تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: اللقيط في الإسلام

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    الدولة
    جزائرية
    المشاركات
    44

    افتراضي اللقيط في الإسلام

    تعتبر ظاهرة الأطفال مجهولي النسب أو اللقطاء كما يقر الفقه الإسلامي تسميتهم من بين أهم المشاكل التي يعاني منها المجتمع الإسلامي المعاصر بالرغم من الاحترازات الخلقية والقانونية، والتي تعود في الغالب الأعم إلى البعد عن الفهم الصحيح للتعاليم الإسلامية، مما أدى إلى وجود أطفال لا يعرفون أصلهم ولا نسبهم. فمن هو الطفل مجهول النسب(اللقيط)؟ وما وجه الإختلاف في تسميته؟
    الفرع الأول: تعريف اللقيط لغة.
    اللقيط في اللغة هو ما يلقط، واللقط: أخذ الشيء من الأرض فهو فعيل من اللقط بمعنى مفعول مثل قتيل وجريح، والصبي المنبوذ يجده إنسان فهو اللقيط عند العرب، والأنثى هي اللقيطة والذي يأخذ الصبي والشيء الساقط يقال له الملتقط[1].
    الفرع الثاني: تعريف اللقيط في اصطلاح الفقهاء.
    اختلفت تعاريف الفقهاء للقيط حسب المذاهب الفقهية الأربعة على النحو الآتي:
    1- عند المالكية: هو الصغير الآدمي الذي لم يعلم أبواه ولا رقه[2].
    2- عند الحنفية: اللقيط هو:" اسم لحي مولود طرحه أهله خوفا من العيلة أو فرارا من تهمة الريبة"[3].
    3- عند الشافعية: هو" صغير منبوذ في شارع أو مسجد أو نحو ذلك لا كافل له معلوم ولو مميزا لحاجته إلى التعهد"[4].
    4- عند الحنابلة: " اللقيط طفل لا يعرف نسبه ولا رقه نبذ، أو ضل الطريق ما بين ولادته إلى سن التمييز، وقيل والمميز لقيط أيضا إلى البلوغ وعليه الأكثر"[5].
    وحسب التعاريف السابقة الذكر فإن الفقهاء اختلفوا في تحديد ماهية اللقيط وما سنه على النحو الآتي:
    · بالنسبة للمالكية فاللقيط هو الصغير الذي لا قدرة له، ولا يعلم أبواه ولا رقه.
    · بالنسبة للحنفية اللقيط يطلق على المولود حديث العهد بالولادة تم التخلص منه خوفا من الفقر أو فرارا من تهمة الزنا.
    · بالنسبة للشافعية هو الصغير الضائع الذي لا كفيل له.
    · بالنسبة للحنابلة يفهم منه أن اللقيط ما كان عمره إلى سن التمييز.
    من هذا كلـــه نستنتج أن القـــول الراجح في ماهية اللقيط هو أنه هو الحديث بالولادة، أو الصغير المـميز أو غير الممـيز الذي لم يبلــغ سن الرشد لحــاجته للرعـــاية والتعهـــد.
    الفرع الثالث: تعريف الطفل مجهول النسب (اللقيط) في القانون الجزائري.
    ويرى علماء النفس أنه من المستحسن تجنب إطلاق مصطلح اللقيط على هذه الفئة لما له من آثار سلبية من الناحية النفسية، مما يؤدي إلى صعوبة إدماجه اجتماعيا، وتأثر علاقاته الاجتماعية لذلك فهم ينصحون باستعمال مصطلح الطفولة المسعفة[6]، ولقد أوصانا ديننا الحنيف برعاية اللقيط، وإدماجه في المجتمع باعتباره فردا من أفراده، وذلك على أساس الأخوة في الدين لقوله تعالى: ﴿فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم﴾ الأحزاب/5.
    حالات وأسباب وجود الطفل مجهول النسب.
    الفرع الأول: الزنا.
    · تعريف الزنا لغة: أصله زنا يزني زناء فهو زان: فهو فجر، وجمعها زناة، وهي زانية وجمعها زوان. وأصل اشتقاق كلمة الزنا من الضيق لكون الزاني ضيق على نفسه فيما اكتسبه من إثم تلك الفعلة[7].وللزنا عدة مفردات منها الفاحشة، السفاح، العهر، الدعارة...
    · تعريف الزنا شرعا: هو:" كل وطء وقع على غير نكاح صحيح ولا شبهة نكاح ولا ملك يمين" ويقول ابن رشد أنه متفق عليه بالجملة من طرف علماء الإسلام[8].
    · تعريف الزنا قانونا: حسب المادة رقم 339 تعرف الزنا على أنه: " وطأ أو جماع تام غير شرعي بين امرأة متزوجة وهذا مع أي رجل عازب أو متزوج كان، ويتم هذا الفعل لإرضاء الطرفين وتنفيذا لرغباتهم الجنسية"[9]
    حكم الزنا: الزنا في الإسلام حرام بإجماع المسلمين، وهو من أكبر الكبائر بعد الشرك وقتل النفس لقوله تعالى: ﴿والذين لا يدعون مع الله إلاها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما ﴾ سورة الفرقان، الآية 68.
    فالزنا إراقة للنطفة وسفح لها في غير محلها، فلوكان منها ولد لكان مقطوع النسب والصلة وساقط الحق، فمن تسبب في وجوده على هذه الحالة فكأنما قتله[10].
    وقد حددت عقوبة الزاني المحصن في الإسلام بالرجم حتى الموت، ولا فرق بين المرأة والرجل في ذلك، أما غير المحصن فعقوبتهما الجلد مئة جلدة، أما في القانون الجزائري فقد حددت العقوبة بالحبس سنتين للرجل والمرأة على السواء[11]
    الفرع الثاني: الاغتصاب.
    لقد أوجد الله تعالى عدة عوامل من أجل استمرار الحياة في الأرض وتأمين الخلافة فيها، ومن بين هذه العوامل العامل الجنسي، الذي يعتبر من بين أهم العوامل التي تضمن الجاذبية لكلا الجنسين من أجل تكوين أسرة، ومن ثم التناسل الذي يضمن البقاء.
    لكن هذا الدافع كما أوجده الله لدى البشرية كلها فقد وضع لها أطر شرعية تقننه، وتضبطه وتوجهه وجهته السليمة، فإشباع هذه الغريزة بهذا الشكل مما يحث الله عليه، وقد بين ذلك ديننا الحنيف، إذ قيد هذه الغريزة ودعا إلى تنظيمها بعد أن نشبعها عن طريق الحلال، وذلك كله في إطار التوسط والاعتدلال، بالمقابل نجد من الأشخاص من لا يردع نفسه عن إتيان الحرام، وإشباع غريزته الجنسية بشكل مرضي ولا أخلاقي ولا شرعي عن طريق الاغتصاب الذي يعتبر حقا مرضا نفسيا.
    السؤال: هل تقبلين أختي الفاضلة إذا تقدم لخطبتك صاحب دين وخلق وعلم لكنه مجهول النسب أي لقيط. ولماذا؟
    هل تقبل أنت أخي أن تزوج ابنتك أو أختك لهذا الشاب. ولماذا؟

    [1]- ابن منظور، لسان العرب، ج3، ص ص385، 386.

    [2] - أحمد الدردير، الشرح الصغير، مؤسسة المنشورات الإسلامية، وزارة الشؤون الدينية، الجزائر، د.ط، د، ت، ج3، ص355.

    [3]- شمس الدين السرخسي، المبسوط، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، (ط1، 1998م)، ج5، 10، ص 209.

    [4]- شمس الدين محمد بن الخطيب الشربيني، مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج، تحقيق: محمد خليل عيناني،، دار المعرفة، بيروت، لبنان، ( ط1، 1997م)، ج2، ص540.

    [5]- منصور بن يونس بن إدريس البهوتي، كشاف القناع على متن الإقناع، تحقيق: هلال مصيلحي مصطفى هلال، دار الفكر، بيروت، لبنان، د.ط، (1986م)، ج4، ص226.

    [6]- فطيمة مومن، أحكام اللقيط بين الفقه الإسلامي والقانون الجزائري، رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة الحاج لخضر، باتنة، الجزائر، 2005، 2006م، ص ص 7، 8.

    [7]- أنيس ابراهيم وآخرون، المعجم الوسيط، د.ط، د.ت، ج1، ص402.

    [8]- ابن رشد، بداية المجتهد، مراجعة محمد عبد الحليم، ومحمود عبد الرحمان حسن، د.ط، د.ت، ج4، ص287.

    [9]- وزارة العدل، قانون العقوبات، الديوان الوطني للأشغال التربوية، ط2، (1999م).

    [10]- ابن باديس، مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير، مطبوعة وزارة الشؤون الدينية الجزائرية، ط1، (1982م)ص127.

    [11]- أنظر قانون العقوبات الجزائري المادة رقم 339.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    المشاركات
    802

    افتراضي رد: اللقيط في الإسلام

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حفيدة عمر بن الخطاب مشاهدة المشاركة
    السؤال: هل تقبلين أختي الفاضلة إذا تقدم لخطبتك صاحب دين وخلق وعلم لكنه مجهول النسب أي لقيط. ولماذا؟
    هل تقبل أنت أخي أن تزوج ابنتك أو أختك لهذا الشاب. ولماذا؟
    بارك الله فيك لكل حالة حكمها الخاص بها , والكفاءة من متطلبات الزواج , و الموضوع أكبر من أن ننظر له بشكل عاطفي فقط فله أبعاده الشرعية- والخلاف في مسألة التكافؤ في النسب معروف - و له أبعادٌ إجتماعية معتبرة والحمد لله وكفى .
    عنْ عُمر - رضي الله عَنْهُ - قَالَ : نُهينَا عنِ التَّكلُّفِ .رواه البُخاري .

  3. #3

    افتراضي رد: اللقيط في الإسلام

    موضوع جيد ، بارك الله فيك

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    المشاركات
    802

    افتراضي رد: اللقيط في الإسلام

    ومن باب الشيء بالشيء يذكر , فقد مرّ بي من يرى منع تزويج مجهولي النسب بدعوى عدم الكفاءة والتي هي - الكفاءة - عندهم واجبة ومطلوبة بجميع فروعها (في الدين , والنسب و ..) , ونبه بأن عليه أن يتزوج مجهولة نسب مثله.
    عنْ عُمر - رضي الله عَنْهُ - قَالَ : نُهينَا عنِ التَّكلُّفِ .رواه البُخاري .

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    الدولة
    جزائرية
    المشاركات
    44

    افتراضي رد: اللقيط في الإسلام

    شكرا لكل الإخوة الذين تفاعلوا مع الموضوع.
    أختي محبة الفضيلة لقد اطلعت على آراء فقهاء المذاهب فيما يخص الزواج بمجهول النسب، لكن لم أجد التفصيل في هذه المسألة في الكتب التي اطلعت عليها فإذا كان لديك أي معلومات فأرجوا أن تزوديني بها. تحياتي للجميع.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •