الرد على زعم الملاحدة أن العدم خرافة و أن المادة يبقى جزء منها
إن الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له .
و أشهد أن لا إله إلى الله ، و أن محمدا عبده ورسوله بلغ الرسالة ونصح الأمة و كشف الله به الغمة و جاهد في سبيل الله حتى أتاه اليقين
أما بعد :
فقد قال الملاحدة مفهوم الفراغ في العلم ليس هو ذلك العدم المطلق الذي يرمي إليه الفكر الديني , و الأهم من ذلك هو أنه مهما حاولنا إفراغ حيز ما من المادة فيجب أن يبقى هناك مقدار ما من المادة فلا يوجد عدم مطلق أو فراغ تام أو طاقة صفرية بل يوجد قدر ضئيل من الطاقة ،و كل ما يمكن الحصول عليه هو حيز من المكان المليء بالجسيمات الافتراضية و التي تعيش على طاقة مقترضة .. وذلك بحيث يمتلك هذا الحيز المكاني مقدار بغاية الضآلة من الطاقة , يدعى هذا المستوى الطاقي بطاقة نقطة الصفر و يدعى الحيز المليء بهذه الجسيمات بالفراغ الكمي .
و الجواب أن غاية كلامكم أن عدم وجود كتلة و طاقة ، لا يعني العدم المطلق لوجود جسيمات أو موجات افتراضية أي أن العدم المطلق هو لا وجود لأي كتلة أو أي طاقة أو أي جسيمات أي موجات ، وهذا غير ممكن في عالم الأعيان ، فهناك تراوحات كمومية بشكل دائم إذ العدم المطلق ليس من عالم الأعيان بل يوجد في الأذهان لا في الأعيان و ما يوجد في عالم الأذهان لا يخضع للتجارب .
و هذا الكلام لا يناقض كلام المؤمنين عن العدم أنه لا شيء فالمؤمن بالله لا يتكلم عن عدم في الوجود ، أو عدم من الوجود بل يتكلم عن عدم الوجود فلا مجال لتَّكلم عن العدم كالتكلم عن الوجود ، فالوجود يخضع للتجارب ، أمَّا العدم ؛ فلا يخضع للتجارب ؛ لأنَّ العدم ليس بشيء متَّصِف بالوجود ؛ وتفريغهم للطاقة تفريغ لشيء موجود في الوجود و العدم ليس بشيء حتى يفرغ وبهذا فلا مجال للقول بعدم وجود عدم أو أن العدم خرافة و المادة المتبقية من المادة مادة متبقية في الوجود و ليس في العدم أي ليست المادة متبقية في اللاشيء و كان قبل الوجود لاشيء من المادة .
هذا و الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات