الرحمن ،الرحيم
وهما اسمان جليلان كثر ورودهما في القرآن الكريم ، افتتح الله بهما أم القرآن ،وجعلهما عنوان ما أنزله من الهدى والبيان ،وضمنهما الكلمة التي لا يثبت لها شيطان ،وافتتح بها كتابه نبي الله سليمان عليه السلام،وكان جبريل ينزل بها على النبي صلى الله عليه وسلم عند افتتاح كل سورة من القرآن .
وهذان الاسمان كل منهما دالٌّ على ثبوت الرحمة صفة لله عز و جل ،فالرحمن :أي الذي الرحمة وصفه،والرحيم أي:الراحم لعباده.
وفي هذين الاسمين دلالة على كمال الرحمة التي هي صفة الله وسعتها ، فجميع ما في العالم العلوي والسفلي من حصول المنافع والمحابِّ والمسارِّ و الخيرات من آثار رحمته ،كما أن ما صرف عنهم من المكاره والنِّقم والمخاوف والأخطار والمضار من آثار رحمته ؛فإنه لا يأتي بالحسنات إلا هو ،ولا يدفع السيئات إلا هو ،وهو أرحم الراحمين.