السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سبق لي أن جمعت ما وقفت عليه من فروع النسخة السعادية في مقالتي الموسومة بالتلويح والسعادة بنسخ الجامع الصحيح لابن سعادة والمغاربة يعدون رواية ابن سعادة أصح أصل للجامع الصحيح لأمير المؤمنين في الحديث أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري تغمده الله برحمته وأسكنه الفردوس الأعلى
غير أن المشارقة ينازعونهم في ذلك ويذهبون إلى أن أصح أصل للجامع الصحيح هو أصل أبي الحسين شرف الدين اليونيني الحنبلي الحسيني الهاشمي وهو القول الذي ينبغي المصير إليه لما اجتمع في أصل اليونيني من أوصاف لم تتفق لغير كتابه سيما ضمه كثيرا من الروايات التي لا وجود لها في النسخة السعادية كرواية الأصيلي عن المروزي عن الفربري التي انفردت بفوائد كثيرة يُفزع إليها في بعض المواضع المشكلة من الجامع .وإنما قدمت الكلام عن النسخة السعادية لأن حقها أن تذكر قبلها لتقدمها من جهة التاريخ ولأن عادة أهل العلم تقديم ذكر محاسن أهل البلد على غيره والله أعلم
ومع اشتهار أمر النسخة اليونينة إلا أنني استغربت عدم التفات أصحاب البحوث الحديثية في الجامعات إلى الكلام عن هذه النسخة ووذكر أخبارها وشرح غوامضها وفك مستغلقاتها ولعلي أفرد في ذلك مقالة أجمع فيها ما وقفت عليه في ثنايا الكتب وخبايا الزوايا،وأذكر أني رأيت من قريب أن أحد الإخوة يعد دراسة عن هذه النسخة وقد نسيته فلعله يسد هذه الثغرة ويشفي غليل محبي الحديث وأهله في دراسة شاملة عن هذه الأصل ومميزاته
وعن اليونينية يراجع مقدمة الطبعة السلطانية الثانية للجامع الصحيح سيما مقدمة الشيخ المحدث أحمد شاكر رحمه الله
ومقدمة إرشاد الساري للقسطلاني وهو شرح تطبيقي لليونينية
وفهرس الفهارس للكتاني مع عدم تسليمي لدعواه فقدان اليونينية حتى عثر عليها الروداني !
وصحيح البخاري في الدراسات المغربية للعلامة المنوني رحمه الله و قد برع في الدلالة على مواضع وجود فروعها
وغيرها من المراجع
وهذا آوان الشروع في حكاية ما وقفت عليه من النسخ المتفرعة عن اليونينية أو المقابلة عليها وقد رتبتها بحسب تاريخ النسخ وما لم يُعرف تاريخه جعلته بآخر القائمة
التحفة الأولى:أصل مسموع بقراءة الفيروزآبادي على المحدث ناصر الدين الفارقي
وصف المخطوطة: نسخة في غاية النفاسة تقع في 74 ورقة، وخطها نسخ،مشكولة وقد ميز ناسخها الأبواب بخط غليظ.
ناسخها:غير مذكور
تاريخ النسخ: قبل 761 هـ
مصدرها:مخطوطات المكتبة الأزهرية
تبتديء من قال أبو عبد الله معرة العر الجرب تزيلوا تميزوا حميت القوم منعتهم حماية وأحميت الحمى جعلته حمى لا يدخل ) إلى ( باب من اختار الغزو بعد البناء فيه أبو هريرة عن النبي )
وهي مقابلة بالأصل المنقول منه ثم بنسخة مقابلة على النسخة اليونينية كما جاء في هامش ق 73 في أسفل اليمين وقد خلت هذه المخطوطة من ذكر فروق الروايات في الهامش
و في هامش ق 28 كتب الفيروزآبادي بخطه بلاغه قراءة بجامع الأزهر على ناصر الدين الفارقي ت 761 هـ الذي قال عنه الحافظ: وكان لا يترك قراءة صحيح البخاري في الجامع الأزهر وقال عنه العراقي لم يخلف بعده.الدرر الكامنة ج 5 ص 410 وترجم له الفاسي أيضا في ذيل التقييد ج 1 ص 209 بتحقيق الحوت.
وبأخرها أربع طباقات للسماع على عدة من المشايخ
الأول على: نجم الدين عبد الرحيم بن عبد الوهاب بن رزين ت 791 هـ من تلاميذ الحجار وست الوزراء،و من مشايخ الحافظ ابن حجر ،وفي الضوء اللامع للسخاوي ذكر لكثير ممن قرأ عليه الجامع الصحيح،انظر ق 73.
والرابع على شيخ الأزهر برهان الدين الأبناسي ت 782 هـ من مشايخ الحافظ وصاحب الشذا الفياح من علوم ابن الصلاح ق 74
والبقية لم أتبينها .
وفي هامش ق 73 بلاغ بخط المحدث الحافظ عثمان الديمي من تلامذة الحافظ لم أتبين نصه لرداءة جودة الصورة
وعلى كل فهذه النسخة في غاية النفاسة فقد اتفق لها عناية مشايخ الحافظ بها و تلاميذه ولو استفاد الناسخ من فروق الروايات في اليونينة لأجاد وأحسن،ولصارت هذه النسخة مُنازعة لنسخة النويري و الغزولي والبقاعي في الصحة والنفاسة.
وقد رفعها الشيخ الفاضل خليفة الكواري على موقعه المحجة السلفية وهذا رابطها
http://www.mahaja.com/library/manu**...manu******/127
التحفة الثانية أصل الأماسي الحنفي المقروء على الديمي
وصف المخطوطة:نسخة نفيسة تقع في 226 ورقة ( 462 صحيفة مع الغلاف)، خطها نسخ،مشكولة،كتبت الأبواب ورموز فروق الروايات بالحمرة وقد اعتنى ناسخها بإثبات فروق الروايات وتراجم الأبواب
ناسخها:هو أحمد(كذا بخطه وكل من ترجم له سماه محمد) بن محمد بن عثمان الأماسي الحنفي ت 798 هـ من تلاميذ الحجار ومن مشايخ الحافظ له ترجمة في إنباء الغمر 3-310 والمجمع المؤسس 2-456 وأثنى عليه الفاسي في ذيل التقييد 1-255
تاريخ النسخ:791 هـ كما في ص 459.
مصدرها: من مخطوطات جامعة ميشيغن الأمريكية.
تبتديء من باب مناقب عمار وحذيفة وتنتهي بآخر باب:بَابُ {مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ}.
وهي مقابلة كما ذكر ناسخها في عدة مواضع و كما في آخرها
وبآخرها سماع مجد الدين أبو الحسن علي بن محمد بن علي الشهير بالحريري (كذا ظهر لي ) سنة 904 هـ على الديمي المذكور الذي كتب بخطه تصحيح السماع.
وأُلحق بأولها ملخص فرخة اليونينية من حواشي الديمي والظاهر أن المقصود حاشيته على نسخته من الجامع الصحيح
وعلى نفس الورقة جواب للديمي عن مسألة في سجود النبي صلى الله عليه وسلم تحت العرش يوم القيامة.
فهذه نسخة نفيسة من فروع اليونينية منسوخة من شيخ الحافظ ومسموعة على تلميذه !
هذا رابطها:
http://babel.hathitrust.org/cgi/pt?s...8040&u=1&num=9
ويمكن تحميلها بصيغة PDF ولكن الرابط ليس مباشرا
وليت أحد الإخوة يحمل صورها بجودة متوسطة ويرفعها كاملة برابط مباشر
سأكمل البقية فيما بعد إن شاء الله تعالى
كتبه أبو حسان عفا الله عنه وكان الله له
صبيحة الثلاثاء 3 ربيع الأول 1432 هـ