تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: عتاب زوجة محبة لزوجها

  1. #1

    افتراضي عتاب زوجة محبة لزوجها

    قرأت قصيدة أعجبتني - لا أذكر مصدرها الآن - ونسيتها ثم وجدتها وأنا أبحث في بعض متعلقاتي فأحببت أن أعرضها عليكم:


    طَالَ السُّهَادُ وَأَرَّقَتْ = عَيْنِي الْكَوَارِثُ وَالنَّوَازِلْ


    لَمَّا جَفَانِي مَنْ أُحِبُّ = وَرَاحَ تَشْغَلُهُ الشَّوَاغِلْ


    وَطَوَى صَحِيفَةَ حُبِّنَا = وَأَصَاخَ سَمْعًا لِلْعَوَاذِلْ


    يَا أَيُّهَا الزَّوْجُ الْكَرِيـ = ـمُ وَأَيُّهَا الْحِبُّ الْمُوَاصِلْ


    مَا لِي أَرَاكَ مُعَانِدِي = وَمُعَذِّبِي مِنْ غَيْرِ طَائِلْ؟!


    لَمْ تَرْعَ لِي صِلَةَ الْهَوَى = وَهَجَرْتَنِي وَالْهَجْرُ قَاتِلْ


    هَلْ رُمْتَ أَنْ تَغْدُو طَلِيقًا = لَا يَحُولُ هَوَاكَ حَائِلْ


    أَوْ رُمْتَ غَيْرِي زَوْجَةً = يَا لَلْأَسَى مِمَّا تُحَاوِلْ


    إِنْ تَبْغِ مَالاً فَالَّذِي = تَدْرِيهِ أَنَّ الْمَالَ زَائِلْ


    أَوْ تَبْغِ أَصْلاً فَالَّتِي = قَاطَعْتَهَا بِنْتُ الْأَمَاثِلْ


    أَوْ تَبْغِ حُسْنًا فَالْمَحَا = سِنُ جَمَّةٌ عِنْدِي مَوَاثِلْ


    أَوْ تَبْغِ آَدَابًا فَأَشْـ = ـعَارِي عَلَى أَدَبِي دَلَائِلْ


    أَنَا مَا حَفِظْتُ سِوَى الْوَفَا = ءِ وَلَا ادَّخَرْتُ سِوَى الْفَضَائِلْ


    وَأَنَا وَلِي شَرَفُ الْعَفَا = فِ أُعَدُّ مَفْخَرَةَ الْعَقَائِلْ


    فَجَزَيْتَنِي شَرَّ الْجَزَا = ءِ وَكُنْتَ فِيهِ غَيْرَ عَادِلْ


    أَنَسِيتَ عَهْدًا قَدْ مَضَى = حُلْوَ التَّوَاصِلِ وَالتَّرَاسُلْ؟


    أَيَّامَ تَبْذُلُ مِنْ وَسَا = ئِلَ أَوْ تُنَمِّقُ مِنْ رَسَائِلْ


    وَتَبُثُّ مَعْسُولَ الْمُنَى = وَتَمُدُّ أَسْبَابَ الْوَسَائِلْ


    وَلَبِثْتَ تُغْرِينِي بِمَا = تُبْدِيهِ مِنْ غُرِّ الشَّمَائِلْ


    فَحَسِبْتُ أَنَّ الدَّهْرَ أَنْـ = صَفَنِي وَأَنَّ السَّعْدَ مَاثِلْ


    ظَنًّا بِأَنَّكَ لَمْ تَكُنْ = لَا بِالْعَقُوقِ وَلَا الْمُخَاتِلْ


    مَاذَا جَرَى فَهَجَرْتَنِي = وَهَوَاكَ فِي عَيْنَيَّ آهِلْ


    عَاشَرْتَ أَهْلَ السُّوءِ فَاقْـ = تَنَصُوكَ فِي شَرِّ الْحَبَائِلْ


    وَمَضَيْتَ تَطْلُبُ بَيْنَهُمْ = عَيْشَ الْمُقَيَّدِ بِالسَّلَاسِلْ


    وَرَضِيتَ هَجْرَ خَلِيلَةٍ = هِيَ لَمْ تَزَلْ خَيْرَ الْحَلَائِلْ


    وَاللهِ مَا فَكَّرْتُ يَوْ = مًا فِي جَفَاكَ وَلَمْ أُحَاوِلْ


    فَجَفَوْتَ يَا قَاسِي الطِّبَا =عِ وَلَمْ تُدَارِ وَلَمْ تُجَامِلْ


    فَاعْلَمْ بِأَنَّكَ قَاتِلِي = وَالْمَوْت فِيمَا أَنْتَ فَاعِلْ


    أَيْنَ الْمَوَدَّةُ فِي الْهَوَى فِي الأُمْـ = ـسِياتِ تَبُثُّهَا وَمَعَ الْأَصَائِلْ


    أَيْنَ الْحَدِيثُ الْعَذْبُ مِنْـ = ـكَ وَأَيْنَ وَلَّى سِحْرُ بَابِلْ؟!


    إِنِّي أُسَائِلُ أَيْنَ عَهْـ = ـدُكَ فِي الْهَوَى إِنِّي أُسَائِلْ؟!


    أَعَلِمْتَ مَا فَعَلَ النَّـ = وَىَ أَمْ أَنْتَ غَافِلْ؟


    فَارْبَأْ بِنَفْسِكَ وَانْهَهَا = وَارْجِعْ إِلَى زَيْنِ العَقَائِلْ

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    2,225

    افتراضي رد: عتاب زوجة محبة لزوجها

    لعلي أكون قد عرفتُ قائلة القصيدة
    ...
    إنها : ..
    ........
    إليك الترجمة كاملة:

    منيرة توفيق
    الشاعرة 1893 - 1965

    عاشت الشاعرة منيرة توفيق بالإسكندرية السنوات الطوال، وأسهمتْ بشِعرِها في ندواتِها وجماعاتها الأدبية وصحافتها، وبها توفيتْ في 22 من أكتوبر 1965.
    وُلدت منيرة توفيق في بور سعيد عام 1893 لأبيها مصطفى توفيق، من كبار رجال الإدارة بمصر وحكمدار الشرقية، والمتوفَّى عام 1932، والذي أحسن تعليمها، وحبَّب إليها الإطلاع، ودرَّبَها على ركوب الخيل، وصحبته في تنقلاته ورحلاته، فكانت تلتحق بمدارس البنات في كل مدينة ينتقل إليها وتزداد معرفة وخبرة بشعب بلادها وريفه وحضره.
    وعندما تزوَّجت في العشرين من شاب إسكندري هو - اللواء فيما بعد، ومدير بني سويف - محمد ماهر رشدي، وقد توفَّاه الله عام 1958، كانت تنتقل معه من بلد إلى بلد، ولم تنقطع عن نظم الشعر، ومما نشرتْ قصيدتان بمجلة الإمام بالإسكندرية، واشتركت في موسم الشعر عام 1936 بجمعية الشبان المسلمين بقصيدة عنوانها "الشباب والزواج"، وفي حفل تأبين الكاتبة مي زيادة عام 1941.
    وألقت عام 1943 قصيدة في مهرجان الربيع بجماعة نشر الثقافة بالإسكندرية، وفي مهرجان الشعر في فبراير 1942 منحت ميدالية ذهبية على قصيدتها، واشتركت في حفل تكريم الشاعر أحمد محرم، وفي حفل تأبين شوقي بدار الأوبرا، وكانت تسهم بقصائدها في مهرجانات جماعة نشر الثقافة بالإسكندرية، وفي نادى الموظفين بالثغر، وفي مدرسة بني سويف الثانوية.
    كما كانت شاعرة "الاتحاد النسوي" الذى ترأسه هدى شعراوي، وكانت تدعى إليه بالقاهرة، وألقت به قصيدة لمناسبة عيده العشرين، ونشرت بعض قصائدها في الأهرام والرسالة والثقافة، ومن ذلك مرثيتها لسعد زغلول ومصطفى كامل وأحمد شوقي ومي زيادة وحافظ إبراهيم وهدى شعراوى وفلسطين الجريحة.
    وفي عام 1967 بعد وفاتها نشرت "جمعية الشابات المسلمات بالإسكندرية" ديوان شعرها "أنوار منيرة" ويتضمن أكثر من مائة وأربعين قصيدة في مختلف الأغراض، في الوطنية والعروبة والوصف والمراثي والتهنئة والتكريم وشعر الأسرة والأعياد والوجدانيات والذكريات.
    وقد قدم ديوانها السيد محمد حمدي عاشور - محافظ الإسكندرية يومذاك - ومما قال: "وإنَّه لمن حسن حظ الإسكندرية أن يكون بين ربوعها سيدة أديبة أوتيت موهبة التعبير عن مشاعرها بشعر عربي رصين يهز النفس ويثري الوجدان ويوحي بالرضا والارتياح، على نحو فريد من فنون القول اختصت به هذه الأديبة الكبيرة منيرة توفيق التي لم تؤت نصيبًا من الشهرة لأنها كانت حتى آخر رمق في حياتها زاهدة في تلك الشهرة، راضية بأنها إذا عبرت عن أي خاطر من خواطرها كان الصدق رائدها وروعة الفن هدفها الأول والأخير، جمعت السيدة صاحبة الأنوار في هذه المجموعة من شعرها بين القديم والجديد، جمعت بين مفاخر النضال الأصيل وبين ملاحم الثورة المباركة، فكما أشادت ببطولات مصطفى كامل وسعد زغلول وهدى شعراوي ومي، انطلقت تنظم ملحمة كاملة عن بطل ثورتنا وباعث نهضتنا جمال عبد الناصر الذي استحق بكل جدارة من كل مواطن مخلص أن يدين له بالوفاء والتأييد نثرًا وشعرًا…".
    ومن قصيدتها في فلسطين الجريحة:
    بني العروبة إنَّ الشرق يجمعنا * والشرق بالملة السمحاء يفتخر
    هذي "فلسطين" لما مسَّها ضرر * من الطغاة وقد حلَّتْ بها العبر
    مدَّتْ إليكَ يديْها فاستمعتَ لها * وقُمتَ تنجدها والنار تستعر
    وقمت يا ناصرَ الأحرار تُعلِنها * كالرعد لا يعتري طوفانها خور
    عز العروبة مضروب سرادقُه * على السها وجلال الشرق مزدهر

    ـــــــــــــــ ـــ
    المرجع: أعلام من الإسكندرية ج2، نقولا يوسف، الهيئة العامة لقصور الثقافة، ط2 نوفمبر 2001م

    منقـول بتصحيحـات يسـيرة
    صورة إجازتي في القراءات العشر من الشيخ مصباح الدسوقي

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    2,225

    افتراضي رد: عتاب زوجة محبة لزوجها

    أما قصَّة القصيدة التي نقلتها يا أخي أبا معاذ
    فهي:

    قصة طريفة تؤكِّد أن قصائد الشعر يمكن أن تكون وسيلة واقعيَّة فعَّالة للحبِّ والسعادة الزوْجية، ويمكن أن تمنع كثيرًا عن المشاكل وعلى رأسها الطلاق..
    إنها قصة سيدة مصرية كانت متزوِّجة من ضابط بوليس كبير، ولكن الزوج هجر زوجته فجأة وابتعد عنها، وأخذ يفكر في الطلاق منها، وإنهاء حياته الزوجية معها.
    كان ذلك سنة 1934..
    وفكَّرت السيدة التي كانت تحب زوجها أشد الحب... ماذا تفعل في هذه المحنة التي تواجهها، هل تنتظر حتى تتلقَّى ورقة من زوجها تقول لها: أنت طالق؟ هل تكتفي بالبكاء والدموع، ومواجهة المصيبة بموقف سلبي؟
    كانت هذه السيدة مثقَّفة، تقرأ بكثرة، وكانت شاعرة تكتب الشعر لنفسها، وإن لم تكن تنشره.
    وعندما واجهتْها المحنة، وهجرها زوجها، وأصبحت على حافة الطلاق فكَّرت في سلاح تقِف به في وجه هذه الظروف الصعبة.
    وقررت أن تستخدم سلاح الشعر..
    قرَّرتْ أن تكتب قصيدة تستميل بها قلب زوجها وتناقشه فيها، وتدعوه للعودة إليها.
    وأرسلت الشاعرة هذه القصيدة إلى إحدى المجلات الأدبية الكبرى التي كانت تصدر في مصر، ووقَّعت القصيدة باسمها الكامل وهو: منيرة توفيق حرم الصاغ محمد ماهر رشدي مأمور بندر الزقازيق.
    وجعلت الشاعرة عنوان القصيدة صريحًا لا لفَّ فيه ولا دوران، وكان هذا العنوان هو: "إلى زوجي الفاضل".
    صورة إجازتي في القراءات العشر من الشيخ مصباح الدسوقي

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    2,225

    افتراضي رد: عتاب زوجة محبة لزوجها

    ويبدو أن أحد الشعراء الشبان في ذلك الحين [وهو الدرعمي: محمد جاد الرب محمد 1903 - 1971] أعجبتْه القصيدة، فكتب مُعارضًا لها ومخاطبا صاحبتها:
    رقَّت برقَّتك الشَّمائلْ * وجمعتِ أشتاتَ الفضائلْ
    أدبٌ وعِلمٌ ضُمِّنا * حِكَمَ الأواخر والأوائلْ
    ظرفٌ ولطفٌ أَنسَيا * نِي سِحْرَ هاروتٍ وبابلْ
    لك من كمالِك غُنْيةٌ * عن قاطعٍ ودًّا وواصلْ
    أوَلستِ مخلصةً؟ فما * لكِ تأْسفين على المُخاتِلْ؟!
    لا تعْجبي من مَيلِهِ * فالدهرُ يا أُختاهُ مائِلْ
    لاطفتِه حتَّى استطا * لَ فجرِّبي معه التثاقُلْ
    كلُّ السعادة في الحيا * ةِ عقيلةٌ في بيت عاقل
    صورة إجازتي في القراءات العشر من الشيخ مصباح الدسوقي

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    2,225

    افتراضي رد: عتاب زوجة محبة لزوجها

    وهذا موضع آخر أنقل منه - يا أبا معاذ - ما أختِم به:

    الشاعرة المصرية منيرة توفيق (1893 - 1965) شاعرة مطبوعة متواضعة تكتب شعرها لنفسِها وقلَّ أن تنشر منه شيئًا.
    ونشرت في مجلة الرسالة قصيدة مُحزِنة إثْرَ علمها بعزم زوجِها على طلاقِها، وكان للقصيدة أصداءٌ واسعة ونُشِرتْ معارضات عديدة لقصيدتِها ......

    وكتَبَ في معارضتها شعراءُ وشاعراتٌ كُثْرٌ، ومن ذلك قول خيرية أحمد:
    عجَبي لزوْجِك كيف غيَّر عهدَه بعد التَّواصُلْ
    هل لِلخلال الباهِراتِ ولِلفضائل مِن مُماثِلْ
    ولرُبَّ رأْيٍ قد رآه الزَّوجُ حقًّا وهو خائلْ
    وأخالُ أنَّكِ تَحلُمين وأنَّ هذا الحلم زائلْ
    سيعود زوجُكِ للوئام وليس عند الخلفِ طائلْ
    وقالت ناهد فهمي أيضًا:
    إنِّي أرى بين السطورِ دموعَ قلبِك كالجداولْ
    تَجري بألحانِ الأسى وخريرُها يشجي العقائلْ
    لا تيْأسي فلرُبَّما عاد العقوقُ إلى التَّواصُلْ
    كم من ضحايا للرِّجال وكمْ نُعانِي من نوازل
    وشاركَ محمد جاد الرب فقال:
    لكِ من كمالِكِ غُنية عنْ قاطعٍ ودًّا وواصلْ
    لا تعجبي من ميْلِه فالدَّهرُ يا أُختاهُ مائلْ
    إنَّ الألى شغلوه عنكِ بيْن سافلةٍ وسافلْ
    كلُّ السعادة في الحياة عقيلةٌ في بيت عاقلْ

    وغير هذه المقطوعات كثير.
    وبعد برهةٍ وجيزة نشرتِ الشَّاعرةُ قصيدةً أُخرى تبشِّر بعوْد المياه إلى مَجاريها فقالت:
    قد عادَ لي زوجي الكريمُ وجاء يقْرع سنَّ نادمْ
    من بعدِ ما قدَّرتُ أنَّ رجوعَه أضغاثُ حالِمْ
    هيَ غضْبةٌ شعريَّةٌ أدَّتْ إلى حُسنِ الخواتِمْ
    فعلتْ به ما ليس تفْعلُه العزائِمُ والتَّمائمْ
    صورة إجازتي في القراءات العشر من الشيخ مصباح الدسوقي

  6. #6

    افتراضي رد: عتاب زوجة محبة لزوجها

    ما أروعك يا أبا ورش! لله درك، وعلى الله أجرك!

  7. #7

    افتراضي رد: عتاب زوجة محبة لزوجها

    بورك فيك ونفع الله بك وبعلمك
    إن الملوك إذا شابت عبيدهم ،،،، في رقهم عتقوهم عتق أحرار
    وأنت يا خالقي أولى بنا كرما،،،، قد شبت في الرق فاعتقنا من النار

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    المشاركات
    1,179

    افتراضي رد: عتاب زوجة محبة لزوجها

    جزاك الله خيرا يا أبا ورش ونفعنا الله بعلمك .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •