الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
إلى "مُحبّ الأدب"
تحيّةً يا صاحبًا --- أضحى كنجمٍ شاحِطِ
يطير في عليائه --- على الجناح الباسط(1)
كأنّه مُراجِعٌ --- لدقّة الخرائطِ!
طورًا تراه في "الرّيا --- ضِ" كالفتى الـمُرابطِ
وتارةً تلقاه يسـ --- ــعى في "الخليج المالِطِي"
وتارةً في "نينوى" --- وتارةً في "واسطِ"
وتارة بالرّقمتيــــــ ــ --- ــــن أو بمَرْج راهِطِ
وتارةً في "همذا ---نَ" أو برأس "ناعِطِ"
هذا بلاغٌ جاءنا --- بنقلِ راوٍ خابِطِ
عن مُسنِدٍ مخلِّطٍ --- وغيرِ عدلٍ ضابطِ
حدّثنا، ثنا، ثنا --- عن التقيِّ الحائطي
عن باهتٍ عن زُعْمُمٍ(2) --- عن هَثْهَثَ الخلابطي
أخبرناه ابنُ كذا --- عن الأديب الجاحط
(كذا قرأنا: "الجاحطـ---ـيَّ" دون نقْط ناقِطِ!)(3)
متنُه غابَ لفظُه --- بِفعلِ راوٍ ساقِطِ
وغابَ معناه.. سوى --- هَذْرَمةٍ مِن غالِطِ
فحواه أنّ شاعرًا --- من الطّراز الساخِطِ
يُغْرى بِحُلْوٍ يُشتَهى --- وكُلِّ شيْبٍ واخِطِ
قال كلامًا عنكمُ --- أَخَلَّ بالشرائطِ
فيه افترى ما يُدّعى --- مِنْ ادِّعاء قانِطِ
إنْ شئتَ أنْ تقرأَه --- فاضغطْ على ذا الرّابطِ
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=65714
واقرأ: تِرِن تَليه تِ (4) --- تَرَ افتراءَ الحاطِطِ (5)
واغفرْ لنا أكذوبةً --- في ذا الصّباح السَّامطِ
نمّقتُها بعْدَ احتسا --- ءِ اللَّبَنِ العُجالِطِ
هل تَعْرفُ العُجالِطَ؟ الـــ --- الخاثِرُ كالعُكالِطِ
يُنْطِقُكَ الما لا يُقا --- لُ كالـخُباطِ الخابِطِ
شربتُه فتهتُ في --- مضطرب الخطائطِ
وقلتُ ما قلتُه مِن --- تقوُّلاتِ عابِطِ
* هوامش التحقيق:
(1) باسط بمعنى مبسوط. والمراد: الطائرة أو الطيّارة.
(2) اسمه واهم بن نَسِيّ، وزعمُم لقبُه؛ لقِب به لكثرة زعمه.
(3) قال المحقّق: كذا في جميع النسخ: "الجاحطي"، بطاء مهملة. وقد يكون "الجاحظيّ"، نسبةً إلى الجاحظ. لكن النسخ المخطوطة أجمعت على خلاف ذلك. وفي المعجمات: "جِحِطْ: زجْرٌ للغنم". فلعلّه راوٍ اشتهر بهذه النسبة لزجره الغنم.
(4) حسب حساب الـجُمَّل في بلاد القوقاز، التاء = 2، والراء = 3، والنون = 10. والمراد: المشاركة رقم: 17.
(5) أراد "الحاطّ"، وفكّ الإدغام للضرورة.