حينما تَضيقُ السبل، و تجتمع الهموم على النفس من كل ناحية، ولا ترى أمامك أفقا يوصلك إلى بر الأمانِ، فإنه حينئذٍ لا يبقى لك سوى مقارعة البلايا مستعينا برب البرايا، ومجابهة الصعاب وحدك، ولا تنتظر من أحدٍ أن يمد لك يد العون، فقد يوهمك بالخلاص ولكنه يَزُجُّ بكَ في أتونِ مصائب أكبر وأعظم...
من بطون المُلِمَّات كانت هذهِ الكَلِمات....
إن جارتِ الدُّنْيا(1) وَساءك جانِبُ***فارحل إلى حيث المُقامةُ أرحبُ(1) أي إن جار أهلها
وَاترك شِعاب الحي واهجر أهلهُ***وَدع البكاء فلا تنوحُ وتندُبُ
ما قيمة الإنسانِ دون كرامة***فاجعل لنفسك روضة هيَ أنسبُ
فَمتى تهن في عين خصمك تُنتهَبْ***ومتى تُحِد العينَ فيه تقربُ
فلقد خبرت الناس في دعواتهم***إن تصدق القول الصحيح تكذبُ
ولإن أقمتَ بدار أهل مذلة***توطأ بأقدامٍ وحقكَ يسلَبُ