تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: أجوبة أسئلة فكرية متنوعة حول الحسد والدعاء وتعلم اللغة

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الدولة
    القدس المحتلة
    المشاركات
    31

    افتراضي أجوبة أسئلة فكرية متنوعة حول الحسد والدعاء وتعلم اللغة


    أجوبة أسئلة فكرية متنوعة حول الحسد والدعاء وتعلم اللغة
    ثقافة
    بسم الله الرحمن الرحيم
    أجوبة أسئلة
    سؤال1: هل العين تؤثر على الانسان وكيف نتصرف مع الأحاديث التي تقول بأن العين حق ولو سبق شيء القدر لسبقته العين؟ وما الفرق بين الحسد والعين؟ حيث ذكر ابن القيم في كتاب بدائع الفوائد أن العين تؤثر إذ لو لم تؤثر لما ذكره القرآن من شر حاسد اذا حسد.

    جواب1: ثبت عن الرسول _صلى الله عليه وسلم_ في الحديث الصحيح أنه قال: "العين حق" رواه البخاري ومسلم. وهذا يعني أن العين تؤثر، واستند إلى هذا الحديث كثير من العلماء ممن قالوا بتأثير العين، غير أن المسألة لا يستطيع العقل إدراكها؛ فلا يكون العقل دليلاً عليها، وأما الحديث فهو ظني، والظني لا يصلح دليلاً على المسائل التي لا يستطيع العقل إدراكها؛ لذلك كان هذا الحديث وحده لا يصلح دليلاً على أن العين تؤثر.
    أما الحسد فهو ثابت بالدليل القطعي، قال تعالى {وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم} وقال تعالى { وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ}. والحسد هو تمني زوال النعمة عن المحسود، وهذا التمني وحده هو الحسد وهو حرام، أما ما يتبع هذا التمني من عمل لإفساد نعمة المحسود وإزالتها عنه فهو أمر آخر غير الحسد، وهو حرام أيضاً، وقد سماه القرآن شراً، وطلب منا الاستعاذة منه.

    والفرق بين العين والحسد أن الحاسد أعم من العائن، فإن الحاسد يشمل العائن وليس العكس، والاستعاذة من الحاسد تشمل الاستعاذة من العائن.

    أما ما طلب العمل به من الاستعاذة أو الذكر بالبركة أو ما شاكل ذلك لمن ظن من نفسه أنه عائن، فهذا حكم شرعي يبنى على غلبة الظن، وليس أمراً غيبياً لا يدركه العقل.

    سؤال2: الرأي الشائع هنا حول الزواج مفاده أنه قسمة ونصيب والله تعالى يقسمه كالرزق؟ والواقع المشاهد يثبت ذلك، فهل هذا صحيح؟

    جواب2: الزواج عقدٌ من العقود، والعقود كلها مبنية على الإيجاب والقبول، وظاهر فيها وجود الإرادة من الطرفين المتعاقدين. ومن هنا جاء طلب الرسول صلى الله عليه وسلم من المسلم أن يتخير بقوله صلى الله عليه وسلم "تخيروا لنطفكم" وقوله "تزوجوا الودود الولود" وقوله "تنكح المرأة لأربع.. فاظفر بذات الدين تربت يداك" وقبل ذلك جاء الأمر من الله سبحانه وتعالى بإسناد الفعل للعبد في قوله {فانكحوا ما طاب لكم من النساء...} الآية، وقوله صلى الله عليه وسلم "تناكحوا تناسلوا فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة".

    لكن واقع الحال أن الرجل قد يرغب بالزواج من امرأة بعينها أو أن المرأة قد ترغب بالزواج من رجل بعينه، لكن لا يتيسر له أو لها ذلك لسبب من الأسباب ولمانع من الموانع ولصارف من الصوارف، وهذا الأمر ليس في الزواج فقط، بل يعرض للإنسان عندما يرغب بشراء بيت أو سيارة أو أي عقد من العقود، فقد يتيسر له هذا الأمر وقد يمنعه منه مانع.

    لذلك كان الزواج وسائر العقود أفعال اختيارية بدليل أن المسلم حرم عليه الزواج من غير المسلمة والكتابية، والمسلمة حرم عليها الزواج بغير المسلم، ولو لم يكن الزواج من الأفعال الاختيارية لما كان عليه حساب وأمر ونهي.
    لكن الصارف عن الزواج والمانع منه قد يكون قضاءً إذا كان لا يمكن دفعه، ولا يكون قضاءً إن كان دفعه ممكناًً، أما الزواج نفسه فلا يجوز أن يقال عنه أنه قضاءٌ لأنه من الأفعال الاختيارية.

    سؤال3: إذا لم يعلم الله تعالى آدم عليه السلام اللغة أو أسماء الاشياء كما هو في ظاهر الآية كيف عبر عما علمه الله تعالى من خواص الأشياء؟ وكيف تكلم مع زوجته وكيف بلغ رسالة ربه؟ أرى أن تفسير الآية بأنه يقصد خواص الأشياء تأويل بعيد كما جاء في الشخصية ج 3، حيث قال في الشخصية ج 3 أن الله علم آدم مسميات الأشياء ولم يقل أنه علمه اللغة.

    ثم لماذا لا نوفق بين الرأيين الاول الذي يقول اللغة توقيفية، والرأي الثاني الذي يقول هي من وضع البشر؛ أي الله علمها لـ لادم ثم تطورت بعد ذلك وصارت من وضع البشر؟

    جواب3: اللغة تطلق على اللغة المحكية وغير المحكية، فالإشارة باليد لغة، ويفهم الذي يرى حركات وإيماءات من أمامه منه ما يريد، وكذلك يفهم السليم من الأخرس ما يريد بمجرد الإيماء أو إشارات اليدين. ومسألة التعبير قد تكون بلسان المقال، كما تكون أيضاً بلسان الحال، وهذا أمر بديهي. وأما ما حصل من آدم عليه السلام أمام الملائكة فهذا من قبيل الإعجاز، فهو معجزة لآدم عليه السلام، وآدم نبي من أنبياء الله، كلفه الله بالرسالة، وحملها آدم عليه السلام لبنيه.

    أما قوله تعالى {وعلم آدم الأسماء كلها} فالأسماء جمع اسم وهو ما دل على ذات، والعرب يطلقون الاسم على الذات والذات على الاسم، ولكن لما أطلق الله عز وجل "الأسماء" دون تقييد، دل ذلك على أن المقصود هو مسميات الأشياء؛ أي علَّمه حقائق الأشياء وخواصَها.
    أما سؤالك: كيف عبر (آدم) عما علمه الله تعالى من خواص الأشياء، فالظاهر أن آدم تعلم الأسماء، وتعلم التعبير عنها، فالآية تقول {وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ{31} قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ{32} قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ} فالتعليم جاء لمطلق الأسماء، والتعبير كان على نحو يفهمه الملائكة، لكن النص لم يبين لنا كيف أنبأ آدم الملائكة بالأسماء كلها، أي لم يذكر النص كيف عبر آدم عن الأسماء؛ لذلك كانت هذه الناحية غيبية لا يستطيع العقل إدراكها.

    على أن موضوع اللغة أمر محسوس، وواقع اللغة وتطورها يدل على أنها وضعية، وليست توقيفية، ويكفي للدلالة على أن الإنسان هو من وضع لغة التخاطب بين جنسه، من واقع وتنوع اللغات اليوم، ونشأتها وتطورها، واستيلاد لغة من لغات كثيرة.

    سؤال4: في موضوع الدعاء يقول الحزب: (. ولذلك لا يجوز أن يعتقد أن الدعاء طريقة لقضاء الحاجة حتى لو استجاب الله وقضيت بالفعل لأن الله جعل للكون والإنسان والحياة نظاماً تسير عليه وربط الأسباب بالمسببات) السؤال هنا أليس الله تعالى استجاب لسيدنا أيوب عندما مرض وشفاه الله تعالى، أليس هذا قضاء للحاجة؟ ثم ألم يقل الله تعالى {ادعوني استجب لكم} ما معنى الاستجابة وما فائدته إذا لم يقض لي الحاجة؟

    جواب4: الدعاء هو سؤال العبد ربه، والدعاء من أعظم العبادة؛ أي من أعظم ما يُتعبّد به. عن النعمان بن بشير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنّ الدعاءَ هُوَ العبادة. ثم قرأ: ( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ) فأخبر صَلى الله عليه وسلم أن دعاء الله إنما هو عبادته ومسألته، بالعمل له والطاعة. وقال تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}.

    ومع أن الدعاء من أعظم العبادة إلا أن الدعاء ليس طريقة _كيفية دائمة_ لقضاء الحاجة، ذلك أن الحاجات تقضى بربط الأسباب بالمسببات، وقد علمنا الله عز وجل ربط الأسباب بمسبباتها لتحقيق النتائج والوصول إلى الغايات، بما في ذلك حاجات الإنسان، وعلمنا أيضاً أن نسأله هو قضاء الحاجات؛ لأنه هو الذي يملك النفع والضر.

    أما فائدة الدعاء، فالقيام بالعبادة لا يُسأل فيها عن الفائدة، إذ العبادات هي محض قربى إلى الله، وهي منتهى التذلل والخضوع لله عز وجل .

    25/رمضان المبارك/1431هـ
    4/9/2010م

  2. #2

    افتراضي رد: أجوبة أسئلة فكرية متنوعة حول الحسد والدعاء وتعلم اللغة

    وأما الحديث فهو ظني، والظني لا يصلح دليلاً على المسائل
    الأحاديث تفيد العلم حتى لو كانت آحاد
    متى صحت تفيد العلم
    أبو محمد المصري

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الدولة
    القدس المحتلة
    المشاركات
    31

    افتراضي رد: أجوبة أسئلة فكرية متنوعة حول الحسد والدعاء وتعلم اللغة

    بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    أشكر الأخ أبو محمد المصري على المرور والمشاركة بالرد .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •