] حرفَ مدٍّ في الوصل أيضًا، وهذه هي طريقة الإمام ورْشٍ عن نافعٍ من السبعة، وهذا مطَّرد عنده سوى في "جملة الإيواء".
    قال الشاطبي - رحمه الله -:
    إذا سكنت فاءً من الفعل همزة * * * فورش يُريها حرف مد مبدلا
    سوى جملة الإيواء ... ....
    ولعلَّ الجميع مرَّ به في التلاوات المسموعة نحو: "قال ائتوني بأخ" ، "وقال الملك ائتوني". بالمد الطبيعي في رواية ورش، بدل الهمز.
    فيصير البيت الذي هنا: "وبالمعاد ايقِنْ" بكسر القاف.
    = إذا قال قائل: المشهور في الفعل أنه رباعي، وما قصَد النَّاظم ما ذهبتُم إليه... وكان عليه أن يقول: "أَيْقِنْ"
    قُلنا: نعم.
    ويكون الناظم قد وصَل ألف القطع [ولم يَحذفْها]، وهذا هو المختار عندئذ ... لأنه أخفّ الضرورتين.
    فإن قال: وهل سبَق للشعراء وصْلُ ألف القطع؟
    قلنا: نعم.
    جاء في "عبث الوليد":
    قُلتَ عبدَ العزيزِ خُذْ قالَ لبَّيْـ * * ـكَ اعْطِنيها فقلتَ لبَّيْكَ ألْفَا
    "قالَ لبَّيْكَ اعْطِنيها" وصل ألف القطع، وذلك رديء، وهو عندهم جائز، ومنه قول الراجز:
    إنْ لَم أُقاتل فالبسوني بُرقُعَا * * وفَتَخَاتٍ في اليدين أرْبعا
    اهـ.
    فيكون البيت الذي هنا "وبالمعاد ايقِنْ" بكسر القاف أيضًا.
    = = =
    ولعلَّ الأخ أبا بكرٍ يُوافقني في أنَّ أيًّا من هذه التوجيهات أخفُّ من حذف الهمزة برمتها،، والله أعلم.


    صورة إجازتي في القراءات العشر من الشيخ مصباح الدسوقي

  16. #76
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    693

    افتراضي رد: ضبط : سلم الوصول إلى علم الأصول للحكمي

    بارك الله فيكم.
    ولعلَّ الأخ أبا بكرٍ يُوافقني في أنَّ أيًّا من هذه التوجيهات أخفُّ من حذف الهمزة برمتها،، والله أعلم.
    نعم يا شيخنا الكريم، وقد أشرتُ إلى ذلك بقولي:
    وأكرر، فأقول: ما ذكرتم هو المتوجه، لكني أردتُّ التنبيه على الفرق بين الحذف والنقل في مثل هذا.

