وقفة على أطلال عام الحزن 1420هـ عام العلماء
موسى محمد هجاد الزهراني


1. شجنٌ شجا في القلب كالظلـماء فتفجّرت بين الضلــوع دمــائي
2. وتعثرت فوق الشفاه مشـاعـري كمــداً فثارت ثـورة الإيحاء

3. من أين أبتدأ الكلام وخـاطـري بالحزن كالظلماء في الصحراء؟!
4. أأقول إني في الفهاهة موغـلٌ أم أن قلبي يســتطيب رثـائي
5. من أين والأحباب شدوا رحلهم؟! ومضوا إلى دار المنى الخضـراء
6. ومصائب ألــقت علـيَّ رداءها حتى كــستني أظلــم الأرداء
7. أفهل أداوي بالجـراح جراحَــنا وأقــول للأدواء أنــت دوائي
8. عيدانِ مَرَّا كالسِّــهام فلـم أجد في طــيِّها فــرحاً على استحياء
9. ياعام عشرين الأليم أَمـا كــفى أن تُشـــعل النيرانَ في الأحشـاء
10. أوَ ما رأيت الدمـع في أجفـاننا أوَ ما علـــمت تمزق الأحــياء
11. ألّفتَ بيـن دمائنا ودمـوعنا ورســمت منها لــوحةً بشقائي
12. منذ المحرَّم والدموع سواجـمٌ تبكي فراق أجِلّــَةِ العلــماء
13. العالمين العاملـين بعــلمهم السالكين طريـقة الفــضلاء
14. أنا لست أعلم مَنْ يشيّــِعُ مَنْ وما صـرنا خلافهمو سوى بؤساء
15. هم خلَّــفونا أمة مهزومـةً جسـداً يجسِّـد ذلة التعــساء
16. متمزقين وكلـهم مســتبشـرٌ بالفـرقة المـشـؤمة العمياء
17. هم خلَّـفونا أمة موهـومة ترنوا لرحمة أخبـث الخبثاء
18. من ينحرون على الحياة نـحورنا ويزهِّـدون البُخل فـي البخلاء
19. من يأكلون بديـنهم دنياهمو متلـونون كهـيئة الحرباء
20. ياعام عشرين الحزينَ ؛مــرارةٌ في القـلب تحكي لوعة الغرباء
21. كم ذا أعدُّ من الألى ساروا عـلى نهجِ الصـحابة دونما إغـضاء
22. مات (ابنُ بازٍ ) والقلــوب مَشُوقةٌ حرَّى يلمِّظُها حنــينُ شــقاءِ
23. مات الفقـيه الحافظ الشهم الذي درأ الخصــوم بــحـجة بيضاء
24. فتن تــذوب إذا رأته فلا ترى منــها على الدنيا سوى الأشلاء
25. هو زاهد والمال يركــض نحوه متوسلاً فيــــبوءُ بالإقـــصاء
26. من لي بمثل الباز في زمنٍ غدا فيه الروُّيـبضُ أفصح الفصحاء
27. يتقافزون على المنابر كالــــدُّمى ويزوِّرون صحــيفة الإفــتاء
28. ومحدثِ الشام المــعطر ذكره شيــــخُ الحـــديث خليفة الخلفاء
29. جئني بنصف محـدثٍ من مثله يُزري بتلك الألـــسن الـخرساء
30. إصعد ودعـــنا في ثـرى أوهامنا مابـين من يــجفو وبـين مراء
31. متعالمٍ ملأ الـقلوب كئابة يمحـو النصـوص بأرذل الآراء
32. أسفا لألبـــانيّنا أسد الفلا كم ذبَّ عــــن عرض الذرى الشماء
33. ولكم تمنيتُ الحروف تطيـعُني لأبدتُ أصحاب الرّؤى العوجاء
34. قوماً يرون النيل من علـمائنا شرفاً يُـــضاهي عــــزة الشرفاء
35. قوماً يردون الحـديث بفكرهم ويعظــمون زبالة الأهواء
36. من لي بمثل(ابن الغصون) و(سيدٍ) و(عطيةٍ) أو(مصطفى الزرقاء)
37. أو مثل (طنطاوي) ذا الشيخِ الذي أزرى بفـكر بقــية الأدبــاء
38. من يخلف (الندوي) في أنظـارنا من ذا يُرى في الهند نبعَ وفاء
39. من يخلف (القـطان) للقرآن يصـ ـبح خادماً في همـة علياء
40. أواهُ هـل أنا فـي منامي حالمٌ إنـي أكـادُ أُصابُ بالإغماء
41. عفواً فقد تـعب اليراع ومــلَّ من تسطيــر ذكـــر بقية الأسماء
42. هو ليس يحقرهم ولكـنَّ الأسى هـمٌّ يُحـيّرُ أعــقلَ العقلاء
43. ذرف المدادُ دمـــوعه كمـداً على صفحاتِ قـلبي أحمـر الإنشاء
44. أنا لستُ أجهــل أن ربي قادرٌ يُحــيي القلـوب برحـمةٍ غراء
45. أستغفر الله العظيـــم إذا طغى قلمــي ؛ فلســـتُ ألوذُ بالبغضاء
46. من يبغــض الأقدارَ إلا كافـرٌ عـــشق الهوى ببصيرةٍ عمياء
47. وعزاؤنا في (ابن العثيـمين) الذي نفــع العبـــادَ بهمةٍ عصماء
48. يارب أسألك الثـات على الهدى فعلى القلوب اليــوم ألف غطاء
49. فتنٌ تضـاءلت النفوس أمامها حتى غدتْ في حـــالةٍ شوهاء
50. قيّض لأمتنا الكريمــة عالماً بالعزِّ يبـعث سيرةَ الــنبلاء
51. أنت المرجَّى ياإلــهي فاستجب لضراعــتي وتوسّلي ودعائي

الظهران في 24/12/1420هـ