تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: حرمة التماثيل ووجوب كسرها .

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المشاركات
    551

    افتراضي حرمة التماثيل ووجوب كسرها .

    [حرمة التماثيل ووجوب كسرها ]
    اعلم- رحمك الله- : أنه لا يشك موحد بأن كسر الأصنام وتحطيمها وتوحيد
    العبادة لله عز وجل وتجريدها من أجل القربات إلى الله عز وجل , وبه
    بعث الأنبياء والمرسلون ,قال تعالى: (ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله
    واجتنبوا الطاغوت ) وقال تعالى :(فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك
    بالعروة الوثقى لا انفصام لها)، وحماية ًلهذا الجناب العظيم وهو جناب التوحيد
    وسداًً لذريعة الشرك بأنواعه , أمرت الشريعة بكسر الأصنام وطمس الصور ,
    وهتك الحروز والتمائم وحذرت منها أيما تحذير وسدت الطرق أمام أبوابها .
    وللأسف الشديد يبدو أنه قد جاء – أو اقترب -الزمن الذي أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم ,حيث انتشرت هذه الأصنام وعمت وطمت بين صنم لمعظم أوصنم لمعبود أو صنم لتاجر، نعم فقد انتشرت هذه الأصنام حتى أصبحت تملأ أسواق المسلمين ، ولا من نكير لغفلة عامة الناس عن حرمتها ، وغفلة طلبة العلم عن التحذير منها ، ولذلك كان لزاما علينا وعلى كل موحد بيان حرمة التماثيل والأصنام ووجوب كسرها ,حتى لا يغتر الموحدون بكثرتها في هذا الزمان ,ولتقام الحجة , وتستبين المحجة .
    والله أستعين في بيان الأدلة .. وإلى المقصود :-
    ِالدليل الأول : قوله تعالى عن إبراهيم عليه السلام (وتالله لأكيدن أصنامكم بعد أن تولوا مدبرين فراغ إلى آلهتهم فقال ألا تأكلون,مالكم لا تنطقون , فراغ عليهم ضربا باليمين ) فقام الخليل عليه السلام بتكسير هذه الأصنام ,ولا يستريب سني بأن هذا العمل إنما يكون إذا لم تكن هناك مفسدة ظاهرة تغلب على مصلحة تكسيرها,ولا يُشك أيضا بأن هذا العمل إنما يكون لأهل الشوكة والسلطان بحيث لا يدنس الإسلام ولا يهان.
    الدليل الثاني : قوله تعالى: (وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا )،
    ففي صحيح البخاري وغيره عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة وحول الكعبة ثلاثمائة وستون صنما – وفي رواية نصبا- فجعل يطعنها بعود في يده, وجعل يقول: (جاء الحق وزهق الباطل ..الآية )
    قال القرطبي رحمه الله في تفسيره 10/314: (في هذه الآية دليل على كسر نصب الأوثان إذا غلب عليهم ).
    الدليل الثالث: ما رواه مسلم وغيره عن أبي الهياج الأسدي قال :قال لي علي بن أبي طالب :ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم : (أن لا تدع تمثالا إلا طمسته , ولا قبرا مشرفا إلا سويته )
    وفي لفظ للطبراني في المعجم الصغير والأوسط (لا تدع تمثالا إلا كسرته),وفي لفظ للبيهقي في السنن الكبرى (ولا تمثالا في بيت إلا طمسته) ., ولفظة( تمثال ) نكرة في سياق النهي أو النفي ,فتعم كل تمثال بلا
    استثناء سواء كان هذا التمثال تمثال ولي أو تمثال نبي أو تمثال معظم من المعظمين , لا فرق بينهم في الحكم ,وهذا الفهم والاستنباط قد جاء منصوصا عليه في لفظ لأحمد في "المسند" [1/111،89] (أمرني أن أسوي كل قبر ,وأطمس كل صنم) وهذا لفظ واضح قوي على حرمة كل تمثال لا يُستثنى من ذلك شيء.
    الدليل الرابع: ما رواه مسلم عن عمرو بن عبسة أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم :وبأي شيء أرسلك ؟ قال :(أرسلني بصلة الأرحام وكسر الأوثان ,وأن يُوحد الله لا يُشرك به شيء ). فواضح من الحديث أن كسر الأوثان مقصد من مقاصد الشريعة .
    الدليل الخامس : ما رواه الترمذي – وصححه – وأبو داود عن أبي هريرة قال :
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(أتاني جبريل فقال :إني كنت أتيتك البارحة
    فلم يمنعني أن أكون دخلت عليك البيت الذي كنت فيه إلا أنه كان في باب البيت
    تمثال الرجال, وكان في البيت قرام ستر فيه تماثيل , وكان في البيت كلب ,
    فمر برأس التمثال الذي بالباب فليقطع فيصير كهيأة الشجرة , ومر بالستر فليقطع
    ويجعل منه وسادتين منتبذتين يوطآن, ومر بالكلب فيخرج ,ففعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ) صححه الألباني في (صحيح سنن أبي داود) وفي الصحيحة (356) وهذا الحديث دليل على أنه لا فرق في التحريم والكسر بين التماثيل , سواء كانت تعبد من دون الله ، أو لم تكن وإنما فقط للزينة ، أو لللآثار فإنه لا يظن أبدا أنها كانت في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم للعبادة , ومن شك في ذلك فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه .
    الدليل السادس : روى الإمام أحمد من حديث عاصم عن أبي وائل عن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :(أشد الناس عذابا يوم القيامة : رجل قتله نبي أو قتل نبيا , وإمام ضلالة ,وممثل من الممثلين ) صحيح صححه الألباني في السلسلة الصحيحة رقم (281). والممثل هنا هو الذي يصنع التماثيل.
    الدليل السابع : في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال ,قال رسول صلى الله عليه وسلم: (لا تدخل الملائكة بيتا فيه تماثيل أو تصاوير ) وفي ذلك حرمان بركة الملائكة كما ذكر ذلك الحافظ ابن حجر في فتح الباري ج10رقم (5945).
    عموم حرمة التماثيل:
    يتضح من هذه النصوص القرآنية والنبوية حرمة التماثيل ووجوب كسرها وإزالتها
    ، وأن هذا التحريم عام يشمل جميع أنواع التماثيل والتصاوير لا فرق في ذلك بين تمثال وآخر ، سواء أعد هذا التمثال للعبادة أم للزينة أم للتراث أم لعرض الملابس أم لغير ذلك ، وسواء كانت هذه التماثيل صغيرة أم كبيرة ، وسواء كانت جديدة أم قديمة .
    وأخيرا نسأل الله تبارك وتعالى أن يوفقنا للعمل بكتابه وسنة نبيه – صلى الله عليه وسلم – وأن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن ، وأن يحشرنا في أمة محمد صلى الله عليه وسلم وتحت لوائه يوم العرض ، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى
    الله بقلب سليم.
    وصل اللهم وسلم وبارك على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    1,469

    افتراضي رد: حرمة التماثيل ووجوب كسرها .

    بارك الله فيك أيها المبارك والحبيب المفيد

    للأسف والله رأيت هذه الأصنام في بيوت من يشار إليهم بالبنان ........
    نسأل الله السلامة والستر والعافية ، ونعوذ بالله من كل فعل يغضبه علينا
    قال العلامة الأمين : العقيدة كالأساس والعمل كالسقف فالسقف اذا وجد أساسا ثبت عليه وإن لم يجد أساسا انهار

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المشاركات
    551

    افتراضي رد: حرمة التماثيل ووجوب كسرها .

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة آل عامر مشاهدة المشاركة
    بارك الله فيك أيها المبارك والحبيب المفيد
    للأسف والله رأيت هذه الأصنام في بيوت من يشار إليهم بالبنان ........
    نسأل الله السلامة والستر والعافية ، ونعوذ بالله من كل فعل يغضبه علينا
    الله المستعان .
    جزاكم الله خيرا أخي المكرم آل عامر.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •