بسم الله والحمد لله
صلاة التراويح في البيت ..
قال ابن حجر (4/ 320): قال ابن التين وغيره: استنبط عمر ذلك [أي صلاة التراويح جماعة] من تقرير النبي صلى الله عليه وسلم من صلى معه في تلك الليالي، وإن كان كره ذلك لهم، فإنما كرهه خشية أن يُفْرض عليهم، فلما مات النبي صلى الله عليه وسلم حصل الأمن من ذلك، ورَجَحَ عند عمر ذلك لما في الاختلاف من افتراق الكلمة، ولأن الاجتماع على واحد أنشط لكثير من المصلين، وإلى قول عمر جنح الجمهور .
وعن مالك في إحدى الروايتين وأبي يوسف وبعض الشافعية الصلاة في البيوت أفضل، عملاً بعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: (أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة) وهو حديث صحيح أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة .
وبالغ الطحاوي فقال: إن صلاة التراويح في الجماعة واجبة على الكفاية .
وقال ابن بطال: قيام رمضان سنة، لأن عمر إنما أخذه من فعل النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما تركه النبي صلى الله عليه وسلم خشية الافتراض .
وعند الشافعية في أصل المسألة ثلاثة أوجه: ثالثها: مَنْ كان يحفظ القرآن ولا يخاف من الكسل ولا تختل الجماعة في المسجد بتخلّفه، فصلاته في الجماعة والبيت سواء، فمن فقد بعض ذلك فصلاته في الجماعة أفضل .
وقال رحمه الله (4/ 321): قوله (فخرج ليلة والناس يصلون بصلاة قارئهم) ... وفيه إشعارٌ بأن عمر كان لا يُواظب على الصلاة معهم، وكأنه كان يرى أن الصلاة في بيته ولا سيما في آخر الليل أفضل . أ.هـ