تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: " المرقعون ووأد الدين "

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    المشاركات
    33

    افتراضي " المرقعون ووأد الدين "


    " المرقعون ووأد الدين "


    http://bawady.maktoobblog.com/

    بقلم : أحمد بوادي

    بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم أجمعين ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله

    أما بعد :

    نرقع دنيانا بتمزيق ديننا ............ فلا ديننا يبقى ولا ما نرقع

    كثيرا ما نسمع في الخطب أو المحاضرات أو نقرأ بين السطور وفي الصفحات عبارات تتحدث عن الترقيع والمرقعين ، من دون أن نعرف حقيقة هذا الترقيع وخطورة المرقعين ونتائج كل ذلك على العقيدة الإسلامية وخطورتها على الفرد والمجتمع .

    والحديث عن الترقيع والمرقعين إنما يقع لفئة من الناس انحرفت عن النهج السليم والصراط المستقيم ، فعملت على تشتيت أفكار الناس ، وتزييف الحقائق ، لجهل البعض بالواقع ، وعدم معرفتهم لأصول الدين

    والترقيع تغطية الخلل وتجميله وإخفاء عيوبه ، وعندما يكون في الدين يصبح من أفسد الأشياء وأضرها على الإسلام والمسلمين لأنها تزييف لحقائق الدين ، وإضلال للعباد لإظهاره في غير صورته النقية التي يبحث عنها من أراد النجاة والهداية ففيه النقص والزلل ، ونصر لشهوة خفية مدارها على الجهل أو الخوف من قول الحق .

    والمرقع غالبا ما تعتريه العقبات أمام من يرقع له ، فهو كثير النكوص ، لأن غالب هؤلاء المتحكم في ترقيعاتهم ، الأهواء والشهوات ، واتخاذهم من العموميات واختلاف الفقهاء ركائز لأفكارهم ومعتقداتهم بخلاف صاحب المنهج السليم الذي يستمر في الثبات على الأصول التي لا تتغير .


    إن من نتائج عقيدة المرقعين التلوث في الإنكار والتغير في الأفكار ، ومن المؤسف أن تكون هواية ممارسة الترقيع لهؤلاء فتح شهية عند جمع غفير ممن يمارس هذه الهواية للدفاع عمن شابههم في الانحراف ، وخلل في الأفكار ، فيخفوا العيوب ، حتى لا يكشف عن حقيقة الخلل الذي اعترى شيخه أو حزبه ، استماتة للدفاع عنه .


    بخلاف الثابت على المنهج السليم ، فاستقامته ، ووضوح منهجه ، وسلامة معتقده ، تبقى محط أنظار للمخلصين من أمة التوحيد ، لأنهم علموا حقيقة الثبات في صدق عدله وإنصافه ، فلا يخالجهم الشك في شخصه ، ولا تنتابهم الريبة في أقواله .

    لأن حقيقة تلك الاستقامة على المنهج أكسبته الثبات في القول والعمل فثباته في الشدائد وعدم تقلبه مع التغيرات ، جعلت له ركائز أصيلة ليست محل شك أو ارتياب استند فيه إلى ركن وثيق


    فينبغي على الداعية أن يكون واضحا في منهجه مبينا لفحوى خطابه لا يجعل للترقيع سبيلا لكلامه يتنازع عليه المرقعون ، فيكثر من الخلاف وانشقاق الصف ، فلا يقبل لنفسه أن يتناوله الآخرون فيتنازعوا على أي وجه يحملوه ، فيصبح كقطعة النقود بوجهين ليقضي عمره متقلبا في جيوبهم .

    " إذا كان هناك من يحتاج للدفاع والتبرير والاعتذار فليس هو الذي يقدم الإسلام للناس . وإنما هو ذاك الذي يحيا في هذه الجاهلية المهلهلة المليئة بالمتناقضات وبالنقائض والعيوب ، ويريد أن يتلمس المبررات للجاهلية " . انتهى

    وهذا المتلون غالبا ما يرهق أو يجهد تلاميذه أو مريدوه ، فينهكهم في كثرة الدفاع عن أقواله وعن فتاويه ، لشدة تقلبه ، وكثرة تناقضاته ، فالتحور والتحول أمر اعتاده وسهل عليه ،ومهما حاول المرقعون له سيبقى الخرق أكبر اتساعا عليهم ، ولا ينفع ذاك إلا شك الناس وريبتهم وإضلالهم وفساد عقيدتهم .

    ولو نظرنا إلى سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم وصحابته لعرفنا أهمية الثبات حتى قال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم " لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في شمالي على أن اترك هذا الأمر ما فعلت "

    بل إن اتخاذ أسلوب الترقيع لمن رقع له يدل على ضعف الراقع والمرقع له لأن هذا على خلاف المنهج السليم فقد تركنا صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها ومنه يتبين لنا أن المرقعين هم الزائغين عن الحق ، لأنهم لو سلكوا الطريق الصحيح لما احتاجوا إلى الترقيع .

    وقد يخلط البعض بين الإعذار وبين الترقيع فيجعل من كل ترقيع اعذار !!!

    بل والبعض يعتقد بيان الحق في الخطأ ظلم على الآخرين ؟؟!!!

    فإذا قلت أن فلانا قد أخطأ في هذه المسألة والواجب عليه كذا وكذا

    أخذ المريدون بالترقيع ليظهروا أن هذا ليس خطأ وأن هذا قصده كذا وكذا
    وهذا ترقيع في ظنهم أنهم قد حفظوا منزلة ذلك الرجل وذبوا عن عرضه
    والواقع المرير غير ذلك لأنهم نصروا باطله وخذلوا دينهم وعقيدتهم .


    لأنه لا يلزم من الإعذار السكوت على الباطل فقد يعذر المرء في كلام قاله ، أو فعل ارتكبه ، لكن إن عرف هذا عنه وانتشر بين الناس وانخدعوا به فلا بد من بيانه حتى لا ينغر أحد به مع إمكانية الاعتذار لذلك الشخص لكن بدون الترقيع لقوله أو فعله على أنه صحيح

    ومن أقبح الترقيع وجوده في الثوابت وأصول الدين ، وحتى إن قلنا في الاعتذار لمن وقع في ذلك بإنزال الموانع عليه مع توفر الشروط بعد بيان ما أخطأ فيه فإن أصر على ذلك وتكرر منه بعد بيانه فقد خرج هذا الرجل عن منهج أهل السنة والجماعة ليجذف في قارب أهل البدعة والضلالة ، وينظر حينئذ فيما اخطأ به من أصول الدين وثوابته ليتأكد حقيقة خطورة ذلك المرء والتحذير من منهجه ومنهج من يرقع له ، ولا يتوقف الأمر هنا فحسب بل ينظر إلى فروع هذا الرجل وجزيئاته فإن كان ممن يكثر في الوقوع بالضلال والبدع وينبه ويحذر ويستمر على ما هو عليه فالترقيع له بالإعتذار جناية على العقيدة وأهلها لأن كثرة هذه الأخطاء تعود على الثوابت بالضياع والهدم .

    وأخيرا ...........

    لا بد لنا أن نعلم أن المرقع مخادع لله ولرسوله
    وغاش للإسلام والمسلمين
    ومحتال على عقيدة الموحدين
    ومريض يظن بالترقيع علاج لضعفه وعجزه
    وما ضرنا أنّا قليل وجارنا .... عزيز وجار الأكثرين ذليل
    تفضل بزيارة مدونتيhttp://bawady.maktoobblog.com

    /

  2. #2

    افتراضي رد: " المرقعون ووأد الدين "

    الشيخ أحمد بوادي بارك الله فيك، طرح جميل وأسلوب أجمل، عدت والعود أحمد افتقدناك في هذه الأيام، كما أننا افتقدنا شبكة الصراط،
    ملتقى المذاهب الفقهية والدراسات العلمية
    www.mmf-4.com

  3. #3

    افتراضي رد: " المرقعون ووأد الدين "

    بارك الله فيك أخي الكريم ، إن الترقيع الذي ذكرت يكون قبيحاً عندما يتعلق بالثوابت والأصول ، ولكن هناك أمور قد توجب المداراة والملاينة كما هو حال النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، وهو ما قد يفهمه بعض من يقرأ موضوعكم بأنه ترقيع ، فالنبي صلى الله عليه وسلم قد استأذنه أحد الصحابة فقال : أئذنوا له ، بئس أخو العشيرة ، ثم عندما دخل تطلق له ، وأخذ يمازحه ، ولو نقل مثل هذا القول والسلوك عن أحد الدعاة أو العلماء وأخذ البعض يعتذر له ويوضح مقصوده لربما قيل إن هذا من الترقيع ، ولهذا فأرى أن يحدد المراد بالموضوع تماماً وأن لا يترك هكذا على عموميته لأن كل فعل أو قول يتلبس به أحد الدعاة أو العلماء ويكون لأمر ما ، ولا يؤثر على الدين من حيث الأصل والثوابت ، وفيه مداراة لفئة أو فرد ، أو هيئة وغير ذلك نسلكه كله في خانة الترقيع ووأد الدين ، لأن وأد الدين لا يكون بفرعيات قد تكون نتائجها الآجلة أكثر بكثير مما يراه المتعجلون .
    ولهذا نجد أن النبي صلى الله عليه وسلم قد دارى ولاين في مثل هذه الحادثات ، لكنه لم يتزحزح أنملة في قضايا العقيدة ، والأصول ، وهذا ما ينبغي أن نكون عليه حتى لا نقع في الإفراط والحكم على مثل هذه المسائل بالترقيع ، أو التفريط ، وعدم اعتبار التنازل أو التهاون في الثوابت من الترقيع .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •