لماذا لم يكن الشيخ ابن عثيمين-رحمه الله تعالى-يغير الشيب الذي في لحيته؟.
سئلت أم عبد الله زوجة الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله تعالى-: لماذا لم يكن الشيخ -رحمه الله- يحني لحيته؟، فقالت: (ربما لم يكن لديه الوقت لتعهد لحيته بالحناء، وأظن أنني سمعته -رحمه الله- يقول مثل ذلك).
قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله تعالى-: (قال النبي صلى الله عليه وسلم: «غيروا هذا الشيب، وجنبوه السواد»، ففي هذا دليل على أن الأفضل أن الإنسان يغير الشيب، أي بصبغه لكن بغير الأسود، إما بالأصفر كالحناء أو بالأصفر الممزوج بالكتم، والكتم أسود، فإذا مزج الأصفر بالأسود ظهر لون بني، فيصبغ الإنسان بالبني أو بالأصفر، كما أمر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم.
ولولا المشقة والمؤونة على بعض الناس لكان يفعل ذلك، لكن في مراعاة ومراقبة ذلك مشقة ومؤونة، ويخرج أسفل شعر أبيض وأعلاه مصبوغاً).[شرح رياض الصالحين (6/380)]..
وقال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله تعالى-: (وكثير من علمائنا ـ ولا أحتج بهم على السنة؛ لأن السنة أولى أن تتبع ولا شك ـ لا يفعلون هذا، ولا يغيرون الشيب، أدركنا الشيخ محمد بن إبراهيم -رحمه الله-، وأخيه عبد اللطيف، وأدركنا الشيخ عبد الرحمن السعدي -رحمه الله-، ومشايخ آخرين، كلهم لا يصبغون، والظاهر لي ـ والله أعلم ـ أن علتهم هو ما علل به الإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله- أنها تحتاج إلى عناية وكل يوم يتفقدها الإنسان؛ لأن الشعر إذا صُبغ ما يبقى ثلاثة أيام، أو أربعة أيام، إلا وقد بان من أسفل الشعر، فيحتاج إلى أن يُصبغ مرة ثانية). [شرح صحيح البخاري، كتاب الحج، لابن عثيمين، شريط: (19) ـ وجه: (ب)]..