بسم الله الرحمن الرحيم:
الحمد الله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه و من والاه.
فقد اقتنيت كتاب " أصحاب الفتيا من الصحابة و التابعين و من بعدهم على مراتبهم في كثرة الفتيا" و طربت فرحا به ، لأنه كتاب جديد للإمام الأشم-رحمه الله - ينضاف إلى مكتبتي الصغيرة ، ثم اطلعت عليه بعد زمن ، فألفيت المحقق وهو: "سيد كسروي حسن" لم يعط الكتاب حقه من العناية و التحقيق، و ذلك ناشئ عن قصور و تقصير ، أوقعاه في أخطاء و مزالق ، يتعجب منها اللبيب العاقل، وقبل بيان ذلك، أشير إلى ان الكتاب صدر عن دار الكتب العلمية ببيروت سنة : 1415هـ،1995هـ.
تحقيق قاصر [1]:
فالمحقق لم يوف بشروط التي تستوجبها أصول التحقيق، بل القصور الذي تضمنه (تحقيقه ) ، و التي لا يتعاطها – أقصد صنعة التحقيق-إلا الأفذاذ و الأقحاح من أهل العلم و الخبرة ،و يتجلى ذلك في عدة أمور:
أولا : اتكاله و اتكاؤه على احمد حسن جابر رجب محقق (الرسائل الخمس)[2] للإمام الأشم ابن حزم –رحمه الله - .
ثانيا: عدم التأني في البحث.
ثالثا: تصحيف و سقط وقع لبعض الأسماء ، و يمكن معرفة وجه الصواب منها لشهرتها.
رابعا: قلة الاطلاع على كتب التراجم و الأعلام .
خامسا: عدم الرجوع إلى الكتب التي نقلت عن الإمام الأشم كـ(إعلام الموقعين) لابن قيم الجوزية.
و قد تمنيت لو أني وقفت على نسخ خطية لرسالة ( أصحاب الفتيا) ، حتى يكون تعقبي و ترتيبي للرسالة أوفى و اكمل ، و لكني أرى أن الحصول عليها بعيد المنال ، و على الله نتكل.
______________________________ _
[1] سميته تحقيقا مجاراة لصاحبه، وإلا فعمل الرجل يتجلى في الترجمة للأعلام فقط، نعم قد قوم بعد التصحيفات كما أنبه عليه.
[2] طبع بالقاهرة ، عن مطابع الأوفست ، سنة :1993هـ، قلت : و لم أقف إلا على الجزء الأول من هذه الرسائل ، و اما الجزء الثاني الذي يحوي رسالة ( أصحاب الفتيا) لم أقف عليه إلا بعد أن نقل لنا شيخنا الدكتور عبد الباقي السيد عبد الهادي نصه ، فجزاه الله خيرا و شكر له .