بسم الله الرحمن الرحيم
مكر اليهود والنصارى بالإسلام
إن الحمد لله نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّإِلاَ ّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ }([1]){يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍوَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراًوَنِسَا ءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّاللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً }([2]){يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (70)يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً }([3])
أما بعد فإن خير الكتاب كتاب الله تعالى وخير الهدى هدي محمدٍ صلى الله عليه وعلى آله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار أعاذنا الله وإياكم من النار .
يقول الله في كتابه الكريم : { وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} (الأنفال 73) ومعنى الآية أن الكفار يتفقون فيما بينهم على محاربة الإسلام والمسلمين فهم ينصرون بعضهم بعضا إذا كان الخصم هو الإسلام ولو كانوا متفرقين فيما بينهم ويقول الله في كتابه الكريم: { مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلا الْمُشْرِكِينَ أَنْيُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ } (البقرة 105) وأهل الكتاب هنا هم اليهود والنصارى ويقول الله في كتابه الكريم:{ وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِإِيمَانِك ُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَلَهُمْ الْحَقُّ } (البقرة 109) ويقول الله في كتابه الكريم: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ } (المائدة 51) أيها المسلمون نزلت هذه الآية الكريمة وهي {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَبَعْ ضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} على الرسول عليه الصلاة والسلام وكان اليهود والنصارى آنذاك ليس بينهم التقاءإذكان اليهود آنذاك يشردون ويطردون من قبل النصارى وما الذي أوصلهم إلى اليمن وإلى المدينة وغير ذلك؟ إلا ذلك فلهذا الرسول عليه الصلاة السلام لما جاء إلى المدينة جاهد اليهود وأخرجهم من المدينة ومن حولها ولم يكن النصارى آنذاك يتعاونون مع اليهود وهكذا في عهد الصحابة لما قام الجهاد في سبيل الله وقضي على دولة الروم النصرانيةلم يكن اليهود آنذاك يتعاونون مع النصارى لكن الله عليم فقد علم أنه سيأتي وقت يتفق فيه اليهود مع النصارى ويتحدون و يتعاونون ضد الإسلام وضد المسلمين وأعظم من ذلك ما جرى في عصرنا هذا من اتفاق اليهود والنصارى على ضرب المسلمين والقضاء عليهم بما لا يتصوره عقل ولا يدركه أحد لهذا أيها الإخوة رأيت أن أذكر ما قام به اليهود والنصارى من الجهة العسكرية فقط و إلا فما يقوم به اليهود والنصارى ضد المسلمين في مجالات أخر فذلك أمر لا يتسعه كتاب، أيها المسلمون لا يخفى عليكم أن النصارى استمروا يحاربون اليهود و يشردونهم في شتى بقاع الأرض إلى أيام قريبة فقد كانت ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وكذا بريطانيا وغيرها من الدول النصرانية مثل هنغاريا وبلجيكا وهولندا وسلوفاكيا والنمسا وأسبانيا وليتوانيا والبرتغال([4]) لا ترى لليهود إلا الإبادة و التشريد والتنكيل فكيف صاروا متفقين؟ وكانت الفرق النصرانية ترجع إلى فرقتين كبيرتين وهما الكاثوليك([5]) والأرثوذكس([6]) فأنشأت فرقة ثالثة تسمى البروتستانت([7])هذه الفرقة نشأت في أوروبا على أيدي اليهود بطريقة سرية وتبنت الديانة اليهودية([8]) ثم لما حصلت حروب طاحنة([9]) بين هذه الفرقة و بين الكاثوليك و الأرثوذكس من النصارى هاجرت إلى أمريكا في مطلع القرن السابع عشر وفي أمريكا تبحبحت هذه الفرقة وصارت أقوى الفرق النصرانية بل صارت تناوئ الدول بما في ذلك الأوروبية النصرانية وأظهرت هذه الفرقة ولاءها الكامل لليهود وعملها بكتاب التلمود اليهودي شرح للتوراة وهو تحريف وتبديل لها وفيه الافتراء على الله وعلى أنبيائه ورسله فصارت هذه الفرقة ربيبة لليهود ثم بعد ذلك أدخل اليهود مجموعة في الكاثوليك وكذلك في الأرثوذكس وجعلوهم يدعون النصرانية وما أرادوا إلا أن يكتسبوا تلك الفرقتين إلى صفهم فاستجاب لهم من استجاب ومن هنا صارت الفرقة القوية والمهيمنة عالمياً هي البروستانت ثم مؤخراً استطاع اليهود أن يتحصلوا على وثيقة اتفاق عن طريق البابا يوحنا بولس الثاني بابا الفاتيكان، وبهذه الوثيقة([10]) قامت القيادة الدينية الكاثوليكية بتبرأة اليهود من جرائمهم ضد المسيح([11]) وضد مريم([12]) عليهما السلام، وهذه البراءة لليهود من قبل قيادة النصارى تصادر عقيدة النصارى التي صاروا عليها مئات السنين. ومن هنا اجتمع اليهود مع النصارى في محاربة الإسلام والمسلمين, فاتفقت كلمتهم على أن يبدؤوا بالقضاء على الدولة العثمانية([13]) لأن الدولة العثمانية هي الخطر الكبير أمامهم الذي يحول بينهم وبين الوصول إلى العرب وإلى مهبط الوحيين فقام اليهود والنصارى وأسسوا الجمعيات السرية اليهودية والنصرانيه وأسسوا الأحزاب العلمانية والقومية داخل الدولة العثمانية وقاموا بدعمها وتمويلها والدفاع عنها بتنفيذها حتى وصلوا إلى القضاء على الدولة العثمانية الدولة المسلمة، وكانت الدولة العثمانية في أيام قوتها تحكم أوروبا الشرقية حكما مباشرا وأما باقي دول أوروبا الغربية فكانت ترتعد خوفاً منها([14]) ولكن في آخر أمرها حصل لها ضعف بسبب زيادة الانحراف في هذه الدولة([15]) فسلط الله عليها اليهود والنصارى،فلما قضى اليهود والنصارى على الدولة العثمانية العظمى التي كانت قوة رهيبة وسدا منيعا إمام الطغيان اليهودي والطغيان النصراني سارعت الدول الكافرة إلى تقسيم([16]) الوطن العربي خصوصاً والقضاء على العرب لأن العرب هم منبع الإسلام وقوته، وعز الإسلام عز العرب، فإذا استذلوا وأهينوا وحُطموا فلا إسلام بعد ذلك فقامت ايطاليا واستعبدت ليبيا([17]) وقامت فرنسا واستعبدت الجزائر([18]) والمغرب([19]) وتونس([20]) وسوريا([21]) ولبنان([22]) وقامت بريطانيا واستعبدت مصر([23]) والسودان([24]) والعراق([25]) وجنوب اليمن([26]) وكذلك أيضا دول الخليج([27]) باستثناء السعودية، وقام اليهود بمساعدة الدول الأوروبية وعلى وجه الخصوص بريطانيا وأمريكا واستولوا على فلسطين ولما تمكن اليهود من البقاء في فلسطين أقاموا المذابح والمجازر العامة والخاصة حتى سيطرت الدولة اليهودية على المنطقة وأقاموا لهم دولة في قلب الوطن العربي. فهل انتهى الشر العسكري هاهنا؟ لا ما قد ظهر من الجمل إلا رأسه كما يقال وبعد أن تمكنت هذه الدول الأوروبية وأمريكا ومن إليها من المسلمين نشروا أفكارهم وعقائدهم ومبادئهم وصاروا يدوسون المسلمين ويفعلون بهم الأفاعيل. ثم ماذا جرى بعد هذا بعد أن تمكنت هذه الدول من تمزيق المسلمين وتمزيق الأمة الإسلامية إلى أن صارت دويلات،فقامت هذه الدول المستعمرة وأسست الأحزاب في أوساط المسلمين هذا حزب يميني وهذا حزب يساري وهذه الأحزاب تتلقى الأفكار والتوجيهات والتخطيطات والدعم المالي من اليهود والنصارى وأسندوا إليهم بأن يقوموا بإثارة الفتن والمصائب في أوساط المسلمين فقامت الثورات في بلاد المسلمين حتى لا تكاد تسلم منها بلده كما تعلمون. وبعد أن أقيمت الثورات هذه وقتل من قتل من المسلمين بمئات الآلاف باسم التحرر المزيف فقامت الأحزاب وصارت بديلا عن اليهود وعن النصارى تتلقى منهم كل فكر وإجرام وتقيمه وتنشره في بلدها وبعد هذا ما ذا حصل؟ لقد ذكر صاحب كتاب "ما يجب على المسلم أن يعرفه عن التبشير والتنصير"([28]) وهو سليمان الجبهان مخططا لليهود والنصارى فقد ذكر في المخطط أنه أقيم مؤتمر المثقفين اليهود، قال أحد زعماء المؤتمر وهو < ناحوم غولد مان > في الخطاب الذي ألقاه في المؤتمر: (إذا أردنا لإسرائيل البقاء والاستمرار في الشرق الأوسط فعلينا أن نفسخ الشعوب المحيطة بها إلى أقليات متنافرة تلعب إسرائيل من خلالها دورا طليعيا وذلك بتشجيع قيام دويلة علوية في سوريا ودويلة مارونية في لبنان ودويلة صليبية في الأردن ودويلة كردية في العراق ودويلة قبطية في مصر وأن نخلق جوا من الكراهية وعدم الثقة بين السعودية وجاراتها وبين الدول العربية) وهكذا أيها الناس يعزمون على إقامة دول في أوساط المسلمين وفي الوطن العربي خصوصا وقد حصل السعي من قبل النصارى في تشكيل قوات مليشيا عسكرية باسم < منظمة الجيش المريمي > ولهذه المنظمة قيادات في الضفة الغربية ومركزها القدس وفي الضفة الشرقية ومركزها عمان ولكل قيادة مركز حربي أعلى ويتولى تدريب هذا الجيش الضباط النصارى في الجيش الأردني وفي الأمن العام ولقد بلغ تعداد هذا الجيش حتى أواخر عام 1966م حوالي عشرين ألف جندي ولهذا الجيش دستور طبع في لبنان ومجلة شهرية تحمل اسم مجلة الجيش المريمي تطبع في لبنان أيضا ويحرر الصفحة الأولى منها المرشد الروحاني وهو عادة يختار العناوين المثيرة مثل "القدس عاصمتنا المسيحية" ومثل "آن لجيشنا أن يخلص البلاد من أعدائه المسلمين" ومثل "ليس لغير المسيحيين حق في هذه الديار المقدسة ولقد ضبطت السلطات الأردنية أسلحة كثيرة لهذا الجيش بل إن السلاح يتدفق على هذا الجيش من الداخل بواسطة الضباط النصارى في الجيش الأردني ومن الخارج بواسطة موظفي الجمارك في ميناء العقبة ومراكز الحدود ولقد قامت قوات هذا الجيش باستفزازات كثيرة وخاصة في الاحتفال بعيد الميلاد الذي سبق هزيمة حزيران وحمل أفراده صلبانا يبلغ ارتفاعها ثلاثة أمتار وأخذوا يهتفون بهتافات مثيرة مثل "دين المسيح هو الصحيح" و"لا عربية ولا إسلام" ومثل "آن لجيشنا أن يبرز لرفع علم مريمي على أرض المسيحية ويقيم دولتها"([29]) وأما الدولة النصرانية المارونية في لبنان فقد قامت أما مصر فإنهم يسعون الآن لتقسيمها وأن تكون عاصمة دولة النصارى الإسكندرية وهناك من يقول في أسيوط ويبذلون لذلك ما في وسعهم وهكذا أيضا يسعون في تقسيم العراق وهم في اختلاق الفتن يوما بعد يوم من أجل تقسيمها([30]) وكذلك أيضا اختلقوا الفتن في السودان من أجل تقسيمها إلى شمال وجنوب بحيث تقام دولة نصرانية في الجنوب وأكبر دليل على ذلك وجود حركة (جون قرنق) والتي تسمى بالجيش الشعبي لتحرير السودان([31]) وهكذا يسعون الآن إلى تقسيمات جديدة لدول إسلامية وعربية تصور أخي المسلم هذا العدو الذي لا ينام عن معاداتك وعن محاربتك ويفعل ما يمكنه أن يقوم به، كل ذلك من أجل القضاء عليك والتدمير لك، وهل وقف المكر والمؤامرة هاهنا؟ ها هي أمريكا تمد الدولة اليهودية بأسلحة متطورة فقد ذكر في التقرير أنها أعطتها (سبعمائة طائره مقاتله وألفين ومائه دبابة ثقيلة وخمسة آلاف وسبعمائة دبابة خفيفة وخمسمائة مدفع مركب على دبابة)([32]) بالرغم من أن إسرائيل تصنع الأسلحة النووية التي فيها الدمار و الإبادة للعرب والمسلمين، ولهذا ذكرت إحدى المجلات([33]) قائلة: (لقد أغرقنا إسرائيل بالمال والأسلحة جعلنا الثلاثة ملايين يهودي تقريبا ماردا عسكرياً أكبر من ألمانيا– إنكلترا – فرنسا وأقوى من دول (21) دولة عربية مجتمعة بسكانها البالغ عددهم (150) مليون) وهذا كان في الستينات وأما في التسعينات وبداية الألفية الثالثة فقد مكنت أمريكا الدولة اليهودية من إقامة مصانع لكافة أنواع الأسلحة المتطورة وبقيت تدعمها بالمال والله غالب على أمره. هكذا قامت أمريكا بما قامت وهي الدولة التي تدعم كل من يحارب الإسلام والمسلمين بإيجاد معسكرات بأسلحة متطورة كثيرة بل قامت أمريكا بوضع قواعدها الكثيرة في قلب الوطن العربي والجزيرة العربية[34] فقد أحاطت بالعرب براً وبحراً إلى جانب القواعد التي لها في تركيا([35])ولم ينته الشر بل أقاموا جيوشا في أكثر من دولة عربية بما يسمى بالتدخل السريع([36])وهذاالتجييش العسكري هو عن طريق أبناء المسلمين وأمريكا تقوم بتدريبه وبإعطائه المرتبات وبالإشراف عليه والغرض من هذا إحكام السيطرة على المسلمين من داخل الشعب نفسه والدولة نفسها فهل خطر ببالك مثل هذه المؤامرة على المسلمين؟ وهل يسلم لأمريكا أنها حاملة راية السلام وهي توقد نارا لا يطفئها إلا الله؟ وهل أدركت يا مسلم مكر عدوك بك؟ وهل عرفت حقيقة أمريكا؟ فهذا هو العدو الأكبروالله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
أيها المسلمون لا يخفى عليكم ما وصل إليه اليهود والنصارى من التمكن والسيطرة على المسلمين من إفساد عقائدهم وإفساد سياستهم وإفساد اقتصادهم وإفساد أخلاقهم وتسلطوا عليهم من والى وهذا شرحه يطول وأعداؤنا ليسوا واقفين عند شيء من الشر وصدق الله إذ يقول: {ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم}(البقرة 120) لم يقل حتى تعصي الله من أجلهم وتطيعهم في بعض الأمر فاليهود والنصارى ليسوا راضين عن حكام المسلمين و لا عن شعوبهم إلا إذا صاروا كفارا وارتدوا عن الإسلام و إلا فسيبقى الحرب منهم ضد المسلمين وما أكثر ما أطاع حكام المسلمين اليهود والنصارى ونفذوا لهم مخططاتهم وجاملوهم وفعلوا بالمسلمين الأفاعيل كل ذلك إرضاءًلليهود والنصارى فهل كان هذا عند اليهود والنصارى كافيا؟ كلا، فكيف لو أدركت أن اليهود والنصارى الآن يعدون لإقامة الحرب العالمية الثالثة كما يزعمون
[37]) بل هذه عقيدة عندهم وإن كانت قائمة على أكاذيب وافتراءات في كتبهم كمثل كتاب التلمود وغيره من كتبهم المحرفة فهم يرون أن المعركة لابد منها. وعلى من ستكون؟ من عدو النصارى الآن؟ من عدو اليهود الآن؟ ما معهم عدو في الساحة إلا المسلم. لقد كانت أمريكا تخشى من الاتحاد السوفيتي([38]) وانتهى إلى غير رجعه إن شاء الله والآن توجه العداء كله والتخطيط والبذل والجهود من قبل أمريكا وحلفائها من أجل القضاء على الإسلام والمسلمين لأنهم يقولون: لا نخاف من شيء كما نخاف من الإسلام لأن الإسلام قوة لا تقهر قلت: لأن الإسلام لا يقهر لأنه دين الله رب العالمين فلا تخافوا من اليهود والنصارى فهم أحقر من أن يخاف منهم لكن أريد أن تعرفوا أيها الناس أن المصيبة فينا وأن غريمنا أنفسنا والذين جروا إلينا هذا البلاء هم حكام المسلمين الذين انحرفوا عن منهج الله وضعفوا في مواجهة الأعداء ورحم الله من قال: لا أخاف على المسلمين إلا من المسلمين ويضاف إلى هذا جهل المسلمين بدين الله فقد قبلوا أشياء كثيرة من أعداء الله ولهذا يقول أحد زعماء النصارى وهو يتكلم عن أسباب تمكنهم من المسلمين: (إن من أسباب تمكننا من المسلمين أن المسلمين يبالغون في احترامنا)([39])سبحان الله فما هذا التناقض عند هؤلاء المغفلين وربما ظنوا أن حياتهم لا تقوم إلا بوجود اليهود والنصارى ومن يعتقد أن سعادته مرتبطة بأمريكا ويظن أن أمريكا تحرص على سعادته فهو أجهل من حمار أهله أو ما علم المسكين ماذا عملت أمريكا بالمسلمين؟ أيها الناس إن الله ما سلط علينا أعداءنا إلا لأننا حاربنا شرعه إلا من رحمه الله فتعدينا الحدود وانتهكنا الحرمات وضيعنا الفرائض والواجبات فلا بد من أن ينتقم الله وهذه سنة الله في الخلق قال الله:{إن تنصروا الله ينصركم} (محمد 7) مفهوم الآية إن لم ننصر الله لم ينصرنا وليس لنا نصر إلا منه أما من غيره فلا فهاهم المنحرفون في أوساط المسلمين من زنادقة ومنافقين لا ينصروننا بل يسعون لخذلاننا وتقديمنا لقمه سائغة لأعداء الله رب العالمين تصفحوا أيها الناس واقرؤوا كم قتل من إخوانكم وماذا فعل بهم في الحبشة وهكذا في البوسنة([40]) وكذا في لبنان وفي فلسطين وفي العراق ولا ننسى أن أعداءنا يقومون بالفتنويثيرونها على المسلمين من داخل شعوبهم بل يسلطون الدولة على الدولة كما فعلوا بالعراق والكويت([41]) والعراق وإيران([42]) ولنعتبر بما جرى في اليمن في حرب (1994م) عند أن ناصروا الحزب الاشتراكي وأمدوه بالقوة المدمرة للبلاد والعباد ضد اليمن إلى متى نتجاهل الحقائق والأخطار؟ والرسول عليه الصلاة والسلام يقول: ((لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين))([43]) ولكن غفل كثير من المسلمين وصاروا يكذبون الواقع ويعتمدون على أوهام وكلمات معسولة ومواقف مزورة فأدعوك أيها المسلم إلى أن تعلن التوبة بينك وبين الله فتعود إلى شرع الله وتستقيم على دينه والمستقبل للإسلام بإذن الله رب العالمين وكيف لا والرسول e يقول كما عند مسلم([44]) واحمد([45]) و الترمذي([46]) وأبي داود([47]) وغيرهم من حديث ثوبان رضي الله عنه: ((إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها وان ملك أمتي سيبلغ ما زوي لي منها وأعطيت الكنزين الأحمر والأبيض وإني سألت ربي لأمتي أن لا يهلكها بسنة عامة – أي بقحط عام يعم المسلمين – وان لا يسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم وإن ربي قال: يا محمد إني إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد واني أعطيتك لأمتك أن لا أهلكهم بسنة عامة وأن لا أسلط عليهم عدوا إلا من أنفسهم يستبيح بيضتهم ولو اجتمع عليهم من بأقطارها أو قال: من بين أقطارها حتى يكون بعضهم يهلك بعضا ويسبي بعضهم بعضاً)) والأدلة كثيرة على أن المستقبل للإسلام ولكن هل هذا سيكون على أيدينا أم على أيدي من بعدنا من صفوة عباد الله؟ والمهم أننا نؤمن بذلك ونعمل كما أراد الله، {والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون} وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا والحمد لله رب العالمين .
لفضيله الشيخ / محمد بن عبدالله الامام - حفظه الله -
المقال كتب في تاريخ 6/مارس/2009