تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: كلمة لمن أراد أن يصنف كتاباً

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    2,120

    افتراضي كلمة لمن أراد أن يصنف كتاباً

    تعج المكتبات بأنواع كتب غثها يربو في عدته على سمينها ,وكثير منها سرقة لجهود سبقت
    أوإن شئت قل بعبارة ألطف-على تقدير حسن الظن-: تكرار لبحوث طرقت ,وغدت رسائل الماجستير والدكتوراه تحمل عناوين ترفع الضغط لكونها ألصق بالترف الفكري من البحث العلمي النافع المتلمّس لحاجات الأمة وواقعها وناهيك بهزالها حتى إنه ليصدق فيها قول العلامة الشنقيطي "القوارير الفاضية" (حدثني به خالي عنه وهو خرّيجه ,يريد بذلك أن أصحاب الدكتوراه يضعون شهاداتهم في زجاج وبضاعتهم من العلم مزجاة ), وأصبح التوليف من وسائل التكسب فانكمش جانب الإخلاص وغلبت الأثرة وبتنا نرى المعارك الضروس في مقدمات الكتب وخفت وزاع الرصانة في البحث والتحقيق وأصبحنا نؤلف للتأليف ونصنف لأكل الرغيف ,وصار أحدنا مضطرا للمكث طويلا في تقصي الكتاب النافع لاسيما مع ضروب التدليس في مقدمات هذه الكتب المفخمة لأقلام أصحابها وعناوينها المبهرة التي تخلب اللب
    وتفتن برونقها القلب..ولكل هؤلاء ولمن يعزم على كتابة شيء صالح للاستعمال الآدمي, أهديه قول ابن الجزري رحمه الله تعالى :(ينبغي لمن أراد التصنيف أن يبدأ بما يعم النفع به,وتكثر الحاجة إليه ,بعد تصحيح النية,والأولى أن يكون شيئا لم يسبق إليه)
    قال الإمام ابن تيميّة رحمه الله تعالى:
    والفقرُ لي وصف ذاتٍ لازمٌ أبداً..كما الغنى أبداً وصفٌ له ذاتي

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    496

    افتراضي رد: كلمة لمن أراد أن يصنف كتاباً

    جزيتم خيرا يا أبا القاسم ..
    إذا استفدت من مشاركتي أو لم تستفد منها فادع الله أن يغفر لي

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    479

    افتراضي رد: كلمة لمن أراد أن يصنف كتاباً

    بارك الله فيكم شيخنا الحبيب أبا القاسم ، حقا ( أصبحنا نؤلف للتأليف ونصنف لأكل الرغيف ) ، إلا من رحم ربك ، وقليل ما هم ، والله المستعان .
    « الحمد لله وحده »

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    الدولة
    المملكة العربية السعودية - مدرس بدار الحديث بمكة
    المشاركات
    6,863

    افتراضي رد: كلمة لمن أراد أن يصنف كتاباً

    • قال العلاَّمة ابن خلدون رحمه الله في المقدِّمة: ((ثم إنَّ الناس حصروا مقاصد التأليف التي ينبغي اعتمادها، وإلغاء ما سواها فعدُّوها سبعة:
    • أولها: استنباط العلم بموضوعه وتقسيم أبوابه وفصوله وتتبُّع مسائله، أواستنباط مسائل ومباحث تعرض للعالم المحقِّق، ويحرص على إيصالها بغيره؛ لتعمَّ المنفعة به فيودع ذلك بالكتاب في المصحف، لعلَّ المتأخر يظهر على تلك الفائدة.
    كما وقع في الأصول في الفقه؛ تكلَّم الشافعي أولاً في الدلالة الشرعية اللفظية ولخَّصها.
    ثم جاء الحنفية فاستنبطوا مسائل القياس واستوعبوها، وانتفع بذلك من بعدهم إلى الآن.
    • وثانيها: أن يقف على كلام الأولين وتآليفهم، فيجدها مستغلقة على الأفهام، ويفتح الله له في فهمها، فيحرص على إبانة ذلك لغيره، ممن عساه يستغلق عليه، لتصل الفائدة لمستحقها.
    وهذه طريقة البيان لكتب المعقول والمنقول، وهو فصلٌ شريفٌ.
    • وثالثها: أن يعثر المتأخر على غلطٍ أو خطأٍ في كلام المتقدمين، ممن اشتهر فضله وبعُد في الإفادة صيته، ويستوثق في ذلك بالبرهان الواضح الذي لامدخل للشك فيه. فيحرص على إيصال ذلك لمن بعده.
    إذ قد تعذَّر محوه ونزعه بانتشار التأليف في الآفاق والعصار، وشهرة المؤلّف ووثوق الناس بمعارفه، فيودع ذلك الكتابَ؛ ليقف على بيان ذلك .
    • ورابعها: أن يكون الفنُّ الواحد قد نقصت منه مسائل او فصول، بحسب انقسام موضوعه؛ فيقصد المطَّلع على ذلك أن يتمِّم ما نقص من تلك المسائل؛ ليكمل الفنُّ بكمال مسائله وفصوله، ولا يبقى للنقص فيه مجال.
    • وخامسها: أن تكون مسائل العلم قد وقعت غير مرتبة في أبوابها ولا منتظمة؛ فيقصد المطَّلع على ذلك أن يتربها ويهذِّبها، ويجعل كل مسألة في بابها.
    كما وقع في المدونة من رواية سحنون عن ابن القاسم، وفي العتبية من رواية العُتَبي عن اصحاب مالك.
    فإنَّ مسائل كثيرة من ابواب الفقه منها قد وقعت في غير بابها؛ فهذَّب ابن أبي زيد المدوَّنة، وبقيت العتبيَّة غير مهذَّبة.
    فنجد في كل باب مسائل من غيره.
    واستغنوا بالمدونة، وما فعله ابن أبي زيد فيها والبرادعي من بعده.
    • وسادسها: أن تكون مسائل العلم مفرَّقة ي أبوابها من علوم أخرى فيتنبَّه بعض الفضلاء إلى موضوع ذلك الفنِّ وجميع مسائله، فيفعل ذلك، ويظهر به فنٌّ ينظمه في جملة العلوم التي ينتحلها البشر بافكارهم؛ كما وقع في علم البيان.
    فإنَّ عبدالقاهر الجرجاني وأبا يوسف السكاكي وجدا مسائل مستقرية في كتب النحو، وجمع منها الجاحظ في البيان والتبيين مسائل كثيرة؛ تنبَّه الناس فيها لموضوع ذلك العلم وانفراده عن سائر العلوم.
    فكتبت في تآليفهم المشهورة، وصارت أصولاً لفنِّ البيان، ولقنها المتأخرون فاربوا فيها على كلِّ مقدِّم.
    • وسابعها: أن يكون الشيء من التآليف التي هي أمهات للفنون مطوَّلاً مسهباً، فيقصد بالتأليف تلخيص ذلك؛ بالاختصار والإيجاز وحذف المتكرِّر إن وقع، مع الحذر من حذف الضروري لئلاَّ يُخلَّ بمقصد المؤلِّف الأول.
    • فهذه جماع المقاصد التي ينبغي اعتمادها وما سوى ذلك ففعل غير محتاج إليه ، وخطأ عن الجادة ؛ التي يتعيَّن سلوكها في نظر العقلاء .
    • مثل انتحال ما تقدَّم لغيره من التأليف أن ينسبه إلى نفسه ببعض تلبيس؛ من تبديل الألفاظ وتقديم المتأخر وعكسه، او يحذف ما يحتاج إليه في الفنِّ أو يأتي بما لا يحتاج إليه، او يبدِّل الصواب بالخطأ، أو يأتي بما لا فائدة فيه = فهذا شأن أهل الجهل والقحة.
    • ولذا قال أرسطو لمَّا عدَّد هذه المقاصد، وانتهى إلى آخرها: وما سوى ذلك ففضل اوشرهٌ؛ يعني بذلك: الجهل والقحة.
    • نعوذ بالله من العلم في ما لا ينبغي للعاقل سلوكه، والله يهدي للتي هي أقوم)) انتهى بنصه.
    مدرّس بدار الحديث بمكة
    أرحب بكم في صفحتي في تويتر:
    adnansafa20@
    وفي صفحتي في الفيس بوك: اضغط على هذا الرابط: عدنان البخاري

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    2,120

    افتراضي رد: كلمة لمن أراد أن يصنف كتاباً

    شكرا لكم أجمعين
    -بدا لي من نقل الشيخ عدنان أنه لم يقع على مرادي فيما استنكرته
    فليس المقصود ألا يؤلف أحد إلا في قضية فلسطين مثلاً باعتبار كونها قضية عظمى من قضايا الأمة ونحوها
    ولكن المراد أنه في البحوث العلمية مثلا ..لسنا بحاجة عظيمة مثلا لجهد يبذل في بحث قصاراه أن يكون اختيارات
    فلان الفقهية..أو نحو ذلك مما ليس فيه جدة وابتكار ونفع أصيل,فإذا أراد امرؤ أن يصنف لنفع طلبة العلم
    فليكن شيئا ذا قيمة حقيقية تسد به ثغرة أو تبنى به لبنة حقيقية في تراثنا المجيد,
    كثير من كتب السيوطي رحمه الله تعالى -مثلا-ليست إلا تكرارا بما يشبه النقل المباشر من كتب سلفت في نفس الموضوع
    فهذا من إضاعة الوقت فيما لا طائل تحته
    والله الموفق
    قال الإمام ابن تيميّة رحمه الله تعالى:
    والفقرُ لي وصف ذاتٍ لازمٌ أبداً..كما الغنى أبداً وصفٌ له ذاتي

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •