.............................. ................
--------------------------------
والمحفوظ في سياق هذا الحديث: هو سياق المؤلف ومن رواه مثله، وهكذا رواه جماعة كثيرة عن حجاج بن محمد بإسناده، وذكروا فيه أن تلك الجارية صاحبة القصة اسمها: «بركة» ومولاتها هي: «أم حبيبة».
وقد تعلق بعض المتأخرين برواية الطبراني السالفة، واتخذ منها ذريعة على دعوى الاضطراب في متن الحديث! وهذا من ضيق العَطَن! وقد رددنا عليه في «غرس الأشجار»، وسيأتي الإشارة إليه.
وقد توبع عليه ابن معين عن حجاج بن محمد.
فأخرجه أبو داود [رقم/24]، ومن طريقه أبو محمد البغوي في «شرح السنة» [رقم/194 /بتخريجنا/طبعة دار الحديث]، والنسائي [رقم/32]، وَالدَّارَقُطْن ِيّ فِي «سنَنه» كما في «البدر المنير» [1/481]، والطبراني في «الكبير» [24/رقم/477]، وعنه أبو نعيم في «معرفة الصحابة» [6/رقم/7517/طبعة مكتبة الوطن]، والحاكم [1/272]، وابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» [6/رقم/3342]، وأبو ذر الهروي في «المستدرك المستخرج على إلزامات الدارقطني» كما في «التلخيص الحبير» [1/171/الطبعة العلمية]، وأبو بكر ابن المقريء في «معجم شيوخه» [رقم/129 /طبعة مكتبة الرشد]، وابن منده في «معرفة الصحابة» كما في «البدر المنير» [1/485]، ومن طريقه ابن عساكر في «تاريخه» [69/51]، والبيهقي في «سننه» [رقم/ 485]، وغيرهم من طرق عن حَجَّاج بن مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عن حُكَيمَة ابْنَة أُمَيْمَةَ، عَنْ أُمَيْمَةَ أُمِّهَا به نحوه...
وهو عند أبي داود ومن طريقه البغوي والنسائي وابن حبان والحاكم والبيهقي مختصرًا دون قصة بركة مولاة أم حبيبة. وزاد ابن المقريء والطبراني وابن منده ومن طريقه ابن عساكر في آخره زيادة. ولفظ سياق ابن المقريء: «كَانَ لِرَسُولُ اللَّهِ r قَدَحٌ مِنْ عِيدَانٍ يَبُولُ فِيهِ وَيَضَعُهُ تَحْتَ السَّرِيرِ، فَجَاءَتِ امْرَأَةٌ يُقَالُ لَهَا بَرَكَةُ كَانَتْ مَعَ أُمِّ حَبِيبَةَ مِنَ الْحَبَشَةِ فَشَرِبَتْهُ، فَطَلَبَهُ النَّبِيُّ فَلَمْ يَجِدْهُ، فَقِيلَ: شَرِبَتْهُ بَرَكَةُ قَالَ: لَقَدِ احْتَظَرَتْ مِنَ النَّارِ بِحِظَارٍ أَوْ جُنَّةٍ»،
ومثله عند ابن أبي عاصم وابن منده وابن عساكر، ولفظ الطبراني: « كَانَ النَّبِيُّ r يَبُولُ فِي قَدَحِ عِيدَانٍ، ثُمَّ يَرْفَعُ تَحْتَ سَرِيرِهِ، فَبَالَ فِيهِ ثُمَّ جَاءَ فَأَرَادَهُ فَإِذَا الْقَدَحُ لَيْسَ فِيهِ شَيْءٌ، فَقَالَ لِامْرَأَةٍ يُقَالُ لَهَا بَرَكَةُ كَانَتْ تَخْدُمُ أُمَّ حَبِيبَةَ، جَاءَتْ بِهَا مِنْ أَرْضِ الْحَبَشَةِ: أَيْنَ الْبَوْلُ الَّذِي كَانَ فِي الْقَدَحِ؟ قَالَتْ: شَرِبَتُهُ، فَقَالَ: لَقَدِ احْتَظَرْتِ مِنَ النَّارِ بِحِظَارٍ».
قال الحاكم: «حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَسُنَّةٌ غَرِيبَةٌ، وَأُمَيْمَةُ بِنْتُ رُقَيْقَةَ صَحَابِيَّةٌ مَشْهُورَةٌ مُخَرَّجٌ حَدِيثُهَا فِي الْوُحْدَانِ لِلْأَئِمَّةِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ».
قلت: وهذا إسناد صالح مقبول على التحقيق، وقد أُعلَّ بعدة علل؟ منها:
1- كون ابن جريج لم يذكر فيه سماعًا؟ وهو كثير التدليس!
وتعلق من أعله بذلك: بقول الذهبي في ترجمة: «حكيمة بنت أميمة» من «الميزان» [1/587]: «روى عنها هذا ابن جريج بصيغة عن»!
قلت: وخفي على من تعلق بذلك: كون ابن جريج قد صرح بالتحديث النسائي وابن حبان والطبراني وابن المقريء وابن أبي عاصم والبيهقي والحربي والمؤلف وغيرهم، فانقطعت بذلك شبهة تدليسه!
2- وأعله جماعة بجهالة: «حكيمة بنت أميمة»! وإليها أشار ابن كثير بقوله عن هذا الحديث في كتابه: «الفصول في سيرة الرسول» [1/ 306/طبعة مؤسسة علوم القرآن]: «هو إسناد مجهول»!
وقال ابن الملقن في «البدر المنير» [1/ 485] وهو بصدد تسطير علل هذا الحديث: « وَأمر آخر، وَهُوَ: جَهَالَة حكيمة بنت أُمَيْمَة، فإنَّه لَا يُعرف لَهَا حَال؟».
وقبله: قال الذهبي عنه في «الميزان»: « هي غير معروفة»؟ وقال الحافظ في «التقريب»: « لا تُعْرَف؟».