هل اسم التوحيد اسم شرعي؟
عن عمرو بن عبسة السلمي قال: كُنْتُ وَأَنَا فِى الْجَاهِلِيَّةِ أَظُنُّ أَنَّ النَّاسَ عَلَى ضَلاَلَةٍ وَأَنَّهُمْ لَيْسُوا عَلَى شَىْءٍ وَهُمْ يَعْبُدُونَ الأَوْثَانَ؛ فَسَمِعْتُ بِرَجُلٍ بِمَكَّةَ يُخْبِرُ أَخْبَارًا فَقَعَدْتُ عَلَى رَاحِلَتِي فَقَدِمْتُ عَلَيْهِ؛ فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مُسْتَخْفِيًا جُرَءَاءُ عَلَيْهِ قَوْمُهُ فَتَلَطَّفْتُ حَتَّى دَخَلْتُ عَلَيْهِ بِمَكَّةَ فَقُلْتُ لَهُ: مَا أَنْتَ ؟ قَالَ: « أَنَا نَبِيٌ ». فَقُلْتُ: وَمَا نَبي؟ قَالَ: «أَرْسَلَنِي اللَّهُ »؛ فَقُلْتُ: وَبِأَىِّ شَىْءٍ أَرْسَلَكَ؟ قَالَ: « أَرْسَلَنِي بِصِلَةِ الأَرْحَامِ وَكَسْرِ الأَوْثَانِ وَأَنْ يُوَحَّدَ اللَّهُ لاَ يُشْرَكُ بِهِ شَىْءٌ ». قُلْتُ لَهُ: فَمَنْ مَعَكَ عَلَى هَذَا قَالَ: « حُرٌّ وَعَبْدٌ »الحديث. رواه مسلم (832).
وعن جابر بن عبدالله قال: قال رسول الله ‘: يعذب ناس من أهل التوحيد في النار حتى يكونوا فيها حمماً، ثم تدركهم الرحمة فيخرجون ويطرحون على أبواب الجنة، قال: فترش عليهم أهل الجنة الماء فينبتون كما ينبت الغثاء في حمالة السيل ثم يدخلون الجنة. رواه الترمذي (2597).
وعن ابْن عَبَّاسٍ قال: لَمَّا بَعَثَ النَّبِيُّ ‘ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ إِلَى نَحْوِ أَهْلِ الْيَمَنِ قَالَ لَهُ: إِنَّكَ تَقْدَمُ عَلَى قَوْمٍ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَى أَنْ يُوَحِّدُوا اللَّهَ تَعَالَى. متفق عليه واللفظ للبخاري.
وعَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: بُنِىَ الإِسْلاَمُ عَلَى خَمْسَةٍ: عَلَى أَنْ يُوَحَّدَ اللَّهُ وَإِقَامِ الصَّلاَةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَصِيَامِ رَمَضَانَ وَالْحَجِّ. رواه مسلم(16).
وعَنْ عبد الله بن عمرو أَنَّ الْعَاصَ بْنَ وَائِلٍ نَذَرَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ أَنْ يَنْحَرَ مِائَةَ بَدَنَةٍ وَأَنَّ هِشَامَ بْنَ الْعَاصِي نَحَرَ حِصَّتَهُ خَمْسِينَ بَدَنَةً وَأَنَّ عَمْرًا سَأَلَ النَّبِيَّ ‘ عَنْ ذَلِكَ؟ فَقَالَ: أَمَّا أَبُوكَ، فَلَوْ كَانَ أَقَرَّ بِالتَّوْحِيدِ، فَصُمْتَ، وَتَصَدَّقْتَ عَنْهُ، نَفَعَهُ ذَلِكَ. رواه أحمد(6704).
وعن أبي هريرة عن النبي ‘ قال: ” كان رجل ممن كان قبلكم لم يعمل خيرا قط إلا التوحيد، فلما احتضر قال لأهله: انظروا إذا أنا مت أن يحرقوه حتى يدعوه حمما ، ثم اطحنوه، ثم اذروه في يوم راح؛ فلما مات فعلوا ذلك به، فإذا هو في قبضة الله، فقال الله ¸: يا ابن آدم، ما حملك على ما فعلت؟ قال: أي رب من مخافتك، قال: فغفر له بها، ولم يعمل خيرا قط إلا التوحيد ". رواه أحمد (8040) بإسناد صحيح .
وعن جابر بن عبد الله أن رسول الله ‘ أُتي بكبشين أملحين عظيمين أقرنين موجوئين فأضجع احدهما وقال: بسم الله والله أكبر اللهم عن محمد وأمته من شهد لك بالتوحيد وشهد لي بالبلاغ . أخرجه أبو يعلى في مسنده ( 105 / 2) والبيهقي ( 9 / 268 ) وحسنه في إرواء الغليل.
واستعمله الصحابة ففي حديث جابر في صفة حج النبي ‘: فأهل بالتوحيد لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك. رواه مسلم(1218)، وعند أحمد وغيره : فاستلم نبي الله ‘ الحجر الأسود ثم رمل ثلاثة ومشى أربعة حتى إذا فرغ عمد إلى مقام إبراهيم فصلى خلفه ركعتين ثم قرأ (واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى) قال أبي: قال أبو عبد الله يعني جعفراً: فقرأ فيها بالتوحيد وقل يا أيها الكافرون. مسند أحمد (14440).
ودرج على ذلك التابعون:
فروى ابن أبي شيبة في مصنفه (1 /238) قال :حدثنا وكيع، عن زياد بن أبي مسلم، قال : سمعت أبا العالية سئل بأي شيء كان الأنبياء يستفتحون الصلاة؟ قال : بالتوحيد، والتسبيح ، والتهليل.
وروى عبد الرزاق في مصنفه(6 /125) عن معمر عن قتادة في قوله: (واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا) يقول: سل أهل الكتاب أكانت الرسل تأتيهم بالتوحيد؟ أكانت تأتيهم بالإخلاص؟.