مقال كتبتُه ذبّا عن أمّنا أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- بعدما سبَّها وتنقَّصَها، بل لعنها وكفَّرها وشهِد عليها بالنَّار! بعض زنادقة الرّافضة في مناسبة احتفالية ابتدعوها فرحا بوفاتها...، وهي أكبر مِن أنْ يُدافع عنها مثلي وقد برّأها الله من فوق سبع سموات، وإنّما جرى قلمي بذلك مساء يوم السّبت 01 ذو القعدة 1431هـ، الموافق لـ: 09/10/2010م، طمعا في مرضاة الله، ووفاء لبعض حقّ أمّنا وقد أدّت كلّ الحقّ لدينها وأمّتها... أسأل الله أن يتقبّل منّي عملي هذا، وأن يجمعي وإيّاكم مع أمّنا عائشة في جنّات النّعيم.
وصدق الرافضي ياسر الحبيب
إنَّ المتصفِّح لكتب الشِّيعة الرَّوافض وأوراقهم، والمستمع إلى أقوالهم وكلماتهم، الَّتي كثيرًا ما كانت محلَّ استغراب وتعجُّب- ولا تزال كذلك إلى اليوم - لَيعجب مِن جرأة هؤلاء على الظُّلم والكفر والضَّلالة، باسْم العدل والإيمان والهداية.
كلُّ ذلك في قالبِ الحُبِّ لآل محمَّد- صلَّى الله عليه وآلِهِ وسلَّم- الأَطْهار، وتحت مظلَّة الانتصار لهم والبُغْض لأعدائهم مِن المهاجرين والأنصار! مع تضييق دائرة آل بيته، وتوسيع مساحة أعدائِه- إدخالاً وإخراجًا- حتَّى جَعلوا أحبَّ النَّاس إليه مِن الأزواج والأصحاب عَدُوًّا لَدودًا له ولآله! مُمهِّدين بذلك الطَّريق للاستِهانة بقدْرِ خير أُمَّة على الإطلاق؛ سبًّا وتكفيرًا، وتفسيقًا وتسفيهًا... وبئس ما صنعوا! فإنَّما مهَّدوا لأنفسهم وأتباعهم طريقًا إلى نارٍ يَكْتوون بها في الدَّارين.
ولم تكن جرأتهم الحمقاء واضحةً لعامَّة النَّاس على مرِّ التَّاريخ والأزمان، وإنَّما هي أشياء يقوم عليها دين الرَّافضة؛ يُظهرونها مرَّة، ويُخفونها مرَّات؛ حِرصًا على عدم افتضاحهم افتضاحًا يُنفِّرُ عنهم المسلمين، ويستثيرُهم عليهم، مكرًا وخِداعًا يُملي عليهم أن يلبسوا لكل حالة لبوسَها؛ فهم يتلوَّنون كالحرباء، ويكتُمون كفرهم بغِطاءِ كذِبٍ يعتقدونه إيمانًا، يُسمُّونه تَقِيَّةً، وقد عدِموا تقوى اللهِ في كلِّ الأحوال.
وجاء ياسرُ الحبيب- وهو الزِّنديق الخبيث- بلَونِه الواحد متبرِّئًا من ألوانِ الحرباء، وبمظهر الشُّجاع مخالفًا أقرانَه الجبناء، فصدَق في قوله الَّذي وافق به تمام الموافقة ما ينصُّ عليه دينُه الرَّافضيُّ مِن تكفير الصَّحابة والبراءة منهم، وانتهاك عِرضِ نبيِّنا - صلَّى الله عليه وسلَّم - فاحتفلَ مع ثلَّة من الزَّنادقة بمناسبة وفاة أمِّنا الطَّاهرة العفيفة الصِّدِّيقة عائشة - رضي الله عنها - فسبَّها وتنقَّصَها، بل لعنها وكفَّرها وشهِد عليها بالنَّار! ثمَّ أكَّد ذلك في خلال مباهلة تاريخية عبر قناة فضائيَّة، مع فضيلة الشَّيخ محمَّد بن عبدالرَّحمن الكوس- حفظه الله ونَصرَه- شهِدها وتابعَها العالَمُ على المباشِر؛ ليفضَح إخوانَه في العقيدة الباطلة الَّتي أتعبَهم كتمانُها، فأنكروا عليه سَترًا لحقيقتِهم، فردَّ عليهم ثائرًا عليهم، شاتمًا إيَّاهم، مُدافعًا عن اعتِقادِه الَّذي أظهرَه وكتموه.
ووالله، قد صدَقَ ياسر في ذلك - وهو الكَذُوب - إذ نطق بما تنصُّ عليه ملَّته الرَّافضية مِن الفسوق والكفران، والكذب والبهتان، وهو يرى نفسَه بذلك مِن أوفى الشِّيعة لآل محمَّد - صلَّى الله عليه وسلَّم - وبغضه لأعدائه، مجسِّدًا حقيقةً موجودةً في كتب الرَّافضة وتراثِهم ﴿ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا ﴾ [يوسف: 26]!
وإنْ أحزَنَتْنا الواقعة، وأبكانا خبَرُها، فإنَّه يُرجى مِن ورائها خيرٌ عظيم - بإذن الله - يزداد بها المؤمنون إيمانًا، ويرتفع الشكُّ عن الشَّاكِّين، في صِدقِ ما يُذكر عن الشِّيعة واعتِقادِهم الباطل، وخطرِهم المُعْلَن على الإسلام والمسلمين، وأنَّ كلَّ ما يَصدُر مِن أولائك على خلاف المُحتفِل الخبيث، ما هو إلاَّ تَقيَّة ثعبان يتوارى في جحره، ثمَّ سرعان ما يخرج مُنقَضًّا على فريسته؛ لينفث فيها سُمَّه القاتل.
أمَّا أمُّنا الصِّدِّيقة حبيبة رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وبنت الصِّدِّيق - رضي الله عنهما - فلن يزيدها نباح الكلاب إلاَّ رِفعةً في مَنْزلتها في عُيونِ أبنائها، ومَحبَّةً في قلوب أهل دينها وملَّتها، أمَّا الخبيث المعتدي عليها وأمثاله؛ فمذلَّة ودناءة سيتقلَّبون بين أشواكها إلى ما شاء الله، ولا يستحقُّ كبيرهُم - وقد نال منها وقدح فيها - حتَّى لقبَ العاقِّ! فإنَّما يكون العقوق من الأبناء، وهي أمٌّ للمؤمنين، وليست أُمًّا لسِواهم.
رابط أصل المقال:
http://www.alukah.net/Sharia/10829/26134/