بسم الله الرحمن الرحيم
0في كتاب مخنصر منهاج القاصدين ـ لابن قدامة المقدسي ـ ، ص104 ،
فصل ( جملة من آداب المعاشرة للخلق )
ولنذكر في آخر هذا الباب جملة من آداب المعاشرة للخلق :
فمن حسن المعاشرة أن تتوقر من غير كبر ، وتتواضع في غير ذلة ، وأن تلقى الصديق والعدو بوجه الرضى من غير ذل لهم ولا خوف منهم ، وتتحفظ في مجالسك من تشبيك أصابعك ، وإدخال أصابعك في أنفك ، وكثرة بصاقك ، والتثاؤب .
واصغ إلى محدثك ، ولا تسأله الاعادة ، ولا تحدث بإعجابك بولدك وجاريتك ، ولا تتصنع تصنع المرأة في التزيين ، ولا تتبذل تبذل العبد .
وخوف أهلك من غير عنف ، ولن لهم من غير ضعف .
ولا تهازل أمتك وعبدك ، فيسقط وقارك ، ولا تكثر الالتفات الى ورائك .

ولا تجالس السلطان ، فإن فعلت فا حذر الذنوب والغيبة ، وصن سره ، واحذر المداعبة عنده ، وتحفظ من الجشاء بحضرته والتخلل ، وإن قربك فكن منه على حذر ، وإن استرسل إليك فلا تأمن انقلابه عليك ، وارفق به رفقك بالصبي ، وكلمه بما يشتهيه ، ولا تدخل بينه وبين أهله وحشمه .
وإياك وصديق العافية .
ولا تجعل مالك أكرم من عرضك .
وإذا دخلت مجلسا فاجلس فيما هو أقرب للتواضع .
ولا تجلس على الطريق ، فإذا جلست فغض البصر ، وانصر المظلوم ، وأرشد الضال .
ولا تبصق في جهة القبلة ولا عن يمينك ، ولكن عن يسارك تحت قدمك اليسرى .
واحذر مجالسة العوام ، فإن فعلت فعليك بالتغافل عما يجري من سوء أخلاقهم وترك الخوض في حديثهم .
واحذر كثرة المزاح فإن اللبيب يحقد عليك في المزاح ، والسفيه يجترئ عليك .
**********
أسألكم الدعاء لي ولشيخي ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته