"كلهم بمنزلة واحدة"، في هذا الحديث مجهولان، وصححه الشيخ الألباني، فلمَ؟

[مؤمن ناصر الدين]

"كلهم بمنزلة واحدة"، في هذا الحديث مجهولان، وصححه الشيخ الألباني، فلمَ؟

3532 - حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى وَمُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالاَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَيْزَارٍ أَنَّهُ سَمِعَ رَجُلاً مِنْ ثَقِيفٍ يُحَدِّثُ عَنْ رَجُلٍ مِنْ كِنَانَةَ عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُ قَالَ فِى هَذِهِ الآيَةِ (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ) قَالَ « هَؤُلاَءِ كُلُّهُمْ بِمَنْزِلَةٍ وَاحِدَةٍ وَكُلُّهُمْ فِى الْجَنَّةِ ». قَالَ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ لاَ نَعْرِفُهُ إِلاَّ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ.

[محمد عبد العزيز الجزائري]

*الحديث في صحيح سنن التِّرمذيّ (ج3 ص315)

باب ومِنْ سورة الملائكة

3225 - حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، وَمُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالاَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ العَيْزَارِ، أَنَّهُ سَمِعَ رَجُلاً مِنْ ثَقِيفٍ يُحَدِّثُ عَنْ رَجُلٍ مِنْ كِنَانَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-:
أَنَّهُ قَالَ فِى هَذِهِ الآيَةِ: (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ)� � قَالَ: « هَؤُلاَءِ كُلُّهُمْ بِمَنْزِلَةٍ وَاحِدَةٍ، وَكُلُّهُمْ فِى الْجَنَّةِ ». قَالَ: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ حسَن، لاَ نَعْرِفُهُ إِلاَّ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ.
قال الألبانيّ: صحيح.
*وهو في مسند أحمد (ج18 ص270) بتحقيق شعيب الأرنؤوط ومحمّد نعيم العرقسوسي وإبراهيم الزّيبق
11745- حدَّثنا محمّد، حدَّثنا شعبة(1)، عن الوليد بن العَيْزار أنَّه سَمِعَ رجلا مِنْ ثقيف يحدِّث عن رجلٍ من كنانة
عن أبي سعيد الخدريّ، عن النَّبيّ صلّى الله عليه وسلَّم أنَّه قال في هذه الآية: (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ) [فاطِر: 32]، قَالَ: ((هَؤُلاَءِ كُلُّهُمْ بِمَنْزِلَةٍ وَاحِدَةٍ، وَكُلُّهُمْ فِى الْجَنَّةِ))(2).
الحاشية:
(1) في (ق) و(م) محمّد بن شعبة، وهو خطأ.
(2) إسناده ضعيف لإبهام الرَّجل مِن ثقيف، والرّجل مِن كنانة وبقيَّة رجاله ثقات رجال الشّيخين. محمّد: هو ابن جعفر، وشعبة: هو ابن الحجّاج.
وأخرجه التِّرمذيّ (3225)، والطَّبريّ في ((التَّفسير)) 22/137 مِن طريق محمّد بن جعفر، بهذا الإسناد، وقال التّرمذيّ: هذا حديث غريب، لا نعرفه إلاّ مِنْ هذا الوجه.
وأخرجه الطّيالسيّ (2236)، ومِن طريقه البيهقيّ في ((البعث والنّشور)) (61) عن شعبة، به.
قال السّنديّ: قوله: ((هؤلاء بمنزلة واحدة))، أي: في شمول الإيمان لهم.
*الحكم على الأحاديث أمر اجتهاديّ، وقد يكون الشّيخ الألبانيّ اطَّلع على شواهد أخرى تقوّيه، والله أعلم.

[ابن أبي الحسن]

وقد يكون الشّيخ الألبانيّ اطَّلع على شواهد أخرى تقوّيه، والله أعلم.

كيف يكون له شواهد مع أن الترمذي

قَالَ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ لاَ نَعْرِفُهُ إِلاَّ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ.

[محمد عبد العزيز الجزائري]

كيف يكون له شواهد مع أن التِّرمذي قَالَ: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ حسَن، لاَ نَعْرِفُهُ إِلاَّ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ؟

قُلْت: قد يكون..؛ مِنْ جهة إحسان الظَّنِّ بمحدِّث العصر -رحمه الله-، ثمّ إنّ التّرمذيَّ لم يحِط بجميع أحاديث النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، ومع عدم معرفته إلاّ مِنْ ذلك الوجه الّتي فيها مبهمان فقد حسَّن الحديث!.
وأمَّا حُكْم مُحَقِّقي المسنَد فهو على الإسناد، وليس على الحديث بقولهم: إسناده ضعيف.
ومِنَ المعروف عن محدِّث العصر أنَّه لا يصحِّح حديثا فيه مجهول إلاّ بعد أنْ يتثَبّت من اسم وحالِ المجهول الّذَيْن قد يظهران في طرق أخرى، ولا يعني أنَّ الألبانيَّ -رحمه الله- لا يخطئ فالمعصوم مَنْ عصَمَه الله، والمجتهد المصيب له أجران، والمجتهد المخطئ له أجر واحد.

[محمد عبد العزيز الجزائري]

أرجو أنْ يُطْرَح سؤال الأخ على الشَّيخ مشهور حسن آل سلمان -حفظه الله- فلعلّ أنْ يكون عندَه الجواب، لأنَّه أعلم بمؤلَّفات شيخه -رحمه الله-.

[ابن أبي الحسن]

قد يكون..؛ مِنْ جهة إحسان الظَّنِّ بمحدِّث العصر -رحمه الله-، ثمّ إنّ التّرمذيَّ لم يحِط بجميع أحاديث النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم،

وكذلك يُحسن الظن بالترمذي.

وينبغي التنبه إلى أن أقوال الأئمة في ذلك الزمن ليست كقول غيرهم ، بحكم قربهم من زمن الرواية ، ومعرفتهم بالرواة والعلل ، ومخرج الحديث ، فالحديث إذا جاء من غير طريق وكان مخرجه واحد ، فلا عبرة بها.

وينبغي كذلك أن ننزل الأئمة الكبار منازلهم ، فالترمذي -كما لا يخفى- خريج البخاري ، وإمام حافظ كبير ، فينبغي أن لا يقودنا الغلو الشديد في الشيخ الألباني إلى تقديم قوله على الترمذي.

[محمد عبد العزيز الجزائري]

فالحديث إذا جاء من غير طريق وكان مخرجه واحد ، فلا عبرة بها.

هل تقصد عدم الاحتجاج بالحديث الفرد؟ فإن قصدته فاعلم أنّ المحدّثين، ومنهم التّرمذيّ ليس العدد عندهم شرطًا في الصّحّة.

فينبغي أن لا يقودنا الغلو الشديد في الشيخ الألباني إلى تقديم قوله على الترمذي.

هل تقصد أنَّه لا يُقَدَّم على قول التِّرمذيّ قولُ أحَد من المتأخِّرين، بناء على أنَّ باب الاجتهاد في التَّصحيح والتَّضعيف أغلِق؟ فإن قصدت هذا فكلامُك مردود، وقد قال النَّوويّ: (والأظهر عندي جوازه لِمَن تمكَّن وقويت معرفتُه)، وقال العراقيّ: (وما رجَّحَه النَّوويّ هو الَّذي عليه عمل أهل الحديث).
والشَّيخ الألبانيّ يحسبُه العلماء مجتهدًا مطلقًا، وقد أجاز العلماء التَّقليد في مسائل التَّصحيح والتَّضعيف فهل تُمَانِع؟