تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 21 إلى 29 من 29

الموضوع: علّة حديث: ((إنّ الله يقبلُ توبةَ العبد ما لم يُغرغِر)) - منقول -

  1. #21

    افتراضي رد: علّة حديث: ((إنّ الله يقبلُ توبةَ العبد ما لم يُغرغِر)) - منقول -

    7) عبادة بن الصامت

    رواه الشهاب القضاعي في مسنده (2/ 154، رقم: 1085):
    أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُالرَّحْمَ نِ بْنُ مُحَمَّدٍ التُّجِيبِيُّ [هو ابن النحاس، مسند الديار المصرية، وفي السير (17/ 313): الشَّيْخُ، الإِمَامُ، الفَقِيْهُ، المُحَدِّثُ، الصَّدُوْقُ... وَكَانَ الخَطِيْبُ قَدْ عَزَمَ عَلَى الرّحلَة إِلَيْهِ، فَلَمْ يُقْضَ]،
    ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادِ بْنِ بِشْرٍ الْأَعْرَابِيُّ [تاريخ الإسلام ت بشار (7/ 734)، تذكرة الحفاظ (3/ 48): كان ثقة ثبتًا، وزاد في التذكرة: عارفًا]،
    ثنا الْحَارِثِيُّ [هو أبو سعيد، كُرْبُزَان، عبدالرحمن بن محمد بن منصور بن حبيب، لسان الميزان (5/ 127): كان موسى بن هارون يرضاه، وقال الدارقطني، وَغيره: ليس بالقوي، وذكره ابنُ حِبَّان في الثقات، وقال مسلمة بن قاسم: ثقة مشهور، وفي الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (5/ 283): كتبتُ عنه مع أبي، وتكلموا فيه... سئل أبي عنه فقال: شيخ]،
    ثنا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ [هو الدستوائي، صدوق، ربما يهم]،
    ثنا أَبِي [هو هشام الدستوائي، ثقة ثبت]،

    وله متابع قويٌّ، رواه الطبري في تفسيره (6/ 515)
    حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ [هو محمد بندار، ثقة]، قَالَ:
    ثنا عَبْدُالْأَعْلَ ى [هو السامي، ثقة]، قَالَ:
    ثنا سَعِيدٌ [هو ابن أبي عروبة، ثقة حافظ، كثير التدليس، من أثبت الناس في قتادة]،

    كلاهما [أعني هشام الدستوائي وسعيد بن أبي عروبة]:
    عَنْ قَتَادَةَ [ثقة ثبت]،
    عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ يَقْبَلُ تَوْبَةَ عَبْدِهِ مَا لَمْ يُغَرْغِرْ».

    وعلته تدليس ابن أبي عروبة، لكن متابعة هشام قوية، فيكون هذا الإسناد إن شاء الله حسنا.

    وأما ما في تاريخ بغداد (9/ 261):
    أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيُّ [هو أبو بكر، أحمد بن محمد بن أحمد بن غالب الخوارزمي، الحافظ، ثقة ورع ثبت]، قَالَ:
    أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ حَمْزَةُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَخْلَدٍ الْعَطَّارُ [قال الخطيب البغدادي: حَدَّثَنَا عنه ... البرقاني، و..ابن بكير أحاديثَ تدل على ثقته] فِي جَامِعِ الْمَدِينَةِ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ:
    حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ خَالِدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ الصَّفَّارُ الْخُتُلِّيُّ [قال الدارقطني: صالح]، قَالَ:
    حَدَّثَنَا أَبُو إِبْرَاهِيمَ التُّرْجُمَانِي ُّ [لا بأس به]،
    قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ [هو السدي، متهم بالكذب]،
    عَنِ الْوَضِينِ يَعْنِي ابْنَ عَطَاءٍ [صدوق سيء الحفظ]،
    عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ [ثقة عابد، لم يسمع من عبادة]،
    عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ تَابَ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ بِسَنَةٍ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ السَّنَةَ لَكَثِيرٌ، مَنْ تَابَ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ بِشَهْرٍ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: وَإِنَّ الشَّهْرَ لَكَثِيرٌ، مَنْ تَابَ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ بِجُمُعَةٍ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ جُمُعَةً لَكَثِيرٌ، مَنْ تَابَ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ بِيَوْمٍ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ يَوْمًا لَكَثِيرٌ، مَنْ تَابَ قَبْلَ أَنْ يُغَرْغِرَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ "
    ففيه محمد بن مروان السدي، متهم بالكذب، فالحديث ضعيف جدًّا، لا يعتبر به.

    والله أعلم

  2. #22

    افتراضي رد: علّة حديث: ((إنّ الله يقبلُ توبةَ العبد ما لم يُغرغِر)) - منقول -

    8) حذيفة

    جاء في الخلعيات (رقم: 22):
    أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَاجِّ بْنِ يَحْيَى الشَّاهِدُ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، وَأَنَا أَسْمَعُ، قَالَ:
    أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَامِعٍ السُّكَّرِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، وَأَنَا أَسْمَعُ، قَالَ:
    حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، هُوَ ابْنُ عَبْدِالْعَزِيز ِ، قَالَ:
    حَدَّثَنَا عَبْدُالْغَفَّا رِ بْنُ عَبْدِاللَّهِ الْحَدَّادُ [ذكره ابن حبان في الثقات]، قَالَ:
    حَدَّثَنَا عَبْدُاللَّهِ بْنُ خِرَاشٍ، أَخُو شِهَابِ بْنِ خِرَاشٍ [ضعيف، وأطلق عليه ابن عمار الكذب]،
    عَنْ عَمِّهِ الْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَبٍ [ثقة]،
    عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ [ثقة]،
    عَنْ أَبِيهِ [هو يزيد بن شريك، ثقة]،
    سَمِعْتُ حُذَيْفَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «مَنْ تَابَ قَبْلَ أَنْ يُغَرْغِرَ نَفَسُهُ فِي حَنْجَرَتِهِ قَبِلَ اللَّهُ تَوْبَتَهُ»

    فهذا الحديث ضعيف جدًّا.

  3. #23

    افتراضي رد: علّة حديث: ((إنّ الله يقبلُ توبةَ العبد ما لم يُغرغِر)) - منقول -

    9) معاذ

    جاء في كشف الخفاء (2/ 344، رقم: 2950): حديث: «والذي نفس محمد بيده إن الذنوب لتحرق أهلها فيطفئها الاستغفار والتوبة مقبولة من العبد حتى يغرغر»، وذكر أن الديلمي رواه عن معاذ، ولم يذكر له سندا، ولم أقف له على سند.

  4. #24

    افتراضي رد: علّة حديث: ((إنّ الله يقبلُ توبةَ العبد ما لم يُغرغِر)) - منقول -

    10) عبدالله بن عمرو

    رواه الإمام أحمد في مسند أحمد ط الرسالة (11/ 517، رقم: 6920): حَدَّثَنَا عَفَّانُ [هو ابن مسلم، ثقة ثبت]،
    حَدَّثَنَا شُعْبَةُ،
    قَالَ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْمُونٍ [هو الكوفي، صدوق]، أَخْبَرَنِي، قَالَ:
    سَمِعْتُ رَجُلًا، مِنْ بَنِي الْحَارِثِ، قَالَ:
    سَمِعْتُ رَجُلًا مِنَّا يُقَالُ لَهُ: أَيُّوبُ [ذكره ابن حبان في الثقات]، قَالَ:
    سَمِعْتُ عَبْدَاللهِ بْنَ عَمْرٍو، يَقُولُ: " مَنْ تَابَ قَبْلَ مَوْتِهِ عَامًا تِيبَ عَلَيْهِ، وَمَنْ تَابَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِشَهْرٍ تِيبَ عَلَيْهِ "، حَتَّى قَالَ: " يَوْمًا "، حَتَّى قَالَ: " سَاعَةً "، حَتَّى قَالَ: " فُوَاقًا "، قَالَ: قَالَ الرَّجُلُ: أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ مُشْرِكًا أَسْلَمَ؟ قَالَ: إِنَّمَا أُحَدِّثُكُمْ كَمَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ.
    ومثله البيهقي في شعب الإيمان (9/ 285، رقم: 6665) من طريق وَهْب بْن جَرِيرٍ عن شُعْبَة.
    قال الهيثمي في مجمع الزوائد (10/ 197، رقم: 17503): (رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَفِيهِ رَاوٍ لَمْ يُسَمَّ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ).

    وله شاهد لكن من رواية ابن البيلماني فقد رواه الحاكم في المستدرك (4/ 287، رقم: 7664):
    حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ الْحَافِظُ، بِهَمْدَانَ [قال الذهبي: صدوق]،
    ثَنَا عُمَيْرُ بْنُ مرداس [هو الدُّونقي النهاوندي، قال الخليلي: ثقة مشهور، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: يغرب]،
    ثَنَا عَبْدُاللَّهِ بْنُ نَافِعٍ [هو الصائغ، مختلف فيه، قال الحافظ: ثقة صحيح الكتاب، في حفظه لين، وحسّن له الترمذي أحاديث]،
    ثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ [هو المدني، مختلف فيه، قال الحافظ: صدوق له أوهام، وقال الذهبي: حسن الحديث، وحسن له الترمذي أحاديث]،
    عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ،
    عَنْ عَبْدِالرَّحْمَ نِ بْنِ الْبَيْلَمَانِي ِّ [تقدم الكلام عنهما]،
    قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَاللَّهِ بْنَ عَمْرٍو، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ تَابَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِعَامٍ تِيبَ عَلَيْهِ» حَتَّى قَالَ: «بِشَهْرٍ» حَتَّى قَالَ: «بِجُمُعَةٍ» حَتَّى قَالَ: «بِيَوْمٍ» حَتَّى قَالَ: «بِسَاعَةٍ» حَتَّى قَالَ: «بِفُوَاقٍ» ، فَقُلْتُ: سُبْحَانَ اللَّهِ أَوَلَمْ يَقُلِ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ﴾ [النساء: 18] ؟ فَقَالَ عَبْدُاللَّهِ: إِنَّمَا أُحَدِّثُكَ بِمَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
    وسكت عنه الحاكم وكذا الذهبي في التلخيص.

    وعلته ابن البيلماني، وهو ضعيف يعتبر به، فهو يقوي حديث شعبة، الذي فيه رجل مبهم، فيعتضدان.

  5. #25

    افتراضي رد: علّة حديث: ((إنّ الله يقبلُ توبةَ العبد ما لم يُغرغِر)) - منقول -

    11) حديث أَبي ذَرٍّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "إِنَّ اللهَ يَقْبَلُ تَوْبَةَ عَبْدِهِ، أَوْ يَغْفِرُ لِعَبْدِهِ، مَا لَمْ يَقَعِ الْحِجَابُ " قِيلَ: وَمَا وُقُوعٌ الْحِجَابِ؟ قَالَ: "تَخْرُجُ النَّفْسُ، وَهِيَ مُشْرِكَةٌ"

    رُوِيَ بطرقٍ وألفاظ متقاربة عن عبدالرحمن بن ثابت عن أبيه عن مكحول عن ابن نعيم
    لكن اختلف عليه:

    فرواه الإمام أحمد في مسنده (35/ 410، رقم: 21522) حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا عَبْدُالرَّحْمَ نِ بْنُ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنِ ابْنِ نُعَيْمٍ، حَدَّثَهُ، أَنَّ أَبَا ذَرٍّ، حَدَّثَهُمْ
    فلم يجعل أبو داود الطيالسي بين ابنِ نعيم وأبي ذر أحدا.
    ونقله البخاري في التاريخ الكبير للبخاري (2/ 161، رقم: 2056) عن أبي داود أيضا
    ومثله في مسند البزار (9/ 443، رقم: 4055): (حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ مُحَمَّدُ بْنُ فِرَاسٍ الْبَصْرِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ قَالَا: نَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: نَا عَبْدُالرَّحْمَ نِ بْنُ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَان).
    فانفرد أبو داود الطيالسي بإسقاط من بين ابن نعيم وأبي ذر.

    وخالفه غيره:
    فرواه الإمام أحمد في مسنده (35/ 412، رقم: 21523): حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا عَبْدُالرَّحْمَ نِ بْنُ ثَوْبَانَ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ نُعَيْمٍ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ سَلْمَانَ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ،.
    و(35/ 412، رقم: 21524 ) حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ، وَعِصَامُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُالرَّحْمَ نِ بْنُ ثَوْبَانَ، بمثل سند زيد بن الحباب.
    والبخاري في التاريخ الكبير (2/ 21، رقم: 1556): (قَالَ لَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا عَبْدُالرَّحْمَ نِ بْنُ ثَوْبَانَ)، و(2/ 161، رقم: 2056): (قَالَ لَنَا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ قَالَ: ثنا ابْنُ ثَوْبَانَ)، بمثله.
    وفي مسند البزار (9/ 444، رقم: 4056): (حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ هَانِئٍ، قَالَ: نَا الْهَيْثَمُ بْنُ جَمِيلٍ، قَالَ: نَا ابْنُ ثَوْبَانَ).
    فجعلوا بين أبي ذر وابن نعيم: (أسامة بن سلمان النخعي).

    والحديث صححه ابن حبان في صحيحه (2/ 393، رقم: 626)، ولم يذكر في الباب غيره.
    والحاكم في المستدرك (4/ 286، رقم: 7660)، وقال: (هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ)، قال الذهبي في التلخيص: (صحيح).

    وفيه علل:
    أولها: الكلام على عبدالرحمن ابن ثوبان، وهو مختلف فيه.
    ثانيها: الاختلاف في روايته، والصواب: أنها من رواية عمر بن نعيم عن أسامة بن سلمان عن أبي ذر.
    ثالثها: جهالة حال ابن نعيم، فذكره البخاري وابن أبي حاتم، ولم يذكرا فيه حرجا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في الثقات.
    رابعها: جهالة حال أسامة بن سلمان النخعي، وهو وإن لم يرو عنه إلا مكحول فإنهم لم يذكروا أنه مجهول العين، نعم، صرح الذهبي بذلك، لكن ذكره البخاري وابن أبي حاتم، ولم يذكرا فيه حرجا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في الثقات.
    خامسها: عنعنة مكحول، لكن وصلها ابن حبان في صحيحه (2/ 393، رقم: 627)، فزالت هذه.
    سادسها: الاختلاف على ابن ثوبان، فإنه روى هذا الحديث عن أبيه عن مكحول، ثم اختلف عليه:
    فهنا يرويه عن عمر بن نعيم عن أسامة عن أبي ذر.
    وسبق أنه يرويه عن جبير عن ابن عمر.
    لكنها ليست علة تعتمد؛ لأن لفظ الحديثين مختلف، فهما حديثان مختلفان، ومعناهما متقارب، فلا إشكال فيها.

    فترجع علل هذا الحديث إلى أمرين:
    حال ابن ثوبان، وهو إلى الحسن أقرب.
    وحكم رواية مجهولي الحال أو العين الذين وثَّقهم ابن حبان.
    وقد سأل الحافظُ ابنُ حجر (ص: 136) شيخَه الحافظَ العراقيَّ عن توثيق ابن حبان للمجاهيل، فأجابه (ص 142): (إن كان روى عنه اثنان فأكثر، ووثّقه ابن حبان، ولم نجد لغيره فيه جرحًا: فهو ممن يحتج به، ...،
    فأما من وثقهم، ولا يعرف للواحد منهم إلا راو واحد: فقد ذكر ابن القطان في كتاب بيان الوهم والإيهام: أن من لم يروِ عنه إلا واحدٌ، ووثق: فإنه تزول جهالته بذلك.
    وذكر ابن عبدالبر: أنَّ مَن لم يروِ عنه إلا واحد، وكان معروفا في غير حمل العلم -كالنجدة والشجاعة والزهد-: احتج به ...).
    ورأيتهم في أحاديث كثيرة من رواية المجاهيل يحكمون عليها بالثبوت أو الحسن، ففي التنبيهات المجملة للعلائي شيخ العراقي (ص: 87) وذكر حديثًا، ثم قال في آخره: (وحبيب، وراشد مولاه، ذكرهما ابن حبان في الثقات، ولم يضعفهما أحد، فهذا سند ثابت).
    وجاء في المغني للذهبي نفسه (1/ 169، رقم: 1497): في ترجمة الحسن بن يزيد القوي: (لم يضعفه أحد، وحديثه حسن)، وفي تاريخ الإسلام (6/ 57، رقم: 128) في ترجمة بشر أو بشير بن عبدالوهاب: (لم يضعفه أحد، فهو حسن الحديث)، و(3/ 630، رقم: 44) في ترجمة الحرّ بن مسكينٍ: (حسن الحديث، لم يضعّفه أحدٌ)، وفي تهذيب التهذيب (9/ 127، رقم: 179) في ترجمة محمد الأسلمي: (ضعفه ابن حزم، وعاب ذلك عليه القطب الحلبي، وقال: لم يضعفه قبله أحدٌ).
    أقول: وليتأمل بتمعنٍ قولَ الحافظ ابن حجر في التهذيب (1/ 431، رقم: 794) في ترجمة: بُرَيد بن أخرم: (وحكى ابن الجوزي عن الأزدي تضعيفه، وإنما قال الأزدي: هو مجهول)، فتأمل اعتراض ابن حجر على حكاية ابن الجوزي، وأن الجهالة ليست تضعيفا، ولا جرحا.

    فالأقرب في هذا الحديث أن يقال فيه: إنه حسنٌ.

  6. #26

    افتراضي رد: علّة حديث: ((إنّ الله يقبلُ توبةَ العبد ما لم يُغرغِر)) - منقول -

    12) أنس

    جاء التاريخ الكبير للبخاري (6/ 142، رقم: 1961) في ترجمة عمر بن إسمعيل الأعمى مولى مُحَمَّد بْن سيرين مولى الأنصار.
    قال القواريري [كذا في البخاري، وهو عبيدالله بن عمر، أبو سعيد البصري، ثقة ثبت، لكن في الثقات أن الآخذ عن عمر: مروان بن معاوية الفزاري [ثقة حافظ، وكان يدلس أسماء الشيوخ]، والظاهر أنه أخذ هذه الترجمة من البخاري، فيكون ما في التاريخ الكبير تصحيف]:
    ح عُمَر [هو ابن إسماعيل الأعمى، ذكره ابن حبان في الثقات]:
    حَدَّثَنَا ثابت [هو ابن أسلم البناني، ثقة عابد]
    عَنْ أَنَسٍ: «من تاب قبل أن يموت تاب اللَّه عليه».
    فهذا موقوف على أنس، له حكم المرفوع.
    لكن لم يذكر البخاري ممن أخذه؛ إذ رواه معلقًا.

  7. #27

    افتراضي رد: علّة حديث: ((إنّ الله يقبلُ توبةَ العبد ما لم يُغرغِر)) - منقول -

    13) عبدالله بن سلام

    رواه ابن حبان في الثقات (6/ 456): حَدثنَا ابْنِ مُكْرِمٍ بِالْبَصْرَةِ:
    ورواه الطبراني في المعجم الكبير (13/ 164، رقم: 395): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِاللهِ الْحَضْرَمِيُّ، وَالْحُسَيْنُ بْنُ إِسْحَاقَ التُّسْتَرِيُّ، كلهم قالوا:
    حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ [ثقة حافظ شهير، وله أوهام]، قَالَ:
    حَدَّثَنَا جَرِيرٌ [هو ابن عبدالحميد، ثقة صحيح الكتاب، قيل: كان في آخر عمره يهم من حفظه]،
    عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْمُسَيَّبِ [ثقة ربما وهم]،
    عَنْ صَالِحِ بْنِ خَبَّابٍ [قال ابن معين: ثقة، وذكره ابن حبان في الثقات]،
    عَنْ خَرَشَةَ بْنِ الْحُرِّ [قال أبو داود: له صحبة، وقال العجلي: ثقة من كبار التابعين]،
    عَنْ عَبْدِاللهِ بْنِ سَلَامٍ، قَالَ: «لَا أُحَدِّثُكُمْ إِلَّا عَنْ نَبِيٍّ مُرْسَلٍ أَوْ عَنْ كِتَابٍ مُنَزَّلٍ، إِنَّ عَبْدًا لَوْ أَذْنَبَ كُلَّ ذَنْبٍ، ثُمَّ تَابَ إِلَى اللهِ قَبْلَ مَوْتِهِ بِيَوْمٍ قُبِلَ مِنْهُ».

    وله متابع، رواه محمد بن فضيل بن غزوان الضبي [صدوق عارف] في الدعاء (ص: 338، رقم: 143)، قال:
    حَدَّثَنَا أَبِي، [هو فضيل بن غزوان الضبي، ثقة]
    عَنْ أَبِي فَايِدٍ [لم أعرفه]،
    عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، [ثقة عابد مخضرم]
    عَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ سَلَامٍ، قَالَ: «لَا أُحَدِّثُكُمْ إِلَّا عَنْ كِتَابٍ مُنَزَّلٍ، أَوْ نَبِيٍّ مُرْسَلٍ، إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ نَفْسٍ تَتُوبُ قَبْلَ مَرَضِهَا الَّذِي تَمُوتُ فِيهِ إِلَّا تَابَ اللَّهُ عَلَيْهَا حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا»
    ومن طريقه أبو يعلى كما في جامع المسانيد والسنن (5/ 299، رقم: 6543): قال أبو يعلى: حدثنا محمد بن عبدالله بن نمير [ثقة حافظ]، والطبراني في المعجم الكبير (13/ 161، رقم: 390): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِاللهِ الْحَضْرَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ [هو محمد بن العلاء، ثقة حافظ]، كلاهما عن محمد بن فضيل.
    وهذا إسناد جيد إلا أبا فايد، فإني لم أعرفه.
    وعدم المعرفة لا يلزم منها أن يكون مجهولا؛ فربما يقف أحدٌ ما على اسمه فيكون معروفا، لكن يتردد في هذا السند؛ لعدم المعرفة بهذا الرجل.

    والسند الأول إن شاء الله حسن، لا سيما إذا اعتضد بالثاني.

  8. #28

    افتراضي رد: علّة حديث: ((إنّ الله يقبلُ توبةَ العبد ما لم يُغرغِر)) - منقول -

    14) عمرو بن العاص

    رواه أسلم، بحشل، بنُ سهل الواسطي، [لينه الدارقطني، ووثقه آخرون] في كتابه تاريخ واسط (ص: 57):
    قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ الرَّازِيُّ أَبُو حَاتِمٍ [الإمام]،
    قَالَ: ثنا عَبْدُالْمُؤْمِ نِ بْنُ عَلِيٍّ [هو الزعفراني الرازي، أثنوا عليه، ولم يذكروا فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في الثقات]،
    قَالَ: أنبأ عَبْدُالسَّلامِ بْنُ حَرْبٍ [ثقة حافظ له مناكير]
    عَنْ يَزِيدَ أَبِي خَالِدٍ الدَّالانِيِّ [هو ابن عبدالرحمن بن أبي سلامة، مختلف فيه، قال الحافظ: (صدوق يخطئ كثيرا، وكان يدلس)، ووثقه المتقدمون]
    عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْمُونٍ [هو الكوفي، صدوق]
    عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْحَارِثِيِّ،
    قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ تَابَ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ بِفُوَاقِ نَاقَةٍ تَابَ اللَّهُ عليه».
    وقد سبق أن إبراهيم بن ميمون يروي عن رجل مبهم من بني الحارث عن أيوب الحارثي عن عبدالله بن عمرو بن العاص.
    ولا يمكن أن يكون هذا من أخطاء أبي خالد الدالاني؛ لأن الراويَ عنه واحدٌ، فالخطأ إما من عبدالمؤمن أو من هو دونه، والأقرب عندي أن يكون من أخطاء بحشل.

    ووقع في الغرائب الملتقطة من مسند الفردوس لابن حجر (ص: 749، رقم: 782):
    أخبرنا محمد بن طاهر بن ممان [ثقة صدوق]،
    عن محمد بن عيسى [هو ابن عبدالعزيز بن الصباح، أبو منصور، البزاز، الهمذاني، يعرف بابن زيدان، صدوق، من كبار المشايخ]،
    عن صالح أبي حاتم [هو ابن أحمد بن محمد بن أحمد التميمي الهمذاني الحافظ، ثقة ثبت، له مصنفات]،
    عن أبيه [أحمد بن محمد، المعروف بابن الكوملاذي، ثقة عارف]،
    عن عبدالمؤمن [هو ابن علي الزعفراني الرازي، أثنوا عليه، ولم يذكروا فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في الثقات]،
    عن عبدالسلام [هو ابن حرب الملائي، ثقة حافظ، له مناكير]،
    عن أبي خالد [هو يزيد بن عبدالرحمن بن أبي سلامة الدالاني، الأكثر على توثيقه، وقال الحافظ: (صدوق يخطئ كثيرا، وكان يدلس)]،
    عن أبي رافع [هو عبدالله بن رافع، ثقة، أو نفيع الصائغ المدني ثم البصري، ثقة ثبت]،
    عن أبي هريرة ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله ليقبل التوبة من عبده ما دام الروح في جسده، ولم يبق من أجله إلا غير فواقٍ، قيل لأبي هريرة: ما غير فواق؟، قال: طرف لمحة".
    وهذا أقوم سندا من سابقه، وقد يكون شاهدا لأحاديث أبي هريرة، لكن علته إرسال أبي خالد الدالاني.
    كما أني لا أعلم أبا رافع: هل هو نفيع أم عبدالله؟، وهذا أخف؛ لأن كليهما ثقة، فلا يضر تحديد ذلك، إلا في معرفة أنه هل أخذ منه أم لا؟، وقد أخذا عن أبي هريرة، لكن لم أقف على رواية لأبي خالد عن أحدهما غير هذه الرواية!، علما بأنه لم يأخذ غالبا إلا عن كوفيّ أو واسطيّ وأخذ قليلا عن مدنيّ، ونفيع الصائغ روى عنه أهل البصرة، ولم يرو عنه أهل المدينة شيئا؛ لأنه خرج من عندهم قديما، وأما أبو رافع قيس بن رافع القيسي الأشجعي المصري [مقبول، ذكره ابن حبان في الثقات]، فهو وإن أخذ عن أبي هريرة إلا أنه مصري، فيبعد أخذ الدالاني عنه.
    فالحديث ضعيفٌ؛ لتدليس الدالاني، وأتوقف في كونه هل يصلُ للاعتبار أم لا؟

  9. #29

    افتراضي رد: علّة حديث: ((إنّ الله يقبلُ توبةَ العبد ما لم يُغرغِر)) - منقول -

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالرحمن بن شيخنا مشاهدة المشاركة
    والآيات في القرآن كثيرة في قبول توبة العبد مطلقاً، وهي مقبولة قبل طلوع الشمس من مغربها، فإن طلعت من مغربها فلا تقبل التوبة حينئذ.
    قال الله تعالى في سورة يونس: حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ (90) آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (91)

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •