مآلات القول بخلق القرآن


| د. ناصر بن يحيى الحنيني
ولما انتشر القول بخلق القرآن عند بعض المسلمين ظهرت له آثار وخيمة قديماً وحديثاً أضرت كثيراً بالمسلمين وبعقيدتهم؛ حتى وصل الضرر إلى النيل من القرآن وقداسته صراحة، والقول بأنه نص مثل غيره من النصوص يقبل النقد والتعديل نعوذ بالله من الكفر المستبين .



مقدمة :
الحمدلله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين أما بعد:

فإن مما لاشك فيه أن كتاب الله عز وجل هو المصدر الأول للتشريع في العقيدة والشريعة، وهذا أمر مجمع عليه عند كل مسلم ، وهو من المسلمات التي لا يدخلها الشك عند المسلمين، ولا يستطيع أي عدو للإسلام والمسلمين أن ينال منه؛ لتجذره في عقيدة كل مسلم ،قال جل وعلا : (وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله )[الشورى:10]، وقال سبحانه : (فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول )[النساء:59] ،وهو جزء من إعجاز هذا الدين ، في كل جوانب الإعجاز التشريعية والبلاغية وغيرها.
وقد حاول الأعداء النيل من القرآن لعظم أثره في حفظ دين الناس وثباتهم عليه فلم يستطيعوا النيل منه مباشرة فعمدوا إلى أساليب وألاعيب قد ينخدع بها الجهال وحتى بعض من أوتوا نصيبا من العلم الذين اتبعوا أهواءهم وقل تعظيمهم للوحي المنزل من عند رب العالمين ، وكان من هذه الدسائس التي ظهرت في القرون الأولى- لإضعاف هيبة النص القرآني في قلوب المسلمين - بدعة ما يسمى بـ(خلق القرآن)، وأنه ليس كلام الله بل مخلوق من المخلوقات، مما ترتب عليه إضعاف قداسته وهيبته في النفوس ،وبهذا الأمر مع غيره من المكائد استطاعوا ان يفتنوا بعض الفئام من المسلمين لتجاوز النصوص القرآنية التي كانت حجر عثرة أمام مخططات أعداء الإسلام، ولما انتشر القول بخلق القرآن عند بعض المسلمين ظهرت له آثار وخيمة قديماً وحديثاً أضرت كثيراً بالمسلمين وبعقيدتهم؛ حتى وصل الضرر إلى النيل من القرآن وقداسته صراحة، والقول بأنه نص مثل غيره من النصوص يقبل النقد والتعديل نعوذ بالله من الكفر المستبين .
للاطلاع على البحث كاملاً انقر ( المصدر : مجلة التأصيل للدراسات الفكرية المعاصرة. العدد الأول ).