تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: الشاعر ابو العلاء المعري - بقلم فالح الحجية

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Sep 2010
    الدولة
    عضوالاتحادالعام للادباءوالكتاب العرب
    المشاركات
    800

    افتراضي الشاعر ابو العلاء المعري - بقلم فالح الحجية

    ابو العلا ء المعر ي



    هو ابو العلاء احمد بن عبد الله بن سليمان المعري التنوخي
    ولد في معرة النعمان احدى مدن سورية عام 363 هجرية في بيت عز وشرف وغنى ومحتمد عربي اصيل الاانه اصيب بمرض الجدري في الثالثة من عمره فافقده البصر وعاش طيلة حياته في ليل طويل
    تعلم ابو العلاء على يد والده فنشأرغم عماه ذكي الفؤاد مرهف الحس متوقد الذاكرة و قا ل الشعر في عمر الطفولة وقد توفي والده في صباه وعمره اربع شرة سنة تاركا لولده الاعمى ثروة طائلة واكتنفته امه وسهرت على تعليمه وقد تنقل في طلب العلم بين معرة النعمان مسكنه ,انطاكية واللا

    ذقية وحلب وطرابلس وبغداد لمواكبة دراسته وكانت بغداد انذاك قبلة الادباء وموئل الشعراء وبقي فيها ردحا من الزمن متنقلا بين مجالس الادباء والشعراء ونواديهم وقد اجلوه واحترموه بما يليق بمكانته الادبية العالية
    وفي بغداد انكب على دراسة الادب والفليسفة والعلوم العربية والحكمة ولم يترك علما من العلوم او الاداب الا وخاض غماره وتولاه بالدرس والتحليل ولما عاد الى المعرة عاد بحرا من العلوم والاداب والفلسفة ساعده حدة ذكائه وحفظه المفرط وسمو وعزة نفسه الابية
    وهو في بغداد علم ان والدته مريضة فهجر بغداد مكرها وسافر الى المعرة لاستطلاع الامر الا انه فوجىء بخبر وفاتها ولما يصل وعند وصوله انقطع الى نفسه وانعزل عن الناس وعاش منفردا وحرم على نفسه الاختلاط بالناس حتى انه عبر عن حالته في شعره يقو ل
    اراني في الثلاثة من سجوني
    فلا تسال عن الخبر ا لنبيث


    فقدي ناظري ولزوم بيتي
    وكون النفس في الجسم الخبيث

    كان طلبة العلم يتوافدون عليه وهو قابع في بيته فينهلون من معين صاف لاينضب وبحر غزيرواسع المعرفة وقد حرم اكل اللحوم على نفسه حتى قيل انه كان لاياكل امام احد من الناس فكان خادمه يضع له الطعام في غرفة معزولة ثم يتوارى عنه كما انه لم يتزوج ابدا قال \

    هذا ما جناه علي ابي وما جنيت على احد

    توفي ابو العلاء بعد اصابته بمرض خطير اودى بحياته بعد ثلاثة ايام من اصابته به وذلك سنة 449 هجرية بعد عمر ناهز 86 عاما قضاها في محبسه في ظلمة الحياة
    لقد صب ابو العلاء جام سخطه على الحياة وحدجها بنظرة ماساوية شزراء تشاؤمية فهو يراها مفعمة بالشر والكدر بل كلها شر وما الخير فيها الا كزهرة تقطع فتذوى وتذبل وتنضوي بل عدها ضلالة وجهالة وما هي الا مكر وحذاع وما تظاهر الناس بها الا رياء ا وما يتدينون عن تعقل وروية
    وهو المفكر الفاحص بل يعتبره تقليد ابائهم كما فعل الجاهليون كما يرى ان الدين سبب العداوة بين الخلق ومصدر العداوة والشقاق بينهم يقول
    ان الشرائع القت ببننا احنا
    وعلمتنا افانين العداوات
    لكن الشاعر وهو الزاهد في الحياةالمتفرس بها غير ملحد كما تصور البعض انه مؤمن بربه كل الايمان لكنه يعود كل الامور على العقل فما قبله العقل عقله واطمان به وقبله وارتضاه وسار عليه فالعقل عنده المرجع الاول والامام لذا فهو مؤمن بوحانية الله تعالى \

    توحد فان الله ربك واحد ولا ترغبن في عشرة الرؤساء

    اساء المعرى الظن بالناس الى شاوى بعيد ونزع الثقة منهم وسخط على الحياة كلها كان يرى الانسا ن المثالي الحر العقل والكريم الخلق في هذه الحياة غريب عن هذه الدنيا ولا مكان له فيها لذلك انزوى عن العالمين

    وابو العلاء فيلسوف شاعر فلسف الحياة في لزومياته وقد استقى اراءه وافكاره التي غذاها من انبع مناهل العلم واغزرها في الادب والحكمة والفلسفة والعقائد وظهر كل ذلك في قريضه بنظم بديع وكلام متين بليغ

    شعر ابي العلاء بعد هذا وذاك قوي السيبك متين العبارة شديد الروعة فهو شاعر فنان و فيلسوف اديب ر جاحته متقدمة بالغة عارف باصالة الفن وروائعه يمزج الفكر بالخيال والفلسفة بالحكمة واسع الادراك والفهم فياض المعاني في نظم بديع وشعر بليغ وقافية متينه نظم شعره على قافية معتمدا حرفين او ثلاثة حين الحرف الواحد يكفي انظر اليه يقو ل

    سر ان استطعت في الهواء رويدا
    لا اختيال على رفاة العباد

    رب لحد صار لحدا مر ارا
    ضاحك من تزاحم الاضد اد

    ودفين على بقايا دفين
    من طويل الازمان والاباد

    وضجعة الموت رقدة يستريح
    الجسم فيها والعيش مثل السهاد

    وهذه سمة لم يسبقه الشعراء اليها ولم يات احد
    ومن حيث اللفظ فهو كثير غريب اللغة ووحشي اللفظ صعب الفهم حتى ان المتتبع لشعره بحاجة الى معجم لمعرفة معانيه ومقاصده وليس هذا بغريب على شاعر مثل المعرى الواسع الذكاء العارف بخفايا العربية واسرارها ومعانيها واساليبها وبلاغتها خاصةوانه عاصر عهدا وصلت العربية فيه الى ارقى المراتب بين اللغات اضف ان قصائده تطغى عليها قوة بلاغية جناسية في اكثر الاحوال

    وجدت الناس في هرج ومرج
    غواة بين معتز ل و مر ج

    فشان ملوكهم غرف ونزف
    واصحاب الامور جبا ة خر ج

    فاللزوميات فلسفة الحياة ومبادىء الاخلاق تتجلى فيها اساليب نقد وسخرية هذا الشاعر من الحياة ومن الناس بدعابة في جد يكشف اغوار النفس الانسانية واسرارها في شعر بيلغ لم يات بمثله اللذون سبقوه واللذون جائوامن بعده يقول \

    جهلنا فلم نعلم على الحرص ما الذ ي
    يراد بنا والعلم لله ذي المن

    اذا غيب المرء استسر حديثه
    ولم تخبر الافكار عنه بما يغني

    تضل العقول الهبرزيات رشدها
    ولم يسلم الراى القوي من الافن

    طلبت يقينا من جهينة عنهم
    ولم تخبريبي ياجهين سوى الظن

    فان تعهديني لا ازال مسائلا
    في لم اعط الصحيح فاستغني

    ابو العلاء غير متطير لكنه متشائم شديد التشاؤم لايرى في هذه الدنيا الا شرا مستطيرا لايستطيع دفعه ولا يامل بازالته او تحسينه لذلك ينظر الدنيا بمنظارة سوداوية حالكة يقول

    وهل لحق التثريب سكان يثرب
    من الناس لابل في الرجال غباء

    اوقوله
    اراني في الكرى رجل كاني
    من الذهب اتحذت غشاء راسي

    قلنسوة خصصت بها نضارا
    كهرمز اوكملك اولى خراسي

    فقلت معبرا ذهب ذهابي
    وتلك نباهة في اندرا س

    اقمت وكان بعض الحزم يوما
    لركب السفن ان تلفي الر وا سي

    اسمع قوله في نفي التطير \

    وما اسر لتعشير الغراب اسى
    ولا ابكي خليطا حل تعشارا

    ولا توهمت انثى الانجم امراة
    ولا ظننت سهيلا كان عشتارا

    بقي ان نقول ان الشاعر الكبير ابو العلاء المعري شاعر الحياة وفيلسوفها ترك وراءه ( اللزوميات وسقط الزند) في الشعر ومجموعة من الكتب تربو على الثمانين مؤلفا في مكتبتي منها رسالة الغفران ورسالة الصاهل والشاحج ومنها رسالة الملائكة وذكرى حبيب و الايك والغصون وعبث الوليد ومعجز احمد

    والفصول والغابات وغيرها
    رحم الله شاعر العربية وفيلسوفها الكبير




    فالح الحجية الكيلاني
    موقع اسلام سيفلايزيشن






    ****************************** ********

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Feb 2010
    المشاركات
    1

    افتراضي رد: الشاعر ابو العلاء المعري - بقلم فالح الحجية


    كُنْتُ أَتَعَصَّبُ لَهُ لِكَوْنِهِ مِنَ الْمَعَرَّةِ ، ثُمَّ وَقَفْتُ لَهُ عَلَى كِتَابِ ((اسْتَغْفِرْ واسْتَغْفِرِي)) فَأبْغَضْتُهُ وَازْدَدْتُ عَنْهُ نُفْرَةً ، وَنَظَرْتُ لَهُ فِي كِتَابِ ((لُزُومُ مَا لاَ يَلْزَم)) فَرَأيْتُ التّبَرِّي مِنْهُ أحْزَم ، فَإنَّ هَذَيْنِ الْكِتَابَيْنِ يَدُلاَّنِ عَلَى أَنَّهُ كَانَ – لَمّا نَظَمَهُمَا – عَالِماً حَائِراً ومُذَبْذَباً نَافِراً ، يُقِرُّ فِيهِمَا أَنَّ الْحَقَّ قَدْ خَفِيَ عَلَيْهِ وَيَوَدُّ لَوْ ظَفِرَ بِالْيَقِينِ فَأخَذَهُ بِكِلْتَا يَدَيْهِ كَمَا قَالَ فِي مَرْثِيَةِ أَبِيهِ :
    طَلَبْتُ يَقِيناً منْ جُهَيْنَةَ عَنْهُمُ وَلَنْ تُخْبِرِينِي يا جُهَيْنَ سِوَى الظَنِّ
    فَإِنْ تَعْهَدِينِي لاَ أَزَالُ مُسَائِلاً فَإنِّي لَـمْ أعْطَ الصّحِيحَ فَأسْتَغْنِي
    ثُمَّ وَقَفْتُ لَهُ عَلى كِتَابِ ضَوءِ السّقْطِ الّذِي أَمْلاَهُ عَلَى الشَّيْخِ أَبِي عَبْدِاللهِ بنِ مُحَمّد بنِ مُحَمّد بن عَبْدِ الله الأَصْبَهَانِي الّذِي لاَزَمَ الشّيْخَ إِلَى أنْ مَاتَ ثُمَّ أقَامَ بِحَلَب يَرْوِي عنْهُ كُتُبَهُ ، فَكَانَ هَذَا الْكِتَابُ عِنْدِي مُصْلِحاً لِفَسَادِهِ ، مُوَضِّحاً لِرُجُوعِهِ إلَى الْحَقِّ وصِحَةِ اعْتِقَادِهِ ، فَإنّهُ كِتَابٌ يَحْكُمُ بِصِحّةِ إسْلاَمِهِ مُأوَلاً ، وَيَتْلُو لِمَنْ وَقَفَ عَلَيْهِ بَعْدَ كُتُبِهِ الْمُتَقَدِّمَة ِ وللآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الأُولَى ، فَلَقَدْ ضَمّنَ هَذَا الْكِتَابَ مَا يُثْلِجُ الصّدْرَ ويُلِذُّ السّمْعَ ويُقِرُّ الْعَيْنَ ويَسُرُّ الْقَلْبَ وَيُطْلِقُ الْيَدَ ويُثَبِّتُ القَدَمَ مِنْ تَعْظِيمِ رَسُولِ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ خَيْرِ بَرِيّتِهِ ، والتّقَرّب إلَى اللهِ بِمَدائِح ِ الأشْرَافِ مِنْ ذُرَيّتِهِ ، وَتَبْجِيلِ الصّحَابَةِ وَالرِّضَا عَنْهُم ، والأدَبِ عِنْدَ ذِكْرِ مَا يَلْتَقِي مِنهُم ، وَإيرَادِ محَاسن منَ التّفْسِير ، وَالإقْرَارِ بِالبَعْثِ وَالإشْفَاقِ مِنَ الْيَومِ الْعَسِيرِ وَتَضْلِيلِ منْ أنْكَرَ الْمعَادَ ، والتّرْغِيبِ فِي أذْكَارِ اللهِ والأوْرَاد ، والْخُضُوعِ للْشّرِيعَةِ الْمُحَمّديةِ وَتَعْظِيمِهَا ، وهُوَ خَاتِمَةُ كُتُبِهِ وَالأعْمَالُ بِخَواتِيمِهَا.
    من كلام الإمَامُ زِينُ الدّين عُمَرُ بن مُظَفّر الشّهِير بابْنِ الْوَرْدِي المُتَوفّى سنة 749 هـ ((رحمهُ الله ))
    تفريغ الكاتب الربيع العاصف


    رحم الله شيخ المعرَّة واسكنه فسيح جناته
    وجزاك الله خيراً أخانا فالح .



الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •