قال الحارث بن علي: الحمد لله والصلاة على أنبياء الله ومن تبعهم.
إليك بيان هذه الألقاب من غير ما توسع، وإنما إشارة :
قال الناظم رحمه الله:
غرامي (صحيحٌ) والرجا فيك (مُعضَلُ)
(صحيحٌ) الصحيح: هو ما اتصل سنده بنقل ثقة من غير عله واستقام متنه.
(مُعضَلُ) والمعضل على معنيين:
الأول: الموضوع وهو إستخدام بعض المتقدمين.
والثاني : ما سقط من إسناده راويان على التوالي، وهو المشهور عند المتاخرين.
ودمعي وحزني (مرسلٌ) و(مسلسلُ)
(مرسلٌ) المرسل على معنيين:
الأول: مطلق الإنقطاع. وهو غالب إستخدام المتقدمين.
والثاني : ما رواه التابعي عن النبي صلى الله عليه وسلم بإسقاط الواسطة، وهو المشهور عند المتاخرين.
(مسلسلُ) والمسلسل: هو ما كان سنده على وتيرة واحدة.
وصبري عنكم يشهد العقل إنه (ضعيف) و(متروك) وذلي أجمل
(ضعيف) الضعيف: هو ما لم يستوف شروط المقبول.
(متروك) المتروك: وهو الراوي الذي ترك الأخذ عنه إما لفحش خطئه، أو لإتهامه بالكذب، أو لعظم بدعته.
ولا (حسنٌٌٌ) إلا استماع (حديثكــم) (مشافهةً) (يُملى) عليفأنقــــلُ
(حسنٌٌٌ) الحسن، على معانٍ:
منها: الصحيح. وهو كثير في استخدام المتقدمين.
ومنها: الحسن المسمى بالحسن لذاته، وهو: ما اتصل سنده بنقل عدول خف ضبط بعضهم من غير علة، واستقام متنه.
وهذا هو المشهور عند المتأخرين.
وهذا هو الذي استشكل تعريفه حتى قال الذهبي: انا على إياس من حده.
ومنها: الحسن المسمى بالحسن لغيره، وهو ما كان في أسناده ضعف محتمل عضده مثله او قريب منه، ولم يستنكر.
ومنها: الضعيف ، وهو في استخدام بعض المتقدمين.
بل ومنها الموضوع.
(حديثكــم) الحديث: ما نقل عن النبي صلى الله عليه وسلم، من قول أو فعل أو تقرير او صفة.
وليس شرطا ان يكون صحيحا، وإنما إشتراط الصحة في الإحتجاج.
(مشافهةً) المشافهة: هي السماع من الشيخ مباشرة.
(يُملى) الإملاء: هو الإجتماع على الشيخ لكتابة الحديث، ويسمى مجلسها: مجلس الإملاء.
وأمريَ (موقوفٌ) عليك وليس لـي علي أحد إلا عليكَالمعـــولُ
(موقوفٌ) الموقوف: هو ما نقل عن الصحابي من قول او فعل او تقرير أو صفة.
ولو كان (مرفوعًا) إليك لكنت لي على رغم عذالي ترقوتعذلُ
(مرفوعًا) المرفوع وهو ما يعزىإلى النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير، أو صفة.
وعذل عذولي (منكرٌ) لا أسيغُهُ وزورٌ و(تدليسٌ) يردُو(يُهملُ)
(منكرٌ) المنكر، وهو على معان:
منها: مطلق تفرد الثقة.
ومنها مطلق تفرد الضعيف.
ومنها: تفرد الثقة مع المخالفة.
ومنها: تفرد الضعيف، مخالفا للثقة. وهو المشهور عند المتاخرين.
ومنها: تفرد ثقة عن راو مكثر له أصحاب أقعد به.
(تدليسٌ) التدليس، وهو على معنيين:
الأول: بمعنى الارسال، وهو الإنقطاع.
والثاني: رواية راوٍ عن شيخ سمع منه بالجملة ما لم يسمعه منه بصيغة تحتمل السماع.
وهذا الذي يسميه المتاخرون: تليس الإسناد.
وهذا المشهور عند المتاخرين، وهو أحد المعاني التي يستخدمها المتقدمون.
وثمة قسم ثان للتدليس، وهو المسمى بتدليس الشيوخ: وهو: أن يصف المدلس شيخه الذي سمع ذلك الحديث منه ، بوصف يريد به تعميته على الآخرين.
(يُهملُ)المهمل: هو أسم راوٍ لم ينسب في السند او المتن.
أقضي زماني فيكَ (متصلَ) الأسى و(منقطعًا) عما بهأتوصـــلُ
(متصلَ) المتصل: وهو ما أخذ بطريق من طرق التحمل المحتملة الاتصال، كالعرض والسماع .
(منقطعًا) والمنقطع، وهو: ما ثبت فيه سقوط الواسطة بين رواة السند.
وها أنا في أكفانِ هجركَ (مدرجٌ) تكلفني ما لا أطِيقُفأحمِلَُ
(مدرجٌ)المدرج: وهو عبارة ترد في المتن يثبت انها ليست من كلام النبي صلى الله عليه وسلم، وقد تكون من كلام الصحابي، او التابعي أو من دونهم، تدمج في الحديث يظنها المطلع على المتن انها منه.
وقد يكون الإدراج في السند.
وأجريتُ دمعيَ بالدماءِ (مُدَبجًـاً) وما هي إلا مهجتيتتحلـــلُ
(مُدَبجًـاً) المدبج: هو رواية الأقران بعضهم عن بعض.
(فمُتَفِقٌ) جفني وسُهدي وعبرتـي و(مفترقٌ) صبري وقلبيالمبَلبلُ
(فمُتَفِقٌ) المتفق: هم الرواة الذين اتفقت أسماؤهم وأسماء آباؤهم لفظا وخطا.
(مفترقٌ) والمفترق: هو ان يتفق أسم الرواة خطا وافترقت أسماؤهم لفظا.
و(مؤتلفٌ) وجدي وشجوي ولوعتي و(مختلفٌ) حظي وما فيكآمــلُ
(مؤتلفٌ) المؤتلف خطَّاً، والمُختلف لفظاً من الأسماء والألقاب والأنساب ونحوها.
خذ الوجدَ عني (مسندًا) و(مُعَنعناً) فغيري (بموضوعِ)الهوى يتحللُ.
(مسندًا) المسند: أن يروي الراوي الحديث بسنده.
فمنهم من يشترط ان يتصل السند.
ومنهم من يشترط ان يصح.
ومنهم من يشترط ان يكون مرفوعا.
(مُعَنعناً) المعنعن: ان تكون أداة الوصل بين رواة السند (عن).
(بموضوعِ) الموضوع: ما رواه راوٍ اصطنعه من عنده، إما إبتداءً أو أخذا عن الغير، ونسبه إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
وذي نُبَذٌ من (مبهمِ) الحب (فاعتبر) وغامِضُهُ رُمتَشرحًا مُطولُ
(مبهمِ) المبهم: هو: الراوي الذي لم يسم.
(فاعتبر) الإعتبار: هو العمد إلى جمع طرق الحديث لمعرفة ما يصلح فيها للإعتضاد دون غيره.
(غريبٌ) يقاسي البعدَ عنكَ ومالَهُ وحقِكَ عن دارِالقِلى مُتَحَوَلُ
(غريبٌ) الغريب: هو : ما تفرد به راوٍ، سواء في السند او المتن.
وقد يكون الغريب نسبيا.
(عزيزٌ) بكم صبٌ ذليلٌ لِعِزِكُم و(مشهور) أوصاف المحبالتذلـلُ
(عزيزٌ) العزيز:وهو ما رواه راويان.
(مشهور) والمشهور: هو: ما رواه ثلاثة فأكثر ولم يبلغ حد التواتر.
وعند المتقدمين: ما خرج عن حد الغرابة فصار معروفا.
فرفقًا (بمقطوعِ) الوسائلِ مَالَهُ إليك سبيلُ لا ولاعنكَ مَعدِلُ
(بمقطوعِ) المقطوع: هو: ما نسب إلى التابعي.
قد زلتَ في عزٍّ منيعٍ ورفعةٍ ولا زلتَ (تعلو) بالتجني (فأنزلُ)
الإسناد خصيصة من خصائص هذه الأمة، ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء.
والإسناد فيه العالي والنازل.
(تعلو) فالعالي: هو ما قلت فيه الرواة بالنسبة لغيره.
(فأنزلُ) والنازل: هو ما كثرت فيه الرواة بالنسبة لغيرة
إلى هنا انتهى من القاب الحديث.
وختم القصيد بذكر اسم من يحب ففرقه ولغزه.
فقال:
أوري بُسُعدَيَ والربابِ وزينبََ وأنت الذي تُعنيَوأنتَ المُؤَمَلُ
فخذ أولاً من أخرٍثم أولــاً من النصفِ منه فهو فيهمُكَمِلُ
أَبَرُ إذا أقسمت أني بحبــه أهيمُ وقلبي بالصبابةِمُشعَلُ
يعني: إذا أخذت الكلمة الأولى ، من أول البيت الأخير ، وهي (أبرُ) ، والأولى من النصف الثاني وهي (أهيمُ) ثم جمعتهما صار اسمه (إبراهيم)
هذا ما أردت بيانه في هذه الإختصار وليس الغاية فيه الإستيعابن وغنما الغاية فيه بيان معاني القاب الحديث عند أهله من المتقدمين والمتاخرين.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه ومن تبعهم.