تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 40 من 59

الموضوع: شبهة: إثبات الصفات على الحقيقة تشبيه

  1. #21
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    700

    افتراضي رد: شبهة: إثبات الصفات على الحقيقة تشبيه

    أخي الكريم ..
    عندما تثبت شىء لرب العالمين مطلوب منك إنك تأتي بالدليل من الكتاب والسنة على هذا الإثبات ،
    فأين في الكتاب السنة ومن أقوال السلف الصالح إنه يوجد ( تشبيه ) بين الله عز وجل وبين خلقه ؟!
    بل تواترت الأخبار إن من شبه الله عز وجل بخلقه فقد كفر !
    عندما تأتي بمنتهى البساطة وتقول إنه فيه تشابه بين الله عز وجل وبين خلقه !
    أنا كمسلم بسيط أطالبك بالدليل من الكتاب والسنة وأقوال السلف ، وإلا لا تتكلم عن رب العالمين .
    وأنت لم تأتي لا بالكتاب ولا السنة ، حتى أقوال السلف مخالفة لما تقول !
    فكيف يمر كلامك هكذا بكل بساطة عن رب العالمين !
    والكلام اللى ذكرته عن الشيخ ابن عثيمين كلام متشابه ، وأين قال ذلك الفوزان ؟ أم أنه حشر أسماء العلماء لتقرير التشبيه بين الله سبحانه وتعالى وبين خلقه !!
    [ نرجو من كل مسلم ومسلمة دعاء الله عز وجل بشفاء أخي وشقيقـى من المرض الذي هو فيه ]

  2. #22

    افتراضي رد: شبهة: إثبات الصفات على الحقيقة تشبيه

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وادي الذكريات مشاهدة المشاركة
    أخي الكريم ..
    عندما تثبت شىء لرب العالمين مطلوب منك إنك تأتي بالدليل من الكتاب والسنة على هذا الإثبات ،
    فأين في الكتاب السنة ومن أقوال السلف الصالح إنه يوجد ( تشبيه ) بين الله عز وجل وبين خلقه ؟!
    بل تواترت الأخبار إن من شبه الله عز وجل بخلقه فقد كفر !
    عندما تأتي بمنتهى البساطة وتقول إنه فيه تشابه بين الله عز وجل وبين خلقه !
    أنا كمسلم بسيط أطالبك بالدليل من الكتاب والسنة وأقوال السلف ، وإلا لا تتكلم عن رب العالمين .
    وأنت لم تأتي لا بالكتاب ولا السنة ، حتى أقوال السلف مخالفة لما تقول !
    فكيف يمر كلامك هكذا بكل بساطة عن رب العالمين !
    والكلام اللى ذكرته عن الشيخ ابن عثيمين كلام متشابه ، وأين قال ذلك الفوزان ؟ أم أنه حشر أسماء العلماء لتقرير التشبيه بين الله سبحانه وتعالى وبين خلقه !!
    بسم الله الرحمن الرحيم
    بارك الله فيك أخي الكريم وجزاك الله خيرا, أسأل الله أن يهديني واياك للحق الذي اختلفنا فيه وأن يؤلف بين قلوبنا انه سميع مجيب, أخي الكريم أنا ذكرت الشيخ صالح الفوزان ليس تكثرا وحشدا ولكني أستطيع أن أحتج به عليك لأنه لاشك سمع أو قرأ كلام الشيخ العثيمين لأنه تقرير لمسألة عقدية مهمة فكيف يسوغ للشيخ الفوزان أن يسكت على باطل, ثم ان المسألة لم يذكرها العثيمين فقط بل ذكرها الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله:
    فإذن الصفات والأسماء وإن كان ظاهر المعنى قد يقتضي المشابهة ، فإن إثبات الأسماء لله جل وعلا وإثبات الصفات لله جل وعلا إثبات لها بإثبات اللفظ وإثبات المعنى الذي دل عليه اللفظ على ما يليق بالله جل وعلا ، وأما الاشتراك في بعض المعنى فإن هذا لا ينفيه أهل السنة والجماعة لأن الله جل وعلا هو الذي وصف نفسه بذلك كما سيأتي من قوله (فَإنَّهُ سُبْحَانَهُ أَعْلَمُ بِنَفْسِهِ وَبِغَيْرِهِ) .فهو جل وعلا الذي سمى نفسه السميع وسمى المخلوق بالسميع .وبين السميع والسميع قدر مشترك من المعنى ، وهذا المعنى هو أصل السمع .والسمع الذي في المخلوق يناسب ذاته والسمع الذي لله جل وعلا يناسب ذاته .وهذا على أصل القاعدة المقررة وهي أن القول في الصفات كالقول في الذات يُحتذى فيه حذوه ويُنهج فيه منهاجه ، لأن الصفة ،كل صفة تناسب الموصوف فسمع المخلوق يناسب ذاته وسمع الله جل وعلا يناسب ذاته .
    ما بين الصفتين من القدر المشترك هذا هو ما يجمعهما في أصل اللغة في المعنى العام أما المناسبة للذات فهذه لخارج الأصل العام .
    ولهذا فإن لله جل وعلا من الصفات أكملها وله من كل صفة كمال أكمل تلك الصفة وأعظمها وأشملها أثرا وأعمها متعلقا .وهذا لا يعني بحال المماثلة ، وإنما القدر المشترك في أصل المعنى هذا لا ينفيه أهل السنة لأن الله جل وعلا أنزل القرآن بلسان عربي مبين ومعنى ذلك أن الكلمات التي فيها ذكر الأسماء والصفات أنها تفهم باللغة وهذا سيأتي تفصيله إن شاء الله تعالى .اه شرح العقيدة الواسطية
    ثم أذكرك أخي الكريم بهذا الكلام:
    قال محمد بن إسحاق بن خزيمة إمام الأئمة: من لم يقل: إن الله فوق سمواته على عرشه بائن من خلقه وجب أن يستتاب فإن تاب وإلا ضربت عنقه ثم ألقي على مزبلة لئلا يتأذى بنتن ريحه أهل القبلة، ولا أهل الذمة. ذكره عنه الحاكم بإسناد صحيح.اه
    أين في كتاب الله أوسنة نبيه أو كلام الصحابة أن الله بائن من خلقه.
    جزاك الله خيرا أخي الكريم وهداني واياك الى الحق انه سميع قريب مجيب وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

  3. #23
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    700

    افتراضي رد: شبهة: إثبات الصفات على الحقيقة تشبيه

    وفقك الله تعالى للحق ،،
    أنت تركت كلام آلاف العلماء من المسلمين الذين ينفون التشبيه بين الله عز وجل وبين خلقه ، وتمسكت لمجرد قول متشابه للشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى ، مع أن الشيخ ابن عثيمين له فتوى اخرى نفى فيه التشبيه ..
    ثم قررت وأصلت إن هذا هو الحق الذي يجب أن يكون عليه كل مسلم ، حيث أنكرت على الأخت ، مع إن جملة الأخت أصلا مأخوذة من الأئمة ، فأنكرت على صاحبة المقال وقلت :

    (( الصواب اختي الكريمة في عكس هذا الكلام وهو انه "إثبات الصفات على الحقيقة – لا المجاز – لا يلزم منه التمثيل "


    اما قولك "إثبات الصفات على الحقيقة – لا المجاز – لا يلزم منه التشبيه"
    بل يتلزم لان التشبيه اعم من التمثيل ولو لم يكن هناك نوع من التشبيه لما فهمنا صفات الله وميزنها عن بعضها ومدحناه غليها ولا فهمنا معنى وجوده ولا نفي النقص عنه



    يعنى تواترت أقوال علماء المسلمين أن إثبات الصفات على الحقيقة لا يلزم منه التشبيه ، ثم أتيت أنت لتثبت عكس ذلك وتثبت خطا علماء المسلمين الذين لم يفهموا التمثيل والتشبيه !!
    طيب على فرض أن صاحبة المقال أخطأت لانها نفت بغير دليل ، فلماذا لا تعترف انت بخطأك لأنك أثبت بغير دليل ، وأن المثبت والنافي كما تعلم يجب عليه الدليل ؟!
    وأهل السنة والجماعة إن كانت كما تقول أثبتت أصل المعنى في الصفات المشتركة بين الله عز وجل وبين خلقه ، فهل أطلقت أهل السنة عليه " تشبيه بين الله عز وجل وبين خلقه ؟ كما تقول ؟ أم وصفت من شبه الله عز وجل بخلقه بأنه قد كفر ؟!
    أغاب عن اهل السنة إن القدر المشترك في الصفات بين الخالق سبحانه وتعالى وبين خلقه إنه تشبيه ؟! فكان الواجب على علماء أهل السنة إنه يبينوا للناس إنه ليس كل التشبيه يكون مذموم ، بل يوجد انواع من التشبيه هو الحق المبين ؟!
    ما الضير إن قلنا أخطأنا ، وليس لنا أصلاً أن ننكر على من تمسك بألفاظ أئمة المسلمين في نفي التشبيه بين الله عز وجل وبين خلقه ؟!
     
     
    [ نرجو من كل مسلم ومسلمة دعاء الله عز وجل بشفاء أخي وشقيقـى من المرض الذي هو فيه ]

  4. #24
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    700

    افتراضي رد: شبهة: إثبات الصفات على الحقيقة تشبيه

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوعبدالعزيزالت ميمي مشاهدة المشاركة
    بسم الله الرحمن الرحيم
    بارك الله فيك أخي الكريم وجزاك الله خيرا, أسأل الله أن يهديني واياك للحق الذي اختلفنا فيه وأن يؤلف بين قلوبنا انه سميع مجيب, أخي الكريم أنا ذكرت الشيخ صالح الفوزان ليس تكثرا وحشدا ولكني أستطيع أن أحتج به عليك لأنه لاشك سمع أو قرأ كلام الشيخ العثيمين لأنه تقرير لمسألة عقدية مهمة فكيف يسوغ للشيخ الفوزان أن يسكت على باطل, ثم ان المسألة لم يذكرها العثيمين فقط بل ذكرها الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله:
    .

    يا اخي الكريم هذا لا يصلح لان نخرج بفتوى : إن الشيخ الفوزان يقول بالفتوى المتشابهة للشيخ ابن عثيمين ، لأنه لا يعقل أن يقال أن كل الأقوال لكبار العلماء لو كان فيها خطأ ما ، لقام الشيخ الفوزان بتبيين هذه الأخطاء وإلا فإن الشيخ الفوزان موافق على ما فيها !
    قال محمد بن إسحاق بن خزيمة إمام الأئمة: من لم يقل: إن الله فوق سمواته على عرشه بائن من خلقه وجب أن يستتاب فإن تاب وإلا ضربت عنقه ثم ألقي على مزبلة لئلا يتأذى بنتن ريحه أهل القبلة، ولا أهل الذمة. ذكره عنه الحاكم بإسناد صحيح.اه
    بارك الله تعالى فيك ، وهل انت قلت في هذه المسألة بكلام ابن خزيمة ، أو من في طبقته أو أقدم منه ؟!
    وهل يقاس القول : (( على عرشه بائن من خلقه )) سبحانه وتعالى بقولك : ( إنه فيه تشابه بين الله عز وجل وبين خلقه )) !!
    الأولى وردت عن كثير من الأئمة وعلماء المسلمين ، أما جملتك فقد نفاها الأئمة وعلماء المسلمين ، فكيف يقاس إثبات الأئمة والعلماء ، بنفي الأئمة والعلماء ؟!
    [ نرجو من كل مسلم ومسلمة دعاء الله عز وجل بشفاء أخي وشقيقـى من المرض الذي هو فيه ]

  5. #25
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    700

    افتراضي رد: شبهة: إثبات الصفات على الحقيقة تشبيه

    وأنا الآن بمنتهى البساطة
    كمسلم بسيط ولله الحمد
    أسأل كل من أثبت التشبيه بين الله عز وجل وبين خلقه لأي شىء ما :
    أسأله سؤال بسيط بالتحاكم لأبجديات أصول أهل السنة ..
    ما هو الدليل من الكتاب والسنة وأقوال السلف في إثبات التشابه بين الله عز وجل وبين خلقه ؟
    [ نرجو من كل مسلم ومسلمة دعاء الله عز وجل بشفاء أخي وشقيقـى من المرض الذي هو فيه ]

  6. #26

    افتراضي رد: شبهة: إثبات الصفات على الحقيقة تشبيه

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وادي الذكريات مشاهدة المشاركة
    وأنا الآن بمنتهى البساطة
    كمسلم بسيط ولله الحمد
    أسأل كل من أثبت التشبيه بين الله عز وجل وبين خلقه لأي شىء ما :
    أسأله سؤال بسيط بالتحاكم لأبجديات أصول أهل السنة ..
    ما هو الدليل من الكتاب والسنة وأقوال السلف في إثبات التشابه بين الله عز وجل وبين خلقه ؟
    بسم الله الرحمن الرحيم
    أخي الكريم بارك الله فيك اليك الدليل:
    ( سنن أبي داود ):
    حدثنا علي بن نصر ومحمد بن يونس النسائي المعنى قالا حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ حدثنا حرملة يعني ابن عمران حدثني أبو يونس سليم بن جبير مولى أبي هريرة قال سمعت أبا هريرة يقرأ هذه الآية ( إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها ) إلى قوله تعالى ( سميعا بصيرا ) قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يضع إبهامه على أذنه والتي تليها على عينه قال أبو هريرة رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها ويضع إصبعيه قال ابن يونس قال المقرئ يعني إن الله سميع بصير يعني أن لله سمعا وبصرا قال أبو داود وهذا رد على الجهمية.اه قال الشيخ الألباني صحيح الاسناد
    وجاء في الحديث عن النبي :
    (نعمت الأرض المدينة إذا خرج الدجال على كل نقب من أنقابها ملك لا يدخلها فإذا كان كذلك رجفت المدينة بأهلها ثلاث رجفات لا يبقى منافق ولا منافقة إلا خرج إليه وأكثر - يعني - من يخرج إليه النساء وذلك يوم التخليص وذلك يوم تنفي المدينة الخبث كما ينفي الكير خبث الحديد يكون معه سبعون ألفا من اليهود على كل رجل منهم ساج وسيف محلى فتضرب قبته بهذا الضرب الذي عند مجتمع السيول.
    ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    ما كانت فتنة - ولا تكون حتى تقوم الساعة - أكبر من فتنة الدجال ولا من نبي إلا وقد حذر أمته ولأخبرنكم بشيء ما أخبره نبي قبلي . ثم وضع يده على عينه ثم قال : أشهد أن الله عز وجل ليس بأعور. الصحيحة, الألباني
    وجزاك الله خيرا وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

  7. #27
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    الدولة
    الرياض
    المشاركات
    133

    افتراضي رد: شبهة: إثبات الصفات على الحقيقة تشبيه

    متابع لهذا الحوار العلمي

    جزاكم الله خيرًا .. وبارك الله فيكم جميعااااا

  8. #28
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    700

    افتراضي رد: شبهة: إثبات الصفات على الحقيقة تشبيه

    يا عباد الله أنا مالي شأن بكل ما كتبته .
    وليس يعني هذا أنني موافق على ما ذكره المخالف .
    الله عز وجل أعلم بنفسه وهو سبحانه وتعالى ليس له مثيل ولا ند ولا كفء.
    لا أقول إلا بكتاب الله عز وجل وسنة النبي صلى الله عليه وسلم .
    وأستغفر الله العظيم وأبرأ إلى الله سبحانه وتعالى من كل قول خالف ما أراده رب العالمين .
    وسبحان ربك رب بالعزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين .
    [ نرجو من كل مسلم ومسلمة دعاء الله عز وجل بشفاء أخي وشقيقـى من المرض الذي هو فيه ]

  9. #29
    تاريخ التسجيل
    Aug 2009
    المشاركات
    24

    افتراضي رد: شبهة: إثبات الصفات على الحقيقة تشبيه

    بسم الله الرحمن الرحيم
    بارك الله في الإخوة ووفقهم إلى الحق والصواب
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوعبدالعزيزالت ميمي مشاهدة المشاركة
    فهو جل وعلا الذي سمى نفسه السميع وسمى المخلوق بالسميع .

    أخي الفاضل: لي تعقيب بسيط وهو استفهام أكثر منه استنكار.
    أنت قلت: أنه عز وجل سمى نفسه السميع، وسمى المخلوق بالسميع.
    وأنا استفهم أين سمى الله عز وجل المخلوق ( بالسميع ).

    ولي استفهام آخر.
    أنت قلت أن هناك تشابها في أصل المعنى بين صفة الله عز وجل وصفة خلقه.
    لو قلنا أن اليد صفة، أي أن الله سبحانه وتعالى له يد.
    وأن الإنسان من صفاته أن له يد.
    فما هو القدر المشترك في المعنى بين الصفتين ؟
    وفي النهاية هذه الأسئلة من قبيل المدارسة فقط.
    وأنا أؤمن بما قال الله على مراد الله، وبما قال رسول الله على مراد رسول الله.

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

  10. #30

    افتراضي رد: شبهة: إثبات الصفات على الحقيقة تشبيه

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شرف الدين خالد مشاهدة المشاركة
    بسم الله الرحمن الرحيم
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شرف الدين خالد مشاهدة المشاركة
    بارك الله في الإخوة ووفقهم إلى الحق والصواب

    أخي الفاضل: لي تعقيب بسيط وهو استفهام أكثر منه استنكار.
    أنت قلت: أنه عز وجل سمى نفسه السميع، وسمى المخلوق بالسميع.
    وأنا استفهم أين سمى الله عز وجل المخلوق ( بالسميع ).

    ولي استفهام آخر.
    أنت قلت أن هناك تشابها في أصل المعنى بين صفة الله عز وجل وصفة خلقه.
    لو قلنا أن اليد صفة، أي أن الله سبحانه وتعالى له يد.
    وأن الإنسان من صفاته أن له يد.
    فما هو القدر المشترك في المعنى بين الصفتين ؟
    وفي النهاية هذه الأسئلة من قبيل المدارسة فقط.
    وأنا أؤمن بما قال الله على مراد الله، وبما قال رسول الله على مراد رسول الله.

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    بسم الله الرحمن الرحيم
    بارك الله فيك أخي الكريم شرف الدين اليك الجواب:
    قال الله تعالى (هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا (1) إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا).
    أما ما ذكرت في صفة اليد والكلام نفسه يقال في كل الصفات كما ذكر الامام مالك رحمه الله (ألاستواء غير مجهول والكيف غير معلوم والايمان به واجب والسؤال عنه بدعة), فنقول (اليد غير مجهول والكيف غير معلوم والايمان به واجب والسؤال عنه بدعة), فنحن قد خاطبنا الله بما نفهم فنعرف معاني صفات الله ولكننا نجهل كيفيتها وكمال معناها هذا ما ذكره أهل العلم كالشيخ العثيمين رحمه الله وذكره الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله, واذا رجعت الى المشاركة من البداية ستجد ذلك مذكورا, بالمناسبة الأخ وادي الذكريات لم يتسع صدره لسنة النبي نسأل الله أن يشرح صدرنا لتقبل سنة النبي انه سميع قريب وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

  11. #31
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    700

    افتراضي رد: شبهة: إثبات الصفات على الحقيقة تشبيه

    ما كنت أحب الرد على مشاركاتك ، وليتك رددت على رسالتي في الخاص !
    وكنت أظن أن احدًا ممن اطلع على كلامك وآتاه الله عز وجل علم بهذا الأمر كان سيرد عليك ،
    لمخالفتك للسلف والأئمة في قولك " إن رب العالمين يشبه مخلوقاته " .
    ولموافقتك لأهل الضلال في استدلالاتهم ، والتي رد عليها علماء أهل السنة وبينوا أن هذه الأحاديث التي أوردتها ليست للمشابهة ولا المماثلة .
    وسأنقل لك فتوى واحد فقط من العلماء ممن تقول أنك على نهجههم ، وليتك تلتزم بقوله وتعترف بالحق !
    أنت نقلت فتوى متشابهة للشيخ ابن عثيمين تستدل بها على أن الشيخ يقول " إن رب العالمين يشبه مخلوقاته " .
    ثم استدللت بأحاديث على قولك ، وقد رد علماء اهل السنة على استدلالاتك وبينوا أنها ليست للمشابهة ولا المماثلة !
    وسأكتفي إن شاء الله تعالى بذكر كلام الشيخ ابن عثيمين على الأحاديث التي استدللت بها ، لنرى إن كنت تتناقض مع نفسك أو لا .
     
    قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى :
    ومِن ذلك أيضاً: "ما يكثُر السُّؤال عنه من بعض الطَّلبة، وهو: أنه ثَبَتَ عن النبيِّ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ أنه لما قرأ قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا *} [النساء] أنَّه وَضَعَ إبهامَه وسبَّابته على أُذُنِهِ وعلى عينِهِ. فقال: هل يجوز أن أفعل مثل هذا؟
    فجوابنا على هذا أنْ نقول: لا تفعلْه أمامَ العامَّة؛ لأن العامَّة ربَّما ينتقلون بسرعة إلى اعتقادِ المشابهة والمماثلة؛ بخلاف طالب العلم، ثم هذا فِعْلٌ مِن الرسول عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ وليس أمراً، لم يقل: ضعوا أصابعكم على أعينكم وآذانكم، حتى نقول: لا بُدَّ مِن تنفيذِ أمْرِ الرَّسول، بل قَصَدَ بهذا تحقيق السَّمع والبصر، لا التعبُّد في ذلك فيما يظهر لنا، فلماذا نلزم أنفسنا ونكرِّر السؤال عن هذا من أجل أن نقوله أمام العامَّة؟

    فالحاصلُ: أنه ينبغي لطالب العِلم أن يكون معلِّماً مربيًّا، والشيءُ الذي يُخشى منه الفتنة؛ وليس أمراً لازماً لا بُدَّ منه؛ ينبغي له أن يتجنَّبه.
    وأشدُّ مِن ذلك ما يفعله بعضُ النَّاسِ، حين يسوق حديث: «إن قلوبَ بني آدم بين أصبعين مِن أصابعِ الرَّحمن» فيذهب يُمثِّل ذلك بضمِّ بعض أصابعه إلى بعض، مُمَثِّلاً بذلك كون القلب بين أصبعين من أصابع الله، وهذه جرأة عظيمة، وافتراءٌ على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فإنه لم يمثِّل بذلك. وما الذي أدرى هذا المسكين المُمثِّلُ أن كون القلوب بين أصبعين من أصابع الله على هذا الوصف؟ فليتَّقِ الله ربَّه ولا يتجاوز ما جاء به القرآنُ والحديثُ. "الشرح الممتع (3/82)


    **
    وأقوال العلماء في تبيين أن ما ورد في الأحاديث ليس للمشابهة او المماثلة كثيرة ، ولا نعلم واحد من علماء اهل السنة استدل بمثل ما استدللت به !
    لأنك تستقل بفكرك عن السلف والأئمة فخالفتهم في قولك ، ووافقت اهل الضلال في استدلالاتهم !

    [ نرجو من كل مسلم ومسلمة دعاء الله عز وجل بشفاء أخي وشقيقـى من المرض الذي هو فيه ]

  12. #32

    افتراضي رد: شبهة: إثبات الصفات على الحقيقة تشبيه

    بسم الله الرحمن الرحيم
    ابتداءا أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفي أخاك وأن يلبسه لباس العافية وأن يهديني واياك لما اختلفنا فيه من الحق, قل آمين, جزاك الله خيرا.

  13. #33
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    المشاركات
    11

    افتراضي رد: شبهة: إثبات الصفات على الحقيقة تشبيه

    السلام عليكم ورحمة الله ..
    بداية أسأل الله تعالى إقرار عينيك بشفاء أخيك ، وألا يريك فيه إلا ما يثلج صدرك ..
    أشكركم جميعًا لتناول هذه الأمور الخطيرة بالإسهاب في البيان للبسطاء مثلي ، حتى لا نقع في مخالفات عقدية دون شعور ، ولكن يزعجني أحيانا إحساسي بعدم اتساع صدور بعض إخواني المتناقشين للرأي المخالف ، وإن كانت مثل هذه الأمور ليس فيها رأيان وإنما قصدت ما تفهمونه ، فمثلا الأخ "وادي الذكريات" مصمم على المناضلة في إثبات أن أخاه "التميمي" مخالف لمنهج السلف وأن كلامه يفضي إلى المشابهة والمماثلة ولو قليلا ، وأرجو اتساع الصدور لكلامي ، مع أن أخانا التميمي يلتزم منذ بدء النقاش بإيراد الأدلة من الكتاب والسنة ، ويتسع صدره لبعض العبارات الخشنة أحيانا ، كقول أخينا الفاضل مثلا : تستقل بفكرك ، وقوله : وافقت أهل الضلال ... إلخ ، مع أني والله أرى غير ذلك ، وكذلك قوله : "
    وما الذي أدرى هذا المسكين المُمثِّلُ أن كون القلوب بين أصبعين من أصابع الله على هذا الوصف؟" فيه تسرع ، وليس فيه "وصف" كما يقول أخونا الوادي ، ولا يفهم منه إلا نفس ما يفهم من وضع النيي صلى الله عليه وسلم إصبعيه على العين والأذن ، ولست معكم في أن مثل هذه الأمور يكون فيها خصوصية للنبي صلى الله عليه وسلم لخطورتها ولأنه المناط به البيان عن الله ، فلا يُعقل أن يفعل أمام الناس ما لو قلدوه فيه لهلكوا ، إلا وبين لهم هذه الخصوصية ـ إن وُجدت ـ كقوله صلى الله عليه وسلم في موطن آخر " إني لست كهيئتكم " ، ثم إن القدر المشترك في اللفظ ، والذي يحاول أخونا الوادي منذ بداية النقاش أن يجعله تشبيها ، أعني في وضع النبي صلى الله عليه وسلم إصبعيه على عينه وأذنه ، هذا القدر من التشابه اللفظي هو الذي فهمنا منه مراده صلى الله عليه وسلم !! فأين إذن التشبيه والتمثيل ؟؟؟؟؟
    أرجو أن أكون قد أوضحت مرادي والتوفيق من الله ، ولتتسع صدورُنا للحوار ، ولتزدنا هذه المناقشات حبًا واحترامًا لبعضنا البعض ، وجزاكم الله خيرًا ..


  14. #34
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    المشاركات
    14

    افتراضي رد: شبهة: إثبات الصفات على الحقيقة تشبيه

    السلام عليكم
    الأخ أبوعبدالعزيزالت ميمي
    جزاك الله خيرا وكل اللإخوى المشاركين في الموضوع للفائدة
    أما الأخ وادي الذكريات فالفرق بين التشبيه والتمثيل واضح وكلام العلماء في تقريره كثير
    وقد ذكر شيخ الإسلام هذا الفرق في كتبه وذكر رواية عن الإمام أحمد ينكر فيها نفي القول بنفي التشبيه بين صفات الخالق والمخلوق من كل وجه فالإمام أحمد من السلف فقد أثبت الإشتراك وقد علق شيخ الإسلام على كلامه و قرره
    وهذا لأنه كما قرره الأخ أبو عبد العزيز التميمي جزاه الله خيرا هناك تشابه وإلا كان كلام الله وخطابه لنا غير مفهوم وقد يصعب فهم هذه المسألة أخي الكريم لعدم تفريق الناظر فيها بين التشبيه والتمثيل ويخطئ فيها الكثير من الناس
    وللفائدة فقد سئل شيخ الإسلام كما في المناظرة على العقيدة الواسطية عن تعبيره بنفي التمثيل و عدوله عن لفظ التشبيه فأجاب بما أجابك به الأخ التميمي من الفرق بين التشبيه والتمثيل ولأن هناك تشابه في أصل المعنى وهذا ما يعبر عنه العلماء بأن أسماء الله وصفاته من قبيل المشكك و المتواطئ أما من نفى التشبيه من السلف فمقصودهم نفي التمثيل و هو الذي جاء القرآن بذكره في كلام الله و فيه الهدى و الشفاء
    وأنبهك ونفسي أن لانتسرع في رمي الناس بالضلال و مخالفة كلام السلف
    وقبل أن تعيد الكلام في هذه المسألة راجع :
    1-الفرق بين الألفاظ المتواطئة والمشككة و المشترك اللفظي
    2-الفرق بين التشبيه والتمثيل
    3-مسألة المطلق الكلي الذي لا يكون إلا في الذهن
    وأنظر كلام شيخ الإسلام في المسألة و تعليقاته على كلام اللإمام أحمد في كتاب موقف شيخ الإسلام من الأشاعرة المجلد 3
    والله تعالى أعلى وأعلم
    ولولا البعد عن المراجع لنقلت لك كل ذالك و الله المستعان

  15. #35
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    700

    افتراضي رد: شبهة: إثبات الصفات على الحقيقة تشبيه

     
    فمثلا الأخ "وادي الذكريات" مصمم على المناضلة في إثبات أن أخاه "التميمي" مخالف لمنهج السلف وأن كلامه يفضي إلى المشابهة والمماثلة ولو قليلا

    احسن الله تعالى إليك وبارك فيك ،،
    أنا لا أريد أن اثبت أن كلامه يفضي للمشابهة ، بل هو الذي يقول بذلك صراحة وانكر على صاحبة المقال هو وغيره نفيها التشبيه عن الله عز وجل ، مع انها متبعة للسلف الصالح في ذلك ،
    ولما طلبت أنا الدليل من الكتاب والسنة وأقوال السلف الصالح على إنه فيه تشابه بين الله سبحانه وبين خلقه ، أتانى هو بادلة أهل الضلال ليثبت التشابه بين الله عز وجل ، راجع التعليقات من فضلك .
    مع أن أخانا التميمي يلتزم منذ بدء النقاش بإيراد الأدلة من الكتاب والسنة

    أين الأدلة من الكتاب والسنة بأن فيه تشابه بين الله عز وجل وبين خلقه ، وأين اقوال السلف الصالح في ذلك ؟
    يعنى كثير من السلف قال : إن من شبه الله عز وجل بخلقه فقد كفر " وأنكروا التمثيل والتشبيه .
    وأنتم تقولون : إنه فيه تشابه بين الله عز وجل وبين خلقه .
    ثم تنزلون هذا التشابه على الإشتراك في أصل المعنى للصفات .
    مع إنه يوجد من السلف من أنكر إطلاق التشبيه على الإشتراك في الأسماء .
    وأين أقوال السلف الصالح من قال إن الله عز وجل يشبه خلقه في الإشتراك في أصل المعنى ؟

    ثم إن القدر المشترك في اللفظ ، والذي يحاول أخونا الوادي منذ بداية النقاش أن يجعله تشبيها ، أعني في وضع النبي صلى الله عليه وسلم إصبعيه على عينه وأذنه ، هذا القدر من التشابه اللفظي هو الذي فهمنا منه مراده صلى الله عليه وسلم !! فأين إذن التشبيه والتمثيل ؟؟؟؟؟

    يا أخي الكريم لست أنا من استدل بهذا الحديث على إنه فيه تشابه بين الله عز وجل وبين خلقه ، بل هو المخالف الذي توافقه أنت فيما يقول .

     
    [ نرجو من كل مسلم ومسلمة دعاء الله عز وجل بشفاء أخي وشقيقـى من المرض الذي هو فيه ]

  16. #36
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    700

    افتراضي رد: شبهة: إثبات الصفات على الحقيقة تشبيه

    أما الأخ وادي الذكريات فالفرق بين التشبيه والتمثيل واضح وكلام العلماء في تقريره كثير
    نريد واحد من السلف الصالح فقط !
    وذكر رواية عن الإمام أحمد ينكر فيها نفي القول بنفي التشبيه بين صفات الخالق والمخلوق من كل وجه
    لو تذكر لنا قول الإمام أحمد الذي أنكر فيه نفي التشبيه بين الله عز وجل وبين خلقه ؟
    وقد يصعب فهم هذه المسألة أخي الكريم لعدم تفريق الناظر فيها بين التشبيه والتمثيل ويخطئ فيها الكثير من الناس
    من الذي يخطىء ؟!
    السلف الصالح والأئمة يخطئون في أمر عقدي خطير ، ولا يفهمون الفرق بين التشبيه والتمثيل ؟!!
    يعنى كل العلماء والأئمة على مدار القرون لما كانوا يحذرون من التمثيل والتشبيه معاً ، ما كانوا يفهمون الفرق بينهما ؟!!
    [ نرجو من كل مسلم ومسلمة دعاء الله عز وجل بشفاء أخي وشقيقـى من المرض الذي هو فيه ]

  17. #37
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    700

    افتراضي رد: شبهة: إثبات الصفات على الحقيقة تشبيه

    هذا مقال الأخت الفاضلة صاحبة الموضوع :



    قال الله تعالى:
    {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}
    ما هو التشبيه وما حكمه



    إعداد: أم عبد الله الميساوي
    أُعِدّ لموقع: عقيدة السلف الصالح




    مقدمة:
    مر معنا في مقدمة عقيدة السلف في صفات الله عز وجل أن الأسس التي تقوم عليها عقيـدة الإسلام في الصفات هي:
    - إثبات ما أثبته الله لنفسه أو أثبته له رسوله من الصفات والإيمان بها
    - تنزيه الله عن مماثلة المخلوقات
    - عدم الخوض في كيفية صفات الله
    وهذا المقال سيتحدث عن الأساس الثاني وهو تنزيه الله عن مماثلة المخلوقات، وعدم تشبيه ذاته وصفاته بذوات المخلوقين وصفاتهم.



    تعريف التشبيه:
    في اللغة: الشِّبْهُ والشَّبَهُ والشَّبِيهُ: المِثْلُ، والجمع أَشْباهٌ، وأَشْبَه الشيءُ الشيءَ: مَاثَله.(1) فالتشبيه: التمثيل.(2)
    وشَبَّه: إذا ساوَى بين شيءٍ وشيء. (3)
    قال أبو القاسم إسماعيل الأصبهاني (ت. 535 هـ) : «وأما التشبيه: فهو مصدر شبّه يشبّه تشبيها، يُقال: شبهت الشيء بالشيء أ مثلته به، وقسته عليه، إما بذاته أو بصفاته، أو بأفعاله.» (4)


    الأدلة على تنزيه الله عن التشبيه والتمثيل:

    {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى : 11]
    قال أبو جعفر النَّحّاس (ت. 338 هـ) عن الكاف في "كمثله" : «الكاف زائدة للتوكيد.» (5)
    قال أبو منصور معمر بن أحمد الأصبهاني (ت. 418 هـ) : «فـ{ليس كمثله شيء} ينفي كل تشبيه وتمثيل، {وهو السميع البصير} ينفي كل تعطيل وتأول. فهذا مذهب أهل السنة والجماعة والأثر» (6)
    {رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} [مريم : 65]
    سميًّا: أي مثلا أو شبيها
    {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} [الإخلاص : 4]
    أي ليس له كفء ولا مثل.



    التشبيه في صفات الله

    أولا: التشبيه في صفات الله عز وجل يكون بتشبيه صفات لله بصفات المخلوق: كأن يعتقد المسلم أو يقول: حياة الله مثل حياة المخلوقين، أو كلام الله مثل كلام البشر، أو وجه الله كوجه المخلوقين .. إلخ. فيكون نفي التشبيه والتمثيل (أي التنزيه) باعتقاد أن صفات الله عز وجل ليست كصفات المخلوقين، وأنها على صفة تليق بجلال الله وكماله لا نعلمها، وعلينا الإيمان والتسليم.

    - قال إسحاق بن راهويه (ت. 238 هـ) : «إنما يكون التشبيه إذا قال يد كيد أو مثل يد أو سمع كسمع أو مثل سمع. فإذا قال سمع كسمع أو مثل سمع فهذا التشبيه وأما إذا قال كما قال الله تعالى يد وسمع وبصر ولا يقول كيف ولا يقول مثل سمع ولا كسمع فهذا لا يكون تشبيها وهو كما قال الله تعالى فى كتابه: { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } » (7)

    - قال خُشَيْش بن أصرم (ت. 253 هـ) في "الاستقامة" : «وأنكر جهم أن يكون لله سمع وبصر، وقد أخبرنا الله عز وجل في كتابه، ووصف نفسه في كتابه، قال الله تعالى {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى : 11]، ثم أخبر عن خلقه، فقال عز وجل {فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا} [الإنسان : 2]. فهذه صفة من صفات الله أخبرنا أنها في خلقه، غير أنَّا لا نقول: إن سمعه كسمع الآدميين، ولا بصره كأبصارهم ...) ثم ذكر أدلة على أن الله يسمع ويرى، إضافة إلى صفات أخرى، ثم قال: (فقد وصف الله من نفسه أشياء جعلها في خلقه والذي يقول: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} وإنما أوجب الله على المؤمنين اتباع كتابه وسنة رسوله.» (8)

    - قال عثمان الدارمي (ت. 280 هـ) في رده على بِشر المريسي المعتزلي:
    «وادعى المعارض أيضا أن المقري حدَّث عن حرملة بن عمران عن أبي موسى يونس عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي –صلى الله عليه وسلم أنه قرأ: {سَمِيعًا بَصِيرًا} [النساء : 58] فوضع إبهامه على أذنه والتي تليها على عينه (9). وقد عرفنا هذا من رواية المقري وغيره كما روى المعارض، غير أنه ادعى أن بعض كتبة الحديث ثبتوا به بصرًا بعين كعين وسمعًا كسمع جارحًا مركبًا.
    فيقال لهذا المعارض: أما دعواك عليهم أنهم ثبتوا له سمعا وبصرا، فقد صدقت. وأما دعواك عليهم أنه كعينٍ وكسمعٍ فإنه كذب ادعيت عليهم؛ لأنه ليس كمثله شيء، ولا كصفاته صفة.
    وأما دعواك أنهم يقولون: "جارح مركب" فهذا كفر لا يقوله أحد من المسلمين، ولكنا نثبت له السمع والبصر والعين بلا تكييف، كما أثبته لنفسه فيما أنزل من كتابه، وأثبته له الرسول –صلى الله عليه وسلم-، وهذا الذي تكرره مرة بعد مرة: جارح وعضو وما أشبهه، حشو وخرافات، وتشنيع لا يقوله أحد من العالمين: وقد روينا روايات السمع والبصر والعين في صدر هذا الكتاب بأسانيدها وألفاظها عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فنقول كما قال، ونعني بها كما عنى والتكييف عنا مرفوع، وذكر الجوارح والأعضاء تكلف منك وتشنيع.» (10)

    - قال أبو إسحاق إبراهيم بن شاقلا الحنبلي (ت. 369 هـ) لأبي سليمان الدمشقي – أحد أتباع ابن كُلاب- في مناظرة بينهما عندما قال له أبو سليمان: "أنتم المشبهة"، قال ابن شاقلا: (حاشا لله، المُشبِّه الذي يقول: وجهٌ كوجهِي، ويَدٌ كَيَدِي، فأما نحن فنقول: له وجهه، كما أثبت لنفسه وجهًا، وله يدٌ، كما أثبتَ لنفسه يَداً، {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى : 11] ومن قال هذا فقد سَلِم.) (11)
    - قال أبو عثمان الصابوني الشافعي (ت. 449 هـ) : (ولا يعتقدون تشبيها لصفاته بصفات خلقه، فيقولون: إنه خلق آدم بيديه، كما نص سبحانه عليه في قوله –عز من قائل- {قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ } [ص : 75]. ولا يحرفون الكلام عن مواضعه، بحمل اليدين على النعمتين، أو القوتين؛ تحريف المعتزلة والجهمية – أهلكهم الله-، ولا يكيفونهما بكيف، أو يشبهونهما بأيدي المخلوقين، تشبيه المشبهة –خذلهم الله-.) (12)

    - قال ابن البنا الحنبلي (ت. 471 هـ) : (وأما المشبهة والمجسمة فهم الذين يجعلون صفات الله -عز وجل- مثل صفات المخلوقين، وهم كفار.) (13)
    - قال الحافظ الذهبي (ت. 748) : (ليس يلزم من إثبات صفاته شيء من إثبات التشبيه والتجسيم، فإن التشبيه إنما يقال: يدٌ كيدنا ... وأما إذا قيل: يد لا تشبه الأيدي، كما أنّ ذاته لا تشبه الذوات، وسمعه لا يشبه الأسماع، وبصره لا يشبه الأبصار ولا فرق بين الجمع، فإن ذلك تنزيه.) (14)
    - قال ابن الوزير (ت. 840 هـ) : (وكذلك كل صفة يوصف بها الرب سبحانه ويوصف بها العبد، وان الرب يوصف بها على أتم الوصف مجردة عن جميع النقائص، والعبد يوصف بها محفوفة بالنقص، وبهذا فسر أهل السنة نفي التشبيه، ولم يفسروه بنفي الصفات وتعطيلها كما صنعت الباطنية الملاحدة.) (15)


    ثانيا: التشبيه والتمثيل يكون في كيفيّة وحقيقة الصفة، أي كيف هي على الحقيقة، وليس في معنى الصفة. والخوض في الكيفية تشبيه، فالإنسان يصف الشيء على ما يشاهده، والله {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}.

    - قال عبد الرحمن بن مهدي (ت. 198 هـ) لِفَتى من ولد جعفر بن سليمان: «مكانك»
    فقعد حتى تفرق الناس. ثم قال ابن مهدي: «تعرف ما في هذه الكورة من الأهواء والاختلاف، وكل ذلك يجري مني على بالٍ رَضِي إلا أمرُك وما بلغني، فإن الأمر لا يزال هَيِّنًا ما لم يصر إليكم، يعني السلطان، فإذا صار إليكم جلَّ وعَظُم.»
    فقال (الغلام) : "يا أبا سعيد وما ذاك؟ "
    قال: « بلغني أنك تتكلم في الرب تبارك وتعالى وتصفه وتشبهه. »
    فقال الغلام: "نعم". فأخذ يتكلم في الصفة.
    فقال: «رُويدك يا بُني حتى نتكلم أول شيء في المخلوق، فإذا عجزنا عن المخلوقات فنحن عن الخالق اعجز واعجز. أخبرني عن حديث حدثنيه شعبة عن الشيباني قال: سمعت زرًا قال: قال عبد الله في قوله: {لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى} [النجم : 18]
    قال: رأى جبريل له ستمائة جناح؟ قال: نعم. فعرف الحديث.
    فقال عبد الرحمن: «صِف لي خلقًا من خلق الله له ستمائة جناح.» فبقي الغلام ينظر إليه.
    فقال عبد الرحمن: «يا بُني فإني أُهوِّن عليك المسألة، واضع عنك خمس مائة وسبعة وتسعين (جناحًا)، صِف لي خلقا بثلاثة أجنحة، ركب الجناح الثالث منه موضعًا غير الموضعين اللذين ركبهما الله حتى أعلم»
    فقال (الغلام) : "يا أبا سعيد، نحن قد عجزنا عن صفة المخلوق ونحن عن صفة الخالق أعجز وأعجز، فأشهدك إني قد رجعت عن ذلك واستغفر الله." (16)

    قال ابن عبد البر المالكي (ت. 463 هـ) : (ومُحالٌ أن يكون مَن قال عن اللهِ ما هو في كتابه منصوصٌ مُشبهًا إذا لم يُكيّف شيئا، وأقرّ أنه ليس كمثله شيء.) (40)
    قال الحسين البغوي الشافعي (ت. 510 هـ) في صفات الله عز وجل : (وكذلك كل ما جاء من هذا القبيل في الكتاب أو السنة كاليد والإصبع ، والعين والمجيء ، والإتيان، فالإيمان بها فرض، والامتناع عن الخوض فيها واجب، فالمهتدي من سلك فيها طريق التسليم ، والخائض فيها زائغ ، والمنكر معطل، والمُكيِّف مشبه، تعالى الله عما يقول الظالمون علوًا كبيرًا {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}) (17)


    ثالثًا: الكلام في الصفات فرعٌ عن الكلام في الذات، فكما لم يلزم التشبيه في إثبات الذات، لم يلزم التشبيه في إثبات الصفات.

    قال أبو القاسم إسماعيل الأصبهاني الشافعي (ت. 535 هـ) بعد ذكر مجموعة من الآيات والأحاديث في صفات الله عز وجل : (فهذا وأمثاله مما صح نقله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن مذهبنا فيه ومذهب السلف إثباته وإجراؤه على ظاهره، ونفي الكيفية والتشبيه عنه .... والأصل في هذا أن الكلام في الصفات فرع على الكلام في الذات، وإثبات الله تعالى إنما هو إثبات وجود لا إثبات كيفية، فكذلك إثبات صفاته إنما هو إثبات وجود لا إثبات كيفية، فإذا قلنا يد، وسمع، وبصر، ونحوها، فإنما هي صفات أثبتها الله لنفسه ولم يقل: معنى اليد: القوة، ولا معنى السمع والبصر: العلم والإدراك. ولا نشبهها بالأيدي والأسماع والأبصار، ونقول إنما وجب إثباتها لأن الشرع ورد بها، ووجب نفي التشبيه عنها لقوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}، كذلك قال علماء السلف في أخبار الصفات: أمروها كما جـاءت. فإن قيل: فكيف يصح الإيمان بما لا يحيط علمنا بحقيقته؟ أو كيف يتعاطى وصف شيء لا درك له في عقولنا؟
    فالجواب أن إيماننا صحيح بحق ما كلفنا منها، وعلمنا مُحيط بالأمر الذي ألزمناه فيها وإن لم نعرف لما تحتها حقيقة كافية، كما قد أمرنا أن نؤمن بملائكة الله وكتبه ورسله واليوم الآخر، والجنة ونعيمها، والنار وأليم عذابها، ومعلوم أنا لا نحيط علمًا بكل شيء منها على التفصيل، وإنما كلفنا الإيمان بها جملة واحدة، ألا ترى أنا لا نعرف أسماء عدة من الأنبياء وكثير من الملائكة، ولا يمكننا أن نحصي عددهم، ولا نحيط بصفاتهم، ولا نعلم خواص معانيهم، ثم لم يكن ذلك قادحا في إيماننا بما أمرنا أن نؤمن به من أمرهم. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في صفة الجنة: ”يقول الله تعالى: "أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.“ [صحيح البخاري ومسلم] .) (18)


    رابعا: الاشتراك في مطلق الاسم لا يقتضي التشبيه والتمثيل:

    - قال عثمان الدارمي (ت. 280 هـ) في رده على بِشر المريسي المعتزلي:
    « إنما نصفه بالأسماء لا بالتكييف ولا بالتشبيه، كما يقال: إنه ملك كريم، عليم، حكيم، حليم، رحيم، لطيف، مؤمن، عزيز، جبار، متكبر. وقد يجوز أن يدعى البشر ببعض هذه الأسماء، وإن كانت مخالفة لصفاتهم. فالأسماء فيها متفقة، والتشبيه والكيفية مفترقة، كما يقال: ليس في الدنيا مما في الجنة إلا الأسماء، يعني في الشبه والطعم والذوق والمنظر واللون. فإذا كان كذلك فالله أبعد من الشبه وأبعد. فإن كنا مشبهة عندك أن وحدنا الله إلهًا واحدًا بصفات أخذناها عنه وعن كتابه، فوصفناه بما وصف به نفسه في كتابه، فالله في دعواكم أول المشبهين بنفسه، ثم رسوله الذي أنبأنا ذلك عنه. فلا تظلموا أنفسكم ولا تكابروا العلم؛ إذ جهلتموه فإن التسمية في التشبيه بعيدة.» (19)

    - قال ابن خزيمة الشافعي (ت. 311 هـ) : (نحن نقول: إن الله سميع بصير كما أعلمنا خالقنا وبارؤنا، ونقول: من له سمع وبصر من بني آدم فهو سميع بصير، ولا نقول أن هذا تشبيه المخلوق بالخالق.) (20)
    وقـال: (ولو لزم - يا ذوى الحجا- أهل السنة والآثار إذا أثبتوا لمعبودهم يدين كما ثبتهما الله لنفسه، وثبتوا له نفسا -عز ربنا وجل-، وأنه سميع بصير، يسمع ويرى، ما ادعى هؤلاء الجهلة عليهم أنهم مشبهة، للزم كل من سمى الله ملكًا، أو عظيمًا ورؤوفًا، ورحيمًا، وجبارًا، ومتكبرًا، أنه قد شبه خالقه -عز وجل- بخلقه، حاش لله أن يكون من وصف الله جل وعلا، بما وصف الله به نفسه، في كتابه، أو على لسان نبيه المصطفى –صلى الله عليه وسلم- مشبها خالقه بخلقه.) (21)

    - قال محمد بن إسحاق ابن منده (ت. 395 هـ) : (... وذلك أن الله تعالى امتدح نفسه بصفاته تعالى ، ودعا عباده إلى مدحه بذلك، وصدق به المصطفى صلى الله عليه وسلم، وبيّن مُراد الله عز وجل فيما أظهر لعباده من ذكر نفسه وأسمائه وصفاته، وكان ذلك مفهوما عند العرب غير مُحتاج إلى تأويلها، فقال عز وجل: {كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ } [الأنعام : 54]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ” قال الله تعالى: (إني حرّمت الظلم على نفسي) “، وقال صلى الله عليه وسلم بيانًا لقوله: ”إن الله كتب كتابا على نفسه فهو عنده: إن رحمتي تغلب غضبي“، فبيّن مُراد الله فيما أخبر عن نفسه، وبيَّن أن نفسه قديم غير فانٍ بفناء الخلق، وأن ذاته لا توصف إلا بما وصف، ووصفه النبي صلى الله عليه وسلم، لأن المجاوز وصفهما يوجب المماثلة، والتمثيل والتشبيه لا يكون إلا بالتحقيق، ولا يكون باتفاق الأسماء، وإنما وافق اسم النفس اسم نفس الإنسان الذي سماه الله نفسًا منفوسة، وكذلك سائر الأسماء التي سمى بها خلقه، إنما هي مستعارة لخلقه منحها عباده للمعرفة ...
    وإنما ينفي التمثيل والتشبيه النية، والعلم بمباينة الصفات والمعاني، والفرق بين الخالق والمخلوق في جميع الأشياء فيما يؤدي إلى التمثيل والتشبيه عند أهل الجهل والزيغ، ووجوب الإيمان بالله عز وجل وبأسمائه وصفاته التي وصف بها نفسه وأخبر عنه رسوله صلى الله عليه وسلم، وأن أسامي الخلق وصفاتهم وافقتها في الإسم وباينتها في جميع المعاني، بحدوث خلقه وفنائهم، وأزلية الخالق وبقائه، وبما أظهر من صفاته ومنع استدراك كيفيتها، فقال عز وجل: { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ }»</SPAN> (22)

    - قال أبو عمر الطلمنكي المالكي الأندلسي (ت. 429 هـ) في كتاب "الوصول إلى معرفة الأصول" : (قال قوم من المعتزلة والجهمية: لا يجوز أن يسمى الله عز وجل بهذه الإسماء على الحقيقة ويسمى بها المخلوق. فنفوا عن الله الحقائق من أسمائه، وأثبتوها لخلقه، فإذا سُئلوا ما حملهم على هذا الزيغ؟ قالوا: الإجتماع في التسمية يوجب التشبيه.
    قلنا: هذا خروج عن اللغة التي خوطبنا بها لأن المعقول في اللغة أن الإشتباه في اللغة لا تحصل بالتسمية، وإنما تشبيه الأشياء بأنفسها أو بهيئات فيها كالبياض بالبياض، والسواد بالسواد، والطويل بالطويل، والقصير بالقصير، ولو كانت الأسماء توجب إشتباها لاشتبهت الأشياء كلها لشمول إسم الشيء لها، وعموم تسمية الأشياء به، فنسألهم: أتقولون إن الله موجود؟ فإن قالوا: نعم. قيل لهم: يلزمكم على دعواكم أن يكون مشبها للموجودين. وإن قالوا: موجود ولا يوجب وجوده الإشتباه بينه وبين الموجودات. قلنا: فكذلك هو حيٌ، عالمٌ، قادرٌ، مريدٌ، سميعٌ، بصيرٌ، متكلمٌ، يعني ولا يلزم إشتباهه بمن اتصف بهذه الصفات.) (23)

    قال أبو نصر السجزي الحنفي (ت. 444 هـ) : (والأصل الذي يجب أن يُعلم: أن اتفاق التسميات لا يوجب اتِّفاق المسمّين بها، فنحن إذا قلنا: إن الله موجود رؤوف واحد حيٌّ عليم سميع بصير متكلم، وقلنا: إن النبي صلى الله عليه وسلم كان موجودًا حيًّا عالمًا سميعًا بصيرًا متكلمًا، لم يكن ذلك تشبيها، ولا خالفنا به أحدًا من السلف والأئمة، بل الله موجود لم يزل، واحد حي قديم قيوم عالم سميع بصير متكلم فيما لم يزل، ولا يجوز أن يوصف بأضداد هذه الصفات.) (24)


    خامسًا: كل مُعطل مُمثل، وكل مُمثل مُعطل: وذلك لأن المُعطِّل تصوّر التشبيه في ذهنه فنفى الصفة، والمُمثل عطَّل الصفة بتمثيله الخالق بالمخلوق، إذ ليست هي حقيقة الصفة كما أنه عطل النصوص.

    قال ابن بطة العكبري الحنبلي (ت. 387 هـ) في الإبانة: (الجهمية ترد هذه الأحاديث وتجحدها وتكذب الرواة، وفي تكذيبها لهذه الأحاديث رد على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعاندة له، ومن رد على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد رد على الله ؛ قال الله عز وجل : {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا } [الحشر : 7] ، فإذا قامت الحُّجة على الجَهْمِي، وعلم صحة هذه الأحاديث ولم يقدر على جحدها، قال: الحديث صحيح، وإنما معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: ”ينزل ربنا في كل ليلة“ ينزل أمره. قلنا: إنما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ”ينزل الله عز وجل“ ، ”وينزل ربنا“ ولو أراد أمره لقال: «ينزل أمر ربنا». فيقول (الجهمي) : إن قلنا: "ينزل"، فقد قلنا: إنه يزول والله لا يزول، ولو كان ينزل لزال؛ لأن كل نازل زائل.
    فقلنا: أوَ لستم تزعمون أنكم تنفون التشبيه عن رب العالمين؟ فقد صرتم بهذه المقالة إلى أقبح التشبيه، وأشد الخلاف؛ لأنكم إن جحدتم الآثار، وكذبتم بالحديث، رددتم على رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله، وكذبتم خبره، وإن قلتم: لا ينزل إلا بزوال، فقد شبهتموه بخلقه، وزعمتم أنه لا يقدر أن ينزل إلا بزواله على وصف المخلوق الذي إذا كان بمكان خلا منه مكان. لكنا نصدق نبينا صلى الله عليه وسلم ونقبل ما جاء به فإنا بذلك أمرنا وإليه ندبنا، فنقول كما قال: ”ينزل ربنا عز وجل“ ولا نقول : إنه يزول، بل ينزل كيف شاء، لا نصف نزوله، ولا نحدّه، ولا نقول: إن نزوله زواله.)



    أقوال السلف الصالح والأئمة من بعدهم في تنزيه الله عن التشبيه:

    - قال عبد الرحمن بن القاسم (ت. 191 هـ) صاحب الإمام مالك: «لا ينبغي لأحد أن يصف الله إلا بما وصف به نفسه في القرآن، ولا يشبه يديه بشيء، ولا وجهه بشيء، ولكن يقول : له يدان كما وصف نفسه في القرآن، وله وجه كما وصف نفسه، يقف عندما وصف به نفسه في الكتاب، فإنه تبارك وتعالى لا مثل له ولا شبيه، ولكن هو الله لا إله إلا هو كما وصف نفسه» (25)
    - قال نُعيم بن حماد (ت. 228 هـ) : «حق على كل مؤمن أن يؤمن بجميع ما وصف الله به نفسه ويترك التفكر في الرب تبارك وتعالى ويتبع حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : "تفكروا في الخلق ولا تتفكروا في الخالق". قال نعيم : ليس كمثله شيء ولا يشبهه شيء من الأشياء» (26)

    - قال عثمان الدارمي (ت. 280 هـ) : «وكما أنه ليس كمثله شيء فليس كيده يد.» (27)
    وقال: «وكما ليس كمثله شيء ليس كسمعه سمع ولا كبصره بصر ولا لهما عند الخلق قياس ولا مثال ولا شبيه.» (28)
    وقـال: «فهذه الأحاديث قد جاءت كلها وأكثر منها في نزول الرب تبارك وتعالى في هذه المواطن، وعلى تصديقها والإيمان بها أدركنا أهل الفقه والبصر من مشايخنا، لا ينكرها منهم أحد ولا يمتنع من روايتها، حتى ظهرت هذه العصابة (الجهمية) فعارضت آثار رسول الله برد، وتشمروا لدفعها بجد فقالوا: "كيف نزوله هذا؟" قلنا: لم نُكلف معرفة كيفية نزوله في ديننا ولا تعقله قلوبنا، وليس كمثله شيء من خلقه فنشبه منه فعلا أو صفة بفعالهم وصفتهم.» (29)

    - قال ابن أبي زَمَنِين المالكي الأندلسي (ت. 399 هـ) : (فهذه صفاتُ ربِّنا التي وصف بها نفسه في كتابه، ووصفه بها نبيه صلى الله عليه وسلم، وليس في شيء منها تحديد، ولا تشبيه، ولا تقدير، فسبحان من {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}. لم تره العيون فتحده كيف هو كَيْنُونِيته، لكن رأته القلوب في حقائق الإيمان به.) (30)
    - قال يحيى بن عمار الحنبلي (ت. 422 هـ) في رسالته إلى السلطان محمود: (ولا نحتاج في هذا الباب إلى قولٍ أكثر من هذا أن نؤمن به، وننفي الكيفية عنه، ونتقي الشك فيه، ونوقن بأن ما قاله الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، ولا نتفكر في ذلك ولا نسلط عليه الوهم، والخاطر، والوسواس، وتعلم حقًّا يقينا أن كل ما تصور في همك ووهمك من كيفية أو تشبيه، فإن الله سبحانه بخلافه وغيره.) (31)

    وغيرهم كثير، اقتصرنا على ما ذكرناه اختصارًا.



    حُكم التشبيه:
    تشبيه صفات الله عز وجل كُفرٌ، فهو ردٌّ للنصوص كقوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى : 11]، وقوله سبحانه: {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} [الإخلاص : 4] وغيرها من نصوص التنزيه.

    - قال نعيم بن حماد (ت. 228 هـ) : «من شبه الله بشيء من خلقه فقد كفر، ومن أنكر ما وصف الله به نفسه فقد كفر، فليس ما وصف الله به نفسه ورسوله تشبيه» (32)
    - قال إسحاق بن راهويه (ت. 238 هـ) : «من وصف الله فشبه صفاته بصفت أحد من خلق الله فهو كافر بالله العظيم، لأنه وصف بصفاته، إنما هو استسلام لأمر الله ولما سن الرسول.» (33)
    - يزيد بن هارون (ت. 206هـ) : قال شاذ بن يحيى الواسطي: كنت قاعدًا عند يزيد بن هارون، فجاء رجل فقال: يا أبا خالد، ما تقول في الجهمية ؟
    قال: «يُستتابون، إن الجهمية غلت ففرغت في غلوها إلى أن نَفَت، وإنّ المشبهة غلت ففرغت في غلوها حتى مثلت. فالجهمية يستتابون، والمشبهة: كذى» رماهم بأمر عظيم. (34)



    من علامات أهل البدع: تسميتهم لأهل السنة – أهل الأثر- بالمشبهة

    - قال إسحاق بن راهويه (ت. 238 هـ) : « علامة جهم وأصحابه دعواهم على أهل الجماعة -وما أولعوا به من الكذب- أنهم مشبهة، بل هم المعطلة، ولو جاز أن يُقال لهم: هم المشبهة، لاحتمل ذلك، وذلك أنهم يقولن: إن الرب -تبارك وتعالى- في كل مكان بكماله، في أسفل الأرضين وأعلى السموات على معنى واحد، وكذبوا في ذلك، ولزمهم الكفر.» (35)

    - قال أبو زرعة الرازي (ت. 264 هـ) : «المعطلة النافية الذين ينكرون صفات الله عز وجل التي وصف بها نفسه في كتابه، وعلى لسان نبيه صلى الله عليه وسلم، ويكذبون بالأخبار الصحاح التي جاءت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصفات، ويتأولونها بآرائهم المنكوسة على موافقة ما اعتقدوا من الضلالة وينسبون رواتها إلى التشبيه، فمن نسب الواصفين ربهم تبارك وتعالى بما وصف به نفسه في كتابه، وعلى لسان نبيه –صلى الله عليه وسلم-، من غير تمثيل ولا تشبيه، إلى التشبيه فهو مُعطل نافٍ، ويُستدل عليهم بنسبتهم إياهم إلى التشبيه أنهم معطلة نافية، كذلك كان أهل العلم يقولون منهم: عبد الله بن المبارك، ووكيع بن الجراح.» (36)
    وقـال: «علامة الجمهية: تسميتهم أهل السنة مشبهة» (37)

    - وقال أبو حاتم الرازي (ت. 277 هـ) : «وعلامة الجهمية: أن يسموا أهل السنة مشبهة ونابتة» (38)
    - قال أبو عثمان الصابوني (ت. 449 هـ) : (وعلامات البدع على أهلها ظاهرة بادية، وأظهر آياتهم وعلاماتهم: شدة معاداتهم لحملة أخبار النبي صلى الله عليه وسلم، واحتقارهم لهم، وتسميتهم إياهم حشويّة، وجهلة، وظاهرية، ومشبهة. اعتقادًا منهم في أخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها بمعزل عن العلم، وأن العلم ما يلقيه الشيطان إليهم، من نتائج عقولهم الفاسدة، ووساوس صدورهم المظلمة، وهواجس قلوبهم الخالية عن الخير، العاطلة، وحججهم بل شبههم الداحضة الباطلة {أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ } [محمد : 23]، {وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ} [الحج : 18].) (39)


    المصدر : http://as-salaf.com/article.php?aid=82
    [ نرجو من كل مسلم ومسلمة دعاء الله عز وجل بشفاء أخي وشقيقـى من المرض الذي هو فيه ]

  18. #38
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    المشاركات
    28

    افتراضي رد: شبهة: إثبات الصفات على الحقيقة تشبيه

    إخواني المشاركين جزيتم خيرا على مباحثاتكم العلمية وما دام أن المقصود هو التباحث في العلم فلا يجوز اتهام الآخر بأنه لم ينشرح صدره للسنة، ونحو ذلك من الألفاظ غير الائقة، وكذلك لا ينبغي أخذ شرح بعض الفاظ العقيدة كالتمثيل والتشبيه وادخال اسماء بعض أهل العلم في توضيح المراد وجعلهم معيارا للحق والمفارقة بين المخالف، وكأن المخالف اذا خطأ بعض من ذكر قد أخطأ السنة، وهذا ليس منهجا لأهل العلم في تقرير العقيدة والجواب عن بعض ما يشكل في الفاظها، ومعلوم أخي الكريم أن المخالف في التفريق أو عدم التفريق لا يعارض في أصل القاعدة من اثبات الصفة الائقة بجلال الله تعالى وعظمته، ولكن الخلاف هل لابد من اضافة عبارة التمثيل بدل التشبيه عند نفي كيفية ظاهر الصفة أم لا؟ وفي اعتقادي أن كلام اهل العلم في هذه المسألة ليس منزل على حالة واحدة لا تقبل الجدال فمن رأى التعبير بنفي التمثيل أولى لكونه موافق للفظ القرآن، و كون مطلق المعنى مشترك في الأصل و يقيد كمالها من عدمها بقيد الإضافة، وهذا لو تأملته لا يسمى تشبيها لأنه الشبه مورده غير مورد المشترك، فليعلم، ولذا تواردت كثير من نصوص اهل العلم عند تقرير اثبات الصفات أن ذلك لا يسمى تشبيها كما جاء عن ابن المبارك وغيره من شبه الله بخلقه كفر وليس فيما وصف الله به نفسه تشبيها، وليعلم كذلك أن المصطلح إذا تقاربت معانيه جاز استخدام الفاظه المتقاربة في النفي والتحذير، خاصة إذا صار علما على طائفة معينة ضالة كما هي حال المشبهة. لكن في الجواب عن شبهة المناوئين يمكن أن نجيب بالتفصيل الذي ذكروه الإخوة ونقلوه عن بعض المشايخ المعاصرين دون أن يقرر كأصل وهو مشابهة الله لمخلوقاته بالنظر الى هذا الجانب فإن التصريح بهذا ولو اريد به أصل المعنى خطأ محض لا ينبغي نقله عن أحد من الأئمة ولو صح النقل عنهم، لكن مجال الشرح واسع فله أن يقول أن الصفة لها مطلق المعنى وكمال المعنى وفي الأول لا ينفى التشبيه وفي الثاني منفي، فهذا شرح وتقرير لمذهب أهل السنة يجوز أن يقال وان كنت لا ارى هذا تشبيها بل اشتراك في المعنى والله اعلم.

  19. #39

    افتراضي رد: شبهة: إثبات الصفات على الحقيقة تشبيه

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الأخ الكريم (وادي الذكريات) والأخوة الكرام بارك الله فيكم, نحن نتحاور ويبين كل منا ماعنده حتى يتبين لنا الحق في المسألة وأنا أقول لأخي (وادي الذكريات) جزاك الله خيرا, ابتداءا أريدك أن تعرف أني لاأريد أن ألزمك بشئ بل أحاورك حتى يتبين لي أو لك الحق, كما قال الشافعي رحمه الله (ما عندي صواب يحتمل الخطأ وما عند غيري خطأ يحتمل الصواب), فارفق بنفسك, بل أقول لك (رب حامل فقه الى من هو أفقه منه), ما ضر سليمان عليه السلام عندما قال له الهدهد (أحطت بما لم تحط به), سأعرض عليك أخي الأمر بشكل آخر:
    الله سبحانه وتعالى قال (الرحمن على العرش استوى), الله أراد منا واحدا من أربعة في صفة الأستواء التي ذكرها في الآية:
    اما أن لانفهمها أوأن نفهم تمام معنى الصفة أوأن نفهم كيفية الصفة أو أن نفهم أصل معنى الصفة ولاخامس لهذه الأربع.
    اذا قلنا بأن الله لم يرد أن نفهمها قلنا هذا مخالف لقوله تعالى (وأنزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نزل اليهم).
    واذا قلنا بأن الله أراد أن نفهم تمام المعنى قلنا هذا مخالف لقوله تعالى (ولايحيطون به علما).
    واذا قلنا بأن الله أراد أن نفهم كيفية الصفة قلنا هذا مخالف لقوله تعالى (ليس كمثله شئ وهو السميع البصير).
    اذا لم يبق الا أنه أراد منا أن نفهم أصل معنى الصفة, فعرفنا من لغة العرب أن معنى الأستواء العلو والارتفاع كما قال تعالى (وَالَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ), فعندما تقول استوى على دابته أي علا عليها وارتفع, فهذا القدر من الأشتراك في المعنى يسميه أهل العلم تشابه في أصل المعنى, لكن مع بيان أن الأنسان اذا علا لايلزم أن يكون عاليا على كل شئ بل قد تعلوه مظلته التي يحملها على رأسه أما علو الله فهو له العلو المطلق على جميع مخلوقاته وله العلو الخاص على عرشه, بقي علينا أن نوجه كلام من ذكرت من أهل العلم مثل (من شبه الله بخلقه فقد كفر), فأرادوا رحمهم الله من مثل الله بخلقه مثل أن يقول له استواء كاستواءنا وله سمع كسمعنا في الكيفية وتمام المعنى وهكذا, أرجو أخي اكريم أن أكون قد أوصلت لك شيئا يوضح لك ما سبق, أخيرا لاتنسنا أخي الكريم من صالح دعاءك وبارك الله فيك والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

  20. #40

    افتراضي رد: شبهة: إثبات الصفات على الحقيقة تشبيه

    السلام عليكم

    الاخت الكريمة الاصطلاح الاول لكلمة التشبيه كان بمعنى التمثيل

    اما عند المتاخرين من الاشاعرة والذي استقر عليه الاصطلاح هو ان التشبيه يتناول اي ععلاقة بين صفة الله وغيره

    اما عن قولك اصل الصفة فكلام غير مفهم ارجو الايضاح من فضلك

    وللكلام بقية و هذا ان شاء الله فقط زيادة بيان

    ولي تعليق على كلام الشيخ العثيمين سانقله لك ان شاء الله


    وهذا فقط عن الشيخ صالح ال الشيخ

    فائدة عن الشيخ صالح آل الشيخ، حيث يقول:لم يُطلق أكثر السلف نفي التشبيه، وإنما أطلقوا نفي التمثيل؛ لأن الله جل جلاله قال ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾.
    ولفظ شبه والتشبيه لم يرد فيه النفي في الكتاب ولا في السنة فيما أعلم، وإنما ورد لفظ التمثيل ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ وفرق ما بين التمثيل وما بين التشبيه؛ لأن التمثيل معناه المساواة هذا مثل هذا؛ يعني يساويه في صفة أو في صفات، أما التشبيه فهو من التشابه، وقد يكون التشابه كاملا، فيكون تمثيلا، وقد يكون التشابه ناقصا فيكون في كلّ المعنى أو في أصل المعنى على نحو ما فصلت لك.
    فإذن إذا قيل لا نشبِّه فلا يندرج في ذلك إثبات أصل المعنى يعني التشابه في المعنى؛ لأنه لا يستقيم إثبات الصفات إلا بمشابهة في المعنى، ولكن ليس مشابهة في كل المعنى، ولا في الكيفية؛ لأن هذا تمثيل.
    فلهذا لا يُطلق النفي للتشبيه، لا نقول التشبيه منتفيا مطلقا، كما يقوله من لا يحسن، بل يقال التمثيل منتفٍ مطلقا، أما التشبيه فنقول التشبيه منتف؛ الله سبحانه تعالى لا يماثله شيء ولا يشابهه شيء وينصرف هذا النفي للتشبيه في الكيفية أو في تمام المعنى في كماله

    قال الشيخ صالح آل الشيخ -حفظه الله- :التشبيه هو أن يجعل شيء شبها لشيء، فعملية الجعل هذه تشبيه، شبه تشبيها، والتشبيه قسمان يعني جعل الشبيه قسمان:
     جعْل الشبيه لله جل وعلا في صفاته كلها، أو في بعض صفاته، أو في تمام معنى الصفة...، يمكن أن تقول اختصارا أن يشبه الله جل وعلا بخلقه أو يشبه الخلق بالله جل وعلا في الكيفية كيفية الصفات أو كيفية الصفة أو في تمام معنى بعض الصفة.
     النوع الثاني من التشبيه أن تشبّه صفة الله جل وعلا بصفة خلقه في أصل المعنى دون تمامه؛ أن تشبه صفة الخالق جل وعلا بصفة المخلوق في بعض المعنى أو في أصل المعنى.
    وهذان القسمان هل يُنفيان عن الله جل وعلا جميعا أو ينفى أحدهما عن الآخر؟ اختلف أهل العلم في ذلك.
    الذي يوافق طريقة أهل السنة والجماعة أن ينفى الأول وهو المراد بالتمثيل دون نفي الثاني؛ لأن إثبات الصفات إثبات للصفة مع المعنى، والمعنى يشترك المخلوق مع الخالق فيه في أصل الصفة، في أصل المعنى دون كماله، كما أنه المخلوق يوصف بالوجود والله جل وعلا يوصف بالوجود فبينهما اشتراك في أصل المعنى دون تمامه ودون حقيقته، كذلك يوصف المخلوق بالسمع، والله جل وعلا يوصف بالسمع وللمخلوق سمع يناسبه، ولله جل وعلا سمع كامل متنزه عن النقائص.. وما يليق بجلاله وعظمته جل وعلا.
    فتحصّل من هذا أن:
    الأول متفق على منعه وهو التمثيل.
    والثاني مختلف في إطلاقه بين أهل العلم، والأوْلى أن لا يُستعمل التشبيه إلا في معنى التمثيل حتى لا يظن الظان ممن لا يفهم طريقة أهل السنة والجماعة أنهم يتساهلون في مسألة التشبيه، فيصدِّقون أنهم مشبهة أو يؤكدون أنهم مشبهة.
    وهذا ولو استعمله بعض أهل العلم كابن تيمية وغيره؛ ولكن أرادوا منه حقا وهو أن لا تنفى الصفات؛ ولكن من حيث الاستعمال لا تستعمل لا يقال أنه هناك تشبيه جائز أو أن من التشبيه ما هو حق هذا ليس كذلك.
    لذلك لفظ التشبيه لم يأت في الكتاب والسنة منفيا، وإنما جاء نفي المثيل ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ﴾[الشورى:11]، ولكن لا نستعمل لفظ التشبيه، فالله جل وعلا ليس كمثله شيء لا في ذاته ولا في صفاته، وكذلك ليس له شبيه جل وعلا، وأهل التشبيه هم أهل الضلال.
    ....... فالمشبهة وهم الذين جعلوا صفات الله جل وعلا مشبهة لصفات خلقه، إما جميع الصفات كحال أهل التجسيم أو بعض الصفات، هؤلاء نتبرأ منهم وليس في طريقة أهل السنة لفظ تشبيه مثبتا، لا نقول قد يكون مثل ما استعمل بعض المعاصرين ممن لم يتحقق بطريقة أهل السنة والجماعة وأهل الحديث.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •