تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 25

الموضوع: قراءةٌ في كتاب ابن ناصر الدين الدمشقي (جامع الآثار).

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    بلاد الحرمين
    المشاركات
    3,043

    افتراضي قراءةٌ في كتاب ابن ناصر الدين الدمشقي (جامع الآثار).

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد الله الجامع لجميل المحاسن والصفات، المتنزه عن قبيح الأقوال والأفعال المنكرات، المعبود حقاً من فوق سبع سماوات، فهو الواحد الأحد، الفرد الصمد، مقدر الأقدار، ومقسم الأعمار، مدبر الأمور بموازينها، ومسير الآجال لخواتيمها.. فسبحانه وتعالى على وفير نعمائه، وجزيل آلائه.
    وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين، سيد الخلق من ولد آدم أجمعين، من قام بالرسالة وبلّغها، وأدى الأمانة وسددها، شفيع الخلق يوم المحشر، وساقي الناس عند الكوثر.. فاللهم صلِّ وسلم عليه ما تعاقب الليل والنهار، واحشرنا في زمرته يوم يقسم الناس إلى الجنة والنار.
    ثم أما بعد..
    فقد أراد الله سبحانه وتعالى أن يكون دور القراءة في مكتبتي على كتاب الإمام الحافظ الحاذق ابن ناصر الدين الدمشقي شمس الدين محمد بن عبد الله القيسي؛ الموسوم بـ(جامع الآثار في مولد النبي المختار صلى الله عليه وسلم) _ والكتاب ليس كما يوحي اسمه، بل هو كتاب سيرة عذب طيب؛ والمراد: أخباره وأحواله منذ الولادة وقبلها حتى، إلى وفاته وبعدها أيضا _، والمطبوع _ وللأسف الشديد؛ ولكنها الطبعة الوحيدة حالياً للكتاب، ففيها من الأخطاء والتصحيف الشيء الكثير _ في دار الكتب العلمية في (7) مجلدات.
    فوجدته كتاباً دسماً غنياً، قد أودع فيه مصنفه فرائد وفوائد، وغرائب وعجائب، وحلّاه بجميل إضافاته، ونادر اقتباساته، فأتى فعلاً سفراً عظيماً قد حوى من العلم أعزره، ومن الفوائد أكثره.. فأردت أن أقوم بتجريد ما يمكن أن يجرد ويقيد، وأضعه للأحبة هنا ليستفيدوا منه إن شاء الله تعالى.
    حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالقوم أعداءٌ له وخصوم
    كضرائر الحسناء قلن لوجهها حسداً وبغضاً إنه لذميم

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    بلاد الحرمين
    المشاركات
    3,043

    افتراضي رد: قراءةٌ في كتاب ابن ناصر الدين الدمشقي (جامع الآثار).

    (1)
    [1/35]
    قال: (وخرّج الشيخ الإمام شيخ الإسلام أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي في كتابه [دلائل النبوة] من حديث يوسف بن موسى؛ قال: حدثنا عبد الملك بن هارون بن عنترة، عن أبيه، عن جده، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما؛ قال: كانت يهود خيبر تقاتل غطفان..
    وخرّجه أبو بكر محمد بن الحسين الآجري في كتاب [الشريعة] من تأليفه ليوسف بن موسى القطان[1]؛ حدثنا عبد الملك بن هارون بن عنترة، عن أبيه، عن جده، عن ابن عباس رضي الله عنهما، فذكره بنحوه، وجعل مكان سعيد بن جبير: ابن عنترة).
    (أقول): أراد أنه ليس في سند الإمام الآجري ذكرٌ لسعيد بن جبير رحمه الله، وهو كذلك في الشريعة رقم (626).
    بل صنيع الحافظ ابن حجر في اتحاف المهرة يؤيد طريق الآجري؛ حيث قال بعد إيراد الخبر: (كم فِي تَفْسِيرِ الْبَقَرَةِ: أنا الشَّيْخُ أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ، ثنا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ هَارُونَ بْنِ عَنْتَرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْهُ، بِهِ. وَقَالَ: أَدَّتِ الضَّرُورَةُ إِلَى إِخْرَاجِهِ فِي التَّفْسِيرِ).
    لكن الذي في المستدرك المطبوع رقم (2969) خلاف هذا؛ حيث أثبت هناك سعيد بن جبير بينهما، ورواه الإمام البيهقي في الدلائل كما سبق من طريق الحاكم كما هنا؛ أي: بإثبات سعيد بن جبير بينهما! فالله أعلم
    وعلى كلٍ فعنترة بن عبد الرحمن هذا ممن يروي عن ابن عباس، ولا أعرف لعنترة رواية عن سعيد بن جبير. فتأمل
    وهذا الإسناد _ أعني: عبد الملك بن هارون، عن أبيه، عن جده _ من أضعف وأنكر الأسانيد وأوهاها.
    وعليه: فالخبر بوجود سعيد أو عدمه = لا يصح.. والأظهر أنه عن عنترة عن ابن عباس. والله أعلم

    [1] هكذا في المطبوع. وهو غير مستقيم.
    حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالقوم أعداءٌ له وخصوم
    كضرائر الحسناء قلن لوجهها حسداً وبغضاً إنه لذميم

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    بلاد الحرمين
    المشاركات
    3,043

    افتراضي رد: قراءةٌ في كتاب ابن ناصر الدين الدمشقي (جامع الآثار).

    (2)
    [1/ 36]
    قال: (وقال آدم بن إياس: حدثنا ورقاء..).
    (أقول): وهذا يشهد لما كنا قد رجحناه وصوبناه في مشاركة سابقة من أن تفسير مجاهدٍ هو لورقاء بن عمر؛ قد أملاه.
    وهذا رابط المشاركة المعنية:
    http://majles.alukah.net/showthread.php?t=21677
    حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالقوم أعداءٌ له وخصوم
    كضرائر الحسناء قلن لوجهها حسداً وبغضاً إنه لذميم

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    بلاد الحرمين
    المشاركات
    3,043

    افتراضي رد: قراءةٌ في كتاب ابن ناصر الدين الدمشقي (جامع الآثار).

    (3)
    [1/42]
    قال: (وحديثه هذا رواه البخاري أيضاً في التفسير من الصحيح؛ فقال: حدثنا عبد الله، حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة، عن هلال بن أبي هلال، فذكره..
    وعبد الله _ شيخ البخاري _ هذا مختلفٌ في نسبه؛ فقال أبو علي بن السكن في روايته عن الفربري عن البخاري: حدثنا عبد الله بن مسلمة. يعني: القعنبي. وذكر أنه القعنبي أيضاً: أبو الوليد بن هشام بن أحمد القاضي.
    وذكر أبو نصر الكلاباذي، وأبو قاسم اللالكائي: أنه عبد الله بن صالح العجلي.
    وذكر أبو مسعود الدمشقي: أنه عبد الله بن رجاء. وقال عبد العزيز النخشبي: أظنه ابن رجاء.
    وقال أبو علي الغساني: هو عبد الله بن صالح كاتب الليث.
    وصوب هذا الحافظ أبو الحجاج المزي، وعضده برواية البخاري له في كتابه الذي ألفه في الأدب، ثم عقبه بحديثه عن محمد بن سنان، عن فليح. كما رواه في صحيحه بهذين الإسنادين.
    والبخاري مكثرٌ عن كاتب الليث، كما أن كتاب الليث مكثرٌ عن عبد العزيز بن أبي سلمة، والعجلي ذكر له في التاريخ ترجمة مختصرة جداً، ولم يرو فيها شيئا، بل روى في التاريخ عن رجلٍ، عنه.
    قال المزي: فهذا يؤكد أنه لم يلقه، ولا وجدنا أيضا للعجلي رواية عن عبد العزيز بن أبي سلمة سوى حديثه عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر رضي الله عنهما: "الظلم ظلمات يوم القيامة". انتهى).
    (أقول): قال ابن عبد البر في (إثارة الفوائد) بعد روايته لهذا الخبر: (رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ مِنْ حَدِيثِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ كَمَا رَوَيْنَاهُ).
    وقال البخاري نفسه في (الأدب المفرد): (حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ؛ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ هِلالِ بْنِ أَبِي هِلالٍ..).
    بينما روى البيهقي في (الدلائل) قال: (أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ؛ قَالَ: أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ؛ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَلِيٍّ؛ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ؛ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ هِلالِ بْنِ أَبِي هِلالٍ..
    رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ غَيْرَ مَنْسُوبٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، قِيلَ: هُوَ ابْنُ رَجَاءٍ، وَقِيلَ: هُوَ ابْنُ صَالِحٍ، وَالأَشْبَهُ أَنْ يَكُونَ ابْنَ رَجَاءٍ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ).
    بل الأظهر الأشبه أنه: عبد الله بن صالح الجهني كاتب الليث. والله أعلم
    حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالقوم أعداءٌ له وخصوم
    كضرائر الحسناء قلن لوجهها حسداً وبغضاً إنه لذميم

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    بلاد الحرمين
    المشاركات
    3,043

    افتراضي رد: قراءةٌ في كتاب ابن ناصر الدين الدمشقي (جامع الآثار).

    (4)
    [1/44]
    قال: (ورواه أبو محمد القاسم بن ثابت بن حزم العوفي السرقسطي الإمام اللغوي في كتاب "الدلائل في شرح غريب الحديث"، وهو كتاب أمتع من كتاب أبي عبيدة، والقتيبي. كتبه أبو علي البغدادي بخطه، وكان يقول: لم يوضع بالأندلس مثله. وهذا الكتاب جمعه قاسم وأبوه ثابت معاً، لأن قاسما ابتدأه أولا؛ وعاجلته المنية عن إتمامه، لأنه مع براعة علمه كان من أهل الورع والزهد، فأريد على قضاء سرقسطة؛ فأبى، وأراده أبوه على ذلك، فسأله أن يتركه ثلاثاً لينظر في أمره، فمات قبل انقضائها، فيرون أنه دعا لنفسه بالموت، وكان موصوفا بإجابة الدعوة، وكانت وفاته سنة ثنتين وثلاث مئة، فأكمل أبوه ثابت الكتاب بعده، وكان سماعهما واحداً ورحلتهما واحدة، وتوفي أبوه بعده سنة ثلاث عشرة وثلاث مئة.
    وقال الحميدي في "تاريخه": سنة أربع عشرة. فبذلك كان ثابت بن قاسم بن ثابت يروي الكتاب عن ابنه[1] إجازةً؛ لأنه كان حين وفاته صغيرا، ويرويه عن جده قراءة عليه؛ لأنه أدركه كبيرا فقرأه عليه. لخصته بزيادة من برنامج الحافظ أبي الربيع سليمان بن موسى بن سالم الكلاعي).
    (أقول): لم أر من ذكر تعاقب الابن قاسم والأب ثابت على تصنيف هذا الكتاب غير الكلاعي في برنامجه.. بينما أشار إلى ذلك ابن خير في "فهرسته" إشارة بصيغة التمريض.
    إلا أن صاحب "تاريخ علماء الأندلس" قال: (اخترمت المنية القاسم ولم يكن قد أظهر كتاب "الدلائل" وأُخذ عنه، فقام بهذه المهمة والده ثابت بن حزم الذي طال به العمر حتى أقرأ كتاب "الدلائل" وحمل عنه).
    قال ابن خير الأشبيلي في "فهرسته" بعد أن ساق سنده إلى الكتاب إلى أبو الفضل عباس بن عمرو الصقلي؛ قال: (حدثنا به ثابت بن قاسم بن ثابت؛ قال: حدثني به أبي قاسم بن ثابت رحمه الله إجازة، وحدثني به ثابت بن حزم قراءة مني عليه؛ إذ مات أبي وأنا صغير، وعُمّر جدي حتى أخذت عنه الكتاب وسمعته منه.
    وكان سماعهما واحداً، ورحلتهما واحدة، ويقال: إنهما اشتركا في تأليفه).

    [1] هكذا في المطبوع، وهو خطأ.. صوابه: أبيه. لأن الكلام الآن عن الحفيد ابن الابن.
    حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالقوم أعداءٌ له وخصوم
    كضرائر الحسناء قلن لوجهها حسداً وبغضاً إنه لذميم

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    بلاد الحرمين
    المشاركات
    3,043

    افتراضي رد: قراءةٌ في كتاب ابن ناصر الدين الدمشقي (جامع الآثار).

    (5)
    [1/80]
    قال: (وروى محمد بن إسحاق من حديث عدي بن عميرة أبي زرارة الكندي رضي الله عنه قال: كَانَ بِأَرْضِنَا حَبْرٌ مِنَ الْيَهُودِ يُقَالُ لَهُ: ابْنُ شَهْلَا، فَالْتَقَيْتُ أَنَا وَهُوَ؛ فَقَالَ: إِنِّي أَجِدُ فِي كِتَابِ اللَّهِ أَنَّ أَصْحَابَ الْفِرْدَوْسِ قَوْمٌ يَعْبُدُونَ الله رَبَّهُمْ عَلَى وُجُوهِهِمْ، لَا وَاللَّهِ مَا أَعْلَمُ هَذِهِ الصِّفَةَ إِلَّا فِينَا مَعْشَرَ يَهُودَ، وَأَجِدُ نَبِيَّهَا يَخْرُجُ مِنَ الْيَمَنِ، لا نَرَاهُ يَخْرُجُ إِلا مِنَّا.
    قَالَ عَدِيٌّ رضي الله عنه: فَوَاللَّهِ مَا لبث حَتَّى بَلَغَنَا أَنَّ رَجُلًا مِنْ بَنِي هَاشِمٍ قَدْ تَنَبَّأَ، فَذَكَرْتُ حَدِيثَ ابْنِ شَهْلَا، فَخَرَجْتُ إليه، فَإِذَا هُوَ وَمَنْ مَعَهُ يَسْجُدُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ، وَيَزْعُمُونَ أَنَّ إِلَهَهُمْ فِي السَّمَاءِ.
    حديثٌ غريب؛ قاله الحافظ أبو عبد الله الذهبي فيما وجدته بخطه في كتابه "العلو للعلي الأعلى عز وجل").
    (أقول): هو في كتاب "العلو" 1/26.. وهذا الحديث تفرد بروايته ابن قدامة رحمه الله في كتاب "اثبات صفة العلو" رقم (7)؛ فيما أعلم.
    حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالقوم أعداءٌ له وخصوم
    كضرائر الحسناء قلن لوجهها حسداً وبغضاً إنه لذميم

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    بلاد الحرمين
    المشاركات
    3,043

    افتراضي رد: قراءةٌ في كتاب ابن ناصر الدين الدمشقي (جامع الآثار).

    (6)
    [1/99]
    قال: (عبد الله بن قدامة هو: أبو صخر العقيلي فيما قيل، ويرده ما رواه سالم بن نوح أبو سعيد البصري العطار، عن الجريري، عن عبد الله بن قدامة، عن أبي صخر العقيلي؛ وذكر الحديث).
    (أقول): قد اختلف اختلافاً كثيراً هل هما اثنان أم واحد بناءً على عدم ضبط وتحرير رجال الأسانيد وطرقها.. والعقيلي هذا لا يعرف إلا في هذا الحديث من علامات النبوة فقط.
    والصحيح الصواب أن اسمه كنيته: أبو صخر العقيلي.. وأن تسميته بعبد الله بن قدامة = وهم.
    فلا يعرف حديثه إلا من طريق عبد الله بن شقيق العقيلي؛ وقد تحرف في كثيرٍ من النسخ والمصنفات ولم يضبط، وهذا الذي جعل الناس يختلفون فيه.
    وقد أخطأ من فرق بينهما وجعلهما اثنان بناءً على رواية سالم بن نوح الخاطئة هذه كما عند المؤلف.. وهذا هو الذي جعله يقول كلامه الأخير هذا.
    فقد أتى على الصواب هذا الحديث من طريقه _ أعني: سالماً بن نوح _ وعبد الله فيه؛ هو: ابن شقيق، لا ابن قدامة.. وهذا يؤيد ما قدمناه من صواب اسمه.
    قال ابن الأثير في "أسد الغابة": (روى سالم بن نوح، عن سعيد الجريري، عن عبد الله بن شقيق، عن أبي صخر _ رجل من بني عقيل _؛ قال: قدمت المدينة..).
    بينما قال ابن منده في "معرفة الصحابة": (ورواه سالم بن نوح، عن الجريري، عن عبد الله بن قدامة أبي صخر العقيلي بهذا).. فأسقط عبد الله بن شقيق، وجعل الرواية عن عبد الله بن قدامة مباشرة.. وعندي أن هذا كله تصحيف؛ فعبد الله هنا؛ هو: ابن شقيق، وسقط حرف "عن" بينهما.
    قال ابن عبد البر في "الاستيعاب" (روى عنه عَبْد اللَّهِ بْن شقيق حديثًا حسنًا فِي أعلام النبوة وشهادة اليهودي له وَهُوَ يجود بالموت، بأنه موجود صفته فِي التوراة).
    وقال أبو نعيم في "معرفة الصحابة": (وَحَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الْغِطْرِيفِيُّ ، ثنا الْهَيْثَمُ بْنُ خَلَفٍ وَالْقَاسِمُ بْنُ زَكَرِيَّا الْمُطَرِّزُ؛ قَالُوا: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، ثنا سَالِمُ بْنُ نُوحٍ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ أَبِي صَخْرٍ _ رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَقِيلٍ _؛ قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ..).
    كما قال ابن سعد في "الطبقات": (أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ الصَّلْتِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ أَبِي صَخْرٍ الْعُقَيْلِيِّ؛ قَالَ: خَرَجْتُ إِلَى الْمَدِينَةِ فَتَلَقَّانِي رَسُولُ اللَّهِ..).. فتابع الصلت الجريري على الصواب.. وإن كان الصلت متكلماً فيه جداً؛ إلا أن ذلك أبان لنا صحة ما تقرر أعلاه من أنه: أبو صخرٍ العقيلي؛ هكذا دون تسمية مفصلة.. وهذه المتابعة مهمة جداً في تقوية هذا الطريق من رواية الجريري قبلها؛ فإنه سيأتي بعدُ أنه قد حمل عنه هذا الحديث بعد اختلاطه وتغيره _ أعني: الجريري _.
    فكل من ترجم له من أهل العلم والرسوخ ممن ألف في الصحابة؛ لم يذكره إلا بأبي صخر العقيلي، وغير ما ذكر أعلاه الإمام مسلم رحمه الله في كتاب الصحابة له، وكذا الإمام البخاري.
    قال الإمام مسلم في "الكنى والأسماء" (أبو صخر العقيلي: عن النبي صلى الله عليه وسلم، روى عنه عبد الله بن شقيق).

    أما الطريق الذي روي عن الجريري بأوجه مختلفةٍ مضطربة؛ فإنه يروي كل طورٍ منها راوٍ مختلف:
    فقوله فيه: (عَنْ أَبِي صَخْرٍ الْعُقَيْلِيِّ؛ قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنَ الْأَعْرَابِ؛ قَالَ: جَلَبْتُ..).. رواه إسماعيل بن علية.
    وقوله فيه: (عن عبد الله بن قدامة؛ قال: حدثني رجل أعرابي؛ قال: جلبت..).. رواه عبد الوهاب بن عطاء.
    وقوله فيه: (عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُدَامَةَ بْنِ صَخْرٍ الْعُقَيْلِيِّ، حَدَّثَنِي أَعْرَابِيٌّ؛ قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ بِجَلُوبَةٍ..).. رواه حماد بن سلمة.
    فهذا لا شيء؛ فإنه مما روي عنه بعد اختلاطه وتغيره كما سبقت الإشارة إليه، وهذا ظاهرٌ واضحٌ لمن تدبر وسبر.. فهنا قد خلط بين شخصيتين؛ فهو يعلم أنهما بعده اثنين، لكنه لم يميزهما كما كان يميزهما سابقاً؛ فخلط بينهما خلطاً واضحاً كما تراه.
    ومن هذا الجانب وهم من قال أن أبو صخر العقيلي هو: عبد الله بن قدامة معتمداً على هذا!!
    فلذلك استغرب بعض الأئمة هذه الأوجه لما رووها؛ فقال ابن منده: (هكذا رواه عبد الوهاب، وقال: عن رجل أعرابي).. وقال أبو نعيم وابن الأثير: (رواه عبد الوهاب بن عطاء، عن الجريري، عن عبد الله بن قدامة، عن رجل أعرابي ولم يسمه)..
    بل أن رواية حماد بن سلمة زيادة على خلط الجريري فيها؛ زادت خلط حمادٍ فيها أيضا؛ قال ابن قدامة في "منتخب العلل": (وَقَالَ مُهَنَّأٌ: سَأَلْتُ أَحْمَدَ عَنْ حَدِيثٍ حَدَّثَنَا بِهِ خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ صَخْرِ بْنِ قُدَامَةَ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لا يُولَدُ بَعْدَ مِائَةِ سَنَةٍ مَوْلُودٌ لِلَّهِ فِيهِ حَاجَةٌ" قَالَ أَيُّوبُ: فَلَقِيتُ صَخْرَ بْنَ قُدَامَةَ فَسَأَلْتُهُ عَنْهُ فَلَمْ يَعْرِفْهُ.
    قَالَ _ أي: مهنا _: وَسَأَلْتُهُ عَنْ حَدِيثٍ حَدَّثَنَاهُ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ؛ قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ: سُئِلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قُدَامَةَ بْنِ صَخْرٍ الْعُقَيْلِيّ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ، فَلَقِيتُهُ عَلَى بَابِ دَارِ الإِمَارَةِ، فَذَكَرْتُ لَهُ؛ فَقَالَ: زَعَمَ أَبُو ذَرٍّ أَنَّهُمْ كَانُوا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَ الْحَدِيثَ. ثُمَّ قَالَ: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ لَيْسَ الْيَوْمَ نَفْسٌ مَنْفُوسَةٌ يَأْتِي عَلَيْهَا مِائَةُ سَنَةٍ يَعْتَمِلُ اللَّهُ بِهَا شَيْئًا".
    قَالَ أَحْمَدُ _ يعني الإمام _: لَيْسَا بِصَحِيحَيْنِ، وَهُمَا مُنْكَرَانِ).
    والخبر هذا الأخير عن حماد مروي بغير هذا المتن تقريباً مع بقاء السند _ كالطحاوي في مشكل الآثار (13)، وابن أبي الدنيا في العقوبات (145) _؛ وهذا كله يؤيد تخبط حماد بن سلمة في هذا الخبر وما قبله.

    فبان بهذا كله صواب ما قررناه سابقاً ولله الحمد والمنة؛ من أنه: أبو صخر العقيلي هكذا، والراوي عنه هو: عبد الله بن شقيق العقيلي.. فاظفر بهذا فلن تجده في غير هذا الموضع. والله تعالى أعلم
    حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالقوم أعداءٌ له وخصوم
    كضرائر الحسناء قلن لوجهها حسداً وبغضاً إنه لذميم

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    بلاد الحرمين
    المشاركات
    3,043

    افتراضي رد: قراءةٌ في كتاب ابن ناصر الدين الدمشقي (جامع الآثار).

    (7)
    [1/138]
    قال بعد أن روى حديث أبي ذر في السؤال عن صحف موسى؛ وذكره طريق عائذ الله: (وسيأتي إن شاء الله تعالى في هذه الرواية: عن أبي عائذ، وفي التي قبلها: عن ابن عائذ. وكلاهما وهم. والله أعلم
    وصوابه: عن عائذ، وهو: ابن[1] إدريس الخولاني. وقد زعم بعضهم أن هذا الحديث مركبٌ من أحاديث؛ فالله أعلم).
    (أقول): وهو على الصواب عند ابن حبان في صحيحه رقم (361)، والآجري في الأربعين رقم (40)، والخلعي في حديثه (مخطوط)، وأبو نعيم في الحلية، و الطبري في التاريخ، وابن عساكر في تاريخه (55/239).

    [1] هكذا في المطبوع، وهو خطأ؛ صوابه: أبو.
    حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالقوم أعداءٌ له وخصوم
    كضرائر الحسناء قلن لوجهها حسداً وبغضاً إنه لذميم

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    بلاد الحرمين
    المشاركات
    3,043

    افتراضي رد: قراءةٌ في كتاب ابن ناصر الدين الدمشقي (جامع الآثار).

    (8)


    [1/157]

    قال بعد أن روى قصة إسلام سلمان الفارسي من طريق الحاكم في مستدركه: (قال الحاكم: هذا حديث صحيحٌ عالٍ في إسلام سلمان رضي الله عنه؛ ولم يخرجاه.
    قلت: منعهما من تخريجه والله أعلم ضعف علي بن عاصم، والانقطاع بين سماك وزيد بن صوحان؛ فإن سماكاً لم يدركه حسبما جزم به الذهبي في "تاريخ الإسلام".. فأنا أستبعده؛ فسماك أدرك ثمانين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم).
    (أقوال): قال الذهبي في "تاريخ الإسلام" (وَهَذَا الْحَدِيثُ يُشْبِهُ حَدِيثَ مَسْلَمَةَ الْمُزَنِيِّ، لأَنَّ الْحَدِيثَيْنِ يَرْجِعَانِ إِلَى سِمَاكٍ، وَلَكِنْ قَالَ هُنَا: عَنْ زَيْدِ بْنِ صُوحَانَ، فَهُوَ مُنْقَطِعٌ؛ فَإِنَّهُ لَمْ يُدْرِكْ زَيْدَ بْنَ صُوحَانَ، وَعَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ ضَعِيفٌ كَثِيرُ الْوَهْمِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ).
    بينما قال في "سير الأعلام": (هَذَا حديث جيد الإسناد حكم الحاكم بصحته).
    لكن الصحيح أن ما في "تاريخ الإسلام" هو مسبور قوله رحمه الله.. فأما ضعف علي بن عاصم؛ فلا شك في ذلك.. أما الانقطاع لعدم سماع سماك من زيد؛ فهذا الأظهر الأقرب، ومن تتبع رواياته التي يرويها عرف أنه لم يلقه بل يروي عنه بواسطة. والله أعلم
    فقول ابن ناصر الدين: (أنا أستبعده؛ فسماك أدرك ثمانين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم) ليس بحجة ولا مانع، فلا يلزم من الإدراك الاستيعاب أو الرواية؛ على أن هذا العدد أصلاً فيه نظر؛ فهو مما تفرد بروايته حماد بن سلمة عنه.
    حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالقوم أعداءٌ له وخصوم
    كضرائر الحسناء قلن لوجهها حسداً وبغضاً إنه لذميم

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    بلاد الحرمين
    المشاركات
    3,043

    افتراضي رد: قراءةٌ في كتاب ابن ناصر الدين الدمشقي (جامع الآثار).

    (9)


    [1/168]

    قال بعد أن روى حديث جبير بن مطعم في خروجه للشام في علامات النبوة: (وخرجه البخاري في "تاريخه الكبير" عن محمد _ غير منسوب _، عن محمد بن عمر بن سعيد المذكور، بنحوه).
    (أقول): الذي في "التاريخ الكبير" هكذا: (قَالَ مُحَمَّد: حدثني مَحْمُود بْن عُمَر؛ قَالَ: حدثتنا أم عثمان سَعِيد..).
    وهنا تعارض أمرين اثنين في ترجيح وتعيين من هو محمدٌ هذا:
    فأتى عند قوم السنة في "علامات النبوة" أنه الإمام البخاري نفسه؛ حيث قال: (ذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ؛ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مِنْ آلِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعَمٍ؛ قَالَ: حَدَّثَتْنَا أُمُّ عُثْمَانَ بِنْتُ سَعِيدٍ..).
    بينما روى الطبراني في معجميه الأوسط والكبير، وأبو نعيم في دلائل النبوة؛ قالا: (حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ بْنِ عُمَرَ وَرَّاقٌ الْحُمَيْدِيُّ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مِنْ وَلَدِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، حَدَّثَتْنِي أُمُّ عُثْمَانَ بِنْتُ سَعِيدٍ..).

    ففصل النزاع أنه لا يعرف للإمام البخاري روايةً عن وراق الحميدي بالمرة؛ وهو يعد من أقرانه.. فالأظهر الأقوى أن محمداً غير المنسوب = الإمام البخاري نفسه، ويؤيده ما عند قوام السنة رحمه الله تعالى،ويكون طريق محمد بن إدريس متابعة له.
    حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالقوم أعداءٌ له وخصوم
    كضرائر الحسناء قلن لوجهها حسداً وبغضاً إنه لذميم

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    بلاد الحرمين
    المشاركات
    3,043

    افتراضي رد: قراءةٌ في كتاب ابن ناصر الدين الدمشقي (جامع الآثار).

    (10)
    [1/228]
    روى بسنده قال: (نبأنا الإمام القاضي أبو المحاسن يوسف بن موسى بن محمد بن أحمد بن أبي تلين الملطي الحنفي _ قدم علينا دمشق _؛ قال: أبأنا الحافظ مغلطاي بن عبد الله قليج البكجري بالقاهرة في سلخ ذي القعدة سنة ستين وسبع مئة؛ قال: النجاشي: اسم لكل من ملك الحبشة؛ وتسميه المتأخرون: الأمجري[1]. وخاقان: لمن ملك الترك. وقيصر: لمن ملك الروم. وتبع: لمن ملك اليمن، فإن ترشح للملك سمي: قيلا. وبطليموس: لمن ملك اليونان. والفطيون: لمن ملك اليهود، هكذا قاله ابن خرداذبة؛ والمعروف مالخ، ثم رأس الجالوت. والنمروذ: لمن ملك الصابئة. ودهمان ونضفور: لمن ملك الهند. وفور: لمن ملك السند. وتغيور: لمن ملك الصين. والهياج: لمن ملك الزنج، وغانا أيضاً. والأصفر: لمن ملك علوا. ورتبيل: لمن ملك الخزر. وكابل: لمن ملك النوبة. وماجد: لمن ملك الصقالبة. وشهرمان: لمن ملك خلاط. والأذفونش: لأكبر ملوك الفرنج. وفرعون: لمن ملك مصر والشام. والعزيز: لمن ملك الإسكندرية، ويقال: المقوقس. والنعمان: لمن ملك العرب من ملك العجم. وجالوت: لمن ملك البربر.
    وفي بعض ما ذكر مغلطاي نظر.
    ومما فاته: كسرى: لمن ملك الفرس.. وفاته: الأفشين: لقب لمن ملك أشروسنة؛ وهي بلدة كبيرة بما وراء النهر بين سيحون وسمرقند.
    ومما ذكر مع هؤلاء: أمير المؤمنين في الإسلام؛ أول من تسمى به عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
    قال ابن دحية: وكان يسمى به قَبْلُ مسيلمة الكذاب؛ خرجه البخاري في قصة وحشي.
    وردّ هذا الحافظ أبو عمر ابن الصلاح؛ فوجدته بخط شيخ الإسلام أبي زكريا يحيى بن شرف النووي رحمه الله؛ قال الشيخ تقي الدين ابن الصلاح رحمه الله: ليس كما قال _ أي: ابن دحية _، فإنه ليس فيه أكثر من أن الصائحة صاحت لما أصيب مسيلمة: وا أمير المؤمنين! ولا يلزم من ذلك تسميةً، أو تسميته بذلك على ما لا يخفى. والله أعلم).
    (أقول): لازم قول هذه المرأة النائحة مناديةً مسيلمة بهذا اللقب = تلقبه به قبل ذلك ومعرفته عندهم به.. وصنيع ابن دحية هو مجرد استنتاج أدى له تفكره في هذا، وهو لم يقله من تلقاء نفسه؛ بل استند فيه إلى نص صحيح ثابت في هذا الأمر.
    ولكن العبرة هنا بصحة هذا الإنزال وسلامته من الإبطال؛ وهنا إنزال هذا اللقب على مسيلمة لا يصح بل هو باطل؛ فليس هو بمؤمن ولم يتأمر على مؤمنين.. فيكون أول من تلقب به حقاً وصدقاً لصحة الإنزال وسلامته من الإبطال = عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

    [1] هكذا في المطبوع. والأظهر أنه مصحف، وليس عندي أصلٌ خطي للكتاب، ولم أقف على من نقل هذا النص عن مغلطاي؛ فقد تفرد به ابن ناصر الدين هنا.
    حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالقوم أعداءٌ له وخصوم
    كضرائر الحسناء قلن لوجهها حسداً وبغضاً إنه لذميم

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    بلاد الحرمين
    المشاركات
    3,043

    افتراضي رد: قراءةٌ في كتاب ابن ناصر الدين الدمشقي (جامع الآثار).

    (11)


    [1/231]

    قال: (وقال الإمام أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن منده: أخبرنا إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن عبد العزيز بن عفير بن عبد العزيز بن السفر بن عفير بن زرعة بن سيف ذي يزن، حدثنا عمي أبو رحى أحمد بن حنش بن عبد العزيز، حدثني عمي محمد بن عبد العزيز، حدثني أبي عبد العزيز بن السفر، حدثني أبي السفر بن عفير، عن أبيه زرعة بن سيف ذي يزن الحميري رضي الله عنه قال: لما ظهر جدي سيف على الحبشة..
    هذا الإسناد متصل مشهور من حديث أولاده بحمص، وعقبهم بها؛ قاله أبو عبد الله ابن منده. ونسب شيخه إبراهيم بن عبد الله الذي ذكره يخالف الإسناد الذي ساقه، من تأمل ذلك عرفه.

    وقال أبو نعيم في "الدلائل": أُخبرت عن أبي الحسين علي بن إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن عبد العزيز بن عفير بن عبد العزيز بن السفر بن عفير بن زرعة بن سيف بن ذي يزن، حدثني أبو يزن إبراهيم، حدثنا عمي أحمد بن محمد أبو رحى، حدثنا عمي محمد بن عبد العزيز؛ وذكر الحديث بطوله).
    (أقول): لم أجده في الدلائل المطبوع لأبي نعيم، وهو في دلائل البيهقي رقم (380) ومن طريقه ابن عساكر في التاريخ 6/280.
    وقد رواه البيهقي من طريق محمد بن صالح المعافري؛ متابعاً به طريق علي بن إبراهيم عند أبو نعيم.. ولكن باختلاف كبيرٍ في الأسماء بالنسبة لسند أبو نعيم، وموافقة لسند ابن منده؛ حيث قال: (أَخْبَرَنَا أَبُو سَهْلٍ مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرَوَيْهِ بْنِ أَحْمَدَ الْمَرْوَزِيُّ بِنَيْسَابُورَ؛ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ الْمَعَافِرِيُّ ؛ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يَزَنَ الْحِمْيَرِيُّ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُفَيْرٍ [بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُفَيْرِ][1] بْنِ زُرْعَةَ بْنِ سَيْفِ بْنِ ذِي يَزَنَ؛ قَالَ: حَدَّثَني عَمِّي أَحْمَدُ بْنُ حُبَيْشِ[2] بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ؛ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي؛ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَبْدُ الْعَزِيزِ؛ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عُفَيْرٌ؛ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي زُرْعَةُ بْنُ سَيْفِ بْنِ ذِي يَزَنَ: لَمَّا ظَهَرَ سَيْفُ..).

    [1] ما بين المعقوفين ساقط من تاريخ دمشق. ومن تتبع السند وجد أن الصواب إسقاطه؛ وأنه مقحمٌ في سند البيهقي، بل ومقحمٌ في سند ابن منده، ولذلك قال ابن ناصر الدين قوله السابق: (ونسب شيخه إبراهيم بن عبد الله الذي ذكره يخالف الإسناد الذي ساقه، من تأمل ذلك عرفه).
    أما سند أبو نعيم فالأظهر أنه وهمٌ كله؛ فإنه قال: (أخبرت) فلم يجود هذا المخبر نقله على الصواب.

    [2] في تاريخ دمشق: حنيس.
    حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالقوم أعداءٌ له وخصوم
    كضرائر الحسناء قلن لوجهها حسداً وبغضاً إنه لذميم

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    بلاد الحرمين
    المشاركات
    3,043

    افتراضي رد: قراءةٌ في كتاب ابن ناصر الدين الدمشقي (جامع الآثار).

    (12)
    [1/237]
    قال: (وجاء عن أبي عطية عبد الرحيم بن محرز بن عبد الله بن محرز بن سعيد بن حيان بن مدرك الفزاري: حدثنا أحمد بن تبوك بن خالد أبو الميمون السلمي، عَن هِشَامِ بْن مُحَمَّد بْن السَّائِبِ، حدثني أبي، عن أبي صالح، عَن ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ فِي حَدِيثِ الأَوَّلِينَ لعَجَبًا، حَدَّثَنِي حَاضِنِي أَبُو كَبْشَةَ، عَن مَشْيَخَةِ خُزَاعَةَ: أَنَّهُمْ أَرَادُوا دَفْنَ سَلُولِ بْن أَبِي حَبَشِيَّةَ، وَكَانَ سَيِّدًا مُعَظَّمًا شَرِيفًا، فَأَتَوْا مَقْبَرَتَهُمْ فَحَفَرُوا لَهُ، فَوَقَعُوا عَلَى بَابٍ مُغْلَقٍ فَفَتَحُوهُ، فَإِذَا فِيهِ سَرِيرٌ، وَعَلَيْهِ رَجُلٌ عَلَيْهِ حُلَلٌ عِدَّةٌ، وَعِنْدَ رَأْسِهِ كِتَابٌ فِيهِ: [أَنَا][1] أَبُو شِمْرٍ ذُو النُّونِ، مَأْوَى الْمَسَاكِينِ، وَمُسْتَعَاذُ الْغَارِمِينَ، وَرَأْسُ مَشَابَةِ[2] الْمُسْتَصْرِخِ ينَ، أَخَذَنِي الْمَوْتُ غَصْبًا، وَأَوْرَثَنِي بِقُوَّتِهِ أَرْضًا، وَقَدْ أَعْيَا الْمُلُوكَ الْجَبَابِرَةَ، وَالْأَبَالِجَة َ وَالْقَسَاوِرَة َ". قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "وَكَانَ ذُو النُّونِ سَيْفُ بْن ذِي يَزِنَ ".
    إسناده تالف جداً، وأبو عطية عبد الرحيم راوي هذا = جده مدرك بن زياد الصحابي، قدم مع أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنهما الشام فتوفي بدمشق في قرية يقال لَهَا: راوية[3]، وَكَانَ أول مسلم دفن بِهَا.
    قاله أبو بكر أحمد بن عبد الكريم بن يعقوب الحلبي المؤدب بحمص، عن أبي عمير عدي بن أحمد بن عبد الباقي الأذني، وهو الراوي عن أبي عطية المذكور [في][4] هذا الحديث.).
    (أقول): روى قوله هذا بسنده إليه ابن عساكر في تاريخ دمشق؛ قال: (أَنْبَأَنَا أَبَوَا الْحَسَنِ الْفَقِيهَانِ؛ قَالا: أنا أَبُو نَصْرٍ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَلابٍ. (ح) وَقَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْقَاسِمِ الْخَضِرِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدَانَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْحَدِيدِ؛ قَالا: أنا مُسَدَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحِمْصِيُّ، نا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ يَعْقُوبَ الْحَلَبِيُّ، نا أَبُو عُمَيْرٍ عَدِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْبَاقِي، أنا أَبُو عَطِيَّةَ عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ مُحَرِّزِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحْرِزِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ حَيَّانَ بْنِ مُدْرَكِ بْنِ زِيَادٍ الْفَزَارِيُّ _ وَمُدْرَكُ بْنُ زِيَادٍ صَاحِبُ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَقَدِمَ مَعَ أَبِي عُبَيْدَةَ، فَتُوُفِّيَ بِدِمَشْقَ بِقَرْيَةٍ يُقَالُ لَهَا: رَاوِيَةُ، وَكَانَ أَوَّلَ مُسْلِمٍ دُفِنَ بِهَا _، نا أَحْمَدُ بْنُ تَبُوكَ بْنِ خَالِدٍ أَبُو مَيْمُونٍ السُّلَمِيُّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ..).
    قال ابن عساكر: (لم أجد ذكر مدرك من غير هذا الوجه).

    وقول ابن ناصر الدين: (إسناده تالف جداً).. أقول: بل هو موضوع مفترى مكذوب، ولا يأتي سندٌ فيه هؤلاء؛ إلا وحديثه موضوع مفترى. فتنبه
    عبد الرحيم، وأحمد مجهولا الحال لا العين؛ ليسا من أهل الرواية والتحديث، وهشام كذاب متروكٌ، وأبوه أكذب منه وأسقط، وأبو صالح باذام كذابٌ مثلهم هو الآخر؛ يحدث عن ابن عباس ولم يسمع منه ولم يره، وإذا روى عنه الكلبي فليس بشيء.. بل ثلاثتهم لا يساوون شيئا نسأل الله السلامة. فتنبه

    [1] ساقط من المطبوع.

    [2] في تاريخ دمشق: مثابة. ولعله الأظهر.

    [3] تصحف في أسد الغابة إلى: زاوية.

    [4] ساقط من المطبوع.
    حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالقوم أعداءٌ له وخصوم
    كضرائر الحسناء قلن لوجهها حسداً وبغضاً إنه لذميم

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    بلاد الحرمين
    المشاركات
    3,043

    افتراضي رد: قراءةٌ في كتاب ابن ناصر الدين الدمشقي (جامع الآثار).

    (13)
    [1/240]
    قال: (وقال أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي: حدثنا محمد بن حسان بن خالد البستي أبو جعفر سنة ثمان وعشرين ومئتين _ وفيها توفي _، حدثنا محمد بن الحجاج اللخمي، عن مجالد، عن الشعبي، عن ابن عباس رضي الله عنهما؛ قال: قدم وفد عبد القيس على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فقال: "أيكم يعرف قس بن ساعدة الإيادي"..
    تابعه أبو عثمان الصياد سعيد بن شبيب، عن مجالد، نحوه..
    وهو حديث منكر مع اشتهاره وتداوله بين الناس، آفته والله أعلم من أبي إبراهيم محمد بن الحجاج اللخمي؛ وهومتهم بالوضع..
    مات محمد بن الحجاج هذا سنة إحدى وثمانين ومئة، ومن أحاديثه المنكرة هذا الحديث الذي صرح أنه موضوع غير واحد، فحكى بعض أصحاب الغريب من المتأخرين عن بعض الحفاظ _ ولم يسمه _ أن حديث قسٍ هذا موضوع.
    قلت: وقال الحافظ أبو بكر أحمد بن علي الخطيب في "تاريخه": حدثني أحمد بن محمد المستملي، أخبرنا محمد بن جعفر الوراق، أخبرنا أبو الفتح محمد بن الحسين الأزدي؛ وذكر حديث قسٍ هذا فقال: موضوع لا أصل له.
    ووجدت بخط شيخنا الحافظ أبي بكر محمد بن المحب رحمه الله وإيانا: قال أبو علي صالح بن محمد جزرة الحافظ: هو عندي موضوع من قول محمد بن الحجاج، وهو كوفي. انتهى
    وذكره أبو الفرج الجوزي في كتابه في الموضوعات، وعده منها فقال: هذا الحديث من جميع جهاته باطل. قال أبو الفتح الأزدي الحافظ: هو حديث موضوع لا أصل. انتهى).
    (أقول): هذا الحديث مروي من عدة طرقٍ تالفةٍ لا يصح منها طريق واحدٌ، بل ولا تعتضد ببعضها ولا كرامة.
    · الطريق الأول: عن محمد بن حسان السمتي، عن محمد بن الحجاج اللخمي، عن مجالد بن سعيد، عن الشعبي، عن ابن عباس رضي الله عنهما.
    وهذا طريقٌ تالفٌ لا يصح: [محمد بن حسان] لين الحديث ليس بالقوي؛ يحدث عن الضعفاء. [محمد بن الحجاج] وضاعٌ كذابٌ ذاهب الحديث. [مجالد بن سعيد] ضعيفٌ جداً.
    · الطريق الثاني: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما.
    تفرد به عن الزهري من بين جلة وعامة تلامذته [محمد بن إسحاق] ضعيفٌ على الصحيح الصواب فيه، ناهيك عن عنعنته هنا.
    · الطريق الثالث: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما.
    لا تعليق فهذا السند بهذه الصورة يغني عن تبيين حاله، أكذب سندٍ عرف على وجه الأرض.
    · الطريق الرابع: عَنْ أَبُي بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ فَرْضَخٍ الإِخْمِيمِيُّ بِمَكَّةَ؛ قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَهْدِيٍّ؛ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَخْزُومِيُّ ؛ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما.
    وهذا طريق مسلسلٌ بالوضاعين نسأل الله السلامة.. ومتى كان ابن عيينة يروي عن الثمالي ويعنعن!!
    · الطريق الخامس: عن أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى السُّلَمِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ؛ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الْوَلِيدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ حَاتِمِ بْنِ عِيسَى الْفُسْطَاطِيُّ بِمَكَّةَ مِنْ حِفْظِهِ _ وَزَعَمَ أَنَّ لَهُ خَمْسًا وَتِسْعِينَ سَنَةً _ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّينَ وَثَلاثِ مِائَةٍ عَلَى بَابِ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلامُ؛ قَالَ: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ مُحَمَّدٍ الإِخْبَارِيُّ؛ قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبِي عِيسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ الْقُرَشِيُّ؛ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما.
    وهذا طريقٌ مسلسلٌ بالضعفاء المتهمين بالوضع والمجاهيل الذين لا يعرفون. نسأل الله السلامة.
    قال ابن عساكر بعده: (هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ لَمْ أَكْتُبْهُ بِطُولِهِ هَكَذَا إِلا مِنْ حَدِيثِ الْفُسْطَاسِيِّ بِإِسْنَادِهِ هَذَا).

    كما روي من غير طريق ابن عباس رضي الله عنه:
    1) الطريق الأول: عن أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ نَاصِحٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَدَائِنِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ أَخِي الزُّهْرِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رضي الله عنه.
    وهذا السند تفرد به [أحمد بن عبيد] لينٌ لا يتابع على جلِّ حديثه، وهو منكر الحديث قد توقى الأشياخ الرواية عنه.
    2) الطريق الثاني: عن مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ دُرَيْدٍ؛ قَالَ: حَدَّثَنَا السَّكَنُ بْنُ سَعِيدٍ؛ قَالَ: حدثنا ابْنُ أَبِي عُيَيْنَةَ الْمُهَلَّبِيُّ ، عَنِ الْكَلْبِيِّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ أَبُو ذَرٍّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهُ: "يَا أَبَا ذَرٍّ مَا فَعَلَ قِسُّ بْنُ سَاعِدَةَ..
    وهذا سندٌ لا يساوي نخاعةً يتنخعها متنخعٌ. نسأل الله العافية والنجاة.
    3) الطريق الثالث: عن أَبُي سَعْدٍ سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الشُّعَيْثِيُّ؛ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ أَبِي طَاهِرٍ الْمُحَمَّدَ آبَادِيُّ لَفْظًا؛ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو لُبَابَةَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمَهْدِيِّ الأَبِيوَرْدِيّ ُ؛ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي؛ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ هُبَيْرَةَ؛ قَالَ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ قَالَ: قَدِمَ وَفْدُ..
    وهذا سندٌ مسلسلٌ بالضعفاء والمجاهيل الذين لا يعرفون والوضاعين. فلا حول ولا قوة إلا بالله.
    4) الطريق الرابع: يرويه عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد؛ قال: (حَدَّثَنِي عَيَّاشُ بْنُ مُحَمَّدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ هِشَامٍ الْقَحْدَمِيُّ، حَدَّثَنِي خَلَفُ بْنُ أَعْيَنَ؛ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ وَفْدُ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهُمْ..).
    وهذا السند منقطعٌ يرويه المجهول حالاً وعيناً [خلف بن أعين]

    قال البيهقي: (وَقَدْ رُوِيَ مِنْ وَجْهٍ آخَرٍ عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ مُنْقَطِعًا، وَرُوِيَ مُخْتَصَرًا مِنْ حَدِيثِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَإِذَا رُوِيَ حَدِيثٌ مِنْ أَوْجُهٍ وَإِنْ كَانَ بَعْضُهَا ضَعِيفًا دَلَّ عَلَى أَنَّ لِلْحَدِيثِ أَصْلا وَاللَّهُ أَعْلَمُ).
    أقول: رحمك الله يا أبا بكر.. وهل وقفت على أسانيد هذه الطرق والأوجه وعللها؟!!
    قال ابن الجوزي في "المنتظم" أثناء كلامه عن قس بن ساعدة: (وقد روينا من حديثه من طرق، ولكن ليس فيها ما يثبت. فمنها: ما روى أَبُو صالح، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ).
    قال البزار: (لا نعلمهُ يروي من وجه من الوجوه إلا من هذا الوجه، وَمُحَمَّد بْن الحجاج قد حَدَّث بأحاديث لَم يتابع عليها، ولَمّا لَمْ نجد هذا عِنْدَ غيره لَمْ نجد بدًا من إخراجه).
    قَالَ الحافظ ابن حجر فِي زوائده: (كأنه التزمَ إخراج كل ما رُوِيَ، ولو كَانَ موضوعًا؛ فمحمد بْن الحجاج كذبه ابن معين والدَّارَ قُطْنِيّ وغيرهما).
    وقال رحمه الله في "الإصابة": (قد أفرد بعض الرواة طرق حديث قس بْن ساعدة، وهو فِي الطوالات للطبراني وغيرها، وطرقه كلها ضعيفة).

    ويعلم الله لا أحنث ولا أستثني عندما أقول: أقسم أن هذا الحديث بمجموع طرقه وأوجهه موضوع مفترى.. والتوسع في تفنيد الطرق والأوجه التي ذكرتها لك أعلاه يطول جداً، وما أوقفتك عليه هو عصارة العصارة بلا إخلال أو تقصير؛ فعليك به فلن تضل بإذن الله تعالى.
    حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالقوم أعداءٌ له وخصوم
    كضرائر الحسناء قلن لوجهها حسداً وبغضاً إنه لذميم

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    بلاد الحرمين
    المشاركات
    3,043

    افتراضي رد: قراءةٌ في كتاب ابن ناصر الدين الدمشقي (جامع الآثار).

    (14)
    [1/389]
    قال: (قال ابن القاص فيما بلغنا عنه: واسم ميسرة: عبد الله بن أبي الجدعاء، وميسرة لقبٌ له.
    وما قاله ابن القاص لم أره لغيره).
    (أقول): اختلف في تحديد شخصيته من خلال الاختلاف الشديد الكبير في سند حديثه الذي رواه رضي الله عنه.
    وجعله الطبراني (عقيلي)، وجعله ابن قانع (كلابي)، وجعله اللكنوي (ضبي).. وهو من أعراب البصرة.

    وحديثه الذي رواه عنه عبد الله بن شقيق قد اختلف فيه جدا:
    - فرواه منصور بن سعيد، وإبراهيم بن طهمان: عن بديل بن ميسرة، عن عبد الله بن شقيق، عن ميسرة الفجر.
    - ورواه حماد بن زيد: عن أيوب بن كيسان وبديل بن ميسرة، عن عبد الله بن شقيق، عن ابن أبي الجدعاء.
    ورواه حماد بن زيد أخرى: عن بديل بن ميسرة وخالد الحذاء جميعاً، عن عبد الله بن شقيق مرسلاً.
    - ورواه حماد بن سلمة، وخالد الطحان، ووهيب بن خالد: عن خالد الحذاء، عن عبد الله بن شقيق، عن رجل. وفي أخرى: عن رجل من الصحابة.
    ورواه حماد بن سلمة أخرى: عن خالد الحذاء، عن عبد الله بن شقيق، عن أبي الجدعاء. وفي أخرى عن: ابن أبي الجدعاء.
    ورواه وهيب أخرى: عن خالد الحذاء، عن عبد الله بن شقيق، عن عبد الله بن أبي الجدعاء.
    - ورواه هشيم: عن خالد الحذاء، عن عبد الله بن شقيق، عن ابن أبي الجدعاء، عن رجل.
    - ورواه يزيد بن زريع: عن خالد الحذاء، عن عبد الله بن شقيق، عن أبيه.
    ورواه يزيد بن زريع أخرى: عن خالد الحذاء، عن عبد الله بن شقيق، عن أعرابي.
    - ورواه حجاج بن المنهال، وإسماعيل بن علية: عن خالد الحذاء، عن عبد الله بن شقيق مرسلاً.
    - ورواه سفيان الثوري: عن خالد الحذاء، عن عبد الله بن شقيق، عن رجل.
    ورواه سفيان الثوري أخرى: عن خالد الحذاء، عن عبد الله بن شقيق، عن ميسرة الفجر.

    فبان مما سبق في الرواية عن عيد الله بن شقيق الآتي:
    · [ميسرة الفجر]: منصور بن سعيد، وإبراهيم بن طهمان، وسفيان الثوري في رواية.
    · [ابن أبي الجدعاء؛ وهو: عبد الله]: حماد بن زيد في رواية، وحماد بن سلمة في رواية، ووهيب بن خالد في رواية.
    · [رجل]: حماد بن سلمة في رواية، وسفيان الثوري في رواية.
    · [أعرابي]: يزيد بن زريع في رواية.
    · [الإرسال بلا تعيين بل عن ابن شقيق مباشرة]: حماد بن زيد في رواية، وحجاج بن المنهال، وإسماعيل بن علية.

    أما طريق هشيمٍ: [عن ابن أبي الجدعاء، عن رجل]، وطريق يزيد بن زريع في الرواية الأخرى: [عن أبيه] = فوهم بلا شكٍ، فلذلك لن أدخلها في حسبة الرواية.

    وبالتالي:
    فإن طريق يزيد بن زريع: [أعرابي]، وطريق حماد بن سلمة، والثوري: [رجل] في الرواية الأخرى عنهم = داخلةٌ في الوجه المرسل للرواية.
    فيتحصل الآتي:
    1) ميسرة الفجر.
    2) عبد الله بن أبي الجدعاء.
    3) الإرسال عن ابن شقيق مباشرة.
    والنتيجة النهائية بإذن الله:
    - أن الوجه المرسل هو الأكثر رواية للحديث، وحمله أئمة كبار ثقات تتابعوا عليه فيما بينهم.. بل قد صوب بعض الأئمة هذا الوجه على بقية الأوجه كالإمام الدار قطني. وهو كما قالوا.
    - أنه قد وصل هذا الطريق من وجه آخر على الصواب في التحديد والتعيين؛ وأنه: [ميسرة الفجر] ومن المعروف أن ميسرة معدود من أعراب البصرة، وقد أتى في بعض الطرق كما مر بك أن السائل للرسول صلى الله عليه وسلم أعرابي، ويمكن أن يقال: رجلٌ من الأعراب؛ فيجمع بين الوجهين كما مر بك أعلاه.
    - يبقى تعيينه بعبد الله بن أبي الجدعاء؛ فهذا على الصحيح الصواب وهم وغفلةٌ وسوء حفظٍ.. ولو تأملت طرق نقله لوجدت أن من نقله _ وقد ذكرتهم لك أعلاه _ قد روي عنهم غيره من طرق أخرى كما رأيته وأطلعتك عليه.
    بل وجدت أن الأكثر على التفريق بينهما _ أعني: ميسرة، وابن أبي الجدعاء _، فقد فرق بينهما البخاري ومسلم وابن السكن والبغوي وغيرهم فيمن ألف في الصحابة.
    بل أن الإمام مسلم في كتاب "المفردات والوحدان" قال: (ومنهم: عبد الله بن أبي الجدعاء، وعبد الله بن أبي الحمساء، وميسرة الفجر؛ لم يرو عنهم إلا عبد الله بن شقيق).

    ويعلم الله وحده أني قد تركت أضعاف أضعاف ما سطرت لك، ولكن ما وضعته بين عينيك زبدة الكلام، وغاية المرام.. فاظفر به فلن تجده بإذن الله في غير هذا الموضع.
    حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالقوم أعداءٌ له وخصوم
    كضرائر الحسناء قلن لوجهها حسداً وبغضاً إنه لذميم

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المشاركات
    541

    افتراضي رد: قراءةٌ في كتاب ابن ناصر الدين الدمشقي (جامع الآثار).

    أخي الكريم غداً في معرض الشارقة للكتاب ستباع طبعة جديدة محققة للكتاب مطبوعة بمكتبة ابن القيم بالإمارات
    لأي خدمة علمية من بلدي الإمارات لا تترد في الطلب
    ahalalquran@hotmail.com
    والله الموفق

  17. #17

    افتراضي رد: قراءةٌ في كتاب ابن ناصر الدين الدمشقي (جامع الآثار).

    نعم في 8 مجلدات بالتعاون مع دار الفلاح .. نفع الله بهذا الكتاب المسلمين .. وجزى الله الناشرين له خيرًا .

  18. #18
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    بلاد الحرمين
    المشاركات
    3,043

    افتراضي رد: قراءةٌ في كتاب ابن ناصر الدين الدمشقي (جامع الآثار).

    بشركم الله بالخير.. وسهل وصوله بأسرع وقتٍ إلى الرياض آمين.
    فعلاً قد شوهته دار الكتب العلمية ومسخته أيما تشويه ومسخ.. سلط الله عليهم من يريح الناس منهم بمنه وكرمه سبحانه وتعالى.. فقد أفتروا على العلم وأهله وطلبته عليهم من الله ما يستحقون.. ونسأل الله أن تكون الطبعة الجديدة هذه على قدر أهمية الكتاب.
    حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالقوم أعداءٌ له وخصوم
    كضرائر الحسناء قلن لوجهها حسداً وبغضاً إنه لذميم

  19. #19
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    بلاد الحرمين
    المشاركات
    3,043

    افتراضي رد: قراءةٌ في كتاب ابن ناصر الدين الدمشقي (جامع الآثار).

    (15)
    [1/403]
    قال: (وجدت بخط الحافظ الضياء أبي عبد الله محمد بن عبد الواحد المقدسي رحمه الله فيما قرأه على الإمام أبي المظفر عبد الرحيم بن أبي سعد عبد الكريم بن محمد السمعاني بإجازته عن والده؛ إن لم يكن سمعه منه؛ قال: أخبرنا محمد بن غانم، أخبرنا أبو القاسم الفضل بن عبد الواحد بن قدامة الباجي في سنة تسع وستين، أخبرنا أبو طاهر الحسين بن علي بن سلمة الشاهد الهمذاني بهل بقراءة عبد الرحمن بن منده وإفادته، أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن مت الأسحي[1] بصغد، حدثنا الحسن بن صاحب الشامي[2]، حدثنا عمران بنموسى النصيبي، حدثنا أبي موسى بن أيوب، حدثنا إسماعيل بن يحيى، عن سفيان الثوري، عن إسماعيل بن أمية، عن سعيد بن المسيب، عن ابن عباس رضي الله عنهما: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
    "أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن زار بن معدّ بن عدنان بن أد بن ادد بن الهميسع بن عابر بن شالخ بن نبت بن إسماعيل بن إبراهيم بن آزر بن تارح بن ناحور بن شارغ بن فالغ بن غابر _ وهو هود النبي _ بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح بن لمك بن متوشلخ بن خنوخ _ وهو إدريس _ بن أدد بن قينان بن ألوش[3] بن شيث بن آدم" صلوات الله على الأنبياء.
    قال الحداد: رواه الهيثم بن خالد، عن موسى بن أيوب[4]).
    (أقول): تفرد به الضياء فيما نقله عنه ابن ناصر الدين هنا.. لم أره في غير هذا الموضع على طول بحث وتنقيب.
    · رجال السند:
    [عبد الرحيم بن عبد الكريم السمعاني]: ثقة.
    [عبد الكريم بن محمد السمعاني]: ثقة.
    [محمد بن غانم بن أحمد الحداد]: ثقة.
    [الفضل بن عبد الواحد بن قدامة الباجي]: لم أهتد إليه على طول بحث.. وعندي أن اسمه هكذا فيه تصحيف.
    [الحسين بن علي بن سلمة]: ثقة.
    [عبد الرحمن بن منده]: ثقة.
    [محمد بن أحمد بن مت الأشتيخني]: ثقة.
    [الحسن بن صاحب الشاشي]: ثقة.
    [عمران بن موسى بن أيوب النصيبي]: مجهول الحال لا يعرف.
    [موسى بن أيوب النصيبي]: ثقة.
    [إسماعيل بن يحيى بن عبيد الله التيمي]: كذابٌ وضاعٌ هالكٌ خبيثٌ لا يخاف الله ولا يتقيه، مجمع على تركه وطرحه عليه من الله ما يستحق.
    وبقية رجال السند معروفون.. فبان لك أن هذا الحديث كذبٌ سامجٌ مفترى بلا حياء؛ قبح الله واضعه وأخزاه يوم يفصل بين الأشهاد آمين.

    [1] هكذا في المطبوع. وهو: الأشتيخني.

    [2] هكذا في المطبوع. وهو الشاشي.

    [3] هكذا في المطبوع. والمعروف على اختلاف كبير فيه هو: أنوش.

    [4] يقصد أنه تابع عمران في روايته عن أبيه.
    حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالقوم أعداءٌ له وخصوم
    كضرائر الحسناء قلن لوجهها حسداً وبغضاً إنه لذميم

  20. #20
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    بلاد الحرمين
    المشاركات
    3,043

    افتراضي رد: قراءةٌ في كتاب ابن ناصر الدين الدمشقي (جامع الآثار).

    (16)
    [1/506]
    قال: (وخرجه القاسم بن ثابت في "الدلائل"؛ وهو أول حديثٍ في الكتاب، حدث بنحوه عن أحمد بن شعيب _ هو النسائي _؛ قال: أخبرني إبراهيم بن يعقوب بن إسحاق، فذكره.
    وقال: قوله: "خلق التقن يوم الثلاثاء"؛ يقال: إنه الشيء الذي يقوم المعاش ويصلح عليه التدبير، مثل الحديد والآنك والرصاص وجواهر الأرض.
    وكذلك كل شيء يقوم به صلاح شيء؛ فهو تقنه. ومنه قيل: الرسابة[1] الماء؛ وهو الذي يخرج به الماء من الخثورة.
    التقن؛ يقال: تقنوا أرضهم؛ أرسلوا فيها الماء الخاثر لتجود.
    والإتقان: الإحكام للأشياء، وقول الله تبارك وتعالى: {أتقن كل شيء} أي: أحكمه.
    ورجل تَقِن _ ورواه بعضهم تِقْن _ وهو الحاذق بالأشياء. انتهى).
    (أقول): هذا نصٌ مهمٌ نادر من أول كتاب "الدلائل" إذ حفظه لنا الإمام ابن ناصر الدين هنا في كتابه، حيث أن الكتاب المطبوع قد طبع ناقص الأول.. وفعلاً هذا النص ليس في المطبوع. فاظفر

    آخر قراءة الجزء الأول
    على أنه قد ترك تسجيل فوائد غير ما دون خشية الإطالة
    وسأتوقف عن تدوين باقي الأجزاء حتى حصولي على الطبعة الجديدة بحول الله وقوته
    سهل الله ذلك
    وصلى الله على نبينا ورسولنا محمد وسلم

    [1] هكذا في المطبوع. وصوابه: رسابة.
    حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالقوم أعداءٌ له وخصوم
    كضرائر الحسناء قلن لوجهها حسداً وبغضاً إنه لذميم

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •