الفضل بن دُكين مع يحي ابن معين لشيخنا أبي إسحاق الحويني
قصة الفضل بن دُكين مع يحي ابن معين: هذه الحكاية ذكرها بن حبان في المجروحين وذكرها الخطيب البغدادي وغيرهما أن بن معين أراد أن يمتحن شيخه أبا نعيم الفضل بن دُكين رحمة الله علي جميع ، وكان بين أحمد بن حنبل ويحي بن معين قبل المحنة ود أكيد ، بعد ما حدث محنة خلق القرآن خاصم أحمد يحي خاصمه مثلما خاصم غيره من أحبابه الذين أجابوا في المحنة مثل علي بن مدين وغيره .يحي أفضي إلي أحمد أنه يريد أن يمتحن الفضل بن دُكين فقال له أحمد: لا تفعل فإن الرجل ثبت ، قال له: ما بد العملية هذه أنا مضغوط فيها ولابد أن أمتحنه ،.
كيف يمتحنه ؟ يأتي بأحاديث من أحاديث الفضل ويخلطها بأحاديث بغير الفضل رواها أناس من طبقة الفضل ، ممكن يكون المتن معروف فيعبث في الإسناد ، أو يأتي بحديث لم يرويه الفضل من جهة المتن فيضع بإسناد للفضل مثلًا ، صحيفة طويلة عريضة فيها أحاديث للفضل ولغير الفضل خلطها ببعضها ، وطبعًا لا يستطيع أن يعطيها له وهو جالس فيكتشف القصة علي الفور كأنه لم يفعل أي شيء ، أعطاها لأحد رفقاءه أحمد بن منصور الرمادي أحد الثقات أيضًا ، وقال له: إذا خف المجلس حتى لا تكون فضيحة أعطيها للفضل .
كان الفضل بن دُكين كان يجلس في تلك الأيام علي دكان ، أي علي مصطبة عالية ، ويجلس عن يمينه احمد بن حنبل ، وعن شماله يحي بن معين لنباهتهما ومكانهما من قلب الفضل وبقية التلامذة يجلسوا علي الأرض ، فعندما خف المجلس أحمد بن منصور الرمادي أعطي الورقة الفضل بن دُكين ، قال: فعندما أمسكها الفضل جعل عيناه تتسعان وتدور حدقته ، فهم وأكتشف الملعوب ، قال: فسكت ساعة ، فكر ماذا يفعل الفضل من الذي جني هذه الجناية ؟ فقال للرمادي: أما أنت فلا تجرؤ علي أنت تفعل هذا ، وأما هذا فآدب من أن يفعل هذا ، وليس هذا إلا من عمل هذا وهو يحي بن معين وأخرج رجله فرفسه من علي الدرج فسقط علي الأرض ، وقال: عليَّ تعمل ؟ وخرج مغضبًا ، قبل ما يخرج طبعًا يحي بن معين وقع علي الأرض قام من علي الأرض وقبل رأسه وقبل بين عينيه وقال: جزاك الله عن الإسلام خيرًا مثلك يحدث ، إنما أردت أن أجربك .هذا تلميذه لكن يحي بن معين ليس له حل الذي يعرف يحي بن معين ، وسيرة يحي بن معين ، والكلام هذا يعلم أن يحي ليس له حل ما كان يجامل أحدًا ، حتى عندما لقي شجاع بن الوليد أبا بدر فقال له: أيها الرجل لا تكذب وتدع ابنك يحدثك ، فدعا شجاع عليه دعا علي يحي بن معين قال له: إن كنت كاذبًا فعل الله بك وفعل ، قال أحمد بن حنبل: فاستحييت فتنحيت ناحيًا كان أحمد ويحي بن معين يسيرون في الطريق قابلوا شجاع بن الوليد فيحي بن معين أعطاها له في وجهه علي الفور أحمد بن حنبل استحي وقال: شجاع من قدماء أصحابنا ، أي لا يقال له هذا الكلام ، قال فاستحييت ناحية ، فقال شجاع ليحي بن معين إن كنت كاذبًا فعل الله بك وفعل .
فيقول أحمد بن حنبل: فأظن دعوة الرجل أدركته ، لما أجاب في محنة خلق القرءان ، فكان يحي بن معين ليس له حل ، فلما قبله ما بين عينيه وقال: جزاك الله عن الإسلام خيرًا مثلك يحدث ، إنما أردت أن أجربك ، طبعًا الفضل بن دُكين مشي غضبان ، فقال أحمد بن حنبل له: قلت لك أن الرجل ثبت ، كيف تفعل به هكذا ، فقال له يحي: والله لرفسته أحب لي من رحلتي ، أي لي الشرف أنه رفسني هذه الرفسة وأوقعني من على الدرج على الأرض وهو فرحان ومغتبط لأن الفضل بن دُكين حفظه في الذروة ، لأننا بذلك كسبنا الفضل وكسبنا روايات الفضل بن دُكين، والأمة كلها استفادت من رواية الفضل بن دُكين ،.
من الشريط التاسع من الشرح النفيث علي الباعث الحثيث