ذكروا أن الوزير المهلبي (في دولة بني بويه) قد كان في شدة عظيمه قبل توليه الوزارة.
فأنشد:
ألا موت يباع فأشتريه ... فهذا العيش ما لا خير فيه
ألا موت لذيذ الطعم يأتي ... يخلصني من العيش الكريه
إذا أبصرتُ قبراً من بعيد ... وددت لو أنني مما يليه
ألا رحم المهيمن نفس حرٍ ... تصدّق بالوفاةِ على أخيه
و كان معه صاحب له فلما سمع الأبيات اشترى له لحما و طبخه و أطعمه و تفارقا.
ثم إن الأحوال تنقلت بالمهلبي فتولى الوزارة و ضاقت الأحوال بصاحبه الذي اشترى له اللحم ،
فقصده و كتب إليه:
ألا قل للوزير فدته نفسي ... مقالة مذكر ما قد نسيه
أتذكر إذ تقول لضنك عيش ... ألا موت يباع فأشتريه
فأكرم المهلبي رفيقه الذي أطعمه في ضيقته و كافأه .