((من آراء واجتهادات د فخر الدين قباوة في علم الصرف))
قرأنا على الأستاذ الجليل د فخر الدين قباوة _حفظه الله_ متن البناء في الصرف قراءة دراية كما سماها فضيلته، أي قراءة علمية بحثية جادة، كان الأستاذ خلالها يعلق على الغوامض في الكتاب، ويشرح الألفاظ والمصطلحات التي تحتاج إلى شرح، ويعود إلى المراجع أحياناً، ويستعين بالمعاجم أحياناً أخرى، ويجيب على الأسئلة الموجهة إليه، ويحل المشكلات من المسائل، وهذه بعض آرائه في مسائل التصريف:
1_ المصنفات في علم الصرف كثير منها أغفل العديد من مسائل التصريف مثل: تخفيف الهمز، والوقف، والابتداء، والتقاء الساكنين، والإمالة، والإبدال، والحذف...، وهذه مسائل صرفية ينبغي بحثها في علم الصرف، وعدم إغفالها، وربما الذي حملهم على ذلك استشاكتها ووعورتها.
2_يكثر المصنفون في علم الصرف الحديث عن تصريف الأفعال، ولا يولون تصريف الأسماء وبناءها العناية الكافية.
3_ لفظ (التصريف) هو الأصل في اسم هذا العلم، و يأتي الصرف بمعنى التصريف، كما يأتي الأذان بمعنى التأذين ، والكلام بمعنى التكليم، و الطلاق بمعنى التطليق.
4_ فعل المشاركة يبدؤه الفاعل، فقولهم: قاتل زيدٌ عمراً. يعني أن زيداً هو من بدأ القتال، والآية: (ولا يزالون يقاتلونكم...) تفيد أنهم هم الذي يبدؤون العدوان.
5_ الأفعال قسمان: إما ثلاثي، وإما رباعي، ولا يوجد خماسي وسداسي، فالخماسي في قول الطلاب والمدرسين ثلاثي مزيد بحرفين، والسداسي ثلاثي مزيد بثلاثة أحرف، ويمكن أن نقبل هذه التقسيم: ثلاثي، رباعي، خماسي، سداسي. في المدارس للتيسير على الطلبة، ولكن لا نقبله للمختصين.
6_ ليس عندنا إلا حرفا علة الواو والياء، أما الألف فيرجع أصلها إلى أحد الحرفين، فغزا مثلاً أصله غزو، والألف مُشَالة، ورمى أصله رمي، والألف مُمَالة هنا، وكلتاهما ألف مقصورة لا ممدودة.
7_ وجود الشاذ في بعض كلام العرب منبهة على وقوع التصريف بالفعل عندهم، فهم يجملون ويعدلون اللفظ ويحسنونه حتى يصبح على الصورة التي يرتضونها، كعمليات التجميل، ففعل أكرم مضارعه يكرم، والأصل يؤكرم لكن الهمزة حذفت حملاً على حذفها في الفعل المسند إلى المتكلم أُؤَكرم لثقله، وقول الشاعر: "فإنَّهُ أَهْلٌ لأَنْ يُؤكْرَمَا....." من باب الرجوع إلى الأصل المهجور.