تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 18 من 18

الموضوع: سلسلة قضايا دينيّة وأدبيّة ولغويّة مع الشّعر والشّعراء

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    الدولة
    شرقي دمشق
    المشاركات
    169

    افتراضي سلسلة قضايا دينيّة وأدبيّة ولغويّة مع الشّعر والشّعراء

    يَجمَعُهُ الفَقِيرُ، إلى الحَيِّ الّذي لا يَموت:
    مصطفى صادق الرّافعي

    [أوّلاً: شعراء الغواية وشعرهم.................. ............]
    [ثانيًا: أحاديث ضعيفة في الشّعراء.............. ...........]
    [ثالثًًا: أحاديث موضوعة وباطلة في الشّعراء.............]
    [رابعًا: ألم تر أنهم في كل واد يهيمون.................. ...]
    [خامسًا: قال الشوكاني: ثم استثنى سبحانه الشعراء
    المؤمنين الصالحين.............. ..............................]
    [سادسًا: الشّعر في نفسه...................... ............... ]
    [سابعًا: الشاعر والشّعر المستثنى.............. ............ ]
    [ثامنًا: إنشاد الشّعر في المسجد.................. ............]
    [تاسعًا: الثّناء بالشّعرعلى العلماء بما فيهم بلا مبالغة....]
    [عاشرًا: ابن تيمية: لماذا كره الإمام أحمد إنشاد الأشعار
    في الغزل.................... .............................. ... ]
    [الحادي عشر: الشُّعراء الذين يَلْبَسُون درع الاستثناء القرآني................ .............................. ............]

    بحث رقم (1)
    ترجم معاني الشّكر للشّيخ الّذي...بزّ الشّيوخ وفاقَ كل لداتِه
    شيخي سليمان بن علوان إلى ...درب الهدى يهدي مريد نجاتهِ

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    الدولة
    شرقي دمشق
    المشاركات
    169

    افتراضي رد: سلسلة قضايا دينيّة وأدبيّة ولغويّة مع الشّعر والشّعراء

    المصادر والمراجع:
    1-القرآن الكريم.
    2-صحيح مسلم.
    3-التفسير المُيسّر: نخبةٌ من العلماء، السّعوديّة: مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشّريف، ط2.
    4-كتاب مجموع الفتاوى: ابن تيمية؛ تقيُّ الدّين أحمد عبد الحليم (دار الوفاء،ط3) ، ج2.
    5-ضعيف الجامع الصغير وزيادته: محمد ناصر الدين الألباني (بيروت: المكتب الإسلامي، ط2، 1408هـ ).
    6-سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة: محمد ناصر الدين الألباني (مكتبة المعارف، ط1).
    7-كتاب الموضوعات من الأحاديث المرفوعات: أبو الفرج عبد الرحمن بن الجوزي. المحقق: نور الدين شكري بوياحيلار (أضواء السلف ، ط1، 1418هـ )
    8-الموضوعات: الحسن بن محمد الصغاني. المحقق: نجم بن عبدالرحمن خلف (دمشق: دار المأمون للتراث، ط2، 1405هـ ).
    9-تسديد القوس على مسند الفردوس: أحمد بن علي بن حجر العسقلاني. المحقق: فواز الزمرلي و محمد البغدادي (بيروت: دار الكتاب العربي، ط1، 1407هـ )
    10-كشف الخفاء ومزيل الإلباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس: إسماعيل بن محمد العجلوني. المحقق: أحمد القلاش (مؤسسة الرسالة، ط2، 1421هـ).
    11- فتح القدير الجامع بين فنّي الرواية والدّراية من علم التّفسيرج4: الشّوكاني. المحقق: الدكتور عبد الرحمن عميرة (الناشر دار الوفاء).
    12-الآداب الشرعية: محمد بن مفلح (الجد). المحقق: شعيب الأرناؤوط و عمر القيام (بيروت: مؤسسة الرسالة، ط1، 1416هـ )
    13- صحيح سنن ابن ماجه: محمد ناصر الدين الألباني (مكتب التربية العربي لدول الخليج، ط1، 1407هـ).
    14- فتح الباري بشرح صحيح البخاري: أحمد بن حجر العسقلاني. المحقق: محب الدين الخطيب (المكتبة السلفية، ط3، 1407 هـ).
    15- سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها: محمد ناصر الدين الألباني (مكتبة المعارف، ط1).
    16- المسند: أحمد بن محمد بن حنبل. المحقق: أحمد شاكر (دار الجيل).
    17- البلاغة العربيّة: عبد الرّحمن الميداني. (بيروت: دار القلم، ط1).
    ترجم معاني الشّكر للشّيخ الّذي...بزّ الشّيوخ وفاقَ كل لداتِه
    شيخي سليمان بن علوان إلى ...درب الهدى يهدي مريد نجاتهِ

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    الدولة
    شرقي دمشق
    المشاركات
    169

    افتراضي رد: سلسلة قضايا دينيّة وأدبيّة ولغويّة مع الشّعر والشّعراء

    [أوّلاً: شعراء الغواية وشعرهم]

    1- "وَالشُّعَرَا يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ، أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ، وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ (1) " (2)
    2-قَالَ "أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ لِعُمَرِ[] بْنِ الْخَطَّابِ لَمَّا قَالَ لَهُ : يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ تَأَلَّفْ النَّاسَ فَأَخَذَ بِلِحْيَتِهِ وَقَالَ : يَا ابْنَ الْخَطَّابِ أَجَبَّارًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ خَوَّارًا فِي الْإِسْلَامِ عَلَامَ أَتَأَلَّفُهُمْ ؟ أَعَلَى حَدِيثٍ مُفْتَرًى أَمْ عَلَى شِعْرٍ مُفْتَعَلٍ ؟ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ الْمُفْتَرَى وَالشِّعْرَ الْمُفْتَعَلَ كَمَا ذَكَرَ اللَّهُ الْأَفَّاكِينَ وَالشُّعَرَاءَ وَكَانَ الْإِفْكُ فِي الْقُوَّةِ الْخَبَرِيَّةِ . وَالشِّعْرُ فِي الْقُوَّةِ الْعَمَلِيَّةِ الطَّلَبِيَّةِ فَتِلْكَ ضَلَالٌ وَهَذِهِ غَوَايَةٌ"(3) .


    (1) سورة الشّعراء (224 – 227).
    (2) قلتُ: هؤلاء الشّعراء ليسوا شعراء الكفّار فقط؛ لأنّ الله تعالى عندما استثنى قال َ بعد (إلا الذين آمنوا)؛ (وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيراً، وَانتَصَرُوا مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا) . جاء في التّفسير المُيسّر (ص376): " والشعراء يقوم شعرهم على الباطل والكذب, ويجاريهم الضالون الزائغون مِن أمثالهم، ألم تر - أيها النبي - أنهم يذهبون كالهائم على وجهه, يخوضون في كل فن مِن فنون الكذب والزور وتمزيق الأعراض والطعن في الأنساب وتجريح النساء العفائف، وأنهم يقولون ما لا يفعلون, يبالغون في مدح أهل الباطل, وينتقصون أهل الحق؟" انتهى
    (3) ابن تيمية، تقيُّ الدّين أحمد عبد الحليم: كتاب مجموع الفتاوى (دار الوفاء،ط3) ، ج2- ص 42.


    ترجم معاني الشّكر للشّيخ الّذي...بزّ الشّيوخ وفاقَ كل لداتِه
    شيخي سليمان بن علوان إلى ...درب الهدى يهدي مريد نجاتهِ

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    الدولة
    شرقي دمشق
    المشاركات
    169

    افتراضي رد: سلسلة قضايا دينيّة وأدبيّة ولغويّة مع الشّعر والشّعراء

    [ثانيًا: أحاديث ضعيفة في الشّعراء]
    1-"امرؤ القيس صاحب لواء الشعراء إلى النار" (1)
    2-" بينا نحن عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ أقبل وفد من اليمن فذكروا امرأ القيس بن حجر الكندي وذكروا بيتين من شعره فيهما ذكر ضارج ماء من مياه العرب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ذاك رجل مذكور في الدنيا منسي في الآخرة يجئ يوم القيامة معه لواء الشعراء يقودهم إلى النار"(2) .


    (1) الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني- المصدر: ضعيف الجامع- ( 1250 )، حكم المحدث: ضعيف.
    (2) قال الشّيخ الألباني في السّلسلة الضّعيفة (2930): " وهذا إسناد واه جدا ، هشام هذا متروك متهم ، وأبوه شر منه . قلتُ: جاء من طرق أخرى كلّها ضعيفة هذا ما قاله أهل الحديث.
    ترجم معاني الشّكر للشّيخ الّذي...بزّ الشّيوخ وفاقَ كل لداتِه
    شيخي سليمان بن علوان إلى ...درب الهدى يهدي مريد نجاتهِ

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    الدولة
    شرقي دمشق
    المشاركات
    169

    افتراضي رد: سلسلة قضايا دينيّة وأدبيّة ولغويّة مع الشّعر والشّعراء

    [ثالثًًا: أحاديث موضوعة وباطلة في الشّعراء]

    1-"من أراد برَّ والديه فليعط الشعراء" (1)
    2- "قلوبُ الشّعراء خزائنُ الرحمن" (2)
    3- " الشّعراء الذين يموتون في الإسلام يأمرهم [ الله ] أن يقولوا شعرا ؟ تغني به الحور العين لأزواجهن في الجنة ، والذين ماتوا في الشرك يدعون بالويل والثبور في النار" (3).
    4- " حفظُ العرض بإعطاء الشعراء"(4) .


    (1) الراوي: عوف بن مالك الأشجعي المحدث: ابن الجوزي- المصدر: موضوعات ابن الجوزي - لصفحة: 1/428 خلاصة حكم المحدث: أورده في كتاب الموضوعات.
    (2) الراوي: - المحدث: الصغاني- المصدر: موضوعات الصغاني - الرقم: 54
    خلاصة حكم المحدث: موضوع
    (3) الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: تسديد القوس - لصفحة أو الرقم: 2/518 خلاصة حكم المحدث: في إسناده لاحق بن الحسين أحد الكذابين.
    (4) الراوي: - المحدث: العجلوني - المصدر: كشف الخفاء – لصفحة : 2/570
    خلاصة حكم المحدث: لم يثبت فيه شيء.
    ترجم معاني الشّكر للشّيخ الّذي...بزّ الشّيوخ وفاقَ كل لداتِه
    شيخي سليمان بن علوان إلى ...درب الهدى يهدي مريد نجاتهِ

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    الدولة
    شرقي دمشق
    المشاركات
    169

    افتراضي رد: سلسلة قضايا دينيّة وأدبيّة ولغويّة مع الشّعر والشّعراء

    [رابعًا: { ألم تر أنهم في كل واد يهيمون } (1)]

    والجملة مقررة لما قبلها والخطاب لكل من تتأتى منه الرؤية يقال : هم يهيم هيما وهيمانا إذا ذهب على وجهه : أي ألم تر أنهم في كل فن من فنون الكذب يخوضون وفي كل شعب من شعاب الزور يتكلمون 1-فتارة يمزقون الأعراض بالهجاء.
    2-وتارة يأتون من المجون بكل ما يمجه السمع ويستقبحه العقل.
    3- وتارة يخوضون في بحر السفاهة والوقاحة.
    4- [وتارة]ويذمون الحق، ويمدحون الباطل.
    5-[وتارة]يرغبون في فعل المحرمات ويدعون الناس إلى فعل المنكرات كما تسمعه في أشعارهم من مدح الخمر والزنا واللواط ونحو هذه الرذائل الملعونة ثم قال سبحانه : 226 -{ وأنهم يقولون ما لا يفعلون } أي يقولون فعلنا وفعلنا وهم كَذَبة في ذلك فقد يدلون بكلامهم على الكرم والخير ولا يفعلونه وقد ينسبون إلى أنفسهم من أفعال الشر ما لا يقدرون على فعله كما تجده في كثير من أشعارهم من الدعاوى الكاذبة والزور الخالص المتضمن لقذف المحصنات وأنهم فعلوا بهن كذا وكذا وذلك كذب محض وافتراء بحت.

    (1) الشّوكاني: محمّد، فتح القدير الجامع بين فنّي الرواية والدّراية من علم التّفسير، المحقق: الدكتور عبد الرحمن عميرة (الناشر دار الوفاء ) ج4- ص160
    ترجم معاني الشّكر للشّيخ الّذي...بزّ الشّيوخ وفاقَ كل لداتِه
    شيخي سليمان بن علوان إلى ...درب الهدى يهدي مريد نجاتهِ

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    الدولة
    شرقي دمشق
    المشاركات
    169

    افتراضي رد: سلسلة قضايا دينيّة وأدبيّة ولغويّة مع الشّعر والشّعراء

    [خامسًا:قال الشوكاني: ثم استثنى سبحانه الشعراء المؤمنين الصالحين الذين أغلب أحوالهم تحري الحق والصدق (1) ]

    فقال : 227 - { إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات } أي دخلوا في حزب المؤمنين وعملوا بأعمالهم الصالحة { وذكروا الله كثيرا } في أشعارهم { وانتصروا من بعد ما ظلموا } كمن يهجو منهم من هجاه أو ينتصر لعالم أو فاضل كما كان يقع من شعراء النبي صلى الله عليه و سلم فإنهم كانوا يهجون من يهجوه ويحمون عنه ويذبون عن عرضه ويكافحون شعراء المشركين وينافحونهم ويدخل في هذا من انتصر بشعره لأهل السنة وكافح أهل البدعة وزيف ما يقوله شعراؤهم من مدحِ بدعتِهم وهجوِ السّنةِ المطهرةِ كما يقع ذلك كثيرا من شعراء الرافضة ونحوهم فإن الانتصار للحق بالشعر وتزييف الباطل به من أعظم المجاهدة وفاعله من المجاهدين في سبيل الله المنتصرين لدينه القائمين بما أمر الله بالقيام به.

    (1) فتح القدير الجامع بين فنّي الرواية والدّراية من علم التّفسير، المحقق: الدكتور عبد الرحمن عميرة (الناشر دار الوفاء ) ج4- ص160
    ترجم معاني الشّكر للشّيخ الّذي...بزّ الشّيوخ وفاقَ كل لداتِه
    شيخي سليمان بن علوان إلى ...درب الهدى يهدي مريد نجاتهِ

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    الدولة
    شرقي دمشق
    المشاركات
    169

    افتراضي رد: سلسلة قضايا دينيّة وأدبيّة ولغويّة مع الشّعر والشّعراء

    [سادسًا: الشّعر في نفسه]

    قال الشّوكاني: "واعلم أن الشعر في نفسه ينقسم إلى أقسام فقد يبلغ ما لا خير فيه منه إلى قسم الحرام وقد يبلغ ما فيه خير منه إلى قسم الواجب"(1) .

    (1) فتح القدير الجامع بين فنّي الرواية والدّراية من علم التّفسير، المحقق: الدكتور عبد الرحمن عميرة (الناشر دار الوفاء ) ج4- ص160
    ترجم معاني الشّكر للشّيخ الّذي...بزّ الشّيوخ وفاقَ كل لداتِه
    شيخي سليمان بن علوان إلى ...درب الهدى يهدي مريد نجاتهِ

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    الدولة
    شرقي دمشق
    المشاركات
    169

    افتراضي رد: سلسلة قضايا دينيّة وأدبيّة ولغويّة مع الشّعر والشّعراء

    [سابعًا: الشاعر والشّعر المستثنى]

    1-أصدق بيت قالته الشعراء : "ألا كل شيء ما خلا الله باطل". (1)
    2- "إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيراً وَانتَصَرُوا مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ (2)"
    3-" لما نزلت { الشعراء } إلى قوله { ما لا يفعلون } قال عبد الله بن رواحة يا رسول الله قد علم الله أني منهم فأنزل الله { إلا الذين آمنوا } إلى قوله { ينقلبون }"(3) .
    4- "أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم : إن الله عز وجل قد أنزل في الشعر ما أنزل فقال : إن المؤمن يجاهد بسيفه ولسانه ، والذي نفسي بيده لكأن ما ترمونهم به نضح النبل"(4) .
    5- "إن من الشعر لحكمة "(5).
    6- "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم قريظة لحسان بن ثابت: اهج المشركين فإن جبريل معك"(6) .
    7- " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي فقيل يا رسول الله إن أبا سفيان بن الحارث بن عبد المطلب يهجوك فقام ابن رواحة فقال يا رسول الله ايذن لي فيه فقال أنت الذي تقول ثبت الله قال نعم قلت يا رسول الله فثبت الله ما أعطاك من حسن تثبيت موسى ونصرا مثل ما نصروا قال وأنت يفعل الله بك خيرا مثل ذلك قال ثم وثب كعب فقال يا رسول الله ايذن لي فيه قال أنت الذي تقول همت قال نعم قلت يا رسول الله همت سخينة أن تغالب ربها فليغلبن مغالب الغلاب قال أما إن الله لم ينس لك ذلك قال ثم قام حسان فقال يا رسول الله ايذن لي فيه وأخرج لسانا له أسود فقال يا رسول الله ايذن لي إن شئت أفريت به المزاد فقال اذهب إلى أبي بكر ليحدثك حديث القوم وأيامهم وأحسابهم ثم اهجهم وجبريل معك"(7) .


    (1) الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم – ( 2256 ).
    (2) سورة الشّعراء (224 – 227).
    (3) الراوي: عروة المحدث: الشوكاني - المصدر: فتح القدير - لصفحة: 4/126 خلاصة حكم المحدث: روي نحو هذا من طرق.
    (4) الراوي: كعب بن مالك المحدث: ابن مفلح - المصدر: الآداب الشرعية - لصفحة: 2/97
    خلاصة حكم المحدث: صحيح.
    (5) الراوي: أبي بن كعب المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - الرقم: 3038 خلاصة حكم المحدث: صحيح
    (6) الراوي: البراء بن عازب المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: فتح الباري لابن حجر - لصفحة: 7/480 خلاصة حكم المحدث: وصله النسائي وإسناده على شرط البخاري.
    (7) الراوي: البراء بن عازب المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - لصفحة: 4/618
    خلاصة حكم المحدث: [فيه] جابر الجعفي ضعيف لكن تابعه سماك مرسلا فيتقوى به وجاء الحديث من طرق مختصرا .
    ترجم معاني الشّكر للشّيخ الّذي...بزّ الشّيوخ وفاقَ كل لداتِه
    شيخي سليمان بن علوان إلى ...درب الهدى يهدي مريد نجاتهِ

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    الدولة
    شرقي دمشق
    المشاركات
    169

    افتراضي رد: سلسلة قضايا دينيّة وأدبيّة ولغويّة مع الشّعر والشّعراء

    [ثامنًا: إنشاد الشّعر في المسجد]
    1-أن عمر مر بحسان وهو ينشد الشعر في المسجد . فلحظ إليه . فقال : قد كنت أنشد ، وفيه من هو خير منك . ثم التفت إلى أبي هريرة . فقال : أنشدك الله ! أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " أجب عني . اللهم ! أيده بروح القدس " ؟ قال : اللهم ! نعم . وفي رواية : أن حسان قال ، في حلقة فيهم أبو هريرة : أنشدك الله ! يا أبا هريرة ! أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم . فذكر مثله "(1) .


    (1) الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الرقم: 2485
    ترجم معاني الشّكر للشّيخ الّذي...بزّ الشّيوخ وفاقَ كل لداتِه
    شيخي سليمان بن علوان إلى ...درب الهدى يهدي مريد نجاتهِ

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    الدولة
    شرقي دمشق
    المشاركات
    169

    افتراضي رد: سلسلة قضايا دينيّة وأدبيّة ولغويّة مع الشّعر والشّعراء

    [تاسعًا: الثّناء بالشّعرعلى العلماء بما فيهم بلا مبالغة]
    1-"أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فجعل يثني عليه فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إن من البيان سحرا، وإن من الشعر حكما"(1) .


    (1) الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: أحمد شاكر - المصدر: مسند أحمد - لصفحة: 5/30
    خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
    ترجم معاني الشّكر للشّيخ الّذي...بزّ الشّيوخ وفاقَ كل لداتِه
    شيخي سليمان بن علوان إلى ...درب الهدى يهدي مريد نجاتهِ

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    الدولة
    شرقي دمشق
    المشاركات
    169

    افتراضي رد: سلسلة قضايا دينيّة وأدبيّة ولغويّة مع الشّعر والشّعراء

    [عاشرًا: ابن تيمية: لماذا كره الإمام أحمد إنشاد الأشعار في الغزل(1) ]
    قال شيخ الإسلام(2) : "وَقَدْ ذَكَرَ النَّاسُ مِنْ أَخْبَارِ الْعُشَّاقِ مَا يَطُولُ وَصْفُهُ فَإِذَا اُبْتُلِيَ الْمُسْلِمُ بِبَعْضِ ذَلِكَ كَانَ عَلَيْهِ أَنْ يُجَاهِدَ نَفْسَهُ فِي اللَّهِ وَهُوَ مَأْمُورٌ بِهَذَا الْجِهَادِ لَيْسَ أَمْرًا أَوْجَبَهُ وَحَرَّمَهُ هُوَ عَلَى نَفْسِهِ فَيَكُونُ فِي طَاعَةِ نَفْسِهِ وَهَوَاهُ ؛ بَلْ هُوَ أَمْرٌ حَرَّمَهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا حِيلَةَ فِيهِ ؛ فَيَصِيرُ بِالْمُجَاهِدَة ِ فِي طَاعَةِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ . وَفِي حَدِيثٍ رَوَاهُ أَبُو يَحْيَى الْقَتَّاتُ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ مَرْفُوعًا : { مَنْ عَشِقَ فَعَفَّ وَكَتَمَ وَصَبَرَ ثُمَّ مَاتَ فَهُوَ شَهِيدٌ } وَأَبُو يَحْيَى فِي حَدِيثِهِ نَظَرٌ ؛ لَكِنَّ الْمَعْنَى الَّذِي ذَكَرَهُ دَلَّ عَلَيْهِ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ ؛ فَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَ بِالتَّقْوَى وَالصَّبْرِ فَمِنْ التَّقْوَى أَنْ يَعِفُّ عَنْ كُلِّ مَا حَرَّمَهُ اللَّهُ مِنْ نَظَرٍ بِعَيْنِ وَمِنْ لَفْظٍ بِلِسَانِ وَمِنْ حَرَكَةٍ بِيَدِ وَرِجْلٍ وَمِنْ الصَّبْرِ أَنْ يَصْبِرَ عَنْ شَكْوَى مَا بِهِ إلَى غَيْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ . فَإِنَّ هَذَا هُوَ الصَّبْرُ الْجَمِيلُ . وَأَمَّا الْكِتْمَانُ فَيُرَادُ بِهِ شَيْئَانِ : " أَحَدُهُمَا " أَنْ يَكْتُمَ بَثَّهُ وَأَلَمَهُ فَلَا يَشْكُو إلَى غَيْرِ اللَّهِ فَمَتَى شَكَا إلَى غَيْرِ اللَّهِ نَقَصَ صَبْرُهُ وَهَذَا أَعْلَى الكتمانين ؛ لَكِنَّ هَذَا لَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ كُلُّ أَحَدٍ ؛ بَلْ كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ يَشْكُو مَا بِهِ وَهَذَا عَلَى وَجْهَيْنِ : فَإِنْ شَكَا ذَلِكَ إلَى طَبِيبٍ يَعْرِفُ طِبَّ الْأَدْيَانِ وَمَضَرَّاتِ النُّفُوسِ وَمَنَافِعَهَا ؛ لِيُعَالِجَ نَفْسَهُ بِعِلَاجِ الْإِيمَانِ ؛ فَهَذَا بِمَنْزِلَةِ الْمُسْتَفْتِي وَهَذَا حَسَنٌ . وَإِنْ شَكَا إلَى مَنْ يُعِينُهُ عَلَى الْمُحَرَّمِ فَهَذَا حَرَامٌ وَإِنْ شَكَا إلَى غَيْرِهِ لِمَا فِي الشَّكْوَى مِنْ الرَّاحَةِ كَمَا يَشْكُو الْمُصَابُ مُصِيبَتَهُ إلَى النَّاسِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَقْصِدَ تَعَلُّمَ مَا يَنْفَعُهُ وَلَا الِاسْتِعَانَةَ عَلَى مُصِيبَتِهِ فَهَذَا يُنْقِصُ صَبْرَهُ ؛ وَلَكِنْ لَا يَأْثَمُ مُطْلَقًا إلَّا إذَا اقْتَرَنَ بِهِ مَا يُحَرَّمُ كَالْمُصَابِ الَّذِي يَتَسَخَّطُ . و " الثَّانِي " أَنْ يَكْتُمَ ذَلِكَ فَلَا يَتَحَدَّثُ بِهِ مَعَ النَّاسِ ؛ لِمَا فِي ذَلِكَ مِنْ إظْهَارِ السُّوءِ وَالْفَاحِشَةِ فَإِنَّ النُّفُوسَ إذَا سَمِعْت مِثْلَ هَذَا تَحَرَّكَتْ وَتَشَهَّتْ وَتَمَنَّتْ وتتيمت وَالْإِنْسَانُ مَتَى رَأَى أَوْ سَمِعَ أَوْ تَخَيَّلَ مَنْ يَفْعَلُ مَا يَشْتَهِيهِ كَانَ ذَلِكَ دَاعِيًا لَهُ إلَى الْفِعْلِ وَالتَّشَبُّهِ بِهِ وَالنِّسَاءُ مَتَى رَأَيْنَ الْبَهَائِمَ تَنْزُو الذُّكُورَ مِنْهَا عَلَى الْإِنَاثِ مِلْنَ إلَى الْبَاءَةِ وَالْمُجَامَعَة ِ وَالرَّجُلُ إذَا سَمِعَ مَنْ يَفْعَلُ مَعَ المردان وَالنِّسَاءِ وَرَأَى ذَلِكَ أَوْ تَخَيَّلَهُ فِي نَفْسِهِ دَعَاهُ ذَلِكَ إلَى الْفِعْلِ وَإِذَا ذُكِرَ لِلْإِنْسَانِ طَعَامٌ اشْتَهَاهُ وَمَالَ إلَيْهِ وَإِنْ وُصِفَ لَهُ مَا يَشْتَهِيهِ مِنْ لِبَاسٍ أَوْ امْرَأَةٍ أَوْ مَسْكَنٍ أَوْ غَيْرِهِ مَالَتْ نَفْسُهُ إلَيْهِ وَالْغَرِيبُ عَنْ وَطَنِهِ مَتَى ذُكِّرَ بِالْوَطَنِ حَنَّ إلَيْهِ وَكُلُّ مَا فِي نَفْسِ الْإِنْسَانِ مَحَبَّتُهُ إذَا تَصَوَّرَهُ تَحَرَّكَتْ الْمَحَبَّةُ وَالطَّلَبُ إلَى ذَلِكَ الْمَحْبُوبِ الْمَطْلُوبِ ؛ إمَّا إلَى وَصْفِهِ وَإِمَّا إلَى مُشَاهَدَتِهِ وَكِلَاهُمَا يَحْصُلُ بِهِ تَخَيُّلٌ فِي النَّفْسِ وَقَدْ يَحْصُلُ التَّخَيُّلُ بِالسَّمَاعِ أَوْ الرُّؤْيَةِ أَوْ الْفِكْرِ فِي بَعْضِ الْأُمُورِ الْمُتَعَلِّقَة ِ بِهِ فَإِذَا تَخَيَّلَتْ النَّفْسُ تِلْكَ الْأُمُورَ الْمُتَعَلِّقَة َ انْقَلَبَتْ إلَى مَا تَخَيَّلَتْهُ فَتَحَرَّكَتْ دَاعِيَةُ الْمَحَبَّةِ سَوَاءٌ كَانَتْ مَحَبَّةً مَحْمُودَةً أَوْ مَذْمُومَةً . وَلِهَذَا تَتَحَرَّكُ النُّفُوسُ إلَى الْحَجِّ إذَا ذُكِرَ الْحِجَازُ أَوْ كَانَ أَوَانُ الْحَجِّ أَوْ رَأَى مَنْ يَذْهَبُ إلَى الْحَجِّ مِنْ أَهْلِهِ وَأَقَارِبِهِ أَوْ أَصْحَابِهِ أَوْ غَيْرِهِمْ وَلَوْ لَمْ يَسْمَعْ ذَلِكَ وَيَرَاهُ لَمَا تَحَرَّكَ وَلَا حَدَثَ مِنْهُ دَاعِيَةُ قُوَّتِهِ إلَى ذَلِكَ فَتَتَحَرَّكُ بِذِكْرِ الْأَبْرَقِ وَالْأَجْرَعِ وَالْعَلِيِّ وَنَحْوِ ذَلِكَ ؛ لِأَنَّهُ رَأَى تِلْكَ الْمَنَازِلَ لَمَّا كَانَ ذَاهِبًا إلَى مَحْبُوبِهِ فَصَارَ ذِكْرُهَا يُذَكِّرُهُ بِالْمَحْبُوبِ. وَكَذَلِكَ أَصْحَابُ الْمَتَاجِرِ وَالْأَمْوَالِ إذَا سَمِعَ أَحَدُهُمْ بِالْمَكَاسِبِ تَحَرَّكَتْ دَاعِيَتُهُ إلَى ذَلِكَ وَكَذَلِكَ أَهْلُ الْفُرَجِ وَالتَّنَزُّهِ إذَا رَأَوْا مَنْ يَقْصِدُ ذَلِكَ تَحَرَّكُوا إلَيْهِ وَهَذِهِ الدَّوَاعِي كُلُّهَا مَرْكُوزَةٌ فِي نُفُوسِ بَنِي آدَمَ وَالْإِنْسَانُ ظَلُومٌ جَهُولٌ . وَكَذَلِكَ ذِكْرُ آثَارِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تُذَكِّرُ بِهِ وَتُحَرِّكُ مَحَبَّتَهُ فَالْمُبْتَلَى بِالْفَاحِشَةِ وَالْعِشْقِ إذَا ذَكَرَ مَا بِهِ لِغَيْرِهِ تَحَرَّكَتْ نَفْسُ ذَلِكَ الْغَيْرِ إلَى جِنْسِ ذَلِكَ ؛ لِأَنَّ النُّفُوسَ مَجْبُولَةٌ عَلَى حُبِّ الصُّوَرِ الْجَمِيلَةِ فَإِذَا تَصَوَّرَتْ جِنْسًا تَحَرَّكَ إلَيْهَا الْمَحْبُوبُ . وَلِهَذَا نَهَى اللَّهُ تَعَالَى عَنْ إشَاعَةِ الْفَاحِشَةِ . وَكَذَلِكَ أَمَرَ بِسَتْرِ الْفَوَاحِشِ كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ { مَنْ اُبْتُلِيَ مِنْ هَذِهِ الْقَاذُورَاتِ بِشَيْءِ فَلْيَسْتَتِرْ بِسَتْرِ اللَّهِ فَإِنَّهُ مَنْ يُبْدِ لَنَا صَفْحَتَهُ نُقِمْ عَلَيْهِ كِتَابَ اللَّهِ } وَقَالَ : { كُلُّ أُمَّتِي مُعَافًى إلَّا الْمُجَاهِرِينَ وَإِنَّ مِنْ الْمُجَاهَرَةِ أَنْ يَبِيتَ الرَّجُلُ عَلَى الذَّنْبِ قَدْ سَتَرَهُ اللَّهُ فَيُصْبِحُ يَتَحَدَّثُ بِهِ } فَمَا دَامَ الذَّنْبُ مَسْتُورًا فَعُقُوبَتُهُ عَلَى صَاحِبِهِ خَاصَّةً وَإِذَا ظَهَرَ وَلَمْ يُنْكَرْ كَانَ ضَرَرُهُ عَامًّا فَكَيْفَ إذَا كَانَ فِي ظُهُورِهِ تَحْرِيكٌ لِغَيْرِهِ إلَيْهِ . وَلِهَذَا كَرِهَ الْإِمَامُ أَحْمَد وَغَيْرُهُ إنْشَادَ الْأَشْعَارِ : الْغَزَلِ الرَّقِيقِ ؛ لِأَنَّهُ يُحَرِّكُ النُّفُوسَ إلَى الْفَوَاحِشِ ؛ فَلِهَذَا أَمَرَ مَنْ يُبْتَلَى بِالْعِشْقِ أَنْ يَعِفَّ وَيَكْتُمَ وَيَصْبِرَ فَيَكُونُ حِينَئِذٍ مِمَّنْ قَالَ اللَّهُ فِيهِ : { إنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ } . وَالْمَقْصُودُ أَنَّهُ يُثَابُ عَلَى هَذِهِ الْمُجَاهَدَةِ وَالْمُجَاهِدُ مَنْ جَاهَدَ نَفْسَهُ فِي اللَّهِ . وَأَمَّا الْمُبْتَدِعُون َ فِي الزُّهْدِ وَالْعِبَادَةِ السَّالِكُونَ طَرِيقَ الرُّهْبَانِ فَإِنَّهُمْ قَدْ يَزْهَدُونَ فِي النِّكَاحِ وَفُضُولِ الطَّعَامِ وَالْمَالِ وَنَحْوِ ذَلِكَ . وَهَذَا مَحْمُودٌ ؛ لَكِنْ عَامَّةَ هَؤُلَاءِ لَا بُدَّ أَنْ يَقَعُوا فِي ذُنُوبٍ مِنْ هَذَا الْجِنْسِ كَمَا نَجِدُ كَثِيرًا مِنْهُمْ يُبْتَلَى بِصُحْبَةِ الْأَحْدَاثِ وَإِرْفَاقِ النِّسَاءِ ؛ فَيُبْتَلَوْنَ بِالْمَيْلِ...(3) "

    (1) ابن تيمية، تقيُّ الدّين أحمد عبد الحليم: كتاب مجموع الفتاوى (دار الوفاء،ط3) ، ج14- ص 462.
    (2) الإمام العالم، العلامة الْأَوْحَدُ، الْقُدْوَةُ الْعَارِفُ , الزَّاهِدُ الْعَابِدُ الْوَرِعُ، المجاهد الصّابر المحتسب، بَحْرُ العلوم و بدر النُّجُوم ، سيّد الحفَّاظ و فارسُ المَعانِي و الألفاظ ، علاّمَة الزَّمَانِ و ترجمَانِ القرآنِ، البَحْرُ الزَّاخر و الصَّارم الباتر، مفتي الأمم و مستخرجُ المَعانِي و الحِكَم ، بقيَّةُ السَّلف و قُدوةُ الخلف، مفتي الأنَام، صدر العلماء الأعلام، و شيخُ الإسلام، أَوْحَدُ عَصْرِهِ وَفَرِيدُ دَهْرِهِ، حِلْيَةُ الطَّالِبِينَ وَنُخْبَةُ الرَّاسِخِينَ، العالم الرباني، و الحجة النورانى، المقذوف في قلبه النور القرآني، مَفْخَرُ أَهْلِ الشَّامِ بَقِيَّةُ السَّلَفِ الْكِرَامِ , نَاشِرُ السُّنَّةِ , قَامِعُ الْبِدْعَةِ؛ حفيد علماء أهل السّنة والجماعة أحمد والشّافعي ومالك وأبي حنيفية : أبو العبَّاس ، تقيُّ الدِّين، أحمدُ بنُ عبد الحليم بنِ عبد السَّلام ابن تَيْمِيَّةَ الحرَّانِيّ - قدَّسَ الله روحَه و نَوَّرَ ضريحَهَ، وأسكنه فسيح الجنان، و تغمَّده برضوانِه و رحمتهِ، و أسكنَه بحبُوحة جنَّتِه و أقرَّ أعيُنَنَا في الآخرة برُؤيته.

    (3) كلام ابن تيمية شائق، فلتراجعه هناك حيثُ أشرنا.
    ترجم معاني الشّكر للشّيخ الّذي...بزّ الشّيوخ وفاقَ كل لداتِه
    شيخي سليمان بن علوان إلى ...درب الهدى يهدي مريد نجاتهِ

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    الدولة
    شرقي دمشق
    المشاركات
    169

    افتراضي رد: سلسلة قضايا دينيّة وأدبيّة ولغويّة مع الشّعر والشّعراء

    [الحادي عشر: الشُّعراء الذين يَلْبَسُون درع الاستثناء القرآني]
    قالَ الشّيخ عبد الرّحمن الميداني(1) : فلا غَرْوَ إذن أنْ يكون الشِّعر عنصراً من عناصر الجمال في الكلام. وهنا نقول: إنّ على أصحاب الأهداف النّبيلة والدّعوات الخيِّرة أنْ يُحسِنوا استخدام هذا اللَّون الجمالي من ألوان المؤثرات على النَّفس الإِنسانيَّة، وأن لا يَدَعوا ساحته للشعراء الذين يتَّبِعهم الغاوون، الذين هم في كل وادٍ من أودية أهواء النَّفس وشهواتها، وأودية الضلال والفساد في الأرض يهيمون، والذين هم يقولون ما لا يفعلون.
    إنَّ الشعر سلاح من أسلحة الأدب، وهو وسيلة حياديّة بذاتها، إنْ استُخْدِمت في الخير كانت خيراً، وإنْ استُخدِمت في الشرّ كانت شرّاً. وبوسع المصْلِحين ودُعاة الخير ممَّن لديهم القدرة على كتابة الشِّعر الرفيع أنْ يَلْبَسوا درع قول الله تعالى في سورة (الشعراء/ 26 مصحف/ 47 نزول):
    {إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُواْ اللَّهَ كَثِيراً وَانتَصَرُواْ مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُواْ وَسَيَعْلَمْ الَّذِينَ ظَلَمُو?اْ أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ (227)}.
    بعد أنْ وصف الله واقع حال معظم الشُّعراء بقوله تعالى:
    {وَالشُّعَرَآءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ (224) أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ (226) وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لاَ يَفْعَلُونَ (226)}.
    فالشعراء الذين يهيمون في كلّ وادٍ من أودية الضلال والهوى، والكذب والطعن في الناس ظلماً، والمدح لبعض الناس استجداء، والانتصار بغير حق، ويتبجّحون بشعرهم كذباً وزوراً، فيصفون أنفسهم بالشجاعة وهم الجبناء، وبالكرام وهم البخلاء، وبالعقل وهم السفهاء، وبالعفّة وهم الفُسّاق، ويتحدَّثون عن مغامرات غراميّة لم تحدث، فيفضحون بأكاذيبهم محصنات عفيفات، ويفتخرون بالحَسَب والنَّسب وهم صعاليك لا حَسَب لهم ولا نَسَب، هؤلاء بزخرف الشِّعر الذين يملكون القدرة على صناعته والتأثير بفنونه إنَّما يتَّبعهم من النَّاس الذين سَفِهوا نفوسَهم، فخدعتهم الكلمة المزخرفة ولو كانت باطلاً وزُوراً، ودَعْوةً إلى الشَّرِّ والفساد في الأرض.
    ومن هؤلاء شعراء الحانات، والمواخير، والليالي الحمراء، وشعراء الإِباحيّة، وشعراء المذاهب الضالّة الهدّامة.
    أمّا الشُّعراء الذين يَلْبَسُون درع الاستثناء القرآني فقد برز منه في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم "حسّان بن ثابت - وعبدالله بن رواحة - وكعب بن مالك".
    واتَّخذهم الرسول صلى الله عليه وسلم أسلحة بيانيّة أدبيّة ضدّ شعراء أهل الكُفر والشّرك بالله، وكان يستحثُّهم أحياناً لمجاهدة الكفارين والمُشركين بشعرِهم.
    وظهر في العصور الإِسلاميّة التالية شعر إسلامي كثير، ولكن ظلّت نسبة المبدعين من فحول الشّعراء في جانب الذين يَتَّبِعهم الغاوون هي النِّسبة الأكبر، أمّا الذين درْعَ الاستثناء القرآني فقد كان فيهم موهوبون ذوو قدرات عالية تؤهِّلهم لأن يكونوا من فحول الشُّعراء، إلاَّ أنَّهم فيما أرى آثروا الإِبداع في العلوم الإِسلامية والاشتغال بها عن توجيه كل اهتمامهم للشِّعر، فلم يُبَرِّزوا به كما برّز الآخرون.
    وفي ظنِّي لو أراد الإِمام الشافعي أنْ يكون شاعراً لبزّ أبا نواس في الشِّعر. ولكنّه آثر أنْ يكون عالماً فقيهاً.
    وقد تكون شدّة الحذر من الانزلاق بالشِّعر إلى فئة الّذين يتَّبعهم الغاوون قد كفَّت كثيراً من الذين يملكون في فطرتهم القدرة الشِّعرية العالية عن أن يخوضوا بحور فنونه، ويستخدموه للدّعوة ويبلغوا فيه إلى مستوى فحول الشُّعراء.
    ويَعِدون ولا يَفُون، ويُعَاهِدُون ويَغْدُرون، ويُظْهِرُون صدق الحبِّ وهم الطامعون، فهم يقولون ما لا يفعلون".

    (1) البلاغة العربيّة (بيروت: دار القلم، ط1) ج1- ص83
    ترجم معاني الشّكر للشّيخ الّذي...بزّ الشّيوخ وفاقَ كل لداتِه
    شيخي سليمان بن علوان إلى ...درب الهدى يهدي مريد نجاتهِ

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Sep 2010
    الدولة
    عضوالاتحادالعام للادباءوالكتاب العرب
    المشاركات
    800

    افتراضي رد: سلسلة قضايا دينيّة وأدبيّة ولغويّة مع الشّعر والشّعراء

    احسنت يارجل وسلمت يداك وفوك

  15. #15

    افتراضي رد: سلسلة قضايا دينيّة وأدبيّة ولغويّة مع الشّعر والشّعراء

    أخي المغتسل بماءِ اليَاسَمِين؛ مصطفى صادق الرافعي..
    حجز مقعد في حديقتك الوارفة الظلال..!
    دمتَ محلقًا في أفلاكِ العلمِ أيُّها المبارك.
    تحيّة

    أخوك

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    الدولة
    شرقي دمشق
    المشاركات
    169

    افتراضي رد: سلسلة قضايا دينيّة وأدبيّة ولغويّة مع الشّعر والشّعراء

    أحدكم جعلني رجلا، وأحدكم غسلني بالياسمين، أشكركما على رقّتكما وحسنِ لفظكما، لا أدري ماذا أقول !
    جزاك اللهُ خيرًا أستاذي فالح !
    جزاكَ اللهُ خيرًا أستاذي كريم !
    ترجم معاني الشّكر للشّيخ الّذي...بزّ الشّيوخ وفاقَ كل لداتِه
    شيخي سليمان بن علوان إلى ...درب الهدى يهدي مريد نجاتهِ

  17. #17

    افتراضي رد: سلسلة قضايا دينيّة وأدبيّة ولغويّة مع الشّعر والشّعراء

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مصطفى صادق الرّافعي مشاهدة المشاركة
    [تاسعًا: الثّناء بالشّعرعلى العلماء بما فيهم بلا مبالغة]

    1-"أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فجعل يثني عليه فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إن من البيان سحرا، وإن من الشعر حكما"(1) .


    (1) الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: أحمد شاكر - المصدر: مسند أحمد - لصفحة: 5/30

    خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
    أخي المبارك، السلام عليكم ورحمة الله، وبعد..
    بالنسبة أخي الحبيب لهذا الحديث " إن من البيان لسحرا.. "،،ما القول الفصل في درجة هذا الحديث..؟
    لأنني عرفتُ أن الشيخ الألباني ضعفه..في ضعيف سنن أبي داود.
    رضي الله عنك، وجعلك من المسافرين لخلوات السحر.
    __________
    وليتكَ أخي ترسل لي بريدك على الخاص..

    وكن بخير

    وياسمينة شكر لك (f)

  18. #18
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    الدولة
    اللهم باركـ لنا في شـامنا
    المشاركات
    792

    افتراضي رد: سلسلة قضايا دينيّة وأدبيّة ولغويّة مع الشّعر والشّعراء

    بارك الله في الأخ المصطفى بدينه الصادق بكلامه الرفيع بإخلاقه -والله حسيبه - وجزاك خيرًا .

    ولو تُمعن وتحدِق نظَركَ البصير في هذا البحث ، فترْقِيه ِِ ، وتعْليه ِ ، بأحوالِ مدحِ الشِّعراء .
    يا رب !!
    اجْعلني من الرَّاسخين في العلم

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •