يرحم الله ابن النابلسي: الإمام الشهيد الذي كان الدارقطني إذا ذكره بكي لما بلغ هؤلاء القرامطة أنه يحض عليهم ويقول: (لو كان عند الرجل عشرة أسهم لكان ينبغي عليه أن يوجه تسعة إلي هؤلاء وسهمًا إلي الروم ،) فلما قبضوا عليه واجهوه بهذه المقالة ، هل قلت في حقنا أنه إذا كان عند الرجل عشرة أسهم يوجه تسعة إلينا وواحدًا إلي الروم ؟! قال: كذبوا ، أنا ما قلت ذلك ، إنما قلت: لو كان عند الرجل عشرة أسهم فيجب أن يوجه تسعة فيكم والعاشر فيكم أيضًا ، فأمروا به يهوديًا فسلخه وهو حي وهو صابر لا يئن حتى وصلوا إلي وجهه فقال: (كان ذلك في الكتاب مذكورا ) ومات ابن النابلسي وهو علي الحق المبين والثابت من ثبته الله u ، والعزائم تنبثق عادةً في المحن ، ولكن الثابت من نظر الله u إليه .
من سلسلة الوصايا قبل المنايا للشيخ أبي إسحاق الحويني