جاء في كتاب " مواقف اجتماعية من حياة الشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي – رحمه الله - ". تأليف : محمد بن عبدالرحمن بن ناصر السعدي ، ومساعد بن عبدالله بن سليمان السعدي ( ص 68) :
« علبة الدخان :
اشترى الشيخ الوالد -رحمه الله – [ المراد الشيخ عبد الرحمن بن سعدي ] حمل حطب ، وعادة أهل عنيزة عندنا إذا اشترى الواحد حطباً يُدخل الجمّال الحطب داخل البيت وإذا انتهى من عمله يضع له أهل البيت تمر اًوماء ، وإذا أكل وشرب يغلق باب البيت بقوة بقصد إخبار أهل البيت أنه خرج من البيت .
في إحدى المرات لما خرج الجمال جاء الوالد يريد إغلاق الباب عقب (بَعد) الجمال فوجد الوالد بالحوش في طريقه للباب علبة عرف الوالد أنها علبة دخان طايحة (ساقطة) من الجمال ، قام الوالد وأخذ العلبة وفتح الباب ونادى الجمال ، وقال له الوالد : هذي لك ؟ يعني بذلك علبة الدخان ، قال بعد تردد : نعم هذه لي ، لكنك يا شيخ تدري وش فيها (ما بداخلها) ؟ قال الوالد : نعم دخان . قال الجمال : وتعطينيها يا شيخ ؟ قال الوالد : نعم ؛ لأنك إذا ما لقيت العلبة سوف تشتري بقيمة الحطب الذي بعته بدلاً منها وتجوّع عيالك وتحرمهم من الرزق والهادي الله سبحانه.
قال له الجمال : باسم الله ... وأخذ العلبة وَكَبَّ (رمى) ما فيها من دخان وأوراق بالأرض ، وقال : اللهم إني تبت إلي الله ولن أعود للدخان مرة أخرى » أهـ.