تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: الشرعيون وفخ الدراما الإسلامية.

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    322

    افتراضي الشرعيون وفخ الدراما الإسلامية.

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الشرعيون وفخ الدراما الإسلامية


    من المطالِب بالدراما الإسلامية ؟
    هذه الزوبعة حول (الدراما المحافظة) أو (الدراما الإسلامية) مصدرها - في الفترة الحالية - شخص الدكتور عبد العزيز قاسم، يطالب بها بقلمه ولسانه وفعالياته التي يستطيعها، كتب أولا مقالا في صحيفة الوطن يطالب بالدراما، ثم أثار القضية في برنامج (البيان التالي)
    ولا يكف عن الحديث عنها كلما وجد مناسبة، فهو المنادي الرئيسي بها اليوم في الساحة الشرعية، وينتشر الحديث عنها لانتشاره وتمكنه من أكثر من وسيلة وقربه من عدد من طلاب العلم وغير طلاب العلم من الفاعلين في الساحة الإعلامية.
    فالصوت يأتي من مكانٍ واحدة ومصدره شخص واحد، وهذا يشير بوضوح إلى أنها ليست قضية عامة ولا مطلب ملح عند جمهرة المهتمين، وإنما هي زوبعة يثيرها ناشط إعلامي.

    من أجاب قاسم من طلاب العلم والشيوخ ؟
    الدكتور عبد العزيز قاسم يتواصل إنسانياً مع عدد من طلبة العلم، وتبدو من بعضهم مجاملة له أحياناً، أو سكوتاً عمَّا يفعل تأثراً بهذا التعامل الإنساني، وقد بينت شيئا من هذا في مقالٍ سابق بعنوان (صالون قاسم ما الهدف؟).
    استدعى قاسم من بين هؤلاء الذين يتعامل معهم ويعالجهم، أو يؤثر فيهم، أو يجد منهم نوعَ ليونة ومجاملة عدداً لموضوع الدراما، فرفض بعضهم الفكرة من أصلها، ووافق قليل من طلبة العلم من جيل الشباب على الدراما بقيودٍ وضعها.
    قدَّم هؤلاء الفضلاء قيودا لا تمت للواقع بصلة؛ قيوداً لو عمل بها قاسم وغير قاسم ما كانت الدراما لتوجد.
    وهذا ما سأوضحه فيما يلي بحول الله وقوته وأرجو أن يكتب الله له القبول.

    الدراما وعقبة المال:
    يقف المال بطريق العمل الفني، بل الإعلامي كله، بل الخيري كله ويتحكم به.
    إذ لا يخفى على من له معرفة وتماس بالجهات الدعوية –حتى وزارة الشؤون- أن لعمل الخيري -الدعوي على وجه الخصوص- يشكو التمويل.
    فالمادة تشكل عائقا أمام كثير من المشاريع الدعوية النافعة.
    والدراما الدعوية بلا شك بحاجة لدعم مادي وأموال طائلة، وقد وضح ضيف حلقة البيان التالي التي ناقشت موضوع الدراما شيئا من هذا.
    وشكوى الفضائيات الإسلامية من قلة الدعم المادي لا تنقطع، حتى أوشكت بعضها على الإغلاق مع أنها –أعني المستقيمة على المنهج- ذات نفع وتأثير عظيمين على المتابع المسلم.
    وطالما أن الأمر كما ذكرنا فيحق لنا أن نسأل قاسم ومن معه..كيف يمكن للدراما الدعوية ان تتجاوز عقبة المال؟؟
    من سيدفع ويمول دون انتظار مردود مادي أو ربح ولو يسير؟؟
    إن قلتم أهل الخير وطلاب الأجر من الموسرين..قيل لكم فأين هم من الفضائيات الإسلامية ذات المنهجية الصحيحة؟؟
    وأين هم من كثير من المناشط الدعوية التي لا كثيرا ما يقف المال حجر عثرة في طريقها؟؟
    إن التفكير بطريقة نسج الأحلام والخيالات لن يجني ثمارا، ولن يؤتي نفعا.
    فالأحلام تظل أحلاماً لا حقيقة لها، والخيالات تظل خيالات لا واقع لها.

    إشكالية السياق:
    لا يشك عاقل عارف بالمآلات أن الدراما ستكون وسيلة من وسائل تفعيل القراءات المرفوضة للشريعة الإسلامية؛ كالقراءة التي يقدمها بعضهم للحجاب مثلاً أو الاختلاط، فحين يقف أهل الدراما أمام ظهور النساء في الأعمال الدرامية يطلبون التسهيل احتجاجاً بأقوالٍ مرجوحة أو حتى شاذة لا فرق عندهم، ويتشبثون بأهداب الخلاف الذي صار عند بعضهم أصلا من أصول الشريعة!
    أو يتسللون بين الآراء الفقهية طلبا لما يوافق دراماهم!
    ثم تصبح الدراما وسيلة من وسائل تفعيل المذهبية، وهي مرحلة من مراحل خلخلة المألوف، وهي خطة مرحلية استعملت في بلاد أخرى، وتستعمل في إطار السنن الكونية للتغيير، إذ لا يحدث التغيير فجأة بل بداية يزاحمون، ويكتفون فقط بمجرد الظهور على مسرح الأحداث، ويكون هذا الظهور بالاتكاء على عصا التعددية المذهبية، ثم يزيحون غيرهم ويمارسون غاية الإقصاء والتنكيل بمخالفيهم كما هو حاصل مع المخالفين لهم، وهي المرحلة التي دخلنا فيها الآن، وستأتي (الدراما المحافظة) في إطار تفعيل مثل هذا.

    إشكالية النص :
    وهي كالتي سبقتها، وإنما أفردتُها فقط للتنبيه على أن أولى القضايا التي ستثار من خلال الدراما الإسلامية مشكلة تفعيل النصوص غير المرغوبة، وهذا قائم في الأعمال التي تسمى إسلامية..الموجود ة الآن؛ مثل هذا الفيلم الذي يحكي قصة النبي -صلى الله عليه وسلم-،
    فأول ما سيُنحر من ثوابتنا في (الدراما المحافظة) هو (النص) سترى غير الذي ترى اليوم فيقيناً لن تخرج السلفية المحافظة على الأصول والثوابت على شاشات التلفاز والسينما.


    إشكالية الآخر:
    إن راجت الدراما الإسلامية وشقت طريقها فحتما سيلحق بها الآخر من منتصف الطريق، ويخرج أعمالاً درامية إسلامية بطريقته هو، كما هو حاصل اليوم فقد رأينا أعمالاً عن الجاهلية (الزير سالم) و(عنترة بن شداد) وعن الإسلام (خالد بن الوليد) (الناصر صلاح الدين) و(الرسالة) و(عمر المختار)، ولم تعرض الأمر كما نعرفه في كتب التأريخ المسندة بل شوهته، وجاءت بغير المسموح من تبرج - على سبيل المثال- بدعوى أنه من فعل الكفار!

    موقف العلماء من الدراما:
    علماء الأمة المعتد برأيهم منهم من قطع بتحريم التمثيل تحريما مطلقا لما يشتمل عليه من كذب ومحاذير أخرى، ولأن الدعوة إلى الله عبادة والعبادة الأصل فيها المنع إلا ما ثبت بدليل، ومن العلماء من أباح التمثيل وقيده بضوابط وثيقة وشروط متينة، خشية مآلاته التي لا يشك فيها عاقل.
    ومن تلك الشروط ألا يتوسع فيه ويكثر منه ويصبح شغلا للأخيار، وإنشاء صناعة درامية محافظة أو إسلامية -كما عبر بعضهم- بحيث يصبح لها متخصصون فنيون وممثلون وكتاب سيناريوهات والخ يخالف هذا القيد ويرمي به عرض الحائط، وهذا يشير إلى خطورة التملص المبكر من قيود الفتوى وينذر بمزيد من التفلت والقفز على الفتاوى، فبالأمس كانت فتوى إباحة التمثيل قاصرة على جماعات التوعية في المدارس والجامعات والمراكز الصيفية وغالب من يفتي بالإباحة يريد مشاهد مسرحية بسيطة وحوارات مفيدة، واليوم ينادون بدراما احترافية محافظة تضاهي دراما الفساق وتنافسها في ميدان التمثيل! والمؤسف في الأمر أن ياتي التأييد والمؤازرة لها من بعض الشرعيين الفضلاء!
    إن الناظر المتأمل في فتاوى الإباحة وسياقاتها –عند الكبار- والتي كانت غالبا ضمن سؤالات عن أنشطة المدارس والمراكز الصيفية يعرف الفرق بين ما يريده دعاة الدراما اليوم، وبين ما يعنيه العلماء المبيحون للتمثيل بالأمس. ويعرف أن غالب المبيحين من المعتد برأيهم يتحدثون عن تمثيل غير الدرامى التي يُدعا إليها اليوم.

    الدراما وضوابط الشرعيين:
    تحدث الشرعيون عن ضوابط تحكم الدراما وتقيدها ضمن المباح!
    وذكروا لذلك قيودا وشروطا بغية السيطرة عليها كي لا يفلت زمامها!
    ويشكرون على حرصهم –وهم أهل ذلك- لكن أعود مرة أخرى للتأكيد على أن الواقع يشهد بسرابية ووهمية التزام الدراما بضوابطهم وقيودهم.
    بل الواقع يؤكد أن من سيُفْلِتها من زمام الشرعيين الصادقين المحبين للخير شرعيون آخرون خضعت جباههم لضغوطات المرحلة، وذلت أعناقهم لمتطلبات العصر.
    وما نراه اليوم في مسلسل (القعقاع بن عمرو) الذي يصنفه بعضهم ضمن الدراما الإسلامية..وفيه يمتهن الصحابة، وفيه تظهر النساء، وفيه تعج المعازف..وبإشراف اثنين من الشرعيين!! يشهد ويؤكد أن الدراما المحافظة لو فُتح لها الباب ستجد من يأخذ بيدها من المنتسبين للعلم والدعوة لتلج الشر أولا..ثم تصير بوابة له!
    ثم إن واقع الفتوى اليوم يجعل تحديد ضوابط وقيود للدراما وإلزام الجميع بها من أمحل المحال، إلا أن يصدر بذلك فتوى رسمية! وهذا بعيد جدا بل محال آخر؛ لأن موقف العلماء (الكبار) من الدراما يختلف تماما عن موقف قاسم وضيوفه!
    وهنا نعود لنسأل عن الضوابط التي تحدثوا عنها –مع أنهم فيها مختلفون- من سيضعها؟؟
    الساحة الشرعية في السعودية لم تعد كما كانت على رأي واحد ومنهجية واحدة!
    وُجد الآن من يقسم ثوابت الدين إلى شكلية وجوهرية!
    ووجد الآن من لا يكف عن تفعيل الخلاف والمناداة بتعدد الآراء!
    ووجد من يبيح الغناء، ووجد ومن يبيح الاختلاط!
    بل وُجد من يزكي قناة فضائية تعج بالنساء وتصدح بالمعازف ويصفها بالتقوى والإيمان!!
    فقولوا لنا بالله عليكم في ظل هذه الفوضى المنهجية العارمة للشرعيين من سيضع تلك الضوابط والقيود المزعومة؟؟!!
    إن هذا الانسياق من هؤلاء الفضلاء خلف قاسم ومشروع الدراما ليجعلنا في ذهول وحيرة منهم، ومن السطحية العجيبة التي تداولوا بها الموضوع.
    ومن هنا أنادي طلاب العلم وأهيب بهم أن لا يستغفلهم قاسم ويستعملهم لتمرير مشاريعه ومن يؤزه من شياطين الإنس.
    وأذكرهم أن قاسم الذي استضافهم واستفزعهم هو المبشر بخروج تيار جديد يختلف عمن يحملون ارث الماضي، وأن مداميك الأفكار الصدئة[1] ستفكك ولكن.. رويدا رويدا!

    ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــ

    [1] للقارئ الكريم أن يعود لمقال سابق لي بعنوان: (دكتور عبدالعزيز قاسم وتنحية السلفية)
    قال ابن المبارك:
    وجدت الدين لأهل الحديث،والكلام للمعتزلة، والكذب للرافضة، والحيل لأهل الرأي.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    الدولة
    أينما رحلتُ فإنما أسيرُ في أرضي
    المشاركات
    414

    Lightbulb رد: الشرعيون وفخ الدراما الإسلامية.

    [quote=شذى الجنوب;405563]
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الشرعيون وفخ الدراما الإسلامية
    من أجاب قاسم من طلاب العلم والشيوخ ؟
    الدكتور عبد العزيز قاسم يتواصل إنسانياً مع عدد من طلبة العلم، وتبدو من بعضهم مجاملة له أحياناً، أو سكوتاً عمَّا يفعل تأثراً بهذا التعامل الإنساني، وقد بينت شيئا من هذا في مقالٍ سابق بعنوان (صالون قاسم ما الهدف؟).
    استدعى قاسم من بين هؤلاء الذين يتعامل معهم ويعالجهم، أو يؤثر فيهم، أو يجد منهم نوعَ ليونة ومجاملة عدداً لموضوع الدراما، فرفض بعضهم الفكرة من أصلها، ووافق قليل من طلبة العلم من جيل الشباب على الدراما بقيودٍ وضعها.
    قدَّم هؤلاء الفضلاء قيودا لا تمت للواقع بصلة؛ قيوداً لو عمل بها قاسم وغير قاسم ما كانت الدراما لتوجد.
    وهذا ما سأوضحه فيما يلي بحول الله وقوته وأرجو أن يكتب الله له القبول.
    ليس شرطا ان يكون من وافقه فى الفكرة أن يكون ذلك مجاملة
    الدراما وعقبة المال:
    يقف المال بطريق العمل الفني، بل الإعلامي كله، بل الخيري كله ويتحكم به.
    إذ لا يخفى على من له معرفة وتماس بالجهات الدعوية –حتى وزارة الشؤون- أن لعمل الخيري -الدعوي على وجه الخصوص- يشكو التمويل.
    فالمادة تشكل عائقا أمام كثير من المشاريع الدعوية النافعة.
    والدراما الدعوية بلا شك بحاجة لدعم مادي وأموال طائلة، وقد وضح ضيف حلقة البيان التالي التي ناقشت موضوع الدراما شيئا من هذا.
    وشكوى الفضائيات الإسلامية من قلة الدعم المادي لا تنقطع، حتى أوشكت بعضها على الإغلاق مع أنها –أعني المستقيمة على المنهج- ذات نفع وتأثير عظيمين على المتابع المسلم.
    وطالما أن الأمر كما ذكرنا فيحق لنا أن نسأل قاسم ومن معه..كيف يمكن للدراما الدعوية ان تتجاوز عقبة المال؟؟
    من سيدفع ويمول دون انتظار مردود مادي أو ربح ولو يسير؟؟
    إن قلتم أهل الخير وطلاب الأجر من الموسرين..قيل لكم فأين هم من الفضائيات الإسلامية ذات المنهجية الصحيحة؟؟
    وأين هم من كثير من المناشط الدعوية التي لا كثيرا ما يقف المال حجر عثرة في طريقها؟؟
    إن التفكير بطريقة نسج الأحلام والخيالات لن يجني ثمارا، ولن يؤتي نفعا.
    فالأحلام تظل أحلاماً لا حقيقة لها، والخيالات تظل خيالات لا واقع لها.
    هذا كله خارج محل النزاع
    كلامالاخت الفاضلة فى أساس الدراما ونقدها
    وليس فى تمويلها

    [/FONT]
    [/COLOR] [/SIZE]
    إشكالية النص :
    وهي كالتي سبقتها، وإنما أفردتُها فقط للتنبيه على أن أولى القضايا التي ستثار من خلال الدراما الإسلامية مشكلة تفعيل النصوص غير المرغوبة، وهذا قائم في الأعمال التي تسمى إسلامية..الموجود ة الآن؛ مثل هذا الفيلم الذي يحكي قصة النبي -صلى الله عليه وسلم-،
    فأول ما سيُنحر من ثوابتنا في (الدراما المحافظة) هو (النص) سترى غير الذي ترى اليوم فيقيناً لن تخرج السلفية المحافظة على الأصول والثوابت على شاشات التلفاز والسينما.
    هذا توقع من الكاتبة وليس جزما
    إشكالية الآخر:[/RIGHT]
    إن راجت الدراما الإسلامية وشقت طريقها فحتما سيلحق بها الآخر من منتصف الطريق، ويخرج أعمالاً درامية إسلامية بطريقته هو، كما هو حاصل اليوم فقد رأينا أعمالاً عن الجاهلية (الزير سالم) و(عنترة بن شداد) وعن الإسلام (خالد بن الوليد) (الناصر صلاح الدين) و(الرسالة) و(عمر المختار)، ولم تعرض الأمر كما نعرفه في كتب التأريخ المسندة بل شوهته، وجاءت بغير المسموح من تبرج - على سبيل المثال- بدعوى أنه من فعل الكفار!
    نعم حقا ماذكرتى هناك كتاب لايراعون الحقائق التاريخية
    بل ربما يشوهونها ويهتمون بالجذب (المشاهد) على حساب المضمون
    ولكن هذا لاعلاقة له بتحريم او تحليل الدراما
    فهل من كان مسلما وعادته الكذب

    هل معناه أن دينه علمه أم لم يطبقه على الوجه الصحيح؟
    موقف العلماء من الدراما:
    علماء الأمة المعتد برأيهم منهم من قطع بتحريم التمثيل تحريما مطلقا لما يشتمل عليه من كذب ومحاذير أخرى، ولأن الدعوة إلى الله عبادة والعبادة الأصل فيها المنع إلا ما ثبت بدليل، ومن العلماء من أباح التمثيل وقيده بضوابط وثيقة وشروط متينة، خشية مآلاته التي لا يشك فيها عاقل.
    ومن تلك الشروط ألا يتوسع فيه ويكثر منه ويصبح شغلا للأخيار، وإنشاء صناعة درامية محافظة أو إسلامية -كما عبر بعضهم- بحيث يصبح لها متخصصون فنيون وممثلون وكتاب سيناريوهات والخ يخالف هذا القيد ويرمي به عرض الحائط، وهذا يشير إلى خطورة التملص المبكر من قيود الفتوى وينذر بمزيد من التفلت والقفز على الفتاوى، فبالأمس كانت فتوى إباحة التمثيل قاصرة على جماعات التوعية في المدارس والجامعات والمراكز الصيفية وغالب من يفتي بالإباحة يريد مشاهد مسرحية بسيطة وحوارات مفيدة، واليوم ينادون بدراما احترافية محافظة تضاهي دراما الفساق وتنافسها في ميدان التمثيل! والمؤسف في الأمر أن ياتي التأييد والمؤازرة لها من بعض الشرعيين الفضلاء!
    إن الناظر المتأمل في فتاوى الإباحة وسياقاتها –عند الكبار- والتي كانت غالبا ضمن سؤالات عن أنشطة المدارس والمراكز الصيفية يعرف الفرق بين ما يريده دعاة الدراما اليوم، وبين ما يعنيه العلماء المبيحون للتمثيل بالأمس. ويعرف أن غالب المبيحين من المعتد برأيهم يتحدثون عن تمثيل غير الدرامى التي يُدعا إليها اليوم.
    كما قلتى منهم من قطع بتحريمه ليس جميعهم,,,,, ومنهم من لم يقطع
    الدراما وضوابط الشرعيين:
    تحدث الشرعيون عن ضوابط تحكم الدراما وتقيدها ضمن المباح!
    وذكروا لذلك قيودا وشروطا بغية السيطرة عليها كي لا يفلت زمامها!
    ويشكرون على حرصهم –وهم أهل ذلك- لكن أعود مرة أخرى للتأكيد على أن الواقع يشهد بسرابية ووهمية التزام الدراما بضوابطهم وقيودهم.
    بل الواقع يؤكد أن من سيُفْلِتها من زمام الشرعيين الصادقين المحبين للخير شرعيون آخرون خضعت جباههم لضغوطات المرحلة، وذلت أعناقهم لمتطلبات العصر.
    وما نراه اليوم في مسلسل (القعقاع بن عمرو) الذي يصنفه بعضهم ضمن الدراما الإسلامية..وفيه يمتهن الصحابة، وفيه تظهر النساء، وفيه تعج المعازف..وبإشراف اثنين من الشرعيين!! يشهد ويؤكد أن الدراما المحافظة لو فُتح لها الباب ستجد من يأخذ بيدها من المنتسبين للعلم والدعوة لتلج الشر أولا..ثم تصير بوابة له!
    ثم إن واقع الفتوى اليوم يجعل تحديد ضوابط وقيود للدراما وإلزام الجميع بها من أمحل المحال، إلا أن يصدر بذلك فتوى رسمية! وهذا بعيد جدا بل محال آخر؛ لأن موقف العلماء (الكبار) من الدراما يختلف تماما عن موقف قاسم وضيوفه!
    هذا المحال إنما هو من نسج خيالك
    ثانيا لم حصرتى الفتوى على (الرسمية)؟؟؟؟؟؟
    هذا ماستطعناه على عجالة والله اعلم
    .
    ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــ
    (ومعرفة الحق بالرّجال عادة ضعفاء العقول)
    الإمام الغزالي

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •