بسم الله الرحمن الرحيم
أيهم أصح و أفصح عند الطلب المهذب قول (برجاء) أو ( الرجاء )
وجزاكم الله خير .
بسم الله الرحمن الرحيم
أيهم أصح و أفصح عند الطلب المهذب قول (برجاء) أو ( الرجاء )
وجزاكم الله خير .
لعل الأصح (الرجاء كذا وكذا) لأنه واضح ولا يحتاج لتقدير.
أما (برجاء كذا) فيحتاج لتقدير ما يتعلق به.
التقدير واقع في الحالين
فلو اعتبرت (الرجاء) مبتدأ، فلا بد من تقدير خبره
على أن هذه لغة حديثة لا تراثية، ولها قانون خاص، وعلى هذا،
فالصواب (برجاء) فهي أشبه ما تكون بالقالب اللغوي، والمثل الذي لا يجوز التصرف فيه
كما تقرأ " ممنوع اللمس - ممنوع التدخين " فلو كتبها أحدهم " اللمس - التدخين " بتقديم المبتدأ خالف قانون لغة الإعلام والإعلان
فاللغة مستويات، ولكل مستوى منها قانونه الخاص، وهذا ما أدركه الجاحظ لما حكى أنه لا يجوز التصرف في طرائف العامة
وغفل عنه مؤلفو كتب التصحيح اللغوي المحدثون
فهم يخطّؤون كثيرا من الأساليب الإعلامية الصحفية، غافلين عن قانون التطور اللغوي، ومتناسين أنها غير محكومة بقانون لغة الأدب؛ فهذا مستوى، وذاك آخر
لو قلت مثلا " الرجاءَ الهدوءَ " فسيكون كالتالي:
الرجاء: مفعول مطلق منصوب.
الهدوء: مفعول به منصوب، وفاعله محذوف تقديره " الزم "
وهو بديل عن قولك " رجاء ً " فهو مفعول مطلق، ليس ثم مبتدأ و لا خبر، فالجملة فعلية بدلالة الفعل المحذوف،
وهذا التقدير لا بد منه، وإلا اختل المعنى.
ولو اعتبرته خبرا، ما ساغ لاختلال المعنى
ومن قال إننا سنقول (الرجاءَ الهدوءَ)؟
والمعنى صحيح على الخبرية؛ لأنه من باب (فإنما هي إقبال وإدبار).
والنقاش هنا عما يستعمله الناس من الكلام، وهم يستعملونه مرفوعا.
وفقك الله وسدد خطاك
كلامك صحيح، فعوام الناس ليسوا مقياسا في الصواب اللغوي، ولكن الكلام هنا عن تخريج وإعراب جملة يستعملها الناس.
فإن كنت ترى أنها لا تصح لغة فلا بأس بذلك، وبهذا ينتهي الأمر.
ولكن هذا لا يمنع الآخرين أن يلتمسوا لها وجها تصح به؛ لأنه يمكن استعمال الخبر موضع الطلب لغرض بلاغي؛ كما قال السيوطي في عقود الجمان:
وقد يجي الإخبار موضع الطلب ........... تحرزا من صورة الأمر أدب
ولتفاؤل وقصد الحرص في .......... وقوعه ..
ولعل الغرض الأخير هو المناسب لمقام هذه العبارة في استعمال الناس، مع احتمال الغرض الأول أيضا.
جزاكما الله الخير الوافر العميم و ألتمس معذرتكم لتأخري في شكركما .