****************************** ******************** ****************
الجاهلية وعصور الخلافة التى تلت البعثة المحمدية
معنى الجاهلية
عصرما قبل بعثة سيدنا رسول صلى الله عليه وسلم كان يسمى
بعصرالجاهلية .
ولقد سمى بهذا الإسم لما كان فيه من حمية وميل إلى الغضب وثأر وطيش
وحمق وسفه ووأد للبنات وضلالات وخرافات ولما استشرى فيه من استحلال
للحرمات واقتراف للموبقات وانتقام ووحشية وتعصب أعمى وسفك للدماء
وهتك للأعراض وسلب للأموال ولما كان فيه من وثنية وعبادة تماثيل وأصنام
لا تضر ولا تنفع وما انتشر من الشرك بالله ورفض الألوهية والخروج عن
العبودية .... إلخ
إلى أن جاءت البعثة المحمدية وبزغ شمس الإسلام فأنارت الدنيا وأضاءتها
وأمرت بالعدل والتقوى ونهت عن الفحشاء والمنكر ونزلت شريعة الله فتبددت
هذه الجهالات ومحيت كل تلك الضلالات وأشرقت على كل ما كان من ظلمات ..
فقد جاء دين الإسلام بالحق وأظهر الله به منته على الخلق .. لذا .. :
إذا ما آمن المرء بدين الإسلام فهو بذلك يكون قد خلع ماضيه وانفك عما كان
فيه .. ونبذ الجاهلية المبنية على العصبية بما فيها من جهالة وضلالة وصار من
أصحاب العقول وأولى الألباب .
أما إذا أشرك بالله أوظل على ماهو فيه قابعا لايؤمن بدين الله الدين المرتضى
من الله وهو دين الإسلام فهو بذلك يكون : مازال على الجاهلية .
********
عصر الرسالة والخلفاء الراشدين
بعد أن اكتمل دين الله واكتملت شريعة الله لتكون منهجا للحياة .. وبعد أن
فتحت البلدان وانتشر الإسلام فى كل مكان وذلت له الرقاب ودانت له البلاد
وهوت القياصر والأكاسر وجلا كل ضال عن المدينة المنورة ومحى الظلم
والشرك عن مكة المكرمة ودخل الناس فى دين الله أفواجا وأتوا إلى سيدنا
رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسالا : انتقل سيدنا رسول الله صلى الله عليه
وسلم إلى مثواه .
وتولى سيدنا أبو بكر الصديق رضى الله عنه خلافة سيدنا رسول الله صلى الله
عليه وسلم فسارعلى نهج نبى الله ومصطفاه فى نشر دين الله بين كافة خلق الله
يأتمر بأوامر الله وينتهى عما نهى الله .. ومن بعده كان سيدنا عمر بن الخطاب
ثم سيدنا عثمان بن عفان ثم سيدنا على بن أبى طالب رضى الله عنهم
أجمعين .. ثم توالى من بعدهم خلفاء المسلمين : من بنى أمية ومن بنى
العباس ومن العثمانيين .
****************************
الخلافة الأموية
بعد انتهاء عصر الخلفاء الراشدين تولى خلافة المسلمين : خلفاء من بنى أمية
وذلك منذ عام41 هـ وحتى عام 132 هجرية ( 662 إلى 750 ميلادية ) .
وكان أول خليفة من هؤلاء الخلفاء هو : سيدنا معاوية بن أبى سفيان بن
حرب بن أمية وكانت دمشق هى مقر الخلافة .
وقد تعاقب عليها أربعة عشر خليفة على مدى 91 عاما
****************************** ******************** *******
لقد قيل عن بعض خلفاء المسلمين ماقيل مما وضعه الأفاقين والمنافقين ومما
دسوه ووضعوه فى كتب الأئمة وعلماء الدين وفى هذا :
يقول الشيخ أحمد نور فى كتابه العصمة والرسل والورثة هم النذر:
( لقد وضع المنافقون والمستشرقون فى أمهات الكتب الإسلامية الدسائس
والأباطيل بقصد تنحية المسلمين عن العقائد الصحيحة فشحنوا كتب التراث
الإسلامى بالخرافات والترهات ونسبوها إليهم وهم منها براء حتى يستغلوا ثقة
المسلمين فى هؤلاء الطبقة من العلماء لتثبيت أباطيلهم ودسائسهم فى الأذهان
ولكى تقف حجر عثرة فى طريق من يبين للناس الحق من الباطل والغث من
الثمين إذ لايجرؤ الناس على تصديقه وتكذيب ما لديهم من أمهات الكتب
المنسوبة إلى أفاضل الأئمة والعلماء فنهبوا الآثار الصحيحة ووضعوا أحاديثا
وتفسيرات ملفقة وروايات كاذبة مضللة )
و يقول ابن العربى فى العواصم من القواصم :
(والناس إذا لم يجدوا عيباً لأحد وغلبهم الحسد عليه له أحدثوا له عيوباً ..
فاقبلوا الوصية ولا تلتفتوا إلا إلى ما صح من الأخبار واجتنبوا أهل التواريخ
فإنهم ذكروا عن السلف أخباراً صحيحة يسيرة ليتوسلوا بذلك إلى رواية
الأباطيل فيقذفوا فى القلوب مالا يرضاه الله تعالى وليحتقروا السلف ويهونوا
الدين وهو أعز من ذلك وهم أكرم منا فرضى الله عن جميعهم ) .
ويقول إمام الحرمين أبو المعالى الجوينى فى كتابه غياث الأمم فى التياث الظلم :
( بهم أقيمت دعوة الحق وأثبتت الملة وارتدت مناظم الكفار منكوسة
ومعالمهم معكوسة وبذل عظيم الروم الجزية والدنية وصارت المسالمة والمتاركة له
أغلى الأمنية فقد انبسطت هيبة الإسلام على الأصقاع القصية وأطلت على
قمم الماردين رايته العلية )
*****************************
ولذا : عليك أن تحذر :
مما وضعه هؤلاء الحاقدين عن الخلفاء من أباطيل وأكاذيب وافتراءات
ومغالطات سواء كان ذلك : فى الدولة الأموية أو العباسية أوالعثمانية :
وصونوا أسماعكم وأبصاركم أيها المسلمين عن مطالعة الباطل ولا تسمعوا
فى خليفة مما ينسب إليه ما لا يليق ويذكر ما لا يجوز نقله لتكونوا على منهج
السلف سائرين وعن الباطل ناكبين .
فخلفاء المسلمين بذلوا الأرواح وركبوا إلى الموت أجنحة الرياح وواصلوا
المساء بالصباح متشوقين إلى منهل المنايا على هزة وارتياح .. ركنوا للموت
وتنادوا لابراح وما وهنوا وما استكانوا وإن عضهم السلاح وفشى فيهم
الجراح حتى أهب الله رياح النصر من مهابها ورد شعائر الحق إلى نصابها .
وما أثبته وتشبث به الطاعنون من هنات وعثرات لو سلم لهم ما يدعون
وتوبعوا فيما يأتون ويذرون وغض عنهم طرف الإنتقاد فيما يبتدعون
ويخترعون : فأين يقع ما يقولون ..؟ !
أليس بهؤلاء الخلفاء كان انحصار الكفار فى أقاصى الديار ؟ !
أليسوا فى خلافتهم قد أذلوا الكفر وأهله حتى امتلأت القلوب منهم رعبا وفزعا ..
ألم يؤرقوا نومهم ألم يزلزلوا قلوبهم ألم يقلقوا سهادهم حتى أصابهم الذعروالهلع .
هؤلاء الخلفاء ملكوا الأرض بما فيها وما عليها .. ملكوا مشارقها ومغاربها ..
تحكموا فى جميع أنحاء ممالكها .. برها وبحرها .. واديها وسهلها .. زرعها
وجبلها .. علت راية الإسلام فى عهودهم مرفرفة خفاقة وكانت الدولة
الإسلامية فى خلافتهم دولة أبية مهيبة ذات عزة وقوة منيعة .
****************************** ******************** **************
سعيد شويل