أخي الكريم / ابن الرومية ... تقول:
ان كل من ثبت عنهم التكلم باصطلاح الجسمية و التركيب و التبغيض انما كانت من المعتزلة و الجهمية المتأثرين بالمقولات العشر اليونانية...
وتقول: و اتحداك ان تجد عن السلف احدا تكلم بهذه الاصطلاحات المجملة
لذا أعيد فأقول:
عقيدة الإمام أحمد من رواية أبي بكر الخلال (1/111):
لَا يجوز أَن يُسمى جسما
وَأنكر على من يَقُول بالجسم (لاحظ هنا أنك تنكر على من يقول بنفي الجسم والإمام ينكر على من يقول بالجسم) َوقَالَ إِن الْأَسْمَاء مَأْخُوذَة بالشريعة واللغة وَأهل اللُّغَة وضعُوا هَذَا الاسم على كل ذِي طول وَعرض وسمك وتركيب وَصُورَة وتأليف وَالله تَعَالَى خَارج عَن ذَلِك كُله فَلم يجز أَن يُسمى جسما لِخُرُوجِهِ عَن معنى الجسمية وَلم يجِئ فِي الشَّرِيعَة ذَلِك فَبَطل. اهـ
أليس هذا نفي للجسمية عن الله
عقيدة الإمام أبي حنيفة من طريق الإمام الطحاوي: تعالى عن الحدود والغايات، والأركان والأعضاء
كلام ابن القيم: فإن قال أردت بالجسم معناه في لغة العرب وهو البدن الكثيف الذي لا يسمى في اللغة جسم سواه، فلا للهواء جسم لغة.. فهذا المعنى منفي عن الله سبحانه عقلاً وسمعاً
هل نفى ابن القيم عن الله هنا الجسم بمعناه في لغة العرب أم لا؟؟؟
ألم يتفق ابن القيم والإمام أحمد في تعريف الجسم في لغة العرب، ولكن ابن القيم رأى أن الألفاظ تؤخذ من الشرع وحده بينما رأى الإمام أحمد أن الألفاظ تؤخذ من الشريعة واللغة.
تقول يا أخي الكريم:
الخلاف اصلا - و اعيدها للمرة الألف- ليس في نفس نفي الجسمية بمعنى الجسد و الذي تنقل معناه عمن نقلوه بفهمهم لا الفاظا للسلف...جيد؟؟ و انما الخلاف في التكلم بالنفي باصطلاح الجسمية و التركيب و التبعيض...فرق بين الاختلاف في اعتقاد نفس النفي و في التكلم بنفس اصطلاح النفي...اظنني شرحتها غيرما مرة...
وأقول لك: والله يا أخي الكريم لا أفهم هذا الفرق ... ومادمت قلته ألف مرة فقد آن الأوان لتفهمنا هذه المرة: ما الفرق بين اعتقاد النفي والتكلم بالنفي ألا يتكلم الإنسان بما يعتقده ... وأتمنى أن تعبر باختصار لأني والله ما أحب علم الكلام ولكني سأصبر معك صبر أيوب حتى أفهم الفرق بين الاعتقاد والتكلم ... لأني أشعر أنا أيضا أني قلت كلام الإمام أحمد والطحاوي وابن القيم ألف مرة وقد آن الأوان لنزيل الفجوة ويفهم كل منا الآخر ... وحيث أن عقيدتنا وعقيدة الصحابة تتسم بالبساطة، وكذلك أئمة السلف كانوا يكرهون كثرة الكلام. لذا أتمنى التبسيط وأتمنى نقل الفرق بين الاعتقاد والتكلم عن أحد أئمة السلف المعتبرين.
وهذا الكلام عن نفي الجسم أعلاه المنقول عن الأئمة ... أليس كلاما وهو في نفس الوقت اعتقاد... أرجو التوضيح..
وفي النهاية تسأل: ما الذي يسوؤك في ان نتكلم فقط بألفاظ الكتاب و السنة دون التكلم بنفي الجسمية او نفي التركيب او نفي التبعيض و دون التكلم بلفظ الحد و الذات و غيرها؟؟؟
السبب الأول هو أن القضية ليست بيني وبينك فيمكن حلها بأن أتجاهل الكلام حول جزء وتتجاهل أنت الكلام حول جزء، فأنا لا أرى فارقا بين الاعتقاد والكلام، ولا أحد يرضى أن يتجاهل ما يعتقده ولكي تتأكد من ذلك ارجع إلى كلامك تجد أنك أفضت الكلام لتحوم حول ما تعتقده ولم تقف على ألفاظ الكتاب والسنة. فالكلام يعبر عن الاعتقاد. والذين يعتقدون نفي الجسمية منهم من أول كل آيات الصفات وهم المؤولة، ومنهم من سلك طريق السلف فقال بإمرار آيات الصفات بلا تفسير اعتقادا بأن هناك إشكالية في إثباتها على ظاهرها بالمعاني المتبادرة إلى أذهاننا واعتقادا أيضا جازما بأن هذا باب فوق حدود العقل البشري، وليس لنا أن نلج فيه، وهذا يختلف عن نفي الصفات أو تأويلها.
والسبب الثاني هو أن نفى التركيب والحد منقول عن أئمة أعلام وكلامهم وثقه المحققون....