  17. #77

    افتراضي رد: ضبط : سلم الوصول إلى علم الأصول للحكمي

    فَصْل : فِي مَعْرِفَةِ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ وَتَبْلِيغِِهِ الرِّسَالَةَ ، وِإِكْمَالِ اللَّهِ لَنَا بِهِ الدِّينَ ، وَأَنَّهُ خَاتَمُ النَّبِيِّينَ ، وَسَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ أَجْمَعِينَ ، وَأَنَّ مَنِ ادَّعَى النُّبُوَّةَ بَعْدَهُ فَهُوَ كَاذِبٌ .
    237 ـ نَبِيُّنَا مُحَمَّدٌ مِنْ هَاشِمِ ... إِلَى الذَّبِيحِ دُونَ شَكٍّ يَنْتَمِي
    238 ـ أَرْسَلَهُ اللَّهُ إِلَيْنَا مُرْشِدَا ... وَرَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ وَهُدَى
    239 ـ مَوْلِدُهُ بَمَكَّةَ الْمُطَهَّرَهْ ... هِجْرَتُهُ لِطَيْبَةَ الْمُنَوَّرَهْ
    240 ـ بَعْدَ ارْبَعِينَ بَدَأَ الْوَحْيُ بِهِ ... ثُمَّ دَعَا إِلَى سَبِيلِ رَبِّهِ
    241 ـ عَشْرَ سِنِينَ : أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا ... رَبًّا تَعَالَى شَأْنُهُ وَوَحِّدُوا
    242 ـ وَكَانَ قَبْلَ ذَاكَ فِي غَارِ حِرَا ... يَخْلُو بِذِكْرِ رَبِّهِ عَنِ الْوَرَى
    243 ـ وَبَعْدَ خَمْسِينَ مِنَ الْأَعْوَامِ ... مَضَتْ لِعُمْرِ سَيِّدِ الْأَنَامِ
    244 ـ أَسْرَى بِهِ اللَّهُ إِلَيْهِ فِي الظُّلَمْ ... وَفَرَضَ الْخَمْسَ عَلَيْهِ وَحَتَمْ
    245 ـ وَبَعْدَ أَعْوَامٍ ثَلَاثَةٍ مَضَتْ ... مِنْ بَعْدِ مِعْرَاجِ النَّبِيِّ وَانْقَضَتْ
    246 ـ أُوذِنَ بِالْهِجْرَةِ نَحْوَ يَثْرِبَا ... مَعْ كُلِّ مُسْلِمٍ لَهُ قَدْ صَحِبَا
    247 ـ وَبَعْدَهَا كُلِّفَ بِالْقِتَالِ ... لِشِيعَةِ الْكُفْرَانِ وَالضَّلَالِ
    248 ـ حَتَّى أَتَوْا لِلدِّينِ مُنْقَادِينَا ... وَدَخَلُوا فِي السِّلْمِ مُذْعِنِينَا
    249 ـ وَبَعْدَ أَنْ قَدْ بَلَّغَ الرِّسَالَهْ ... وَاسْتَنْقَذَ الْخَلْقَ مِنَ الْجَهَالَهْ
    250 ـ وَأَكْمَلَ اللَّهُ بِهِ الْإِسْلَامَا ... وَقَامَ دِينُ الْحَقِّ وَاسْتَقَامَا
    251 ـ قَبَضَهُ اللَّهُ الْعَلِيُّ الْأَعْلَى ... سُبْحَانَهُ إِلَى الرَّفِيقِ الْأَعْلَى
    252 ـ نَشْهَدُ بِالْحَقِّ بِلَا ارْتِيَابِ ... بِأَنَّهُ الْمُرْسَلُ بِالْكِتَابِ
    253 ـ وَأَنَّهُ بَلَّغَ مَا قَدْ أُرْسِلَا ... بِهِ وَكُلَّ مَا إِلَيْهِ أُنْزِلَا
    254 ـ وَكُلُّ مَنْ مِنْ بَعْدِهِ قَدِ ادَّعَى ... نُبُوَّةً فَكَاَذِبٌ فِيمَا ادَّعَى
    255 ـ فَهْوَ خِتَامُ الرُّسْلِ بِاتِّفَاقِ ... وَأَفْضَلُ الْخَلْقِ عَلَى الْإِطْلَاقِ
    تنبيهاتٌ :
    أ ـ قولُهُ :
    240 ـ بَعْدَ ارْبَعِينَ بَدَأَ الْوَحْيُ بِهِ ... ثُمَّ دَعَا إِلَى سَبِيلِ رَبِّهِ
    كَلِمَةُ : ( أرْبَعِينَ ) تُضْبَطُ هنا بِجَعْلِ هَمْزَةِ الْقطْع فيها وصلًا ، وهَذا جائزٌ في الضَّرُورةِ ، وَإنْ كَانَ مُبْتَذلًا عِنْدَهُمْ ، وقدْ أشرْتُ إليهِ مِنْ قبلُ في نظم الضرورات بقوْلي :
    وَجَازَ في التَّغْييرِ قطْعُ مَا وُصِلْ *** مِنْ هَمْزةٍ وَعَكْسُهُ عِنْدي ابْتُذِلْ
    ولا يجوزُ أنْ يقالَ هنا نقلٌ فإنَّ الحرفَ الذي يسبقُ الهمزةَ متحرِّكٌ وليسَ سَاكنًا
    ب ـ قولُهُ :
    249 ـ وَبَعْدَ أَنْ قَدْ بَلَّغَ الرِّسَالَهْ ... وَاسْتَنْقَذَ الْخَلْقَ مِنَ الْجَهَالَهْ
    العروضُ والضَّربُ هنا مقطُوعَان ، وإلَّا وقعْنَا في الإِصرَافِ
    ج ـ ( مَنْ ) في قولِهِ : ( وَكُلُّ مَنْ ) في البيت :
    254 ـ وَكُلُّ مَنْ مِنْ بَعْدِهِ قَدِ ادَّعَى ... نُبُوَّةً فَكَاَذِبٌ فِيمَا ادَّعَى
    اسمٌ موْصُولٌ ، و (مِنْ ) التي بَعْدَها حَرْفُ جَرٍّ
    د ـ قولُهُ :
    255 ـ فَهْوَ خِتَامُ الرُّسْلِ بِاتِّفَاقِ ... وَأَفْضَلُ الْخَلْقِ عَلَى الْإِطْلَاقِ
    الهاءُ في ( فَهْوَ ) سَاكنةٌ
    يُتْبَعُ إنْ شَاءَ اللهُ

  18. #78
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    الدولة
    بلاد أهل السنة
    المشاركات
    231

    افتراضي رد: ضبط : سلم الوصول إلى علم الأصول للحكمي

    بارك الله فيكم و سدد خطاكم و وفقكم لضبط المنضومة

  19. #79
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    المشاركات
    1,458

    افتراضي رد: ضبط : سلم الوصول إلى علم الأصول للحكمي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمود محمد محمود مرسي مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعدُ :
    فالأمرُ منْ :أيقنَ : أَيْقِنْ ، والأمرُ منْ : يَقِنَ : ايقَنْ ، والأمرُ منْ : أَقَنَ : ايقِنْ ،
    هذا ، والله الموفقُ ، والسَّلام
    شكرا لك أستاذ محمود !
    زادك الله علما وأحسن إليك
    !
    " كن كشجرة الصندل .. .. تعطر الفأس التي تقطعها " الشيرازي
    دنانيري

  20. #80
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    المشاركات
    1,458

    افتراضي رد: ضبط : سلم الوصول إلى علم الأصول للحكمي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو بكر المحلي مشاهدة المشاركة

    قال الفيوميّ في مصباحه: ( وَالْحِبُّ بِالْكَسْرِ بِزْرُ مَا لَا يُقْتَاتُ مِثْلُ : بُزُورِ الرَّيَاحِينِ الْوَاحِدَةُ حِبَّةٌ .
    وَفِي الْحَدِيثِ: (كَمَا تَنْبُتُ الْحِبَّةُ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ) هُوَ بِالْكَسْرِ
    ) اهـ

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة
    محمود محمد محمود مرسي;477075
    أخي في الله أبا بكر المحلي ،
    السلامُ عليكمْ ورحمةُ اللهِ وبركاتُه ، وبعْدُ :
    فإنَّ كَلِمَةَ : ( حِبّ ) كمَا تفضَّلْتُمْ بِالبيانِ بكسْرِ الحَاءِ ، لا بفتْحِها ، وتعني : بَزر ما لا يُقتاتُ ، وقيل : الحِبَّةُ: بَزْر كلِّ نَباتٍ يَنْبُتُ وحْدَه مِنْ غَيْرِ أَن يُبْذَرَ ، وكلُّ مَا بُذِرَ، فبَزْرُه حَبَّة بِالْفَتْحِ ،
    واللهُ الموفِّقُ ، والسَّلام .
    هل أفهم من كلامكما _ أحسن الله إليكما _أن الحِبة البذر الذي لا يغرسه الإنسان ، أو الذي لا ينبت منه ثمر ؟
    والحَبة ما يغرسه الإنسان أو ما ينبت منه الثمر ؟

    " كن كشجرة الصندل .. .. تعطر الفأس التي تقطعها " الشيرازي
    دنانيري

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •