تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 27

الموضوع: حكم الإصرار على الصغيرة

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    المشاركات
    111

    افتراضي حكم الإصرار على الصغيرة

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد :
    فقد اختلف أهل العلم رحمهم الله في مسألة الإصرار على الصغيرة هل يجعلها كبيرة أم لا ؟ على قولين :
    القول الأول : قول جمهور العلماء رحمهم الله أن الإصرار على الصغيرة يجعلها كبيرة .
    والقول الثاني : قول بعض أهل العلم ورجحه الشوكاني أن الإصرار على الصغيرة صغيرة ولا يجعلها كبيرة .
    واستدل أصحاب القول الأول بحديث ( لا صغيرة مع الإصرار ) وهذا الحديث روي مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم من عدة طرق عن عدد من الصحابة منهم ابن عباس وأنس وعائشة وغيرهم ولكن جميع هذه الطرق ضعيفة ضعفها ابن رجب رحمه الله في شرح الأربعين والألباني رحمه الله في السلسلة الضعيفة .
    وروي هذا الحديث موقوفاً عن ابن عباس وموقوفاً عن أنس .
    أما قول ابن عباس فقد أخرجه ابن جرير وابن أبي حاتم في تفسيريهما واللاكائي في شرح أصول الاعتقاد وغيرهم من طريق شبل بن عباد المكي عن قيس بن سعد عن سعيد بن جبير أن رجلا قال لابن عباس كم الكبائر أسبع هي ؟ قال إلى سبعمائة أقرب منها إلى سبع غير أنه لا كبيرة مع استغفار ولا صغيرة مع إصرار ) وهذا الإسناد صحيح إلى ابن عباس صححه ابن مفلح في الآداب الشرعية ومشهور حسن سلمان في تحقيقه للإعتصام .
    وروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه من قوله قال العراقي في تخريج الإحياء : ( وروى أبو منصور الديلمي في مسند الفردوس عن أنس قوله : لا صغيرة مع الإصرار ، وإسناده جيد ) انتهى ولم أقف في الحقيقة على إسناد أثر أنس .
    ولم يعلم لهما مخالف من الصحابة .
    واستدل أصحاب القول الثاني بأن هذا لا دليل عليه .
    وقد عرضت هذه المسألة على بعض أهل العلم في هذا المجلس المبارك فاستفدت منهم كثيراً واقترح أحد الأفاضل أن أكتب المسألة في المجلس الشرعي ليعلق عليها المشايخ وطلاب العلم بما يفتح الله عليهم .
    فما هو الصواب في هذه المسألة ؟
    وما هو ضابط الإصرار ؟
    وهل أثر ابن عباس وأنس له حكم الرفع ؟ وجزاكم الله خيرا ، ولا أحد يبخل علينا بما عنده لعل هذا الموضوع يكون مرجعاً شاملاً لهذه المسألة .

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Sep 2006
    المشاركات
    964

    افتراضي رد: حكم الإصرار على الصغيرة

    بارك الله فيك أخي أباعمر ..
    أنقل لك رأي الحافظ ابن رجب - رحمه الله - قاله في تعليقه على حديث : " أتبع الحسنة السيئة تمحها " :
    ( المسألة الثانية :أن الصغائر هل تجب التوبة منها كالكبائر أم لا لأنها تقع مكفرة باجتناب الكبائر لقوله تعالى " إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما " ؟ هذا مما اختلف الناس فيه فمنهم من أوجب التوبة منها وهو قول أصحابنا وغيرهم من الفقهاء والمتكلمين وغيرهم وقد أمر الله بالتوبة عقيب ذكر الصغائر والكبائر فقال تعالى " قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن " إلى قوله " وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون " ، وأمر بالتوبة من الصغائر بخصوصها في قوله " يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون " .
    ومن الناس من لم يوجب التوبة منها وحكي عن طائفة من المعتزلة . ومن المتأخرين من قال يجب أحد الأمرين إما التوبة منها أو الإتيان ببعض المكفرات للذنوب من الحسنات وحكى ابن عطية في تفسيره في تكفير الصغائر بامتثال الفرائض واجتناب الكبائر قولين : أحدهما وحكاه عن جماعة من الفقهاء وأهل الحديث أنه يقطع بتكفيرها بذلك قطعا لظاهر الآية والحديث . والثاني وحكاه عن الأصوليين أنه لا يقطع بذلك بل يحمل على غلبة الظن وقوة الرجاء وهو في مشيئته الله عز وجل إذ لو قطع بتكفيرها لكانت الصغائر في حكم المباح الذي لا تبعة فيه وذلك نقض لعري الشريعة .
    قلت: قد يقال لا يقطع بتكفيرها بها لأن أحاديث التكفير المطلقة بالأعمال جادت مقيدة بتحسين العمل كما ورد ذلك في الوضوء والصلاة وحينئذ يتحقق حسن العمل الذي يوجب التكفير وعلى هذا الاختلاف الذي ذكره ابن عطية ينبني الاختلاف في وجوب التوبة من الصغائر ، وقد خرج ابن جرير من رواية الحسن أن قوما أتوا عمر فقالوا : نرى أشياء من كتاب الله لا يعمل بها ؟ فقال لرجل منهم : أقرأت القرآن كله ؟ قال : نعم . قال : فهل أحصيته في نفسك ؟ قال : اللهم لا . قال : فهل أحصيته في بصرك فهل أحصيته في لفظك هل أحصيته في أثرك ثم تتبعهم حتى أتى على آخرهم ؟ ثم قال : ثكلت عمر أمه أتكلفونه أن يقيم على الناس كتاب الله قد علم ربنا أنه سيكون لنا سيئات . قال وتلا " إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما " ، وبإسناده عن أنس بن مالك أنه قال : لم أر مثل الذي بلغنا عن ربنا تعالى لم نخرج له عن كل أهل ومال ثم سكت ثم قال والله لما خلقنا ربنا أهون من ذلك لقد تجاوز لنا عما دون الكبائر فمالنا ولها ثم تلا " إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما " ، وخرجه البزار في مسنده مرفوعا والموقوف أصح وقد وصف الله المحسنين باجتناب الكبائر قال تعالى " ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم إن ربك واسع المغفرة " وفي تفسير اللمم قولان للسلف أحدهما أنه مقدمات الفواحش كاللمس والقبلة وعن ابن عباس هو ما دون الحد من وعيد الآخرة بالنار وحد الدنيا والثاني أنه الإلمام بشيء من الفواحش والكبائر مرة واحدة ثم يتوب منه وروي عن ابن عباس وأبي هريرة وروي عنه مرفوعا بالشك في رفعه قال اللمة من الزنا ثم يتوب فلا يعود واللمة من شرب الخمر ثم يتوب فلا يعود واللمة من السرقة ثم يتوب فلا يعود ومن فسر الآية بهذا قال لا بد أن يتوب منه بخلاف من فسره بالمقدمات فإنه لم يشترط توبة .والظاهر أن القولين صحيحان وأن كليهما مراد من الآية وحينئذ فالمحسن هو من لا يأتي بكبيرة إلا نادرا ثم يتوب منها ومن إذا أتى بصغيرة كانت مغمورة في حسناته المكفرة بها ولا بد أن لا يكون مصرا عليها كما قال تعالى " ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون" . وروي عن ابن عباس أنه قال : لا صغيرة مع الإصرار ولا كبيرة مع الاستغفار . وروي مرفوعا من وجوه ضعيفة .وإذا صارت الصغائر كبائر بالمداومة عليها فلابد للمحسنين من اجتناب المداومة على الصغائر حتى يكونوا مجتنبين لكبائر الإثم والفواحش .

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    المشاركات
    111

    افتراضي رد: حكم الإصرار على الصغيرة

    بارك الله فيك شيخنا سليمان على إضافتك النفيسة .
    ولكن لا أدري هل مقولة ( لا صغيرة مع الإصرار ) مما لا يقال بالرأي فيكون لها حكم الرفع ؟

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    7,156

    افتراضي رد: حكم الإصرار على الصغيرة

    من الواضح يا أخي الكريم أن مقولة (لا صغيرة مع إصرار) مما لا يقال بالرأي، ولكي يتضح لك ذلك تصور أن هذا الأثر عن ابن عباس لم يصلنا، فهل ترى أن العقل يمكن أن يتوصل إلى أنه لا صغيرة مع إصرار؟!

    ثم إننا حتى لو افترضنا أنها مما يقال بالرأي، فهو قول صحابي اشتهر ولم يعرف له مخالف من الصحابة، ولو كان قوله خطأ لخالفوه، لا سيما وهو قول جمهور أهل العلم ممن بعده، وهذا يفيد أن استقراء نصوص الشريعة يدل على ذلك.

    أظنني وقفت على نحو هذا القول عن عمر بن الخطاب أيضا، فليراجع.
    صفحتي في تويتر : أبو مالك العوضي

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    المشاركات
    111

    افتراضي رد: حكم الإصرار على الصغيرة

    بارك الله فيك شيخنا أبا مالك على إضافتك .
    وبالنسبة لقول عمر رضي الله عنه فقد قال النووي في شرح مسلم : ( وروي عن عمر وابن عباس وغيرهما رضي الله عنهم لا كبيرة مع استغفار ولا صغيرة مع إصرار . معناه أن الكبيرة تمحى بالاستغفار والصغيرة تصير كبيرة بالإصرار ) انتهى
    وفي الحقيقة لا أدري عن صحة قول عمر ومن وقف عليه فليفدنا به مشكورا .

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    المشاركات
    162

    افتراضي رد: حكم الإصرار على الصغيرة

    بسم الله الرحمن الرحيم
    والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
    جزى الله الشيوخ الفضلاء سليمان الخراشي وأبا مالك العوضي كل خير .
    أخي الكريم أبو عمر القصيمي وفقني الله وإياك لكل خير .
    ما ذكرته أخي الكريم من كون الصغيرة تكون كبيرة بالإصرار هو ما ذهب إليه الجمهور وقرره شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم رحمهما الله بل ذهبا إلى أنه ربما تعظم الصغيرة بالإصرار فتكون اعظم من الكبيرة التي فعلت مرة واحدة .
    مجموع الفتاوى ( 15 / 293 ) إغاثة الهفان ( 2 / 151 ) مدارج السالكين ( 1 / 224 )
    ودليل ما ذهب إليه الجمهور ما يلي :
    1 - ما ثبت بإسناد صحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما من قوله : " لا كبيرة مع اسغفار ولا صغيرة مع إصرار " اخرجه ابن جرير وابن أبي حاتم وابن المنذر وغيرهم .
    وهو كما ذكر الشيخ الفاضل أبو مالك إما أن يقال له حكم الرفع أو قول صحابي انتشر ولا مخالف له .
    2 - يشهد له ما رواه أحمد في مسنده ( 5 / 331 ) والطبراني في الكبير ( 6 / 165 ) والأوسط ( 7 / 219 ) عن سهل بن سعد ررر قال قال رسول الله : " إياكم ومحقرات الذنوب كقوم نزلوا في بطن واد فجاء ذا بعود وجاء ذا بعود حتى انضجوا خبزتهم وإن محقرات الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها تهلكه " وإسناده حسن كما قال الحافظ في الفتح ( 11 / 329 ) وروى أحمد ( 1 / 402 ) والطبراني في الكبير ( 10 / 212 ) نحوه عن ابن مسعود ررر .
    3 - أن النصوص دلت على التفريق بين المعاصي بحسب ما يقترن بها من زمان او مكان أو حال أو وصف ومن ذلك :
    - حديث أبي هريرة ررر أن النبي قال : " ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولا ينظر إليهم ولهم عذاب أليم شيخ زان وملك كذاب وعائل مستكبر " رواه مسلم
    ففرق بين زنا الشيخ وزنا الشاب وبين كذب الملك وكذب الرعية وبين تكبر الغني وتكبر الفقير والسبب في هذا وجود الداعي للمعصية وانعدامه .
    - عن أبي هريرة ررر قال : سمعت رسول الله يقول : " كل أمتي معافى إلا المجاهرين وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملا ثم يصبح وقد ستره الله فيقول يا فلان عملت البارحة كذا وكذا وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه " رواه البخاري .
    - وفرق النبي بين من جر ثوبه خيلاء ومن أسبل بغير خيلاء .
    - وفرق بين الزنا بحليلة الجار والزنا بغيرها فعن عبد الله بن مسعود ررر قال : سألت النبي أي الذنب أعظم عند الله ؟ قال : " أن تجعل لله ندا وهو خلقك " قلت : إن ذلك لعظيم قلت : ثم أي ؟ قال : " وأن تقتل ولدك تخاف أن يطعم معك " قلت : ثم أي ؟ قال : " أن تزاني حليلة جارك " متفق عليه وروى أحمد في مسنده ( 6 / 8 ) والطبراني في الكبير ( 20 / 256 ) من حديث المقداد بن الأسود ررر عن النبي أنه قال : " لأن يزني الرجل بعشرة نسوة أيسر عليه من أن يزني بامرأة جاره قال فقال ما تقولون في السرقة قالوا حرمها الله ورسوله فهي حرام قال لأن يسرق الرجل من عشرة أبيات أيسر عليه من أن يسرق من جاره "
    4 - قوله تعالى : والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون ففرق بين العاصي المصر وغير المصر .
    5 - أنه من المعروف عادة أن من كرر عصيان الرؤساء والأسياد وعزم على عدم الرجوع عنه وأظهر عدم المبالاة أنه أعظم بكثير ممن فعل ذلك بدون إصرار ولذلك فهم يوقعون به عقوبة أشد من عقوبة من فعل ذلك مرة .

    ولكن ما هو ضابط الإصرار عند أهل العلم ؟
    تكلم عن هذه المسألة كثير من المحدثين والأصوليين في اشتراط العدالة في الرواية ، والفقهاء في اشتراط العدالة في الشهادة في باب الشهادات وإلحاق الصغيرة بالكبيرة وممن تكلم في ذلك بشيء من التحرير القرافي في كتابه الفروق ( 4 / 67 ) الفرق التاسع والعشرون والمائتان وكذا الزركشي في البحر المحيط ( 4 / 277 ) وقد اختلفت آراء العلماء في بيان ضابط الإصرار :
    1 - فمنهم من ضبطه بالعدد والتكرار وكثرة فعلها ثم اختلفوا فمنهم من جعل ذلك في معصية واحدة ومنهم من قال كرر ذلك في نوع واحد أو عدة أنواع .
    2 - ومنهم من جعل الضابط هو فعل المعصية مع العزم على الفعل وعدم الرجوع ولذلك يقال فلان مصر على كذا أي عازم ومصمم بقلبه عليه وهذا الذي يدل عليه عرف الاستعمال وهو ما رجحه القرافي .
    3 - ومنهم من قال يكرر الفعل مع إظهار عدم المبالاة والشعور بالذنب .

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    المشاركات
    52

    افتراضي رد: حكم الإصرار على الصغيرة

    بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته

    بخصوص هذا الموضوع هناك عدة أمور وتساؤلات ترد في الذهن , أود أن أطرحها بين أيديكم :

    هل الإصرار على الصغيرة ذنب منفصل عن الصغيرة ذاتها ؟؟

    لأننا إن قلنا إن الإصرار على الصغيرة ذنب جديد ومستقل , فلازم هذا القول ألا يقال إن الصغيرة تصبح كبيرة بالإصرار , بل يقال إن الصغيرة تبقى صغيرة ولكن الإصرار عليها هو الذنب الكبير .

    وهنا يرد إشكال آخر وهو :

    هل الصغائر تـُغتفر بالطاعات أم لا ؟؟

    إن قلنا إن الصغائر تـُغتفر بالطاعات , فلازم هذا القول ألا تبقى صغيرة إلا وقد غـُفرت وبالتالي فكيف تصبح الصغيرة كبيرة وهي قد غـُفرت أصلاً ؟؟!
    وأي صغيرة تلك التي ستصبح كبيرة ؟؟! هل هي الصغيرة الثانية أم العاشرة أم ماذا ؟؟!!
    وهل يستقيم أن نعتبر الصغيرة الأولى صغيرة بينما الصغيرة العاشرة - مثلاً - كبيرة ؟؟!

    إن هذه الأمور تعيدنا إلى القول بأن الإصرار على الذنب ( صغيراً كان أو كبيراً ) هو بحد ذاته ذنب منفصل عن الذنب الأصلي المصـَرّ عليه .

    والله أعلم .

    ,, أبو فهد ,,

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    المشاركات
    111

    افتراضي رد: حكم الإصرار على الصغيرة

    شيخنا الفاضل أبا حازم :
    جزاك الله خيراً على مشاركتك النافعة أسأل الله أن ينفع بك ويجزيك عنا خيرا .

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    المشاركات
    52

    افتراضي رد: حكم الإصرار على الصغيرة

    للرفع بانتظار رأي الأخوة المشايخ وطلبة العلم فيما قلتُ , ولكم الشكر .

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    المشاركات
    111

    افتراضي رد: حكم الإصرار على الصغيرة

    بارك الله فيك يا أبا فهد على مشاركتك .
    وبالنسبة لاستشكالك بما يتعلق بأن الصغائر تغفر ، نعم هي تغفر بالأعمال الصالحة كما نص الحديث ولكن الصغيرة المصر عليها لا تدخل بهذا ؛ لأنها تكون بسبب الإصرار في حكم الكبيرة .
    ومن يفعل الصغيرة ويداوم عليها وهو عازم على تكرارها فهذا مصر عليها .
    وإذا قلنا بأن الصغائر تكفّر مطلقاً بالأعمال ، فعندئذ يلزمنا القول بأنه لا يوجد شيء اسمه ( إصرار ) بالصغائر وهذا لا يقوله أحد ، لأننا لو قلنا بأن الصغيرة تكفّر مطلقاً بالأعمال وهذا الشخص المرتكب للصغيرة يصلي مثلاً وهو مداوم على هذه الصغيرة فصلاته على هذا القول تكفّر هذه الصغيرة المداوم عليها فكيف يتأتى الإصرار ؟ فلا بد لقائل هذا القول أن يقول بأن الإصرار لا يدخل بالصغائر لأنها تكفّر فإذا كفرت الصغائر فهي ستمحى فلا وجود لشيء اسمه ( إصرار ) وأعتقد أنه لا أحد يقول بهذا ، فيتضح بعد ذلك أن الصغيرة تكفّر بالأعمال الصالحة ، ولكن إذا كان مرتكب الصغيرة مداوماً عليها وعازماً على المداومة والإصرار وعدم التوبة فهو مستهيناً بمعصية الله ، فعندئذ لا تبقى هذه الصغيرة المصر عليها ضمن الصغائر بل تكون في حكم الكبيرة كما دل عليه ما تقدم ، والكبيرة أيضاً درجات نسأل الله أن يعفو عنا وأن يرزقنا طاعته .
    هذا ما عندي بهذه المسألة ، ولعل المشايخ الفضلاء يشاركون في توضيح استشكالك ، وينبهونني إن كنتُ مخطئاً والله أعلم .

  11. #11

    افتراضي رد: حكم الإصرار على الصغيرة

    الأخ أبا عمر وفقه الله لا يخفى عليك أن تكفير الكبائر بالأعمال الصالحة مذهب معتبر عند بعض العلماء المحققين فما بالك بالصغائر

  12. #12

    افتراضي رد: حكم الإصرار على الصغيرة

    من أبي الفهد العرفي إلى الأخ الفاضل أبي الفهد ، بارك الله فيك ونفعنا بعلمك وسدد فهمك وأصلح فؤادك ..
    لا ينبغي أن نترك الأمر هكذا بعد عرضه حتى لا يتأذى منه ضعفاء القلوب فنعم أنا أقول بقولك وبأن الإصرار على الصغيرة ليس بكبيرة ولكن ، لابد وأن نبين أن الذنوب قبيحة والطاعة نور والصغائر بريد الكبائر كما أن الكبائر بريد الكفر والعياذ بالله وكذا لابد أن ننوه للقارئ بأن الحياة بعيدا عن الصغائر لا توازيها الحياة بجوارها من حيث الروحانيات والاطمئنان القلبي والأمل والرجاء والطمع فيما عند الله سبحانه من عفو ومغفرة .. لذا فكما نقر مطمئنين بأن الإصرار على الصغيرة لا يعني الاستهانة كما يظن بعض الأفاضل وإنما يقال بتعظيمه من ابن عباس رضي الله عنه ذاك المعلم الفقيه ابن عم سيد المرسلين عليه الصلاة والسلام كي يبغض الناس من الصغائر وينفرهم منها ويردعهم عنها لا لتنصب الموازين بأن هذا واقع في كبيرة وهذا كافر ، فالرسول صلى الله عليه وسلم بين أن العبد قد يقيم على الصغيرة وتتكرر منه ولم يقل بأنها تصير كبيرة ومع هذا فقد حذر من محقرات الذنوب كي يخشى من كانت ديدنه على نفسه ، ولازم القول بأن الإصرار على الصغيرة كبيرة هكذا تحقيقا أن نقول بأن الإصرار على الكبيرة كفر ، وهذا هو قول الخوارج أعاذنا الله والقراء من الوقوع في هذا ، وكل يؤخذ منه ويرد فتنبهوا وأنا ممن يؤخذ من قوله ويرد كما أن قول الجمهور يؤخذ منه ويرد . وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين ..

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    المشاركات
    111

    افتراضي رد: حكم الإصرار على الصغيرة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو ربيع السلفي مشاهدة المشاركة
    الأخ أبا عمر وفقه الله لا يخفى عليك أن تكفير الكبائر بالأعمال الصالحة مذهب معتبر عند بعض العلماء المحققين فما بالك بالصغائر
    بارك الله فيك يا أبا ربيع ، ولكن لم أتطرق لهذه المسألة فقد كان حديثنا عن الإصرار على الصغيرة هل يجعلها كبيرة أم لا ؟
    والكلام عن التكفير جاء تبعاً للمسألة وشكراً لك ، وأشكر جميع من أتحفنا بمشاركته وننتظر زيادة توضيح وبيان لهذه المسألة ممن عنده فائدة .

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    457

    افتراضي رد: حكم الإصرار على الصغيرة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو حازم الكاتب مشاهدة المشاركة
    وقد اختلفت آراء العلماء في بيان ضابط الإصرار :
    1 - فمنهم من ضبطه بالعدد والتكرار وكثرة فعلها ثم اختلفوا فمنهم من جعل ذلك في معصية واحدة ومنهم من قال كرر ذلك في نوع واحد أو عدة أنواع .
    2 - ومنهم من جعل الضابط هو فعل المعصية مع العزم على الفعل وعدم الرجوع ولذلك يقال فلان مصر على كذا أي عازم ومصمم بقلبه عليه وهذا الذي يدل عليه عرف الاستعمال وهو ما رجحه القرافي .
    3 - ومنهم من قال يكرر الفعل مع إظهار عدم المبالاة والشعور بالذنب .
    1 - العدد والتكرار وكثرة فعلها كلها أمور نسبية تحتاج الى ضابط فلو قلنا عدد فكم العدد الذي به يكون الفاعل مصرا ولو قلنا التكرار فكم مرة تكرر المعصية لكي يكون فاعلها مصرا ومثله أيضا بالكثرة فكم مرة تفعل المعصية حتى نطلق عليها كثيرة ؟

    2 - يعني مثلا لو أن رجلا زنى مره واحده في السنه لكنه عقد العزم على الرجوع بعد خمس سنوات هل هو مصر أقصد أن مجرد عقد العزم بحد ذاته اصرار ؟

    3 - التكرار بحد ذاته يحتاج الى ضابط فكم مرة تكرر المعصية ليكون فاعلها مصر عليها ؟

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    المشاركات
    52

    افتراضي رد: حكم الإصرار على الصغيرة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عمر القصيمي مشاهدة المشاركة
    بارك الله فيك يا أبا فهد على مشاركتك .
    وبالنسبة لاستشكالك بما يتعلق بأن الصغائر تغفر ، نعم هي تغفر بالأعمال الصالحة كما نص الحديث ولكن الصغيرة المصر عليها لا تدخل بهذا ؛ لأنها تكون بسبب الإصرار في حكم الكبيرة .
    ومن يفعل الصغيرة ويداوم عليها وهو عازم على تكرارها فهذا مصر عليها .
    بارك الله فيك ونفع بك يا أبا عمر

    أيضاً يرد على ما تقول هنا نفس الإشكالات التي ذكرتـُها في مشاركتي السابقة .

    وعلى كلامك , هل تغتفر الصغيرة الأولى ( أي قبل الإصرار ) ؟؟!

    طيب وماذا عن الصغيرة الثانية .. هل تغتفر بحكم أنها قبل الإصرار أم لا ؟؟!!

    وماذا عن الصغيرة العاشرة .. هل تغتفر بحكم أنها قبل الإصرار أم ستعتبرها كبيرة بعد الإصرار ؟؟!

    إذن :

    يلزم من هذا إما أن نفرق بين الصغيرة الأولى والعاشرة - مثلاً - ونعتبر الصغيرة الأولى صغيرة مغتفرة بينما الصغيرة العاشرة كبيرة بسبب الإصرار , أو أن نعتبر الصغيرة الأولى ( أي قبل الإصرار ) بحد ذاتها كبيرة كالصغيرة العاشرة !!
    وهذا لا يستقيم لا شرعاً ولا عقلاً ولا أعلم أحداً قال بذلك .

    ثم إنه يرد هنا سؤال مهم :

    هل الإصرار على الصغيرة ذنب منفصل عن الصغيرة ذاتها , أم هو داخل فيها ؟؟!!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عمر القصيمي مشاهدة المشاركة
    وإذا قلنا بأن الصغائر تكفّر مطلقاً بالأعمال ، فعندئذ يلزمنا القول بأنه لا يوجد شيء اسمه ( إصرار ) بالصغائر وهذا لا يقوله أحد ، لأننا لو قلنا بأن الصغيرة تكفّر مطلقاً بالأعمال وهذا الشخص المرتكب للصغيرة يصلي مثلاً وهو مداوم على هذه الصغيرة فصلاته على هذا القول تكفّر هذه الصغيرة المداوم عليها فكيف يتأتى الإصرار ؟ فلا بد لقائل هذا القول أن يقول بأن الإصرار لا يدخل بالصغائر لأنها تكفّر فإذا كفرت الصغائر فهي ستمحى فلا وجود لشيء اسمه ( إصرار ) وأعتقد أنه لا أحد يقول بهذا ، فيتضح بعد ذلك أن الصغيرة تكفّر بالأعمال الصالحة ، ولكن إذا كان مرتكب الصغيرة مداوماً عليها وعازماً على المداومة والإصرار وعدم التوبة فهو مستهيناً بمعصية الله ، فعندئذ لا تبقى هذه الصغيرة المصر عليها ضمن الصغائر بل تكون في حكم الكبيرة كما دل عليه ما تقدم ، والكبيرة أيضاً درجات نسأل الله أن يعفو عنا وأن يرزقنا طاعته .
    هذا ما عندي بهذه المسألة ، ولعل المشايخ الفضلاء يشاركون في توضيح استشكالك ، وينبهونني إن كنتُ مخطئاً والله أعلم .
    عفواً أخي العزيز :

    أود أن أنبه على أن الإصرار على الذنب , هو ذنب مستقل أي أن ذنب الصغيرة منفصل عن ذنب الإصرار عليها , وإذا علمنا ذلك لا يكون هناك تعارض بين مغفرة الصغائر ( وإن تكررت ) والإصرار على فعلها , فتأمل .

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    المشاركات
    162

    افتراضي رد: حكم الإصرار على الصغيرة

    بارك الله فيكم
    أولاً : لا يخفى أن العمل قد يحتف به أمور تغير حكمه الدنيوي والأخروي سواء في الأعمال الحسنة أو الأعمال السيئة كالزمان والمكان وحال الشخص ونحو ذلك وهذا له أدلة كثيرة وهو أمر متقرر شرعاً تكلم عنه أهل العلم وسبق الإشارة إلى شيء من ذلك في زنا الشيخ وكذب الملك وتكبر الفقير ومنه التفريق بين المحصن وغير المحصن في الزنا والتفريق بين المجاهر وغير المجاهر في المعصية والتفريق بين الزنا بحليلة الجار والزنا بغيرها .

    ثانياً : لا يمكن أن يساوى بين من كرر الصغيرة واصر عليها وداوم عليها وبين شخص يعمل الصغيرة مرة واحدة ويعمل الصالحات فنقول يكفر عنهما وهما سواء ،وإلا لقلنا لنفعل ما نشاء من الصغائر ولو لمئات المرات ؛ لأنه في النهاية تعمل الصالحات فتكفر عنك وهذا غير صحيح لا عقلا ولا شرعاً .
    ومعلوم أن الكثرة لها تأثيرها في الشرع في الطاعات والمعاصي وهناك قاعدة عند أهل العلم " ما كان أكثر فعلا كان أكثر فضلا " ذكرها السيوطي في الأشباه والنظائر وغيره ، ويدل عليها نصوص كثيرة قال تعالى : فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره " وذكر النبي في أكثر من حديث أن من فعل كذا مائة مرة ...
    قال العز بن عبد السلام : " إذا اتحد نوع المصلحة والمفسدة كان التفاوت بالقلة والكثرة .."
    وقال القرافي : كثرة الثواب كثرة الفعل وقلة الثواب قلة الفعل .
    وفي المداومة أيضا قال النبي : " احب الأعمل إلى الله أدومه وإن قل " رواه مسلم من حديث عائشة رضي الله عنها فلا شك أن المداومة على الفعل طاعة أو معصية يختلف حكمها عن فعلها مرة واحدة .
    وحيث إنه لا يساوى بينهما فما هو الفرق إذاً لا بد ان يكون ما فعله المصر أعظم مما فعله غير المصر وإلا كان التسوية بينهما ليس عدلاً وهذا غير وارد في هذه الشريعة .
    وأما ضابط الكثرة عند من جعلها ضابط الإصرار فهو العرف والمرء أعرف بنفسه في ذلك والناس يعرفون من يوصف بالمكثر من المعصية والمقل منها كما يعرفون من يكثر الطاعة ممن يقللها .

    ثالثاً : سبق الإشارة إلى أقوال اهل العلم في ضابط الإصرار وأن منهم من ضبطه بالكثرة والتكرار ومنهم من ضبطه بالعزم على الرجوع للفعل ومنهم من ضبطه بعدم المبالاة وعدم الشعور بالذنب وفي هذا استهانة بأوامر الله ونواهيه وهذا بحد ذاته ذنب عظيم .
    ولا يقول قائل إن الصغيرة صغيرة والذنب الآخر هو الإصرار لأن الإصرار لا يستقل بنفسه فلا بد له من متعلق يصر عليه ، والصغيرة تبقى صغيرة إن لم يصاحبها الإصرار فكونها تحولت إلى كبيرة إنما هو لمجموع الأمرين وهو أمر معهود في الشرع ان يكون الحكم مركبا من علتين أو عملين فعندنا مثلا زنا المحصن والقتل العمد العدوان والجماع في نهار رمضان وغيرها مما يتركب من وصفين أو علتين أو أكثر .

    رابعاً : ما ورد من تكفير الصغائر يجاب عنه بما يلي :
    1 - إما أن يقال إنه مقيد باجتناب الكبائر كما ورد في بعض الأحاديث والإصرار حولها لكبيرة وذلك بعزمه وإصراره على معاودة الذنب فلا تكفر عندئذٍ .
    2 - ما ذكره ابن القيم رحمه الله بقوله : ( وقد دل القرآن والسنة وإجماع الصحابة والتابعين بعدهم والأئمة على أن من الذنوب كبائر وصغائر قال الله تعالى : إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وقال تعالى : والذين يجتنبون كبائر الاسم والفواحش إلا اللمم وفى الصحيح عنه أنه قال : " الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلي رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر "
    وهذه الأعمال المكفرة لها ثلاث درجات :
    أحدها أن تقصر عن تكفير الصغائر لضعفها وضعف الاخلاص فيها والقيام بحقوقها بمنزلة الدواء للضعيف الذى ينقص عن مقاومة الداء كمية وكيفية .
    الثانية أن تقاوم الصغائر ولا ترتقي إلى تكفير شىء من الكبائر .
    الثالثة أن تقوى على تكفير الصغائر وتبقى فيها قوة تكفر بها بعض الكبائر فتأمل هذا فإنه يزيل عنك إشكالات كثيرة ) الجواب الكافي ( ص 87 )

    وها هنا كلام نفيس لابن القيم يبين الفرق بين المعاصي بحسب ما يقع في القلب :
    قال رحمه الله : ( فصل وههنا أمر ينبغي التفطن له وهو أن الكبيرة قد يقترن بها من الحياء
    والخوف والاستعظام لها ما يلحقها بالصغائر وقد يقترن بالصغيرة من قلة الحياء وعدم المبالاة وترك الخوف والاستهانة بها ما يلحقها بالكبائر بل يجعلها في أعلى رتبها وهذا أمر مرجعه إلى ما يقوم بالقلب وهو قدر زائد على مجرد الفعل والإنسان يعرف ذلك من نفسه ومن غيره وأيضا فإنه يعفى للمحب ولصاحب الإحسان العظيم ما لا يعفى لغيره ويسامح بما لا يسامح به غيره وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه يقول : انظر إلى موسى صلوات الله وسلامه عليه رمى الألواح التي فيها كلام الله الذي كتبه بيده فكسرها وجر بلحية نبي مثله وهو هارون ولطم عين ملك الموت ففقأها وعاتب ربه ليلة الإسراء في محمد ورفعه عليه وربه تعالى يحتمل له ذلك ويحبه ويكرمه ويدلله لأنه قام لله تلك المقامات العظيمة في مقابلة أعدى عدو له وصدع بأمره وعالج أمتي القبط وبني إسرائيل أشد المعالجة فكانت هذه الأمور كالشعرة فى البحر وانظر إلى يونس بن متى حيث لم يكن له هذه المقامات التي لموسى غاضب ربه مرة فأخذه وسجنه في بطن الحوت ولم يحتمل له ما احتمل لموسى وفرق بين من إذا أتى بذنب واحد ولم يكن له من الإحسان والمحاسن ما يشفع له وبين من إذا أتى بذنب جاءت محاسنه بكل شفيع كما قيل : وإذا الحبيب أتى بذنب واحد جاءت محاسنه بألف شفيع ... ) مدارج السالكين ( 1/ 328 )

  17. #17
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    المشاركات
    111

    افتراضي رد: حكم الإصرار على الصغيرة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فهد مشاهدة المشاركة
    أود أن أنبه على أن الإصرار على الذنب , هو ذنب مستقل أي أن ذنب الصغيرة منفصل عن ذنب الإصرار عليها , وإذا علمنا ذلك لا يكون هناك تعارض بين مغفرة الصغائر ( وإن تكررت ) والإصرار على فعلها , فتأمل .
    نفع الله بك يا أبا فهد :
    لكن حتى لو قلنا بأن الإصرار ذنب مستقل عن الصغيرة وهو الظاهر ، فكيف نعرف أن الإصرار وقع ؟ يعني هل الإصرار ذنب خفي لا يعرف الشخص هل وقع فيه أم لا ؟
    فلا بد لنا من ضابط للإصرار على الصغيرة فما هو الضابط عندك لهذا الذنب ( الإصرار ) ؟
    فإذا عرفتَ الضابط في الإصرار يزول والله أعلم إشكالك الأول المتعلق بالصغيرة الأولى والعاشرة .
    وأيضاً نقطة نبه عليها الشيخ ( أبو حازم ) كما نقل عن العلامة ابن القيم وهي أن الصغيرة تتحول إلى حكم الكبيرة بسبب ما يحتف بها من الأمور ليس لذاتها ، فقد تكون الصغيرة أعظم من الكبيرة كما قال ابن القيم رحمه الله .
    وأشكر جميع من شارك في الموضوع ولا زلنا نطمع بالمزيد .

  18. #18

    افتراضي رد: حكم الإصرار على الصغيرة

    بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ، وبعد
    الحديث عن بلوغ الصغيرة الكبيرة لا يعني البتة موافقة ذلك الشخص الذي يكثر من اقتراف الصغائر بل لا نتطرق إليه لأمر غفل عنه - حسبما أرى - جل الحاضرون لأن من ابتلي بكثرة الصغائر فهو لا محالة واقع في كبيرة من الكبائر وإن لم يكن يدري فهذا إن فتش في حاله (مع والديه ، في تعاملاته المادية ، في ضبطه للسانه ، في ظلمه للآخرين ، .....) لن يخرج عن كبيرة منها لأنه لا تتوالى الصغائر على شخص معظم لحرمات الله ، فمن كان معظما لحرمات الله تعالى فلا يمكن أن يستهين بالصغائر جملة لاستقباحه أن يقابل ربه بها ، غير أنه قد تلازمه صغيرة من الصغائر لتذله بين يدي الله ولتردعه عن العجب بنفسه فهذا هو النقاش لأن الإنسان لا ينفك عن صغيرة ..
    فلينتبه الأخوة القراء لأن الحكم في هذا الأمر إما أن يوافق ما أنزل الله وإما أن يجانبه فلا تأخذنكم العاطفة فتتشددوا ولا تستهينوا بحرمات الله تعالى جل شأنه وتعاظم سلطانه فتصبحوا من المميعين .. والله تعالى أعلم وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين

  19. #19
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    المشاركات
    162

    افتراضي رد: حكم الإصرار على الصغيرة

    أخي الكريم أبو فهد وفقني الله وإياك
    أولاً : هذا ليس تشدداً وإنما هو مبني على الأثر وهو قول ابن عباس رضي الله عنهما ومثل لا يقال بالرأي وهو قول جمهور أهل العلم والمحققين منهم .
    ثم هذا الأمر يسير فما يضير المرء إذا ابتلي بمعصية أن يتوب ويستغفر فإن ابتلي بها مرة أخرى تاب واستغفر وعزم على عدم الرجوع إليها وهكذا ؛ فإنه عند ذلك يغفر له سيئاته ، ولا يكون مصراً .

    ثانياً : قولك أخي الكريم : ( غير أنه قد تلازمه صغيرة من الصغائر لتذله بين يدي الله ولتردعه عن العجب بنفسه فهذا هو النقاش لأن الإنسان لا ينفك عن صغيرة ) هذا يحتاج لتوضيح هذا يصح باعتبار النهايات وبعد التوبة لا باعتبار البدايات وقبل التوبة فلا ينبغي أن يلبس الشيطان على المرء فيبرر له الوقوع في المعصية من صغيرة أو كبيرة حتى لا يصاب بالعجب وحتى يظهر الذل والافتقار إلى الله فإن هذا من تلبيس إبليس بل المؤمن يفعل الطاعات ويجتنب المعاصي قدر الإمكان ، وإن كانت غايته إظهار الذل وترك العجب فسيكون كثير التوبة والاستغفار ومثل هذا لا يمكن أن يصر على معصية فإن من أقبل على الله وعلم الله صدقه وإخلاصه وذله له أعانه وصرف عنه المعاصي ، وهؤلاء الصحابة والصالحون في كل عصر هم من أكثر الناس ذلاً لله وافتقاراً إليه وبعداً عن العجب وهم مع ذلك عباد صوام النهار قوام الليل يرون الصغائر موبقات فيجتنبونها بل هم في درجات الزهد في المباحات والورع في المشتبهات فضلاً عن المعاصي صغيرها وكبيرها .

    ثالثاً : من أظهر الذل والافتقار إلى الله بعد المعصية وتاب إليه واستغفر لم يكن مصراً فهو خارج عن موطن النزاع ولا يقال فيه إن صغيرته أصبحت كبيرة ؛ لأنه يتوب وينوب إلى الله فمع التوبة والاستغفار وفعل الطاعات لا يمكن أن يقال عنه إنه مصر .
    رابعاً : كون الإنسان لا ينفك عن صغيرة صحيح لكن المؤمن لا ينفك أيضاً عن التوبة والاستغفار والندم على فعله وهذا حال الأنبياء والصحابة والصالحين وهذا هو المسك الذي يجمع بين القدر والشرع .

  20. #20
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    المشاركات
    52

    افتراضي رد: حكم الإصرار على الصغيرة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو الفهد العرفي مشاهدة المشاركة
    من أبي الفهد العرفي إلى الأخ الفاضل أبي الفهد ، بارك الله فيك ونفعنا بعلمك وسدد فهمك وأصلح فؤادك ..
    لا ينبغي أن نترك الأمر هكذا بعد عرضه حتى لا يتأذى منه ضعفاء القلوب فنعم أنا أقول بقولك وبأن الإصرار على الصغيرة ليس بكبيرة ولكن ، لابد وأن نبين أن الذنوب قبيحة والطاعة نور والصغائر بريد الكبائر كما أن الكبائر بريد الكفر والعياذ بالله وكذا لابد أن ننوه للقارئ بأن الحياة بعيدا عن الصغائر لا توازيها الحياة بجوارها من حيث الروحانيات والاطمئنان القلبي والأمل والرجاء والطمع فيما عند الله سبحانه من عفو ومغفرة .. لذا فكما نقر مطمئنين بأن الإصرار على الصغيرة لا يعني الاستهانة كما يظن بعض الأفاضل وإنما يقال بتعظيمه من ابن عباس رضي الله عنه ذاك المعلم الفقيه ابن عم سيد المرسلين عليه الصلاة والسلام كي يبغض الناس من الصغائر وينفرهم منها ويردعهم عنها لا لتنصب الموازين بأن هذا واقع في كبيرة وهذا كافر ، فالرسول صلى الله عليه وسلم بين أن العبد قد يقيم على الصغيرة وتتكرر منه ولم يقل بأنها تصير كبيرة ومع هذا فقد حذر من محقرات الذنوب كي يخشى من كانت ديدنه على نفسه ، ولازم القول بأن الإصرار على الصغيرة كبيرة هكذا تحقيقا أن نقول بأن الإصرار على الكبيرة كفر ، وهذا هو قول الخوارج أعاذنا الله والقراء من الوقوع في هذا ، وكل يؤخذ منه ويرد فتنبهوا وأنا ممن يؤخذ من قوله ويرد كما أن قول الجمهور يؤخذ منه ويرد . وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين ..
    أحسن الله إليك أخي الفاضل / أبو الفهد العرفي

    أنا لم أدعُ إلى الاستهانة بالصغائر , ولم أهوّن من مسألة الإصرار على الذنب ( صغيراً كان أو كبيراً ) .. بل كل كلامي يتمحور حول خطأ المفهوم الذي يقول إن الإصرار على الصغيرة يصيرها كبيرة .

    طبعاً الإصرار على الصغيرة , مذموم وفيه جرأة وقلة حياء مع الله سبحانه وتعالى .. ولكن كل ذلك لا يجعل الصغيرة كبيرة بمجرد الإصرار .

    فالإصرار مذموم بل هو ذنب بحد ذاته , ولكنه لا يجعل الصغيرة - بحد ذاتها - كبيرة .

    والله أعلم .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •