تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 21 إلى 22 من 22

الموضوع: فتح الحميد شرح كتاب التوحيد ورأي الشيخ ابن غديان

  1. #21
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: فتح الحميد شرح كتاب التوحيد ورأي الشيخ ابن غديان

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة


    وينصبون القضاة فى فى أمصارهم ويعمرون المدارس فى اقطارهم
    ومع ذلك فهم يجعلون بلادهم بلاد كفر وحرب - فيوقعون بهم القتل بالوخز والضرب -
    ومن اقام منهم فى بلاده فهو عندهم الشقى الكافر - ومن رحل منها اليهم فهو المؤمن المهاجر
    اذ من قواعد دينهم وتسويل شياطينهم ان من ساعدهم على قولهم فهو المؤمن القوى ومن خالفهم فهو الكافر الشقى-

    قال الشيخ عبد اللطيف ابن عبد الرحمن ابن حسن فى مصباح الظلام
    فهذا أكبر دليل، وأوضح برهان على أن هذا المعترض لم يأنس بشيء مما جاءت به الرسل
    ، ولم يفقه مراد الله ورسوله، ولم يدرِ ضروريات الْإِسلام التي يعرفها كل من تصوُّره وعرف حقيقته، فضلًا عمن قَبِله ودان به.
    وفيه جهله بمعنى الصد والمشاقة التي يعرفها آحاد الناس، وكون عبَّاد القبور شيَّدوا المنار، وعمَّروا المدارس، واستقبلوا القبلة، فليس هذا هو الْإِسلام حتى يستدل به على إسلام من دعا الأموات والصالحين، وجعلهم أندادًا لله ربِّ العالمين.
    وقال رحمه الله أيضا فى مصباح الظلام فى الرد على عثمان ابن منصور
    قال المعترض: فنقول أولًا: ينظر في هذا الكلام وتأصيله،
    فيقال: من هم هؤلاء الكفار أهل الشرك الذين هم ككفار قريش والحبشة، الذين يجعلون الله ثالث ثلاثة وأشباههم كأهل الكتاب وعبدة الأوثان، الذين نهيت عن موادتهم وكفرت بها، وأُنزلَت عليهم الآية الكريمة لديك: أتُراهم أمة محمد صلى الله عليه وسلم المتقدم ذكرهم، الذين قد عمروا المدارس في أقطارهم وأمصارهم، ونصبوا القضاة، وشيدوا المنار على مساجدهم لداعي الفلاح آناء الليل وأطراف النهار، ظاهرين مظهرين لذلك، قد بذلوا عليه الأموال والأنفس، يجاهدون عليه من أنكره من أهل الكتاب وغيرهم، حتى بنجد قد شيدوا منارها بعلمائها، ولا والله نعلم إلا ما شاء الله على مساجدها وأئمتها ومدارس قرائها ومساقيها وسرجها أوقافًا إلا من هؤلاء الذين كفَّرهم هذا الرجل، ويسميهم بالكفار أهل الجاهلية) .
    والجواب أن يقال:
    لا بدَّ من ذكر كلام الشيخ ليتبين مراده، ويعرف ما في كلام هذا المعترض من التحريف والحذف لما يبين مراد الشيخ وموضوع كلامه.
    قال الشيخ (الموضع الثاني: أنه - صلى الله عليه وسلم لما قام ينذرهم عن الشرك ويأمرهم بضده وهو التوحيد؛ لم يكرهوا ذلك واستحسنوه وحدَّثوا أنفسهم بالدخول فيه؛ إلى أن صرَّح بسب دينهم، وتجهيل علمائهم، فحينئذٍ شمروا له ولأصحابه عن ساق العداوة،
    وقالوا:
    سفه أحلامنا، وعاب ديننا، وشتم آلهتنا؛ ومعلوم أنه صلى الله عليه وسلم لم يشتم عيسى وأمه ولا الملائكة ولا الصالحين؛ لكن لما ذكر أنهم لا يُدعون ولا ينفعون ولا يضرون؛ جعلوا ذلك شتمًا،
    فإذا عرفت هذا عرفت أن الإنسان لا يستقيم له إسلام ، ولو وحَّد الله وترك الشرك إلا بعداوة المشركين، والتصريح لهم بالعداوة والبغضاء،
    كما قال تعالى:
    {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ} .
    فإذا فهمت هذا فهمًا جيدًا عرفت أن كثيرًا من الذين يدَّعون الدين لا يعرفونها ولا يفهمونها، وإلا فما الذي حمل المسلمين على الصبر على ذلك العذاب والأسر والضرب والهجرة إلى الحبشة مع أنه صلى الله عليه وسلم أرحم الناس، ولو يجد لهم رخصة لأرخص لهم،
    كيف وقد أنزل الله عليه:
    {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ} .
    فإذا كانت هذه الآية فيمن وافقهم بلسانه إذا أوذي فكيف بغير ذلك؟) . انتهى كلام الشيخ رحمه الله.
    وقد حذف منه المعترض أوله؛ لأن فيه التصريح بأن العداوة المطلوبة ذكر آلهتهم بأنهم لا يُدعون ولا ينفعون ولا يضرون،
    وأن من لم يصرح بذلك (ويعاديهم، ويتبرَّأ منهم ويبغضهم) ويعتقده ويدين به،
    لا يستقيم له إسلام،
    وهذا هو الحق؛ بل هو من مدلول كلمة الإخلاص؛ وهو حقيقة التوحيد،
    فلو وحَّد الله بعبادته ولم يشرك به، لكنه لم يأتِ بهذا ولم يعتقده،
    لم ينتفع بتوحيده وعدم شركه،
    وهذا حق لا شك فيه، والآيات تدل عليه، وتشهد له،
    وهذا المعنى دلَّت عليه كلمة الإخلاص تضمنًا؛
    وهو ظاهر بحمد الله.والمعترض حذفه عمدًا، وأخذ وسط العبارة، وقصده الترويج والتمويه،
    (وقد ورد حديث مرفوع:
    " «لا يستقيم إيمان عبد حتى تستقيم جوارحه»
    وكذلك قول الشيخ في آخر كلامه:
    (فإذا كانت هذه الآية فيمن وافقهم بلسانه إذا أوذي فكيف بغير ذلك) ؛
    وأن هذا يدل على أن الكلام فيمن لم يصرح بعيب آلهتهم، وتسفيه أحلامهم،
    والتصريح لهم بذلك، وهو غاية العداوة والبغضاء،
    فحذف هذا المعترض أول الكلام وآخره ليروج ويلبس،
    وهذا من نوع التحريف والإلحاد ولي الألسن، وهو حرفة يهودية ورثها من ورثها.[من المتقدمين كداوودالعراقى وعثمان ابن منصور ومن المعاصرين ورثه الكثير]
    وقد قال تعالى:

    {مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ}
    .والإكراه له صور خاصة قولية لا فعلية وما عداها فلا رخصة فيه،
    والآية عامة يدخل فيها دخولًا أوليًّا
    من لم يعب دين المشركين، وأن آلهتهم لا تنفع ولا تضر، لأنه إذا لم يصرِّح بذلك فهو كاتم لما تضمنته كلمة الإخلاص من النفي، ولا رخصة في الكتمان إلا بشرطه المتقدِّم؛
    وهذا لا خلاف فيه بين الأمة،
    والمعترض من الغافلين عن هذه المباحث الدينية،
    أو ممن أضلَّه الله على علم،
    وقد غدر بميثاقه الذي جعله على نفسه بحذف أول العبارة وآخرها، لأنه تبديل وتغيير لكلام الشيخ،
    وسيأتيك من أخواتها ما هو من أعجب العجاب،
    فالحمد لله على معرفة الحق والصواب.
    واعلم أن هذا المعترض لم يتصور حقيقة الإسلام والتوحيد؛
    بل ظن أنه مجرَّد قول بلا معرفة ولا اعتقاد وإلا فالتصريح بالشهادتين والإتيان بهما ظاهرًا هو نفس التصريح بالعداوة والبغضاء،
    وما أحسن ما قيل:وكم من عائب قولاً صحيحًا ... وآفته من الفهم السقيم
    (ولأجل عدم تصوره أنكر هذا، ورد إلحاق المشركين في هذه الأزمان بالمشركين الأولين، ومنع إعطاء النظير حكم نظيره،
    وإجراء الحكم مع علته، واعتقد أن من عبد الصالحين ودعاهم وتوكل عليهم وقرَّب لهم القرابين مسلم من هذه الأمة، لأنه يشهد أن لا إله إلا الله ويبني المساجد ويصلي، وأن ذلك يكفي في الحكم بالإسلام ولو فعل ما فعل من الشركيات،
    وحينئذٍ فالكلام مع هذا وأمثاله في بيان الشرك الذي حرَّمه الله ورسوله، وحكم بأنه لا يغفر، وأن الجنة حرام على أهله،[نعم] وفي بيان الإيمان والتوحيد الذي جاءت به الرسل، ونزلت به الكتب، وحرَّم أهله على النار،
    فإذا عرف هذا وتصوره تبيَّن له:
    أن الحكم يدور مع علَّته، وبطل اعتراضه من أصله، وانهدم بناؤه.
    قال الله تعالى: {إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ}
    .وقال تعالى: {وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ}
    وقال تعالى: {وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ}
    .وقال تعالى حاكيًا عن أهل النار أنهم يقولون لآلهتهم التي عبدت مع الله:
    {تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ - إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ}
    .ومعلوم أنهم ما سووهم بالله في الخلق والرزق والتدبير، وإنما هو في المحبة والخضوع والتعظيم والخوف والرجاء، ونحو ذلك من العبادات.
    وقال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ} وهذا حب عبادة وتأله وتعظيم؛ ولهذا ونحوه كفَّرهم الله تعالى وأباح دماءهم وأموالهم ونساءهم لعباده المؤمنين حتى يسْلموا، ويكون الدين كله لله،
    فالنزاع في هذا.فمن عرف هذا الشرك وحقيقته، وعرف مسمى الدعاء لغة وشرعًا،
    وعرف أن تعليق الحكم في هذه الآيات على الشرك والدعاء يؤذن بالعلة تبيَّن له الأمر، وزال عنه الإشكال، ومن يهد الله فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هادي له.
    فمن عبد غير الله، وعدل بربه، وسوَّى بينه وبين غيره في خالص حقه:
    صدق عليه أنه مشرك ضال غير مسلم،[سواء] عفر المدارس، ونضب القضاة، وشيَّد المنار، ودعا بداعي الفلاح، لأنه لا يلتزمه، وبَذْلُ الأموالِ،
    والمنافسة على صورة العمل مع ترك حقيقته لا تقتضي الإسلام؛
    ولأهل الكتاب في عمارة البِيَعِ والكنائس والصوامع اجتهاد عظيم، ومحبة شديدة.
    وقد قال تعالى:
    {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ}
    قال الله تعالى: {أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ} [التوبة: ١٩] (١) [التوبة / ١٩] .
    وقد أجمع العلماء:
    أن الإيمان الذي دلَّت عليه شهادة أن لا إِله إلا الله شرط في كل عمل،
    فالاحتجاج بهذه الأفعال - أعني بناء المساجد والمدارس ونصب القضاة -
    لا يصدر إلا عن جاهل أو ملبس
    .قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا اسْتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ}[]
    كتاب مصباح الظلام في الرد على من كذب الشيخ الإمام ونسبه إلى تكفير أهل الإيمان والإسلام

    [عبد اللطيف آل الشيخ]

  2. #22
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: فتح الحميد شرح كتاب التوحيد ورأي الشيخ ابن غديان

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة
    قال ابن منصور
    خرجوا بالسيف على كل صالح فقاتلو به سائر المسلمين والائمة فسطوا على الناس بالسيف ونسبوهم بما فيهم الى الكفر والحيف

    فهم يقتلون اهل الاسلام ويدعون اهل الكفر والعدوان -
    قال الشيخ عبد اللطيف ابن عبد الرحمن
    وأما دعواه: (أنَّ شيخنا رحمه الله ممن قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم: " «إنهم يقتلون أهل الْإِيمان ويدعون أهل الأوثان» ") .
    فيقال: قد قال هذا قبله كل مشرك وعابد لغير الله، حتى إن قريشًا قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: "إنه صابئي" ولقبوه به، والجهمية المعطلة يسمون أهل السنَّة: حشوية ونوابت، والرافضة يسمونهم: نواصب، والقدرية يسمونهم: مجبرة، وبالجملة فقد قال هذا كل مشرك، وباب الدعاوى مصراعاه أوسع من بُصْرى إلى عدن، وهكذا كل من جرَّد التوحيد لله العزيز الحميد نسبه عُبَّاد القبور إلى هذا الإفك المبين، ولعمر الله إن من نهى عن عبادة غير الله، وأمر بتوحيده لهو المؤمن البر الراشد، الداخل في اتباع الرسل وأوليائهم، وإن كان خارجًا عن أهل الشرك بالله وعبادة غيره، متبرئًا منهم، ماقتا لهم
    وعيَّرها الواشون أني أحبها ... وتلك شكاة ظاهر عنك عارها
    وأقرب الناس شبهًا بالخوارج: من خرج عن جماعة المسلمين إلى عبادة الصالحين والشياطين، ولم يلتزم جماعة المسلمين أهل التوحيد والتعظيم لله رب العالمين،
    قال العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى
    من لي بشبه خوارج قد كَفَّروا ... بالذنب تأويلًا بلا إحسان
    [مصباح الظلام للشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن]

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •