(26)
لولم تكن العقوبة إلا هذه..!!
" فصلٌ : وللمعاصي من الآثار القبيحة المذمومة والمضرة بالقلب والبدن والدنيا والآخرة مالا يعلمه إلا الله...ومنها : حرمان الطاعة.فلو لم يكن للذنب عقوبة إلا أنه يصد عن طاعة تكون بدله، ويقطع طريق طاعة أخرى، فينقطع عليه طريق ثالثة، ثم رابعة، وهلمّ جرَّا. فينقطع عليه بالذنب طاعات كثيرة، كل واحدة منها خير له من الدنيا وما عليها.
وهَذَا كَرَجُلٍ أَكَلَ أكلةً أَوْجَبَتْ لَهُ مَرْضَةً طَوِيْلَةً مَنَعَتْهُ مِنْ عِدَّةِ أَكَلاتٍ أطْيَبَ مِنْهَا. فالله المستعان. "
ابن القيم رحمه الله تعالى
الداء والدواء(الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي)
طبعة دار عالم الفوائد(136)
(27)
سيشعر صاحبها بهذا الشعور؛
إذا أصبحَتْ ... هيئة راسخة وصفة لازمة وملكة ثابتة
" فصلٌ: ومنها: أن المعاصي تزرع أمثالها ويولد بعضها بعضا حتى يعزّ على العبد مفارقتها والخروج منها، كما قال بعض السلف: إن من عقوبة السيئةِ السيئةَ بعدها، وإن من ثواب الحسنة الحسنة بعدها. فالعبد إذا عمل حسنة قالت أخرى إلى جانبها: اعملني أيضا، فإذا عملها قالت الثانية كذلك، وهلم جرًّا، فتضاعف الربح، وتزايدت الحسنات. وكذلك جانب السيئات أيضاً، حتى تصير الطاعات والمعاصي هيئات راسخة وصفات لازمة وملكات ثابتة. فَلَوْ عَطَّلَ المُحْسِنُ الطَّاعَةَ لَضَاقَتْ عَلَيْهِ نَفْسُه، وَضَاقَتْ عَلَيْهِ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ، وَأَحَسَّ مِنْ نَفْسِهِ بَأَنَّهُ كَالحُوتِ إذا فَارَقَ المَاءَ حَتَّى يُعَاوِدَهَا، فَتَسْكُنُ نَفْسُهُ، وَتَقَرّ عَيْنُه..."
ابن القيم رحمه الله تعالى
الداء والدواء(الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي)
طبعة دار عالم الفوائد(139)
(28)
الذَّنْبُ..بَينَ المُؤْمِنِ والفَاجِر!!
" فصلٌ... ومنها: أن العبد لا يزال يرتكب الذنب، حتى يهون عليه، ويصغر في قلبه.وذلك علامة الهلاك، فإن الذنب كلما صغر في عين العبد عظم عند الله. وَقَدْ ذَكَرَ البُخَارِيُّ فِي صَحِيْحِهِ عَنْ ابنِ مَسْعُودٍ قالَ: إِنَّ المُؤْمِنَ يَرَى ذُنُوبَهُ كَأَنَّهُ فِي أَصْلِ جَبَلٍ يَخَافُ أَنْ يَقَعَ عَلَيْهِ. وإنَّ الفَاجِرَ يَرَى ذُنُوبَهُ كَذُبَابٍ وَقَعَ عَلَى أَنْفِهِ، فَقَالَ بِهِ هَكَذَا فَطَارَ."
ابن القيم رحمه الله تعالى
الداء والدواء(الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي)
طبعة دار عالم الفوائد(144)
تتبع إن شاء الله
بقية تشبيهات ابن القيم في الداء والدواء