روى الإمام الذهبي في: السير والحافظ المزي في :تهذيب الكمال وابن عساكر في : تاريخ دمشق كلهم رووا عن يزيد بن مجالد المعبر، قال: سمعت يحيى بن معين يقول:(( إذا كتبت فقمش ،وإذا حدثت ففتش))
والقَمْشُ: الجمع من ها هنا وها هنا. كما قال ذلك الزمخشري..
ومن يطالع تاريخ الأمم والملوك والبداية النهاية يرى هذا القمش ظاهراً ،وهذا لا يعتبر عيب في هذان المؤرخان بل العيب في ظني راجع إلى فهم القاري البسيط الذي لم يستوعب منهجهما في جمع هذه المادة ، بل ربما تنطع متنطع وقال أنهما يرويان عن أصحاب البدع وألحقهما بهما!! نعوذُ بالله من هذا إذا حصل !! ولهذا نقول فقد اعتذر الأول وقال في مقدمة تاريخه (( فما يكن في كتابي هذا من خبر ذكرناه عن بعض الماضين مما يستنكره قارئه، أو يستشنعه سامعه، من أجل أنه لم يعرف له وجهاً في الصحة، ولا معنى في الحقيقة، فليعلم أنه لم يؤت في ذلك من قبلنا، وإنما أتى من قبل بعض ناقليه إلينا، وإنا إنما أدينا ذلك على نحو ما أدى إلينا )) تاريخ الرسل والملوك (1/13) وكذلك أعتذر الثاني بقوله: (وفي بعض ما أوردناه نظر، ولولا أن ابن جرير وغيره من الحفاظ والأئمة ذكروه ما سقته، وأكثره من رواية أبي مخنف وقد كان شيعياً وهو ضعيف الحديث عند الأئمة، ولكنه إخباري حافظ، عنده من هذه الأشياء ما ليس عند غيره، ولهذا يترامى عليه كثير من المصنفين في هذا الشأن ممن بعده) البداية والنهاية (8/573)