وقد أقنَـعَـني بعضُ الإخوةِ في المَـوضُـوع الأوَّلِ
هُـنا بأنَّ العُـنوانَ حين ألبِـسَـهُ صاحبهُ كانَ باديَ الإسبالِ بمعنى أنَّـهم استكثروا كلمة (العيبِ) على المعنيِّ بها يومئذٍ , ولكنِّـي لا أظُـنُّهم يفعلونَ ذلك مع شخصيَّـةِ اليومِ لأنَّ العيبَ في حقِّـها أقربُ إلى المدحِ منهُ إلى الذَّمِّ.
لأنَّ حَـديثي اليومَ إلى ذاكَ الشَّـيخِ الذي أتى عليهِ حينٌ من الدهر ولم يكـن شيئاً مذكوراً , ثُـمَّ انتظمَ في مجالس العلمِ ولازم العلماءَ ونالَ ثقتَـهم حتى كتَـبوا لهُ التَّـزكِياتِ يومَ أحسَـنوا الظَّـنَّ بهِ وقرَّظوا لهُ كُتُـبهُ فوصفوهُ بالشيخِ البحَّـاثةِ الحاذق ... الخ.
حديثي إلى ذاكَ الشيخِ الذي نالَ بسببهِ المُعجَـبون مئات المُخالفات المرورية بسبب المواقف غير النظاميَّـة يوم الجمعة والعيدين.
حديثي إلى ذاك الشيخِ الذي أصلحَ بين الأزواج وجمع بين عشرات الرؤوس بالحلال وشفع في المساجين واحتسبَ على أصحاب الأسواق والمشاغل والملاهي وتواصلَ مع ولاة الأمرِ في سبيل ذلك.
ثـمَّ:
دارتِ الأرضُ حولَ نفسها ودارتْ حولَـها الشَّـمسُ ودارَ الشيخُ المذكورُ حول نفسه وحول الأرضِ وحول الشمس وحول المصالحِ الشخصية والمطامح الدُّنيَـويَّـة ِ ليُـفاجئَ نفسَـهُ والنَّـاس بأنَّ الدَّورانَ والرَّوغَـانَ حوَّلهُ إلى نسخةٍ طبقَ الأصلٍ من الذي آتاهُ الله آياتهِ فانسلخَ منها نِـسبِـياً - وأسأل الله أن يعصمهُ من الانسلاخِ الكُـلِّـيِّ الذي يتبعُ الشيطانُ صاحبهُ حتى يكتبه اللهُ من الغاوين.
ثُـمَّ:
بدأَ الشَّـيخُ بنفسِـهِ وجَـعَـلها أوَّلَ معمَـلٍ لتجاربِ التغيُّـر وإجراء التَّـجارب , فأخـَذَ الزِّينةَ التي جمَّـلهُ اللهُ بها (اللحيَـة) وحَـزَّها وجَـزَّها وجعلها بالنسبةِ لسطحِ خدَّيـهِ تمثيلاً دقيقاً للعاقبة التي يتمنَّـاها الفجرةُ يومَ القيامة وهي أن (تُـسَـوَّى بِهِمُ الأرضُ).!
نعم التصقَ جلدُ الشيخِ بمستوى لحيتهِ حتى أصبحَ الذي لا يدقق فيهِ يشتَبهُ عليهِ فضيلةُ الشيخِ بابن أخيه المهندس الذي تقدَّمَ لخطبة ابنتهِ قبل عشر سنين فنكَّل الشيخُ به وبأبيه وأمهِ وفصيلته نظراً لأنَّـهُ فاسقٌ حليق اللحية وردَّ هذا الخاطبَ وزجـرهُ وجعلهُ عبرةً لمن تُسوِّلُ لهُ نفسه ذلك , وبنتُ فضيلة الشيخ (التي تجاوزتِ الأربعينَ قابعةً في بيت فضيلته , وبدأت جلساتِ علاجٍ لأعراضِ سن اليأس) لا يمكنُ أن يرضاها وِطاءً لرجلٍ يعتقدهُ فاسقاً , ولكنَّ دورانَ الشمس والشيخِ والأرضِ جعلَ الشيخَ صاحبَ الفضيلة نسخةً قديمةً لابن أخيه المهندس الذي هداه الله وحفظ القرآنَ وأطلق لحيتهُ , وكأنَّ الله تعالى يومَ تولَّـى الشيخُ عن التزام السنةِ أبدلَ السُّـنَّـةَ خيراً منه.
ثُـمَّ:
بدأَ الشَّـيخُ بنفسِـهِ وجَـعَـلها أوَّلَ معمَـلٍ لتجاربِ التغيُّـر وإجراء التَّـجارب , فأرسَـلَ ثوبهُ حتى صارَ حرَّاثَـةً خلفَـهُ , وهو معتصمٌ في إسبالهٍ ببعضِ الإيراداتِ والشُّـبَـه التي هي أوهى من بيت العنكبوتِ , ولكنَّ المنكرينَ حين حين يهديهم الشيخُ مؤلفاته ومطوياته بتقديم ابن باز وابن عثيمين والألباني وابن جبرين رضي الله عنهم , ويرونَ التزكيات العلمية المكتوبة عام (1409 هـ) يهابون مناقشَـتهُ ويستسمنونَ هذا الورمَ السرطانيَّ النَّابتَ في جسَـدِ الدَّعـوةِ والتعليم.
والعجيبُ أنَّ فضيلتَـهُ بدأ يعالجُ آثارَ البَـردِ والوضوءِ والتشققات الغائرة في ساقيهِ (بسبب مبالغتهِ في تقصير ثوبهِ إلى أسفلَ من صابونةِ الركبة بأصبعين أيامَ الحماسَةِ النَّاريَّـةِ) لدى مركز علاج البشرة الذي يتكونُ من خمس أخصائيات تجميلٍ كلهنَّ تضعُ على وجهها كيلو ونصف من المساحيقَ ويخلو بهنَّ ويتركُ لهنَّ وللممرضاتِ حُـرِّيَّـةَ التدليكِ والعلاج الطبيعي ووضع المراهم بجانب تجاذب أطراف الحديثِ حولَ عمَـلِ المرأةِ وحُـرِّيتِـها وإتقانها للتدليكِ والضماد وإزالة الشعر بالليزر أكثر من الرجال , مع أنَّ فضيلته سابقاً كادَ يتسبَّـبُ في وفاةِ امرأة أحدِ العمال – المُـغتَرِّينَ به عام 1408هـ - يوم سألهُ عن حُـكم الذهاب بها إلى طبيب ذَكَرٍ لإجراء عملية الزايدة فأفتاهُ بأنَّ البلد فيه طبيباتٌ وهذا لا يجوزُ وعليه أن يبحثَ عن طبيبةٍ تتولى العمَليَّـةَ حتى وإت تضاعفت الآلامُ على الزوجةِ , فاستمع لهُ المسكينُ حتى انفجرت زائدتها وشارفت على الهَـلاكِ , ولكن تداركتها عناية الله وعولجت في الطوارئ بعمليَّـةٍ عاجلةٍ.
ثُـمَّ:
استَـملحَ الشيخُ تفحُّـصَ الكاسياتِ العارياتِ من المذيعاتِ العارياتِ في شتَّـى الفضائيَّـاتِ متذرِّعاً بأنَّ الصورةَ ليست حقيقةَ المنظور إليها بقدر ما هي تقريبٌ لهُ , مع أنَّـهُ هداه اللهُ كسَـرَ خواطرَ كثيرٍ من محبيهِ وقطع أرحاماً لبعضِ ذويهِ يوم كان يتخلَّفُ عن دعواتهم ومواساتهم وأفراحهم محتجاً بأنَّ بيوتهم تحتوي أجهزةَ التلفاز وهو لا يدخُـلُ بيتاً فيهِ كلبٌ أو صورة.!!
والعَجيبُ الغريبُ أنَّـهُ أصبحَ يترصَّـدُ لبعضِ المتديِّـنينَ ويستفزُّهم بانتقادِ الورعِ عن مشاهدةِ الكاسياتِ المذيعاتِ العارياتِ , ويقول إن الامتناعَ عن مشاهدتهنَّ دليلٌ على فسادِ القصد وسوء النِّـيَّـةِ , لأنَّ تقديمَ نشرةِ الأخبار لا ينبغي أن يرتبطَ في ذهن المشاهدِ بالإثارة الغريزيَّـةِ ,
قالوا: حتى وإن تحجَّمَ لنا ثدياها , وانكشفت ساقاها , وتلألأ عاتقها وقُـرطاها قَالَ عَليْهِ رَحْمَةُ اللهِ وَإِنْ.. .
ثُمَّ:
رضِـيَ الشَّتيخُ لنفسِـهِ أن يكونَ من أبطالِ (الإكشن) وأصبحَ يبحثُ في موسوعاتِ العلمِ عن الشُّـذوذِ الميِّـت لينفخَ فيهِ الرُّوحَ ويتبنَّـاهُ , أو يبحثَ في خَـشاشِ الفكرِ عن سقَـطِ المتاعِ فيكتنفهُ ويتغشَّـاهُ , ولذا نجدهُ ينادي بجوازِ النكاحِ من غير علمِ الوليِّ فضلاً عن إذنهِ , ويطالبُ بضرورةِ أنديةِ الكراتيه للنساء , ويبحُّ صوتهُ وهو يطالبُ بضرورةِ تجنيدِ الفتياتِ وتعليمهنَّ الرماية بالمدفعيات الثقيلةِ , ويستنكرُ فصلَ العوائل عن الأفراد في المطاعم والمساجدِ , ويرى أهمِّـيةَ عقد مسابقاتِ الغوصِ والسباحة للجنسينِ لنثبتَ حسنَ نوايانا ... الخ.
ثُمَّ:
ضَرَبَ الشيخُ لجيرانهِ أروَعَ الأمثلةِ في اتخاذِ المسجدِ عند صلاةِ الفجرِ مهجوراً , حيثُ لا يكادُ يحضرُ جماعتهم إلا يومَ الخميسِ لعودتهِ من الاستراحةِ أو أيامَ رمضانَ لأنَّ جُـشاءَ سحورهِ لا يمكنهُ معهث النَّـومُ حتى تطلع الشمسُ , فلما جاءهُ إمامُ المسجدِ المسكينُ لينصحهُ ويؤدي الواجب تجاههُ , فجَّـرَ عليهِ فضيلةُ الشيخِ قنبلةً فتيلُها استدلالهُ بحديث صفوان بن المعطل
حين شكتهُ زوجُـهُ إلى رسول الله
بأنَّـهُ لا يصلي حتى تطلع الشمسُ فقال صفوان
وأما قولها : بأني لا أصلي حتى تطلع الشمس فإنا أهل بيت قد عرف لنا ذاك لا نكاد نستيقظ حتى تطلع الشمس , فقال
فإذا استيقظت فصل
.
ولكنَّ إمامَ المسجدِ لم يُواجه فضيلتَـهُ بشيءٍ لعلمه أنَّ الجدالَ معهُ حول خطإ استدلالهِ من ثمانيةِ أوجه قد يضرهُ في دراستهِ الجامعيَّـةِ , لأنَّ من المعروفِ عن فضيلتهِ ترصُّـدهُ لمناوئيهِ في ساعاتِ الحرمانِ وتعقيدُ معاملاتهم الإداريَّـةِ التي تهوي بين يديهِ , فآثرَ درءَ هذه المفسَـدةِ عن نفسهِ على جلبِ مصلحةٍ للشيخِ.!
معَ أنَّ فضيلتهُ في عام 1410هـ أقامَ الدُّنيا ولم يُقعِـدها وتصدَّعت علاقتهُ الأخويةُ بالجيرانِ بسبب إصرارهِ على رفعِ الأذانِ الأوَّلِ حياً على الهواء بصوتهِ الجهوريِّ الذي كان يقضُّ مضاجعَ الزَّمْنَى والصبيانِ وأصحاب الخفقانِ القلبيِّ وغيرهم , ويتَّـهمُ كلَّ معارضيهِ من أهل الحيِّ بأنَّـهم مبغضونَ للسنَّـةِ ويحذِّرهم من أن يشملهم قولهُ تعالى
فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
, ولم يتنبَّـه فضيلتُـهُ إلى أنَّ بلالاً
الذي كان يؤذن بليلٍ كانَ نديَّ الصوتِ وأن الفقهاء قدَّموا في الأذانِ نديَّ الصوتِ على غيرهِ تعظيماً لهذه الشعيرةِ وحِرصاً على مشاعر السامعينَ من المؤمنينَ والمؤمناتِ النَّـائمينَ , وأنَّ ترويعَ المسلمِ مما لا يختلفُ فيهِ اثنانِ , ولكنَّ العجَبَ ليسَ في أذانِ فضيلة الشيخِ الأول وتنفله إلى طلوع الفجر وجلوسه حتى الإشراقِ , إنَّما العجبُ في تركهِ لكل ذلكَ وقد أذاع وأشاعَ عدمَ وجوب الجماعةِ مطلقاً , واتَّـخذ لنفسهِ حادثةَ صفوانَ
ذريعةً يسهرُ بها إلى ما بعد منتصفِ الليلِ ولا يقوم حتى موعد دوامه , إلا في فصل الشتاء ففضيلتهُ يقومُ كالدِّيكِ مبكراً ويتناسى قولَهُ إنَّـا لا نكاد نستيقظ حتى تطلع الشمس , مع أنَّ الذي يلعبُ دور اليقظة أو عدمها هو وقت الدَّوامِ الرسميِّ.!!
ثُمَّ:
أحرجَ الشيخُ زوجتهُ التي تزوَّجتـهُ وهو في عنفوانِ شبابهِ وحماستهِ وتديُّـنهِ ورضيهُ أبوها حسنَ ظـنِّ منهُ بلحيته الكثة ومظهر السنةِ البادي على ثوبهِ وسواكه ونوافله وصيامه إضافةً إلى حضوره مناسبات العشاء في بيوت كبار أهل العلمِ حتى وإن لم يكن مدعواً لأنَّـهُ يرى نفسه أحد أبناء البيت.
أصبحَ الشيخُ يحرجُ هذه الدَّينَـةَ التقيَّـةَ بشذوذاتهِ الفقهية والفكرية ويكرِهُـها على مجالسة غيرِ المحارمِ تحتَ ذريعة جواز الاختلاطِ , ويُعرِّفها في المطاراتِ إذا صادفَ بعضَ المعجَبينَ قائلاً هذه حرمي المصون أم المقداد المُدلَّـع بـ (مقاميقو).
وأحرجَ بناتِـهِ المُتزوِّجاتِ - وأختهنَّ الكبرى التي عضَلها أيامَ الحماسةِ النَّاريَّـة -اللائي كُـنَّ مضربَ المثلِ في الحجابِ وكبُـرنَ وتزَوَّجنَ قبل أن تعصفُ أعاصيرُ العصنةِ بأبيهنَّ فأصبحَ يمنعنَّ من تغطية اليدينِ ويعيبُ عليهِ جرَّ ذيولهنَّ وإرخاءها على الأرضِ ويعيِّرنها بعاملاتِ البلديةِ لطول ذيولهنَّ مع أن فضيلته أرسَـلَ ثوبهُ حتى صارَ حرَّاثَـةً خلفَـهُ , وهو معتصمٌ في إسبالهٍ ببعضِ الإيراداتِ والشُّـبَـه التي هي أوهى من بيت العنكبوتِ فواعجبي للتناقضِ المقزز في مثل هذه المواقف.
بل وربَّما مازحهنَّ فوصفهن بالإرهابياتِ حتى خشينَ على صبيتهنَّ من التأثر نفسياً بهذا المرح الثقيل , فأصبحن يتخففنَ من الأطفالِ عند زيارة والدهنَّ دفعاً للعنت.
فمـن يقولُ للشيخِ نيابةً عنِّـي وعنهنَّ وعن إمامِ المسجدِ وأهل الحيِّ وطلبةِ الكليَّـةِ والمشاريكنَ معهُ في مساهمة الإبل والبيض وقد دلَّس عليهم (عَـيبٌ عَلَيكَ يا فَضِيلةَ الشيخِ)