تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: أول واجب على العباد، والرد على من قال: إنه النظر

  1. #1

    Post أول واجب على العباد، والرد على من قال: إنه النظر

    أول واجب على العباد والرد على من قال: إنه النظر
    أول واجب أوجبه الله على عباده هو توحيد العبادة؛ قال الله تبارك وتعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) (الذاريات : 56)، وإذا كان هو الغاية من خلق العبد كان أول ما يجب عليه هو إلاتيان به، ولهذا كان كل رسول من رسل الله يبتدأ دعوته بقوله: ( يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره)، وعن ابْنَ عَبَّاسٍ قال: لَمَّا بَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ إِلَى نَحْوِ أَهْلِ الْيَمَنِ قَالَ لَهُ: إِنَّكَ تَقْدَمُ عَلَى قَوْمٍ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَى أَنْ يُوَحِّدُوا اللَّهَ تَعَالَى، فَإِذَا عَرَفُوا ذَلِكَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي يَوْمِهِمْ وَلَيْلَتِهِمْ، فَإِذَا صَلَّوْا فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ زَكَاةً فِي أَمْوَالِهِمْ تُؤْخَذُ مِنْ غَنِيِّهِمْ فَتُرَدُّ عَلَى فَقِيرِهِمْ، فَإِذَا أَقَرُّوا بِذَلِكَ فَخُذْ مِنْهُمْ وَتَوَقَّ كَرَائِمَ أَمْوَالِ النَّاسِ.( متفق عليه واللفظ للبخاري)، وفي رواية: فليكن أول ما تدعوهم إليه عبادة الله عز وجل، وفي رواية: شهادة أن لا إله إلا الله، وعن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ويؤمنوا بي وبما جئت به فإذا فعلوا ذلك عصموا منى دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله. (متفق عليه واللفظ لمسلم).
    وعلى هذا اتفق السلف إلى أن أطلت على المسلمين بدع أهل الكلام ، فخالفوا ما دل عليها الكتاب والسنة من أن أول واجب على العباد توحيد العبادة والنطق بالشهادة، واختلفت عباراتهم فيه؛ فقال كثير منهم: إنه النظر، وقال بعضهم: القصد إلى النظر وقال آخرون: معرفة الله، وكلها تتفق على أن الغاية معرفة الله.
    والنظر يعنون به النظر في العالَم بقصد إثبات وجود الله.
    وأشهر دليل عقلي يعتمدونه فيه هو: دليل الحدوث.
    وجملة صفته عند أهله : الاستدلال على وجود الله بإثبات حدوث العالم بوقوع التغير فيه؛ فله ثلاث مقدمات:
    - العالم متغير.
    - كل متغير حادث.
    - كل حادث لا بد له من محدِث.
    النتيجة: العالم له محدث وهو الله تعالى، وتفاصيله في كتب القوم عسيرة الفهم طويلة الذيل بلا فائدة ؛ لم أذكر إلا معتصر مختصرها.
    وبطلان هذه الطريقة يظهر بأربعة وجوه:
    الأول: أن هذا الدليل بدعة في الدين لم يدع إليه النبي صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه ولا التابعون ولم يعلموه الذين دخلوا في دين الله وهم أفواج من الناس عامتهم من الأعاجم، ثم هو مخالف للطريقة الشرعية التي فيها أن الآية دالة بنفسها على محدِثها رب العالمين، ومخالف للفطرة التي تنسب الآية إلى محدِثها مباشرة.
    وقد حاول المتكلمون أن يبحثوا عن مستند شرعي لدليل الحدوث هذا كعادتهم في الاعتقاد قبل الاستدلال؛ فتمسكوا بقصة ابراهيم عليه السلام حين استند إلى أفول الكواكب في إبطال إلهيتها.
    قالوا: الأفول الحركة، والحركة وهي عرض حادث تقتضي التغير؛ فيلزم أن كل متغير محدث، وهذا أصل دليل الحدوث.
    وهذا الاستدلال مبني على مقدمتين خاطئتين؛
    أولاهما: أن ابراهيم عليه السلام كان يقصد بمناظرته إثبات وجود الله، وهذا باطل؛ لأن قوم ابراهيم كانوا مقرين بوجود الله وأنه الخالق المدبر كما حكى تعالى قول ابراهيم عليه السلام لقومه: ( قال أفرأيتم ما كنتم تعبدون أنتم وآباؤكم الأقدمون فإنهم عدو لي إلا رب العالمين)، وسياق المناظرة في سورة الأنعام يدل على أنها في إثبات تفرد الله في الإلهية وإبطال الشرك في العبادة لا في إثبات وجوده سبحانه ولهذا قال في ختامها: ( إني بريء مما تشركون إني وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفاً وما أنا من المشركين)، ووجه دلالة أفول الكواكب على انتفاء أحقيتها للعبادة أنه مستمر منتظم كل يوم؛ فلا بد أنها مسخرة مربوبة لا تملك لنفسها شيئاً؛ فكيف تكون إلهاً حقاً؟!.
    وثانيهما: أن ابراهيم عليه السلام جعل دليل وجود الله عدم قيام التغير به بانتفاء الأفول عنه الذي هو الحركة، كذا قالوا، وهذا باطل أيضاً لأمور أذكر منها أمرين: أحدهما: أن الأفول ليس هوالحركة بل هو المغيب والاحتجاب، ومن فسره بالحركة فقد خالف إجماع أهل اللغة وإجماع المفسرين، والآخر: أن إبراهيم عليه السلام لو كان مريداً لإثبات حركة الكواكب في إبطال ربوبيتها لاستدل بأول بزوغها وأول ظهورها لا بمغيبها و آخر ظهورها لأن حركة البزوغ تكون أولاً.
    الوجه الثاني: أن هذه الطريقة تلبست بأوصاف مذمومة تبرأ منها الطرق الشرعية في أمر أقل من باب معرفة الرب وإقامة الايمان وصحة الاسلام، ومن تلك الأوصاف؛ الغموض والاجمال والتطويل؛ فكان الدليل أصعب تصوراً من المستدل عليه، وهذا حال عامة أدلتهم العقلية التي هي شبهات ظنوها أدلة، وجهليات ظنوها عقليات؛ إنما كلحم جبل غث فوق جبل وعر.
    الوجه الثالث: أن هذه الطريقة في كتب القوم اشتغلت بالاستدلال على إثبات ما هو ضروري في نفسه لا يحتاج إلى أدلة تثبت صحته، ومن ذلك:
    • وجود الله تعالى، وهي قضية ضرورية فطرية، وقد تقدمت الأدلة الدالة على الأمر بتوحيد العبادة أولاً، ولو كان الوجود غير ضروري لدعى إليه أولاً إقامةً للحجة وقطعاً للعذر، فمن ثمة ألزم الله المشركين بالألوهية لإقرارهم بالربوبية، فلم يخاطبهم بالربوبية لأنهم مقرون بها، وإلا لما صح الإلزام، وفي ذلك يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه" (متفق عليه)، فالفطرة متضمنة لاعتقاد وجوده تعالى مقتضية لتوحيده وحبه؛ وتغيّرها هو عدم استلزامها للتوحيد، فالانسان فقير إلى موجده في إيجاد نفسه قبل وجوده وفي إحداث أي شيء لنفسه بعد وجوده، فهو في حاجة لا تنفك عنه لمن أوجده؛ وفي اضطراب وقلق لا يسكنه إلا فزعه إلى خالقه، وفي ضعف ذاتي لا يتقوى منه إلا باللجوء إلى مدبره، ولهذا لا يغيب عن قلبه وجود رب يدبره ويدبر الكون وما فيه هو الله رب العالمين وليس أدل على ذلك من حال المشركين في فزعهم إلى الله وحده في الشدائد كما حكاه الله عنهم في غير ما آية.
    ولهذا تجد القرآن يتحدث عن الوجود على أنها قضية بدهية ويستدل بها للتوحيد، والأمور الضرورية يستدل بها ولا يستدل لها.
    • حدوث العالم، وهو قضية ضرورية بالمشاهدة والحس اشتغلوا بإقامة الدلائل العقلية عليها.
    • كون الحادث لا بد له من محدِث، وهي قضية ضرورية فطرية ؛ فإن الله جعل العالم ومافيه دالاً -دون مقدمات- على الربوبية والوحدانية، وذلكم ما سماه الله في كتابه: الآيات، فهو اسمه الشرعي، وهي نوعان: آيات نفسية وآيات آفقية كما قال تعالى: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ)؛ فمجرد وجود المخلوق دال على الربوبية، ودليل الربوبية الآخر: الفطرة؛ المذكورة في قوله تعالى: (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) .
    ودلالة وجود الحادث على وجود محدثه - مع ضروريتها- دلالة صحيحة على وجود الله وربوبيته مستلزمة لتوحيده وإفراده بالإلهية؛ لإن إحداثه تعالى للعالمين لا يكون إلا خاصاً به تعالى؛ لأنه إحداث لا يقدر عليه غير الله إذ هو على غير مثال سابق، ولأنه إحداث الأول الغني القيوم الصمد الذي خلق العباد من عدم، وبيده وحده هدايتهم للمنافع وإعانتهم عليها وتعريفهم المضار ودفعها عنهم فالأمر كله إليه، ولأنه إحداث لجميع المشاهدَات كما قال تعالى: (قل الله خالق كل شيء وهو الواحد القهار)، ولأنه إحداث متضمن لكمال الاتقان والصنعة وكمال الانتظام والتوافق، إلا أن العلم بوجود الله بوجود مخلوقاته يسبق إلى فطرة الانسان قبل أن يستشعر أن كل محدَث لا بد له من محدِث، ولهذا لا تجد أحداً يمتري في أن هذه الكتابة لا بد لها من كاتب، وإن لم يستحضر بأن المحدَث لا بد لم من محدِث، حتى عند الصبيان، فترى أحدهم إذا ضرب يبكي حتى يعلم من ضربه .
    فلو أن الخلق تُركوا وفطرتَهم ولم يتسلط عليها الشياطين والهوى؛ لما عبدوا إلا الله وحده؛ لأنهم لا يعرفون رباً سواه.
    الرابع: أن هذه الطريقة بمقدماتها ونتائجها وبحصر طرق معرفة الله بها؛ يلزم عليها لوازم باطلة،-وفساد اللازم يدل على فساد الملزوم ولو لم يلتزمه قائله-؛ منها:
    • أن هذا الدليل كان ذريعة لأهله إلى تعطيل صفات الله، ومنهم من عطلها كلها -وهم الجهمية-، ومنهم من عطل أكثرها لا سيما الاختيارية منها -وهم الأشاعرة-؛ لأن الدال عندهم على حدوث المخلوقات هو قيام الصفات بها؛ فالتزموا حدوث كل موصوف بصفة قائمة به؛ فنفوا عن الله صفاته على تفصيل عند الأشاعرة بين صفات المعاني وغيرها، وكان ذا صلة وثيقة بقول الجهمية بنفي حوادث لا أول لها ونفي حوادث لا آخر لها الذي رتبوه عليه قولهم بفناء الجنة والنار، ووافقهم الأشاعرة على نصف قولهم فقالوا بنفي حوادث لا أول لها، وعطلوا الله عن الفعل في الأزل.
    • أن يكون جمهور المسلمين كفاراً؛ لجهلهم بهذه الطريقة المبتدعة، وعجزهم عن إدراكها.
    • أن يكون المشتغل بالنظر مقيماً على الطاعة ولو كان على غير ملة الاسلام؛ فلو مات في أثناء ذلك مات مطيعاً لله مع أنه مات على غير الاسلام .

    * استفدت في هذه المقال من كتاب (منهج أهل السنة والجماعة ومنهج الأشاعرة في توحيد الله) المجلد الأول لفضيلة الشيخ الدكتور خالد عبداللطيف محمد نور حفظه الله، ومن بحث (الخلل المنهجي في دليل الحدوث، دراسة نقدية) للباحث سلطان العميري جزاه الله خيراً، مجلة التأصيل (1/87-120)، ومن بحث (معنى الربوبية وأدلتها وأحكامها وإبطال الإلحاد فيها) لفضيلة الشيخ الأستاذ الدكتورمحمد بن عبدالرحمن أبوسيف الجهني نفع الله به، مجلة جامعة الإمام (11/14-49) ومن كتاب (أهمية دراسة التوحيد) له أيضاً (ص69-82) ، وقد نشر قبل طباعته مفرداً في مجلة البحوث الاسلامية (87/97-162)، وفي هذه الأربع تفصيلات مهمة لا غنى لطالب العلم عنها.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2016
    المشاركات
    85

    افتراضي رد: أول واجب على العباد، والرد على من قال: إنه النظر

    فائدة

    ابن حجر والقرطبي: الكلام حقيق بالذم ، والقول بالنظر أو القصد إلى النظر كفر وفساد

    نقل ابن حجر مستشهدا بقول القرطبي:
    قَالَ الْقُرْطُبِيُّ وَلَوْ لَمْ يكن فِي الْكَلَام الا مسئلتان هُمَا مِنْ مَبَادِئِهِ لَكَانَ حَقِيقًا بِالذَّمِّ
    إِحْدَاهُمَا قَوْلُ بَعْضِهِمْ إِنَّ أَوَّلَ وَاجِبٍ الشَّكُّ إِذْ هُوَ اللَّازِمُ عَنْ وُجُوبِ النَّظَرِ أَوِ الْقَصْدِ إِلَى النَّظَرِ وَإِلَيْهِ أَشَارَ الْإِمَامُ بِقَوْلِهِ رَكِبْتُ الْبَحْرَ
    ثَانِيَتُهُمَا قَوْلُ جَمَاعَةٍ مِنْهُمْ إِنَّ مَنْ لَمْ يَعْرِفِ اللَّهَ بِالطُّرُقِ الَّتِي رَتَّبُوهَا وَالْأَبْحَاثِ الَّتِي حَرَّرُوهَا لَمْ يَصِحَّ إِيمَانُهُ حَتَّى لَقَدْ أَوْرَدَ عَلَى بَعْضِهِمْ أَنَّ هَذَا يَلْزَمُ مِنْهُ تَكْفِيرُ أَبِيكَ وَأَسْلَافَكَ وَجِيرَانَكَ فَقَالَ لَا تُشَنِّعُ عَلَيَّ بِكَثْرَةِ أَهْلِ النَّارِ قَالَ الْقُرْطُبِيُّ وَلَوْ لَمْ يكن فِي الْكَلَام الا مسئلتان هُمَا مِنْ مَبَادِئِهِ لَكَانَ حَقِيقًا بِالذَّمِّ إِحْدَاهُمَا قَوْلُ بَعْضِهِمْ إِنَّ أَوَّلَ وَاجِبٍ الشَّكُّ إِذْ هُوَ اللَّازِمُ عَنْ وُجُوبِ النَّظَرِ أَوِ الْقَصْدِ إِلَى النَّظَرِ وَإِلَيْهِ أَشَارَ الْإِمَامُ بِقَوْلِهِ رَكِبْتُ الْبَحْرَ ثَانِيَتُهُمَا قَوْلُ جَمَاعَةٍ مِنْهُمْ إِنَّ مَنْ لَمْ يَعْرِفِ اللَّهَ بِالطُّرُقِ الَّتِي رَتَّبُوهَا وَالْأَبْحَاثِ الَّتِي حَرَّرُوهَا لَمْ يَصِحَّ إِيمَانُهُ حَتَّى لَقَدْ أَوْرَدَ عَلَى بَعْضِهِمْ أَنَّ هَذَا يَلْزَمُ مِنْهُ تَكْفِيرُ أَبِيكَ وَأَسْلَافَكَ وَجِيرَانَكَ فَقَالَ لَا تُشَنِّعُ عَلَيَّ بِكَثْرَةِ أَهْلِ النَّارِ قَالَ وَقَدْ رَدَّ بَعْضُ مَنْ لَمْ يَقُلْ بِهِمَا عَلَى مَنْ قَالَ بِهِمَا بِطَرِيقٍ مِنَ الرَّدِّ النَّظَرِيِّ وَهُوَ خطا مِنْهُ فان الْقَائِل بالمسئلتين كَافِرٌ شَرْعًا لِجَعْلِهِ الشَّكَّ فِي اللَّهِ وَاجِبًا وَمُعْظَمُ الْمُسْلِمِينَ كُفَّارًا حَتَّى يَدْخُلَ فِي عُمُومِ كَلَامِهِ السَّلَفُ الصَّالِحُ مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ وَهَذَا مَعْلُومُ الْفَسَادِ مِنَ الدِّينِ بِالضَّرُورَةِ .
    فتح الباري ج13 ص350

    فمن هؤلاء الذين أتوا بهذا الكفر والفساد؟

    قال ابن حجر في الصفحة السابقة:
    وَقَدْ تَمَسَّكَ بِهِ مَنْ قَالَ أَوَّلُ وَاجِبٍ الْمَعْرِفَةُ كَإِمَامِ الْحَرَمَيْنِ وَاسْتَدَلَّ بِأَنَّهُ لَا يَتَأَتَّى الْإِتْيَانُ بِشَيْءٍ مِنَ الْمَأْمُورَاتِ عَلَى قَصْدِ الِامْتِثَالِ وَلَا الِانْكِفَافُ عَنْ شَيْءٍ مِنَ الْمَنْهِيَّاتِ عَلَى قَصْدِ الِانْزِجَارِ إِلَّا بَعْدَ مَعْرِفَةِ الْآمِرِ وَالنَّاهِي وَاعْتُرِضَ عَلَيْهِ بِأَنَّ الْمَعْرِفَةَ لَا تَتَأَتَّى إِلَّا بِالنَّظَرِ وَالِاسْتِدْلَا لِ وَهُوَ مُقَدِّمَةُ الْوَاجِبِ فَيَجِبُ، فَيَكُونُ أَوَّلُ وَاجِبٍ النَّظَرُ وَذَهَبَ إِلَى هَذَا طَائِفَةٌ كَابْنِ فَوْرَكٍ وَتُعُقِّبَ بِأَنَّ النَّظَرَ ذُو أَجْزَاءٍ يَتَرَتَّبُ بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ فَيَكُونُ أَوَّلُ وَاجِبٍ جزأ مِنَ النَّظَرِ وَهُوَ مَحْكِيٌّ عَنِ الْقَاضِي أَبِي بَكْرِ بْنِ الطَّيِّبِ وَعَنِ الْأُسْتَاذِ أَبِي إِسْحَاقَ الاسفرايني أَوَّلُ وَاجِبٍ الْقَصْدُ إِلَى النَّظَرِ
    فتح الباري ج13 ص349
    منقول عن : http://asha3era.com/?p=331

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •