ما كنت أحب الرد على مشاركاتك ، وليتك رددت على رسالتي في الخاص !
وكنت أظن أن احدًا ممن اطلع على كلامك وآتاه الله عز وجل علم بهذا الأمر كان سيرد عليك ،
لمخالفتك للسلف والأئمة في قولك " إن رب العالمين يشبه مخلوقاته " .
ولموافقتك لأهل الضلال في استدلالاتهم ، والتي رد عليها علماء أهل السنة وبينوا أن هذه الأحاديث التي أوردتها ليست للمشابهة ولا المماثلة .
وسأنقل لك فتوى واحد فقط من العلماء ممن تقول أنك على نهجههم ، وليتك تلتزم بقوله وتعترف بالحق !
أنت نقلت فتوى متشابهة للشيخ ابن عثيمين تستدل بها على أن الشيخ يقول " إن رب العالمين يشبه مخلوقاته " .
ثم استدللت بأحاديث على قولك ، وقد رد علماء اهل السنة على استدلالاتك وبينوا أنها ليست للمشابهة ولا المماثلة !
وسأكتفي إن شاء الله تعالى بذكر كلام الشيخ ابن عثيمين على الأحاديث التي استدللت بها ، لنرى إن كنت تتناقض مع نفسك أو لا .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى :
ومِن ذلك أيضاً: "ما يكثُر السُّؤال عنه من بعض الطَّلبة، وهو: أنه ثَبَتَ عن النبيِّ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ أنه لما قرأ قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا *} [النساء] أنَّه وَضَعَ إبهامَه وسبَّابته على أُذُنِهِ وعلى عينِهِ. فقال: هل يجوز أن أفعل مثل هذا؟
فجوابنا على هذا أنْ نقول: لا تفعلْه أمامَ العامَّة؛ لأن العامَّة ربَّما ينتقلون بسرعة إلى اعتقادِ المشابهة والمماثلة؛ بخلاف طالب العلم، ثم هذا فِعْلٌ مِن الرسول عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ وليس أمراً، لم يقل: ضعوا أصابعكم على أعينكم وآذانكم، حتى نقول: لا بُدَّ مِن تنفيذِ أمْرِ الرَّسول، بل قَصَدَ بهذا تحقيق السَّمع والبصر، لا التعبُّد في ذلك فيما يظهر لنا، فلماذا نلزم أنفسنا ونكرِّر السؤال عن هذا من أجل أن نقوله أمام العامَّة؟
فالحاصلُ: أنه ينبغي لطالب العِلم أن يكون معلِّماً مربيًّا، والشيءُ الذي يُخشى منه الفتنة؛ وليس أمراً لازماً لا بُدَّ منه؛ ينبغي له أن يتجنَّبه.
وأشدُّ مِن ذلك ما يفعله بعضُ النَّاسِ، حين يسوق حديث: «إن قلوبَ بني آدم بين أصبعين مِن أصابعِ الرَّحمن» فيذهب يُمثِّل ذلك بضمِّ بعض أصابعه إلى بعض، مُمَثِّلاً بذلك كون القلب بين أصبعين من أصابع الله، وهذه جرأة عظيمة، وافتراءٌ على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فإنه لم يمثِّل بذلك. وما الذي أدرى هذا المسكين المُمثِّلُ أن كون القلوب بين أصبعين من أصابع الله على هذا الوصف؟ فليتَّقِ الله ربَّه ولا يتجاوز ما جاء به القرآنُ والحديثُ. "الشرح الممتع (3/82)
**
وأقوال العلماء في تبيين أن ما ورد في الأحاديث ليس للمشابهة او المماثلة كثيرة ، ولا نعلم واحد من علماء اهل السنة استدل بمثل ما استدللت به !
لأنك تستقل بفكرك عن السلف والأئمة فخالفتهم في قولك ، ووافقت اهل الضلال في استدلالاتهم !