تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: مصنفات حذر منها الذهبي رحمه الله تعالى في كتابه القيم " سير أعلام النبلاء"

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Sep 2010
    المشاركات
    160

    افتراضي مصنفات حذر منها الذهبي رحمه الله تعالى في كتابه القيم " سير أعلام النبلاء"

    سلسلة بحوث وتحقيقات مختارة من مجلة الحكمة (28)
    محمد أبو غازي

    مصنفات حذر الذهبي في كتابه سير أعلام النبلاء

    بقلم






    الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتد ومن يضلل فلا هادي له.
    أما بعد؛ فإني أضع بين يدي أخي القارئ ما وقفت عليه من مصنفات حذر منها الإمام الذهبي في كتابه الماتع النافع "سير أعلام النبلاء" هذا السفر العظيم الذي ضمنه دررًا ثمينة من استدراكات واستطرادات وتنبيهات على أمور مهمات في أمور كليات، من مسائل عقدية ونصائح ذهبية.
    وإن هذه المصنفات التي حذر منها الإمام الذهبي بمثابة الإشارات لطلبة العلم الشرعي، وفيها لفت نظر لهم لمسائل كليات، وضوابط مهمات، فيما يخص هذا الكم الهائل من المؤلفات والمصنفات([1]) فإن المكتبة الإسلامية قد امتلأت بالكتب والأبحاث، وفيها اختلط الغث بالسمين، والخرز بالدر الثمين.
    وقد حذر الذهبي من كتب ومصنفات أهل البدع والضلال، فقال في ترجمة أبي حامد الغزالي في "السير" (19/ 328 – 329): "فالحذر الحذار من هذه الكتب، واهربوا بدينكم من شبه الأوائل، وغلا وقعتم في الحيرة، فمن رام النجاة والفوز، فليلزم العبودية، وليدمن الاستعانة بالله، وليبتهل إلى مولاه في الثبات على الإسلام، وأن يتوفى على إيمان الصحابة، وسادة التابعين، والله الموفق، فحسن قصد العالم يغفر له، وينجو إن شاء الله".
    وقد زجر الذهبي من تعلم بعض العلوم لأنه يفضي بصاحبه إلى الإلحاد والكفر، فقال في "السير" (1ذ0/ 604): "والعلم الذي يحرم تعلمه ونشره علم الأوائل وإلهيَّات الفلاسفة، وبعض رياضتهم بل أكثره، وعلم السحر، والسيمياء، والكيمياء، والشعبذة والحيل، ونشر الأحاديث الموضوعة، وكثير من القصص الباطلة أو المنكرة، وسيرة البطَّال المختلفة، وأمثال ذلك، ورسائل إخوان الصفا، وشعر يعرِّض فيه إلى الجانب النبوي، فالعلوم الباطلة كثيرة جدًا فلتحذر، ومن ابتلي بالنظر فيها للفرجة والمعرفة من الأذكياء، فليقلل من ذلك، وليطالعه وحده، وليستغفر الله تعالى، وليلتجيء إلى التوحيد، والدعاء بالعافية في الدِّين، وكذلك أحاديث كثيرة مكذوبة وردت في الصفات لا يحل بثها إلا التحذير من اعتقادها، وإن أمكن إعدامها فَحَسنٌ، اللَّهم فاحفظ علينا إيماننا، ولا قوة إلا بالله" أ.هـ. كلامه رحمه الله تعالى.
    ولا يلزم – أخي القارئ – من التحذير من الكتاب القدح في صاحبه، فإن العلم بحث لا يقبل الجمود والوقوف، وكما قال الذهبي في "السير" (12/500 – 501): "وما زال العلماء قديمًا وحديثًا يرد بعضهم على بعض في البحث وفي التواليف، وبمثل ذلك يتفقه العالم، وتتبرهن له المشكلات..".
    وأود في هذا المقام ذكر أقوال بعض العلماء في عدم التلازم بين القدح في الكتاب والقدح في صاحبه، ففي طيات هذا التجميع بعض المصنفات التي حذر الذهبي منها لعلماء جلّة وقعوا في زلات في بعض كتبهم أمثال، أبي إسماعيل الهروي وغيره.
    [COLOR=window****]قال الإمام ابن القيم في "إعلام الموقعين" (3/ 283) [/COLOR][COLOR=window****]([2])[/COLOR][COLOR=window****]:[/COLOR]

    "معرفة فضل أئمة الإسلام ومقاديرهم وحقوقهم ومراتبهم، وأن فضلهم وعلمهم ونصحهم لله ورسوله لا يوجب قبول كل ما قالوه، وما وقع في فتاويهم من المسائل التي خفي عليهم فيها ما جاء به الرسول فقالوا بمبلغ علمهم والحق في خلافها لا يوجب إطراح أقوالهم جملة وتنقصهم والوقيعة فيهم، فهذان طرفان جائران عن القصد، وقصد السبيل بينهما، فلا نؤثم، ولا نعصم، ولا نسلك بهم مسلك الرافضة في علي، ولا مسلكهم في الشيخين، بل نسلك مسلكهم في أنفقسهم فيمن قبلهم من الصحابة، ومن له في الإسلام قدم صالح وآثار حسنة وهو من الإسلام وأهله بمكان قد تكون من الهفوة والزلة هو فيها معذور، بل ومأجور لاجتهاده، فلا يجوز أن يتبع فيها، ولا يجوز أن تهذر مكانته وإمامته ومنزلته في قلوب المسلمين" أ.هـ. بتصرف يسير.
    وقال ابن رجب الحنبلي في "الفرق بين النصيحة والتعيير" (ص 10 – 12) "فردُ المقالات الضعيفة وتبيين الحق في خلافها بالأدلة الشرعية ليس هو مما يكرهه أولئك العلماء، بل مما يحبونه ويمدحون فاعله، ويثنون عليه، فلا يكون داخلاً في باب الغيبة بالكلية"، إلى أن قال: "وهذا من النصيحة لله ولكتابه ورسوله ودينه وأئمة المسلمين وعامّتهم، وذلك هو الدين كما أخبر به النبي r" وقال أيضًا: "وقد بالغ الأئمة الورعون في إنكار مقالات ضعيفة لبعض العلماء وردِّها أبلغ الرد، كما كان الإمام أحمد ينكر علي أبي ثور وغيره مقالات ضعيفة تفردوا بها، ويبالغ في ردها عليهم، هذا كله حكم الظاهر " ([3]).
    وقال الإمام ابن قتيبة في مقدمة كتابه "إصلاح غلط أبي عُبيد" (ص 46 – 47) قال: "وقد يظن من لا يعلم من الناس، ولا يضع الأمور مواضعها أن هذا اغتياب للعلماء وطعن على السلف، وذكر للموتى، وكان يقال: اعف عن ذي قبر، وليس كما ظنوا لأن الغيبة سب الناس بلئيم الأخلاق، وذكرهم بالفواحش والشائنات، وهذا هو الأمر العظيم المشبه بأكل لحوم الموتى، فأما هفوة في حرف أو زلة في معنى أو إغفال أو وهم ونسيان، فمعاذ الله أن يكون هذا من هذا الباب"([4])أ.هـ.
    وقد ذكر الذهبي أسماء بعض المصنفات صراحة محذّرًا منها، ولم يذكر بعضها ولكنه أشار إليها في تراجم مؤلفيها أو جامعيها، وقد قمت بما يلي:
    1- قسمت تلك المصنفات جميعًا إلى قسمين:
    * الأول: المصنفات التي ذكرها الذهبي بأسمها صراحة مرتبةً على حروف المعجم، ونقلت كلامه وكلام العلماء في هذه المصنفات وأصحابها.
    * الثاني: المصنفات التي لم يذكرها صراحة، وأشار إليها إشارة في تراجم أصحابها أو جامعيها، إلى أنهم وضعوا في تواليفهم أكاذيب ينبغي الانتباه إليها، وقد رتبت أسماء المترجمين أصحاب تلك المصنفات على حروف المعجم أيضًا.
    2- ذكرت تحت عنوان فائدة: بعض المصنفات التي حث الذهبي على قراءتها وإدمان النظر فيها حتى يتسنى لطالب العلم معرفة الحق وأهله، ونَصرِه، ومعرفة الباطل ودفعه.
    وإليك أخي القارئ هذه المادة.
    [COLOR=window****]القسم الأول: ذكر مصنفات بأسمائها حذر منها الذهبي:[/COLOR]

    [COLOR=window****]1- إحياء علوم الدين للغزالي:[/COLOR]

    قال الذهبي في تحذيره من "الإحياء" قال أبو بكر الطرطوشي: شحن أبو حامد "الإحياء" بالكذب على رسول الله r فلا أعلم كتابًا على بسيط الأرض أكثر كذبًا منه، ثم شبكه بمذاهب الفلاسفة، ومعاني "رسائل إخوان الصفا"، وهم قوم يرون النبوة مكتسبة، وزعموا أن المعجزات حيل ومخاريق أ.هـ.
    ثم أوصى الطرطوشي بإحراق مثل هذه الكتب إذا انتشرت بين من لا معرفة له بسمومها القاتلة.
    وذكر الذهبي ايضًا كلام أبي بكر الطرطوشي في رسالة له إلى ابن مظفر – وهو عبد الله بن مظفر- ، إنصف فيها أبا حامد الغزالي، وحذر من كتابه "الإحياء"، فقال الطرطوشي: فأما ما ذكرت من أبي حامد، فقد رأيته، وكلّمته، فرأيته جليلاً من أهل العلم، واجتمع فيه العقل والفهم، ومارس العلوم طول عمره، وكان على ذلك طول عمره، وكان على ذلك معظم زمانه، ثم بدا له عن طريق العلماء، ودخل في غمار العمال، ثم تصوف وهجر العلوم وأهلها، ودخل في علوم الخواطر، وأرباب القلوب، ووساوس الشيطان، ثم شابها بآراء الفلاسفة، ورموز الحلاج، وجعل يطعن على الفقهاء والمتكلمين، ولقد كاد أن ينسلخ من الدين، فلما عمل "الإحياء" عمد يتكلم في علوم الأحوال، ومرامز الصوفية، وكان غير أنيس بها، ولا خبير بمعرفتها، فسقط على أم رأسه، وشحن كتابه بالموضوعات أزهـ.
    وذكر الطرطوشي في غير هذه الرسالة كتاب "الإحياء" وقال: وهو – لعمرو الله – أشبه بإماتة علوم الدين.
    وقال الذهبي: وقال أبو عمرو بن الصلاح: فصل لبيان أشياء حول أبي حامد ومعتقده، ثم قال – أي ابن الصلاح – "وقد رأيت كتاب "الكشف والأنباء عن كتاب الإحياء" للمازري، أوله: الحمد لله الذي أنار الحق وأحاله، وأبار الباطل وأزاله، ثم أورد المازري أشياء مما نقده على أبي حامد، يقول: ولقد أعجب من قوم مالكية يرون مالكًا الإمام يهرب من التحديد، ويجانب أن يرسم رسمًا، وإن كان فيه أثر ما، أو قياس ما، تورعًا وتحفظًا من الفتوى فيما يحمل الناس عليه، ثم يستحسنون من رجل فتاوى مبناها على ما لا حقيقة له، وفيه – أي الإحياء – كثير من الآثار عن النبي r لفق فيه الثابت بغير الثابت، وكذا ما أورد عن السلف لا يمكن ثبوته كله، وأورد من نزغات الأولياء ونفثات الأصفياء ما يجلُّ موقعه، لكن مَزَج فيه النافع بالضار، كإطلاقات يحكيها عن بعضهم لا يجوز إطلاقها لشناعتها، وإن أخذت معانيها على ظواهرها، كانت كالرموز إلى قدح الملحدين".
    ونقل الذهبي شيئًا من كلام الإمام المازري في نقده كتاب "الإحياء" للغزالي، فقال المازري،: قال أبو الفرج ابن الجوزي: صنف أبو حامد "الإحياء" وملأه بالأحاديث الباطلة، ولم يعلم بطلانها، وتكلم على الكشف، وخرج عن قانون الفقه، وقال: إن المراد بالكوكب والقمر والشمس اللواتي رآهنَّ إبراهيم r أنوار هي حجب الله عز وجل، ولم يرد هذه المعروفات، وهذا من جنس كلام الباطنية، وقد رد ابن الجوزي على أبي حامد في كتاب "الإحياء" وبين خطأه في مجلدات، سماه كتاب "الأحياء".
    وقال – أي المازري- أيضًا: وفي "الإحياء" من الواهيات كثير.
    قال الذهبي: وللمازري تأليف في الرد على "الإحياء" وتبيين ما فيه من الواهي والتفلسف – أنصف فيه – رحمه الله.
    ولأبي الحسن ابن سكَّر ردُّ على الغزالي في مجلد سماه "إحياء ميت الأحياء في الرد على كتاب الإحياء" وفي معجم أبي علي الصدفي، تأليف القاضي عياض له: قال: والشيخ أبو حامد ذو الأنباء الشنيعة، والتصانيف العظيمة، إلا في طريقة التصوف، وتجرد لنصر مذهبهم، وصار داعية في ذلك، وألف فيه تواليفه المشهورة، أُخِذَ عليه منها مواضع، وساءت به ظنون أمة، والله أعلم بسرِّه، ونفذ أمر السلطان عندنا بالمغرب وفتوى الفقهاء بإحراقها والبعد عنها، فامتُثل ذلك أ.هـ.
    [COLOR=window****]قلت [أي الذهبي]: أما "الإحياء" ففيه من الأحاديث الباطلة جملة، وفيه خير كثير لولا ما فيه من آدابٍ وزهد من طرائق الحكماء ومنحرفي الصوفية، نسأل الله علمًا نافعًا.. إلخ كلامه رحمه الله.[/COLOR]

    2- كتاب "الأربعون الودعانية"/ لأبي نصر محمّد بن علي بن ودعان([5])
    قال الذهبي: قال السلفي: قرأت عليه (أي ابن ودعان) "الأربعين جمعه، ثم تبين لي حين تصفحت كتابه تخليط عظيم يدل على كذبه، وتركيبه الأسانيد على المتون.
    - وقال ابن ناصر – في ابن ودعان هذا - : رأيته ولم أسمع منه، لأنه كان متهمًا بالكذب، وكتابه في الأربعين سرقه من زيد بن رفاعة ([6])، وزيد وضعه أيضًا، وكان كذابًا، ألف بين كلمات قد قالها النبي r، وبين كلمات من كلام لقمان والحكماء وغيرهم، وطول الأحاديث.
    3- كتاب بهجة الأسرار/ لابن جهضم علي بن عبد الله الهمذاني.
    لم يصرح الذهبي في "سيره" بالتحذير من الكتاب، لكنه قال في ترجمة ابن جهضم، ليس بثقة بل متهم يأتي بمصائب قال ابن خيرون: قيل: إنه يكذب.
    قلت: "أي الذهبي": سقت أخباره في "التاريخ" ([7]) و"الميزان " ([8])
    4- كتاب "التاجي في أخبار بني بويه" / لإبراهيم بن هلال الصابئ.
    § قال الذهبي في ترجمة الصابئ هذا: الحراني المشرك.
    § وقال أيضًا: ولما تملك عضد الدولة هم بقتله وسجنه، ثم أطلقه في سنة (371هـ) فألف له كتاب "التاجي في أخبار بني بويه".
    § وقال الذهبي أيضًا: ويقال: قتله – أي عضد الدولة – لأنه أمره بعمل التاريخ التاجي، فدخل عليه رجل، فسأله: ما تؤلف؟ فقال: أباطيل ألفقَّها، وأكاذيب أنمقها، فتحرك عليه عضد الدولة وطرده، ومات.
    5- كتاب "تفسير القزويني"/ لأبي يوسف، عبد السلام بن محمّد القزويني، (شيخ المعتزلة).
    § قال الذهبي: قال السمعاني: كان أحد الفضلاء المقدمين، جمع "التفسير" الكبير الذي لم ير في التفاسير أكبر منه، ولا أجمع للفوائد، لولا أنه مزجه بالاعتزال، وبث فيه معتقده، ولم يتبع منهج السلف، وقال: وكان داعية إلى الاعتزال.
    6- "جزء في مثالب أبي الحسن الأشعري" / الأهوازي.
    § قال الذهبي في ترجمة الأشعري: وقد ألف الأهوازي جزءًا في مثالب ابن أبي بشر فيه أكاذيب أزهـ. وقد جمع أبو القاسم ابن عساكر في مناقبه فوائد بعضها أيضًا غير صحيح.
    وابن أبي بشر هو أبو الحسن الأشعري – رحمه الله -
    7- "حقائق التفسير" / لأبي عبد الرحمن السلمي
    قال الذهبي في ترجمة الحكيم الترمذي: وقال السلمي: هُجر – أي الحكيم الترمذي – لتصنيفه كتاب "ختم الولاية" و"علل الشريعة"، وليس فيه ما يوجب ذلك، ولكن لبعد فهمهم عنه.
    § ثم قال – أي الذهبي – قلت: كذا تُكُلِّم في السلمي من أجل تأليف كتاب: "حقائق التفسير" فياليته لم يؤلفه، فنعوذ بالله من الإشارات الحلاجية، والشطحات البسطامية، وتصرف الاتحادية، فواحزناه على غربة الإسلام والسنة، قال الله تعالى: ﴿ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ﴾ [الأنعام: من الآية153]
    § وقال الذهبي أيضًا وفي الجملة، ففي تصانيفه أحاديث وحكايات موضوعة، وفي "حقائق تفسيره" أشياء لا تسوغ أصلاً، عدها بعض الأئمة من زندقة الباطنية، وعدها بعضهم عرفانًا وحقيقة، نعوذ بالله من الضلال ومن الكلام بهوى، فإن الخير كل الخير في متابعة السنة والتمسك بهدي الصحابة والتابعين رضي الله عنهم.
    § ثم نقل الذهبي كلام ابن الصلاح في "فتاويه"؛ قال وجدت عن الإمام أبي الحسن الواحدي المفسر رحمه الله أنه قال: صنف أبو عبد الرحمن السلمي: "حقائق التفسير"، فإن كان اعتقد أن ذلك تفسير فقد كفر.
    8- كتاب "الدافع" ، و"الزمردة"، و"قضيب الذهب" و"نعت الحكمة" / كلها للرِّيوندي.
    § قال فيه الذهبي: الملحد، عدو الدين، أبو الحسن أحمد بن يحيى بن إسحاق الريوندي، صاحب التصانيف في الحطِّ على الملة وكان يلازم الرافضة والملاحدة فإذا عوتب قال: إنما أريد أن أعرف أقوالهم.
    § نقل الذهبي كلام العلماء في وصفه ووصف كتابه "الدافع" و"الزّمردة"، و"نعت الحكمة"، و"قضيب الذهب" فقال: قال ابن الجوزي: كنت اسمع عنه بالعظائم، حتى رأيت له ما لم يخطر على قلب، ورأيت له كتاب "نعت الحكمة"، وكتاب "قضيب الذهب"، وكتاب "الزّمردة"، وكتاب "الدافع" الذي نقضه عليه الجبائي، ونقض عبد الرحمن بن محمّد الخياط عليه كتاب "الزّمردة".
    § وقال ابن عقيل: عجبي كيف لم يقتل: وقد صنف "الدافع" يدفع به القرآن، و"الزّمردة" يزري فيه على النبوات.
    § وقال ابن الجوزي أيضًا: فيه أي كتاب "الزّمردة" هذيان بارد، لا يتعلق بشبهة، يقول فيه: إن كلام أكثم بن صيفي فيه ما هو أحسن من سورة الكوثر، وإن الأنبياء وقعوا بطلاسم، وألف لليهود والنصارى يحتج لهم في إبطال نبوة سيد البشر.
    § وذكر الذهبي عن أبي علي الجبائي أن الرِّيوندي وضع كتاب "الدافع" لابن لاوي اليهودي، وأن ابن الجوزي سرد من بلايا هذا الكتاب ثلاث أوراق.
    9- كتاب "درر السِّمط في خبر السبط عليه السلام"/ لأبي عبد الله ابن الآبّار.
    § قال الذهبي: وقد رأيت لأبي عبد الله الأبار جزءًا سماه "درر السِّمط في خبر السِّبط عليه السلام" يعني الحسين، بإنشاء بديع يدل على تشيع فيه ظاهر، لأنه يصف عليًا رضي الله عنه بالوصي، وينال من معاوية وآله.
    10- كتاب "الديباج"/ للخُتَليُّ.
    [COLOR=window****]قال الذهبي في ترجمته: وفي كتابه "الديباج" أشياء منكرة.[/COLOR]

    11- ديوان ابن هانئ/ لابن هانئ
    قال الذهبي: وديوانه كبير، وفيه مدائح تفضي به إلى الكفر ([9]).
    12- "رحلة الشافعي" / ساقها عبد الله بن محمّد البلوي الشافعي.
    § قال الذهبي: سمعنا جزءًا من رحلة الشافعي، فلم أسق منه شيئًا لأنه باطل لمن تأمله ([10]) وكذلك عزى غليه – أي الإمام الشافعي – أقوال وأصول لم تثبت عنه، ورواية ابن عبد الحكم عنه في محاشِّ النساء منكرة ([11])، ونصوصه في تواليفه بخلاف ذلك.
    § وكذا "وصية الشافعي" من رواية الحسين بن هشام البلدي غير صحيحة.
    13- "رسائل إخوان الصفا".
    § قال الذهبي في ترجمة الغزالي: وحبب إليه إدمان النظر في كتاب "رسائل إخوان الصفا"، وهو داء عضال، وجَرَبٌ مُرْدٍ، وسمٌ قاتل، ولولا أن أبا حامد من كبار الأذكياء لتلف.
    § ولما ترجم الذهبي لأبي بكر الطرطوشي وذكر كلامه عن "الإحياء" لأبي حامد الغزالي، ذكر "رسائل إخوان الصفا" وقال في مؤلفيها: وهم يرون النبوة اكتسابًا، فليس النبي عندهم أكثر من شخص فاضل، تخلق بمحاسن الأخلاق، وجانب سفاسفها، وساس نفسه حتى لا تغلبه شهوة، ثم ساق الخلق بدّلك الأخلاق، وأنكروا أن يكون الله يبعث إلى الخق رسولاً، وزعموا أن المعجزات حيل ومخاريق" إلخ ما ذكر رحمه الله.
    14- "رسالة الغفران" و"رسالة الملائكة" و"الطير" / جميعها لأبي العلاء المعري.
    قال الذهبي: ومن أراد تواليفه – أي المعري – "رسالة الغفران" ي مجلد، قد احتوت على مَزْدكة وفراغ، و"رسالة الملائكة"، ورسالة "الطير" على ذلك الأنموذج.
    15- كتاب "الرواة عن أهل البيت" وكتاب "المسترشد في الإمامة" / كلاهما لمحمد بن جرير الطبري ([12]) أبي جعفر.
    قال الذهبي: قال عبد العزيز الكتاني: هو "أي الطبري" من الروافض، صنف كتبًا كثيرة في ضلالتهم، له كتاب "الرواة عن أهل البيت"، "المسترشد في الإمامة".
    16- كتاب "زاد الرفاق"/ لمحمد بن أحمد الأبيوردي
    قال الذهبي: قال ابن الخنشاب: قرأت على عبد الرحيم بن الأخوة، الثلاثة أجزاءً من أول كتاب "زاد الرفاق" للأبيوردي، وهذا الكتاب – نعم والله – بارد الوضع، مشوب أدبه بفضول من علوم لا تعد في الفضل، دالة على أن الأبيوردي، كان مُمَخْرِقًا محبًا لأن يرى بعين مُفْتَنَّ، متشبعًا بما لم يُعْطَ.
    17- كتاب "الزيج" وكتاب "المواليد" وكتاب "القرانات" وكتاب "طبائع البلدان" / جميعها لأبي معشر البلخي.
    § لم يصرح الذهبي في ترجمة أبي معشر بالتحذير حول كتبه تلك لكنه قال: وصنف كتاب "الزيج"، وكتاب "المواليد"، وكتاب "القرانات"، وكتاب "طبائع البلدان"ن وأشياء كثيرة من كتب الهذيان.
    18- كتاب "سرّ العالمين وكشف ما في الدارين"/ لأبي حام دالغزالي.
    § قال الذهبي: ولأبي المظفر يوسف سبط ابن الجوزي في كتاب "رياض الأفهام" في مناقب أهل البيت قال: ذكر أبو حامد في كتابه "سرّ العالمين وكشف ما في الدارين" فقال في حديث: "من كنت مولاه، فعلي مولاه"، أن عمر قال لعلي: بخٍ بخٍ، أصبحت مولى كل مؤمن ومؤمنة.
    قال أبو حامد: وهذا تسليم ورضى، ثم بعد هذا غلب عليه الهوى حبًا للرياسة، وعقد البنود، وأمر الخلافة ونهيها، فحملهم على الخلاف، فنبذوه وراء ظهورهم، واشتروا به ثمنًا قليلاً، فبئس ما يشترون، وسرد كثيرًا من هذا الكلام الفَسْلِ الذي تزعمه الإمامية، وما أدري ما عذره في هذا؟ والظاهر أنه رجع عنه، وتبع الحق، فإن الرجل من بحور العلم، والله أعلم.
    - هذا إن لم يكن هذا وضع هذا وما ذلك ببعيد، ففي هذا التأليف بلايا لا تتطيب، وقال في أوله: إنه قرأه عليه محمّد بن تومرت المغربي سرًا بالنظامية، قال: وتوسَّمْتُ فيه الملك.
    19- "شفاء الصدور" في التفسير/ لأبي بكر النَّقَّاش.
    قال الذهبي – بعد ذكره توهين العلماء للنقاش – وقال الحافظ هبة الله اللالكائي: تفسير النقاش أشقى الصدور لا شفاء الصدور.
    20- "الفاروق في الصفات"/ لأبي إسماعيل الهروي.
    قال الذهبي في ترجمة أبي إسماعيل: ".. وكان طودًا راسيًا في السنة، لا يتزلزل ولا يلين، لولا ما كدر به كتابه "الفاروق في الصفات" بذكر أحاديث باطلة يجب بيانها وهتكها، والله يغفر له بحسب قصده.
    ولكن قال الذهبي في هذا الكتاب: قلت: غالب ما رواه في كتاب: "الفاروق" صحاح وحسان.
    21- كتاب "الفتن"/ لنعيم بن حمّاد.
    قال الذهبي فيه: لا يجوز لأحد أن يحتج به، ثم قال: وقد صنف كتاب "الفتن" فأتى به بعجائب ومناكير.
    22- كتاب "الفصوص" /لمحي الدين ابن عربي.
    قال الذهبي: ومن أردئ تواليفه كتاب "الفصوص"، فإن كان لا كفر فيه، فما في الدنيا كفر. نسأل الله العفو والنجاة، فواغوثاه بالله.
    § وقال في موطن آخر: ولا ريب أن كثيرًا من عباراته له تأويل، إلا كتاب "الفصوص".
    23- كتاب "الفصول والغايات في محاذاة السور والآيات": لأبي العلاء المعري.
    § بعد أن ذكر الذهبي شيئًا من شعره مما يدل على شقاوته إن كان معتقدًا معناه، قال الذهبي: هذا إلى ما يحكي عنه في كتاب "الفصول والغايات" فقيل له: أنَّ هذا من القرآن؟ فقال: لم تصقله المحاريب أربع مائة سنة.
    § وقال الذهبي أيضًا: قال الباخرزي: ".. وإنما تحدثت الألسن بكتابه الذي عارض به القرآن، وعنونه "الفصول والغايات في محاذاة السور والآيات".
    24- "قوت القلوب" / لمحمد بن علي بن عطية (أبي طالب المكي).
    § أشار الذهبي إلى ما في "القوت" من شرِّ وبلايا، فقال في ترجمة ابن سالم شيخ الصوفية السالمية: للسالمية بدعة لا أتذكرها الساعة قد تفضي إلى حلول خاص، وذلك في "القوت" ([13]).
    25- "كيمياء السعادة والعلوم"/ الغزالي.
    § قال الذهبي نقلاً عن عبد الغافر صاحب "السياق": ومما نقم عليه – أي الغزالي – ما ذكر من الألفاظ المستبشعة بالفارسية في كتاب "كيمياء السعادة والعلوم" وشرح بعض الصور والمسائل بحيث لا توافق مراسم الشرع وظواهر ما عليه قواعد الملة، وكان الأولى به – والحق أحق ما يقال – ترك ذلك التصنيف، والإعراض عن الشرح له.
    § قال الذهبي: قلت: ما نقمه عبد الغافر على أبي حامد في الكيمياء، فله أمثاله في غضون تواليفه، حتى قال أبو بكر بن العربي: شيخنا أبو حامد بلع الفلاسفة، وأراد أن يتقيأهم، فما استطاع.
    26- كتاب "المبتدأ" / لأبي حذيفة إسحاق بن بشر.
    § قال فيه الذهبي: الشيخ العالم القصاص الضعيف التالف.
    § وقال في كتابه هذا: هو كتاب مشهور في مجلدتين، ينقل منه ابن جرير فمن دونه حدث فيه ببلايا وموضوعات.
    27- كتاب "المنخول" / للغزالي.
    - قال الذهبي: وفي أواخر "المنخول" للغزالي كلام فجُّ في إمام، لا أرى نقله هنا.
    * قلت: والمراد بالإمام: أبو حنيفة رحمه الله، فالكتاب ليس فيه أثارة من علم، وقد صدر عنه حين كان متلبسًا بعلوم الجدل، ومعظم ما فيه مأخوذ من كتاب شيخه إمام الحرمين "مغيث الخلق في ترجيح القول الأحق" الذي الفه في ترجيح مذهب الشافعي على غيره من المذاهب، وفيه من التعصب الشنيع على الإمام أبي حنيفة رحمه الله ما تصم عنه الأسماع، وتنبوا عنه الأذواق ([14]) حتى أن الجويني دهش لما رأى "المنخول" للغزالي فقال الإمام الذهبي: قال ابن النجار في الغزالي: إنه ألف "المنخول" فرآه أبو المعالي – هو الجويني – فقال: دفنتني وأنا حي، فهلا صبرت، الآن، كتابك غطى على كتابي.
    28- "المستخرجة" / لأبي عبد الله العتبي.
    § قال الذهبي: قال أسلم بن عبد العزيز: أخبرني ابن عبد الحكم، قال: أتيت بكتب حسنة الخط، تدعي "المستخرجة" من وضع صاحبكم محمّد بن أحمد العتيبي، فرأيت جلها كَذُوبًا.
    § وقال الذهبي ايضًا: وقال ابن الفَرَضي عن العتبي: جمع "المستخرجة" وأكثر فيها من الروايات المطروحة، والمسائل الشاذة.
    29- كتاب "المناقب" / لأبي سعيد عباد بن يعقوب الأسدي الرَّواجِني الكوفي المبتدع.
    § قال الذهبي: ورأيت له جزءًا من كتاب "المناقب" جمع فيه أشياء ساقطة، قد أغنى الله أهل البيت عنها، وما أعتقده يتعمد الكذب أبدًا ([15]).
    30- كتاب "نهج البلاغة" / لعلي بن حسين المرتضى.
    § قال الذهبي في المرتضى: هو جامع كتاب "نهج البلاغة" المنسوبة ألفاظه إلى الإمام علي رضي الله عنه، ولا أسانيد لذلك، وبعضها باطل، وفيه حق، ولكن فيه موضوعات حاشا الإمام من النطق بها، ولكن أين المنصف؟ وقيل: بل جمع أخيه الشريف الرضي.


    [COLOR=window****]القسم الثاني: ذكر أسماء أشخاص أو فرق حذر الذهبي من مصنفاتهم ولم يصرح باسم المصنفات[/COLOR]


    1- أبو حيان التوحيدي/ وضع رسالة نسبها إلى أبي بكر وعمر مع أبي عبيدة إلى علي رضي الله عنهم جميعًا.
    § قال الذهبي: وقال أبو نصر السجزي الحافظ فيما يأثروه عنه – جعفر الحكاك – سمعت أبا سعد الماليني يقول: قرأت الرسالة – يعني المنسوبة إلى ابي بكر وعمر مع أبي عبيدة إلى علي رضي الله عنهم – على أبي حيان، فقال: هذه الرسالة عملتها ردًا على الرافضة، وسببه أنهم كانوا يحضرون مجلس بعض الوزراء، وكان يغلون في حال علي، فعملت هذه الرسالة.
    § قال الذهبي: قد باء بالاختلاف على الصفوة، وقد رأيتها، وسائرها كذب بين ([16]).
    2- "الأستاذ"/ أبو محمّد عبد الله بن محمّد البخاري الحنفي.
    § قال الذهبي: قد ألف "مسندًا" لأبي حنيفة الإمام، وتعب عليه، ولكن فيه أوابد ما تفوّه بها الإمام راجت على أبي محمد.
    3- "الأهوازي"/ أبو علي الحسن بن علي
    § قال الذهبي: جمع سيرة لمعاوية، و"مسندًا" في بضعة عشر جزءًا، حشاه بالأباطيل السمجة.
    § وقال: وألف كتابًا طويلاً في الصفات ([17])، فيه كذب، ومما فيه حديث عرق الخيل، وتلك الفضائح، فسبه علماء الكلام وغيرهم.
    ثم نقل الذهبي كلام ابن عساكر في "تبيين كذب المفترى" عن الأهوازي وكتابه،
    قال : لا يستعبرن جاهل كذب الأهوازي فيما أورده من تلك الحكايات، فقد كان أكذب الناس فيما يدَّعي من الروايات في القراءات.



    4- "البكري القصاص"
    § قال الذهبي فيه: القصاص الكذاب.
    § وقال لا يستحيي من كثرة الكذب الذي شحن به مجاميعه وتواليفه ([18])، هو أكذب من مسيلمة.
    5- "الحرالي"/ أبو الحسن علي بن أحمد الأندلسي.
    § قال الذهبي وعمل تفسيرًا عجيبًا ملأه باحتمالات لا يحتمله الخطاب العربي أصلاً، وتكلم في علم الحروف والأعداد، وزعم أنه استخرج منه وقت خروج الدجال، ووقت طلوع الشمس من مغربها.
    6- "الرافضة" / لهم نسخ موضوعة على عليّ بن موسى الرِّضى، كذبوا فيها عليه وفيه.
    § فقال الذهبي في تلك النسخ ([19]): فمنها عن أبيه عن جده عن آبائه مرفوعًا:
    السبت لنا، والأحد لشيعتنا، والإثنين لبني أمية، والثلاثاء لشيعتهم، والأربعاء لبني العباس، والخميس لشيعتهم، والجمعة للناس جميعًا".
    وبه: "لما أسري بي، سقط عرقي، فنبت منه الورد".
    وبه: " ادهنوا بالبنفسج، فإنه بارد في العين حار في الشتاء".
    وبه: "من أكل رمانة بقشرها، أنار الله قلبه أربعين ليلة"
    وبه: "الحناء بعد النورة أمان من الجذام".
    وبه: كان النبي r إذا عطس، قال له علي: رفع الله ذكرك، وإذا عطس علي، قال له النبي r أعلى الله كعبك".
    فهذه أحاديث أباطيل من وضع الضُّلاّل.
    7- "عبد المغيث بن زهير بن زهير بن عَلَوي"/ له جزء في فضائل يزيد بن معاوية.
    § قال الذهبي في ترجمته: وقد ألف جزءًا في فضائل يزيد ([20]) – أي ابن معاوية – أتى فيه بعجائب وأوابد، لو لم يؤلفه لكان خيرًا، وعمله ردًا على ابن الجوزي، ووقع بينهما عداوة.
    8- "الفارابي" / أبو نصر محمّد بن محمّد التركي الفارابي المنطقي.
    § قال الذهبي: له تصانيف مشهورة، من ابتغى الهدى فيها ضل وحار، ومنها تخرج ابن سينا، نسأل الله العافية.
    9- "الفاطميون" : (أصحاب الدولة العبيدية)
    الباطنية الذين قلبوا الإسلام وأعلنوا بالرفض، وأبطنوا مذهب الإسماعيلية، وبثوا الدعاة، يستغوون الجبليَّة والجهلة.
    § قال الذهبي: ولهم "البلاغات السبعة": فالأول للعوام، وهو الرفض، ثم البلاغ الثاني للخواص، ثم البلاغ الثالث لمن تمكن، ثم الرابع لمن استمر سنتين، ثم الخامس لم ثبت في المذهب ثلاث سنين ثم السادس لمن أقام أربعة أعوام، ثم الخطاب بالبلاغ السابع، وهو الناموس الأعظم.
    § وقال الذهبي: قال محمّد بن إسحاق النديم: قرأته ([21]) فرأيت فيه أمرًا عظيمًا من إباحة المحظورات، والوضع من الشرائع وأصحابها وكان في أيام معز الدولة ظاهرًا شائعًا، والدعاة منبثُّون في النواحي، ثم تناقض ([22]).
    10- "فخر الدين" / محمّد بن عمر بن الحسين القرشي البكري الطبرستاني.
    قال الذهبي: وقد بدت منه في تواليفه بلايا وعظائم وسحر وانحرافات عن السنة، والله يعفو عنه.
    هذا آخر ما جمعته من المصنفات التي حذّر مننها الذهبي في سير أعلام النبلاء وصلى الله على نبينا محمّد r، والحمد لله أولاً وآخرًا.
    [COLOR=window****]فائدة:[/COLOR]

    § بعد أن ذكرنا المصنفات التي حذر الذهبي منها في كتابه العظيم "سير أعلام النبلاء" تصريحًا وتلميحًا، يجدر بنا لإتمام الفائدة ذكر ما وقفنا عليه من كلامه – رحمه الله – حول المصنفات التي نصح باقتنائها وقراءتها.
    § وقبل كل شيء، لا ننسى أن نذكر إخواننا بتدبر كتاب الله وتأمله وحفظه والعمل به، فهو حبل الله المتين، ونوره المبين، ما فرّط عز وجل فيه من شيء، قال تعالى: ﴿مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ﴾ [الأنعام: من الآية38] .
    § فاسمع ما قاله الذهبي حول بعض المصنفات التي رغب في قراءتها.
    قال رحمه الله: تدري ما العلم النافع؟ هو ما نزل به القرآن، وفسره الرسول r قولاً وفعلاً، ولم يأت نهي عنه، قال عليه السلام: "من رغب عن سنتي فليس مني" فعليك يا أخي بتدبر كتاب الله، وبأدمان النظر في "الصحيحين" وسنن النسائي، ورياض النواوي واذكاره، تفلح وتنجح، وإياك وآراء عباد الفلاسفة، ووظائف أهل الرياضات، وجوع الرهبان، وخطاب طيش رؤوس أصحاب الخلوات، فكل الخير في متابعة الحنيفية السمحة، فواغوثاه بالله، اللهم أهدنا إلى صراطك المستقيم.
    § وقد سرد الذهبي بعضًا من تصانيف البيهقي رحمه الله، وعظم قدرها، وكأنه يشير إلى طالب العلم بقراءتها وتأملها فقال رحمه الله: قلت: فتصانيف البيهقي عظيمة القدر، غزيرة الفوائد، قل من جوّد تواليفه مثل الإمام أبي بكر، فينبغي للعالم أن يعتني بهؤلاء سيما "سننه الكبير"، وقد قدم قبل موته بسنة أو أكثر إلى نيسابور، وتكاثر عليه الطلبة، وسمعوا منه كتبه، وجلبت إلى العراق والشام والنواحي، واعتني بها الحافظ أبو القاسم الدمشقي، وسمعها من أصحاب البيهقي، ونقلها إلى دمشق هو وأبو الحسن المرادي.
    § وقد ذكر كلام الشيخ عز الدين بن عبد السلام وكان أحد المجتهدين قال [أي العز]: ما رأيت في كتب الإسلام في العلم مثل "المحلى" لابن حزم، وكتاب "المغني" للشيخ موفق الدين.
    قال الذهبي: قلت: لقد صدق الشيخ عز الدين، وثالثهما "السنن الكبير" للبيهقي ورابعها "التمهيد" لابن عبد البر، فمن حصل هذه الدواوين وكان من الأذكياء المفتين، وأدمن المطالعة فيها فهو العالم حقًا، وذكر الذهبي مصنفات جليلة لابن حزم في أربع ورقات تقريبًا.
    § وأثنى الذهبي على "موطأ" الإمام مالك فقال: رتبة "الموطأ" أن يذكر تلو "الصحيحين" مع "سنن" أبي داود والنسائي، وإن للموطأ لوقعًا في النفوس، ومهابة في القلوب لا يوازنها شيء.
    § وقد نصح الذهبي أيضًا بكتاب "دلائل النبوة" للبيهقي، وقال: فإنه شفاء لما في الصدور وهدى ونور. مع أنه يحتوي على أحاديثه واهية، وعذره أنه ساقها بأسانيدها أ.هـ.
    § فانظر أخي القارئ كيف كان علماؤنا يحثون على قراءة النافع من المصنفات ويحذّرون من المصنفات التي تكثر فيها الواهيات لا سيما كتب أهل البدع والضلالات، فاختر لنفسك كتبًا سليمة من الشوائب، واسأل العلماء عن النافع منها، تنجو بدينك ودنياك، وادع الله في السر والعلن أن يهديك سبل الرشاد وأن يُجنِّبْكَ المنكرات، فإنه ولي ذلك والقادر عليه.
    هذا والحمد لله رب العالمين


    ([1]) كتب حذر منها العلماء (1/6).

    ([2]) نقلته من مقدمة "كتب حذر منها العلماء" (1/ 12 – 13)

    ([3]) نقلاً عن مقدمة "كتب حذر منها العلماء".

    ([4]) نقلاً عن مقدمة "كتب حذر منها العلماء".

    ([5]) وقال الذهبي في "الميزان" (3/657) عن ابن ودعان: صاحب تلك "الأربعين الودجعانية" الموضوعة.
    وقال ابن حجر في "لسان الميزان" (5/306): وقد سئل المزي عنها فأجاب بما ملخصه: "لا يصح منها على هذا النسق بهذه الأسانيد شيء، ...، وهي مع ذلك مسروقة سرقها ابن ودعان من زيد بن رفاعة" ثم قال – أي المزي -: "والحاصل أنها فضيحة مفتعلة وكذبة مؤتفكة".

    ([6]) هو الهاشمي معروف بوضع الحديث له "أربعون" موضوعة سرقها ابن ودعان كذا قال الذهبي في "الميزان" (2/ 103).

    ([7]) قال المصنف في "التاريخ" لقد أتى بمصائب في كتاب "بهجة الأسرار" يشهد القلب ببطلانها، وروي عن أبي النجاد، عن أبن العوام عن أبي بكر المروذي في محنة أحمد، فأتى فيها بعجائب وقصص لا يشك من له أدنى ممارسة ببطلانها.

    ([8]) قال في الميزان (3/ 142): ومصنف كتاب "بهجة الأسرار" متهم بوضع الحديث.

    ([9]) من ذلك قوله – قبّحه الله – في مدح المعز الفاطمي:
    ما شئت لا ما شاءت الأقـدار فاحكم فأنت الواحد القهــار

    ([10]) انظر هامش "السير" (10/50 – 51 ، 78 – 79).

    ([11]) انظر هامش "السير" (10/ 50 – 51، 78 – 79).

    ([12]) نبه الدكتور ناصر القفاري في كتابه "أصول مذهب الشيعة الإمامية الأثنا عشرية" على أن الطبري هذا هو ليس الإمام أبو جعفر محمّد بن جرير الطبري صاحب التفسير والتاريخ بل هو أحد علماء الشيعة فقال: "بل إن الروافض استغلوا التشابه في أسماء بعض أعلامهم مع بعض أعلام أهل السنة وقاموا بدس فكري رخيص يضلل الباحثين عن الحق.. حيث ينظرون في أسماء المعتبرين عند أهل السنة فمن وجدوه موافقًا لأحد منهم في الاسم واللقب أسندوا حديث رواية ذلك الشيعي أو قوله إليه.
    ومن ذلك محمّد بن جرير الطبري الإمام السني المشهور صاحب التفسير والتاريخ، فإنه يوافقه في هذا الاسم محمّد ابن جرير بن رستم الطبري من شيوخهم، ولاهما في بغداد، وفي عصر واحد، بل كانت وفاتهما في سنة واحدة، وهي سنة (310هـ). وقد استغل الروافض هذا التشابه فنسبوا للإمام ابن جرير بعض ما يؤيد مذهبهم مثل: كتاب المسترشد في الإمامة مع أنه لهذا الرافضي، وهم إلى اليوم يسندون بعض الأخبار التي تؤيد مذهبهم إلى ابن جرير الطبري الإمام.
    ولقد ألحق صنيع الروافض هذا – ايضًا – الأذى بالإمام الطبري في حياته وقد أشار ابن كثير إلى أن بعض العوام اتهمه بالرفض، ومن الجهلة من رماه بالإلحاد. وقد نسب إليه كتاب عن حديث غدير خم يقع في مجلدين، ونسب إليه القول بجواز المسح على القدمين في الوضوء.
    ويبدو أن هذ المحاولة من الروافض قد انكشف أمرها لبعض علماء السنة من قديم، فقد قال ابن كثير: ومن العلماء من يزعم أن ابن جرير اثنان أحدهما شيعي وإليه ينسب ذ1لك، وينزهون أبا جعفر من هذه الصفات.
    وهذا القول الذي نسبه ابن كثير لبعض أهل العلم هو عين الحقيقة كما تبين ذلك من خلال كتب التراجم، ومن خلال آثارهما، وأين الثري من الثريا.. فالفرق بين آثار الرجلين لا يقاس، وعقيدة الإمام ابن جرير لا تلتقي مع الرفض بوجه، فهو أحد أئمة الإسلام علمًا وعملاً بكتاب الله وسنة رسوله r" أ.هـ. [المجلة].

    ([13]) قال الذهبي في "الميزان" (3/ 655) قال الخطيب: ذكر في "القوت" أشياء منكرة في الصفات.

    ([14]) انظر هامش "السير" (19/ 344).

    ([15]) قال الذهبي في "الميزان" (2/379) في ترجمة عباد بن يعقوب هذا هو من غلاة الشيعة ورؤوس البدع، لكنه صادق الحديث، قال: وقال ابن خزيمة عنه: حدثنا الثقة في روايته، المتهم في دينه عباد، وكان عباد هذا يتعصب لعلي رضي الله عنه وآله.

    ([16]) قال الذهبي في "الميزان" (4/518) في ترجمة أبي حيان هذا بعد أن ذكر تلك الرسالة: قلت: قد اعترف بوضعها، وقد نفاه الوزير المهلبي عن بغداد لسوء عقيدته، وكان يتفلسف.

    ([17]) ذكره ابن عساكر باسم "البيان في شرح عقود أهل الإيمان" وقال فيه: الذي صنفه في أحاديث الصفات، واطلع على ما فيه من الآفات، ورأى ما فيه من الأحاديث الموضوعة، والروايات المستنكرة المدفوعة، والأخبار الواهية الضعيفة، والمعاني المتنافية السخيفة كحديث ركوب الجمل، وعرق الخيل، قضى عليه في اعتقاده بالويل أ.هـ.

    ([18]) قال الذهبي في "الميزان" (1/112) في ترجمة البكري هذا: فما أجهله وأقل حياه! ما روى حرفًا واحدًا من العلم بسند، ويُقرأ له في سوق الكتبيين كتاب "ضياء الأنوار" و"رأس الغول" و"شر الدهر" وكتاب "كلندجة"، و"حصن الدولاب"، وكتاب "الحصون السبعة" وصاحبها هضام بن الحجاف، وحروب الإمام علي معه وغير ذلك.
    وقال في هامش السِّير: ومن مشاهير كتبه "الذروة" في السيرة النبوية، ما ساق منها غزوة على وجهها، بل كل ما يذكره لا يخلو من بطلان إمّا أصلاً، وإما زيادة (انظر هامش السير) (19/36).

    ([19]) وقال في "الميزان" (3/158): "قد كذب عليه، ووضع عليه نسخة سائرها الكذب، كُذب على جدّه جعفر الصادق، فروى عنه أبو الصلت الهروي أحد المتهمين، ولعلي بن مهدي القاضي عنه نسخة، ولأبي أحمد بن عامر بن سليمان الطائي عنه نسخة كبيرة، ولداود بن سليمان القزويني عنه نسخة".

    ([20]) قال في "الميزان" (4/440) في ترجمة يزيد: مقدوح في عدالته، ليس بأهل أن يروى عنه، وقال أحمد بن حنبل: لا ينبغي أن يروى عنه، وانظر هامش "السير" (21/ 160).

    ([21]) أي البلاغ السابع.

    ([22]) أي تناقض أمر مذهب العبيدية، وقل الدعاة فيه.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المشاركات
    2,967

    افتراضي رد: مصنفات حذر منها الذهبي رحمه الله تعالى في كتابه القيم " سير أعلام النبلاء"

    الاخ محمد المتعلم جزاك الله كل خير على هذا الموضوع المفيد والممتع
    وارغب في ان انبهك إىل تصحيف وقعت فيه في عرض كلامك وهو:

    8- "المستخرجة" / لأبي عبد الله العتبي.
    § قال الذهبي: قال أسلم بن عبد العزيز: أخبرني ابن عبد الحكم، قال: أتيت بكتب حسنة الخط، تدعي "المستخرجة" من وضع صاحبكم محمّد بن أحمد العتيبي، فرأيت جلها كَذُوبًا.
    § وقال الذهبي ايضًا: وقال ابن الفَرَضي عن العتبي: جمع "المستخرجة" وأكثر فيها من الروايات المطروحة، والمسائل الشاذة.
    سامحك الله جعلت الكذوب ابن عم لنا (ابتسامة)
    الليبرالية: هي ان تتخذ من نفسك إلهاً ومن شهوتك معبوداً
    اللهم أنصر عبادك في سوريا وأغفر لنا خذلاننا لهم

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Sep 2010
    المشاركات
    160

    افتراضي رد: مصنفات حذر منها الذهبي رحمه الله تعالى في كتابه القيم " سير أعلام النبلاء"

    الله يفتح عليك , بل أنت صدوق ثقة إن شاء الله تعالى .

  4. #4

    افتراضي رد: مصنفات حذر منها الذهبي رحمه الله تعالى في كتابه القيم " سير أعلام النبلاء"

    جزاك الله خيرا أخي الكريم محمد المتعلم
    ونفع الله بك ، مجهود رائع أسال الله أن يجعل ما خطته يمينك أثقل ما يكون في صحيفتك يوم نلقى ربنا جل وعز ..

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Sep 2010
    المشاركات
    160

    افتراضي رد: مصنفات حذر منها الذهبي رحمه الله تعالى في كتابه القيم " سير أعلام النبلاء"

    آمين آمين ولك بمثل ما دعوت لنا حبيبنا الغالي.

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    المشاركات
    296

    افتراضي رد: مصنفات حذر منها الذهبي رحمه الله تعالى في كتابه القيم " سير أعلام النبلاء"

    موضوع رائع ، جزاك الله خيرا

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Sep 2010
    المشاركات
    160

    افتراضي رد: مصنفات حذر منها الذهبي رحمه الله تعالى في كتابه القيم " سير أعلام النبلاء"

    وللأمانة العلمية إخوتي الأحبة فالموضوع منقول وليس من تأليفي ,حتى لا أتشبع بما لم أعط ,عافانا الله وإياكم .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •