في البداية توقفوا عن الاستغراب بشدة من العنوان ، ولكن احيانا قد يضرب الاب ابنه رغبة في تقويمه .دعوني اطرح اسئلتي التي لا أجد لها جوابا فهي ترجعني الى ما لا نهاية : لماذا ينعتوننا الناس بالانحطاط الاخلاقي ؟! ، لماذا ينعتنا الناس بالعرب ؟! ، الا نحب تلك الكلمة التي هي اصلنا ومن اجلها نتوحد؟! أم ان هناك اسبابا تحق لقائلها جملة " أنت عربي ."."لن أكون عربيا بعد اليوم!"
في أحد الايام بينما كنت ذاهبا الى بيت صديق لي في بيت جالا ، أثناء طريقي الى بيته رأيت اولادا من مختلف الاجناس يلعبون ، لم انتبه الى هويتهم ولكن هيئتهم تدل على ذلك . اليكم ما حصل ، كان الولد يركض باللكرة وانا أمشي فاصطدمت الكرة بكعب قدمي ،ارجعته للخلف فضاع الهدف ،التفت الى الوراء ، قبل ان أرى الكرة سمعت مسبة تحظر عليّ أن اقولها في هذا المقال ، التفت اليه باقي الاولاد ينظرون بنظرة استغراب ، أكملت طريقي الى بيت صديقي ،استقبلني وذهني سارحا ، وعندما لاحظ ذلك تساءل عن حالتي هكذا! أخبرته بما حصل معي . فضحك ، وعندما سالته عن سبب ضحكته قال :
- يا زلمة انت شو شايف كل ساعة بسمع مسبات من هذا النوع ، ولما أنظر من الشباك أجد نفس الاطفال في كل مرة ، وعندما تحريت الامر وجدت انهم عربيو الاصل ، وباقي الاولاد يابانيو الاصل ، ولكن نشئوا هنا .
هذه هي صفاتنا وهذه قدرتنا وهذا ما أثمرته أمتنا ،ثمرةَ تسقط من جفاف عقولنا .
" قال الصبي للحمار : يا غبي !
قال الحمار للصبي : يا عربي ! " ... أحمد مطر
حقاَ ...! انها قصة أجابت عن اسئلتي أعلاه . أهذه هي أخلاق الكبار التي يكتسبها الصغار وراثيا ؟! لا تقتصر أخلاقنا على مسبات وشتائم فقط ، بل الأخلاق أيضا عندما يحمل الشعب بين طياته الحقد والغش والسلب . فكم من ضعيف سلب حقه منه ؟!، وكم من سنين نسي الجمل ثأره ولم ينسى العربي ضربة من أخيه؟! ، وكم فوضى تعم السوق لعدم اتزانه على كلمة؟! .
لوتأملنا كل هذه الأزمات والمشاكل التي نواجهها لأدركنا سبب رجوعنا للوراء ونهوض الدول الاجنبية بينما نحن بقيت تضحك من جهلنا الامم ! ولا سيما وأن من يحكما حكام لا يستحقون حتى كنية " حكام" .
وكما يقال:" سيأتي يوم نتحرر فيها من كل هذا وسيأتي خليفة يحكمنا بشرع الله " ،هذه المقولة لا تأتي بمجرد كلام وإنما تأتي بالفعل والجهد . وتغيير لهذا الوضع القبيح يحتاج الى معالجة تبدأ من الجذور ،لتعيد انبات الشعب الفلسطيني ثمراَ تتمناها جميع الأمم .