2
بسم الله الرحمن الرحيم
( ويقول الانسان ااذا ما مت لسوف اخرج حيا * اولا يذكر الانسان انا خلقناه من قبل ولم يك شيئا * فوربك لنحشرنهم والشياطين ثم نحضرنهم حول جهنم جثيا * ثم لننزعن من كل شيعة ايهم اشد للرحمن عتيا * ثم لنحن اعلم بالذين هم اولى بها صليا * وان منكم الا واردها كان على ربك حتما مقضيا * ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا * واذا تتلى عليهم اياتنا بينات قال الذين كفروا للذين امنوا أي الفريقين خير مقاما واحسن نديا * وكم اهلكنا قبلهم من قرن هم احسن اثاثا ورئيا * قل من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مدا حتى اذا راوا مايوعدون اما العذاب واما الساعة فسيعلمون من هو شر مكانا واضعف جندا * ويزيد الله الذين اهتدوا هدى والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير مردا *)
سورة مريم الايات \68 – 76
الحمد لله \
الانسان هذا المخلوق العجيب الذي خلقه الله تعالى من تراب ثم كونه من نطفة مرت بمراحل في بطن امه لتخرج طفلا ثم تكون يافعا ثم رجلا ثم تعود الى اخريات الايام شيوخا وعجائز ثم يسلبه الروح فيموت ويدفن فيعود ترابا كما كان وهذه سنة الحياة يتعجب من امر الله تعالى في خلقه ويعجب من ان الله تعالى سيخرجه من الارض بعد موته فيذكره الله تعالى على لسان انبيائه وفي كتبه التي انزلها عليهم واخرها القران الكريم في هذه الاية انه اولا يتذكر هذا االا نسان اننا قد خلقناه من قبل في اول الخلق ولم يكن شيئا قبله ثم خلقناه بمقدرتنا وامرنا وانا لقادرون ان نخلقه ثانية من بعد الموت ولابد من الخلق الجديد لان في هذا الخلق الاخر والذي جعله الله تعالى له موعدا يقوم الناس من هجعتهم الكبيرة بعد الموت هو يوم القيامة
ان الله تعالى ليؤكد بقسم بنفسه تعالى وبرب محمد صلى الله تعالى فيخاطب الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ( فوربك لنحشرهم والشياطين..) والمقود به هنا عتاة الناس والكفار والمشركون الذين كفغروا بربهم ولم يؤمنوا بان الله تعالى خالقهم مرة اخرى ويبعثهم من بعد الموت مرة اخرى في يوم البعث لغرض الحشر ليوم الحساب فيجزي كل انسان بعمله فهؤلاء سيحشرهم مع الشياطين والمردة والعتاة من خلقه بسبب كفرهم ثم ليحضرنهم في نارر السموم وهي نارجهنم نار حامية لاهوادة فيها فيلقيهم فيها جزاء اعمالهم في حياتهم الاولى في الدنيا
سيكبهم في النار واول ما يكب فيها اقواهم واعتاهم واكثرهم قوة وجمعا اموالا واولادا
ولما كان الانسان بطبيعته شيعا وطوائف واقواما تختلف عن بعهضها فان الله تعالى سيحشر العتاة من كل قوم وشيعة وفرقة ايهم اشد واقوى ومن كان منهم يعتد في نفسه في الحياة الدنيا فيجعله في جهنم ليري غيره انه تعالى قادر على ان يحرق فيجهنم العتاه الظالمين قبل غيرهم وانه سبحانه وتعالى ليعلم من سيدخلهم في جهنم قبل غيرهم
الله تعالى في يوم القيامة جعل كل الخلق ترد الى جهنم لكي تراها
فيزداد المؤمن ايمانا بذلك ويطمئن قلبه بقدرةوعظمة ربه تعالى ومقدرته على الخلق والابداع وعلى الجزاء في يوم القيامة ثم ينجي او يخرج المؤمنين منها ويذر الكافرين والظالمين جاثون ماكثون فيها الى ابد الابدين وهذا البقاء محتم وثابت لاتغيير فيه فهم حصة جهنم وحصبها حيث تكون اجسادهم حطبا لها تتقد هذه الاجساد لتحترق وتحرق غيرها من الكافرين
وقد بين الله تعالى ان من اسباب دخولهم في جهنم تباهيهم في الحياة الدنيا وتكابرهم على الاخرين من ابناء ادم من اقاربهم اواخوانهم او الاخرين انهم اكثر اموالا واولادا واكثر جمعا واكبر نفوسا وتكابرا حيث كانوا يقولون لهؤلاء وهم اخوانهم ومثلهم من البشر نحن خير منكم مقاما وحياتنا افضل من حياتكم واترف وارفه فهم يعيشون في رفاهية كبيرة واثاث اجمل واحسن ومساكن او قصورا شامخة أي انهم مترفون في حياتهم الدنيا
فيذكرهم الله تعالى انه اهلك من هو اكثر منهم مالا وولدا واكثر جمعا وجعلهم في جهنم خاتلدين وسيكون هؤلاء في اثرهم ذاهبين وفي نارجهنم داخرين
ثم يقول لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قل يامحمد لهؤلاء القوم الظالمين ان الله سيمد لكم في انتم فيه لتكثر سيئاتكم ثم يأخذكم اخذ عزيز مقتدر وبعد موتهم وبعثهم فسوف يرون في الحياة الاخرة الحساب والعقاب ويرون كيف الله تعالى يجعلهم في جهنم فلا ناصر لهم ولامعين وسيعلمون انهم اضعف مما كانوا يتصورون ويجعل الفقراء الذين سخروا منهم في حياتهم الدنيا بخير واقوى منهم مكانا ومنزلة حيث سيزيد الله تعالى المؤمنين هدى على هداهم ويجعلهم في الجنة خالدين وفيها رافلين بالعز والمقام الرفيع وهذه بديهة عامة ان الاعمال الصالحة او الاعمال الطيبة خير من اعمال الشر وافضل منها في الحياةى الدنيا اما في الاخر ة فتكون اسبابا لتجعل فاعليها في الجنة فهي خير ثوابا وخير مرادا
والله تعالى اعلم
فالح الحجية الكيلاني
موقع اسلام سيفلايزيشن
****************************** ******