الاعتماد على التهنئة على هذه الصيغة: (بُورِكَ فِي المَوْهُوبِ ، وَشَكَرْتَ الوَاهِبَ ، وَرُزِقْتَ بِرَّهُ ، وَبَلَغَ أَشُدَّهُ).. دون سواها؛ وكأنها هي أصل التهنئة بالمولود = لا يحسن.
فهذه أولاً ليست بحديثٍ أبدا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.. بل هي مما رواه كلثوم بن الجوشن حكاية عن الحسن البصري رحمه الله تعالى.
ولم تأتِ هذه الرواية من طريق آخر غير هذا الطريق.. كما أني لم أقف على غير الحسن رحمه الله قد وردت عنه هذه الصيغة.
و(كلثوم بن الجوشن) الصحيح فيه أنه ضعيفٌ جداً؛ وحديثه منكرٌ، ويروي الموضوعات عن الثقات.
ويعلم الله جهدت أن أقف على القول المنسوب للإمام البخاري في توثيقه فلم أقف عليه أبدا.
وعلى كلٌ الكلام جميلٌ وليس عليه غبار.. لكني وجدت بعض الأحبة قد تواتروا على التهنئة به فأحببت أن أنبه على هذا.
وعطفاً على ما ذكرت أيضاً فقد أورد هذه القصة المتروك الآخر المجمع على ضعفه القاص صاحب المناكير (الهيثم بن جماز).
روايته تفرد بها ابن الجعد رحمه الله في مسنده رقم (3398)، ومن طريقه ابن عدي في الكامل (7/101).
فلا يثبت لهذه القصة طريقٌ صحيح بالمرة.
ويبقى الكلام = دعاء حسن، لكن لا يخصص وحده دون غيره لهذه المناسبة السعيدة.