بسم الله الرحمن الرحيم
(ان في خلق السموات والارض واختلاف الليل والنهار لايات لاؤلي الالياب*الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والارض - ربنا ماخلقت هذا باطلا
سبحانك فقنا عذاب النار* ربنا انك من تدخل النار فقد اخزيته وما للظالمين من انصار * ربنا اننا سمعنا مناديا ينادي للايمان ان امنوا بربكم فامنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الابرار * ربنا واتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة انك لا تخلف اليعاد *فاستجاب لهم ربهم اني لا اضيع عمل عامل منكم من ذكر او انثى بعضكم من بعض فالذين هاجروا واخرجوا من ديارهم واوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا لاكفرن عنهم سيئاتهم ولادخلنهم جنات تجري من تحتها الانهار ثوابا من عند الله والله عنده حسن الثواب *)

ال عمران الايات \ 190 - 195
الحمد لله \
التفكر في خلق السموات والارض او في تعاقب الليل والنهار شيء عظيم لايحتمله الا ذو قلب مؤمن وذو تفكير واسع او من العلماء الذين من الله عليهم بنعمة العقل الراجح والفكر السليم لعظمة هذه الامور الهائلة الخارجة عن قدرة كل الخلائق والمفردة للقدرة الالهية العظيمة فهؤلاء العلماء هم وحدهم الذين يتفكرون بهذه الامور لايمانهم المطلق بقدرة الله تعالى وعظمته و في سعة ملكه
فهؤلاء الذين وسع الله تعالى قلوبهم وافكارهم ونفوسهم لذكر الله تعالى والهمهم السعة في العقل والاطمئنان في النفوس والغزارة في العلم هم الذين يذكرون الله قياما أي وهم قائمون اوهم قاعدون او هم مضطجعون على احد جنبيهم او ان احدهم ممتد في فراشه متيقظا غير نائم يلهج بذكرالله تعالى قبل خلوده للنوم وربما جاءت يؤدون صلاتهم قياما لتمكنهم منها ولشدة ايمانهم او قعودا في حالة وجود عائق اقعدهم عن القيام بها قياما وفي حالة عدم التمكن من القعود فا داءها قاعدين وقد سمح الله لهم ولبقية عباده المؤمنين او ادائها نياما وهو على جنوبهم فتكون صلاتهم ايماءا وبالذي يتمكنونه وهذا فضل من الله سبحانه وتعالى عظيم ومنة منه اليهم
وكذلك انعامه عليهم في غير الصلاة من العبادات
حسبما يتمكنها العبد – (لايكلف الله نفسا ا لا وسعها )– المهم هو ذكرالله تعالى وعبادته في القيام والقعود والاضطجاع وفي النوم في الليل والنهار وكاءن الله سبحانه وتعالى قد خلق الليل والنهار و جعلهما يتعاقبان لبيان عبادته فيهما وكذلك تفكير المفكرين في كيفية خلق السموات و خلق الار ض ما فيهما من ايات عظيمة وحكم واسعة وما فيهما من غرائب الامور وعجائبها مما يشكل على الانسان وعيه وفهمه تجعل الولدان شيبا و لايعلمها الا الله تعالى – ونعتذر عن وصفها في هذا المكان
يقول هؤلاء العلماء المتفكرون رافعين ايديهم الى الله تعالى ربنا ماخلقت هذا عبثا ولا خلقته باطلا سبحانك بل خلقته بالحق وبالقدرالذي تريد وعلى الحال التي ترغب . هؤلاء المومنون تفكيرهم هذا زادهم ايمانا على ايمانهم فالهمهم التوسل برب العالمين ان يبعدهم عن مواطن الكافرين - عن النار – ويقيهم شرها فهم ترتجف قلوبهم في صدورهم خشية من الله تعالى وخوفا من عذابهم من النار لاءنهم يعلمون ان الذين يدخلون النار يلحقهم الخزي والعار وما لهم من انصار ينصرونهم بل يعيشون في ذلة ومهانة في نار جهنم وهي تحرقهم ويكونون حطبا لها او حجارة فيها- فهم حصب جهنم لذا فهم يرفعون الاكف الى الله تعالى ينشدونه السلامة والامان ولعله يتفضل عليهم فيجنبهم النار وينصرهم لان الظالمين لا ناصرلهم ولا معين .
ويستمرون في دعائهم - (ربنا اننا سمعنا مناديا ينادي للايمان ان امنوا بربكم فامنا )والمنادي هنا هو رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم يدعوهم للايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله وباليوم الاخر يدعوهم للاسلام فيشهدون بالايمان انهم امنوا- (فاغفرلنا ربنا )- وماذا يغفر لهم - يغفر لهم ذنوبهم قبل الايمان ويتجاوز عن سيئاتهم الصغيرة بعد الايمان لان من ثبت ايمانه لا يفعل فعلة كبيرة اوياتي بسيئة من الكبائر او فيها اثم كبير وهو يعلم انها محرمة (وتوفنا مع الابرار) – مع النبيين والشهداء والصالحين من اصحاب الجنة - (ربنا واتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامةانك لا تخلف الميعاد) - فان وعد الله تعالى منجز وما وعدهم الله تعالى ا لا خيرا
فلهم الرضوان والعتبى منه تعالى با ن يدخلهم الجنة التي وعد ها المتقين وقد عرفها لهم ( فاستجاب لهم ربهم ) فاستجاب الله تعالى دعاءهم فجعلهم في الدنيا اكابر القوم ومثقفيهم وفقهاءهم وفقراءهم ورب اشعث اغبر لو اقسم على الله لابره وفي الاخرة هم اصحاب الجنة
ان هذا الدعاء دعاء اولوا الالباب العارفين بالله حق معرفتهم والذين فتح الله بصائرهم وبصيرتهم للايمان فحقت لهم المشاهدة الحقيقية في رضوان الله تعالى ولهم فيها نعيم مقيم –(وما يلقاها الا الذين صبروا وما يلقاها الا ذو حظ عظيم )-
لاحظ كتا بي اصحاب الجنة في القران الكريم في تفسير هذه الايات المباركة