تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: ** يا للعجب : كلمة جرت على لسان العرب !!!

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,782

    Exclamation ** يا للعجب : كلمة جرت على لسان العرب !!!

    باسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعـــــد :-



    ** يا للعجب : كلمة جرت على لسان العرب !!!
    ****************************** **********

    أبدأ مستعينة بالله سائلته التوفيق والسداد :-

    **من منا لم يخطئ يوما من الدهر ، ثـــمّ يُتبع ذلك بأسف يقدمه بين يدي اعتذاره عن هذا الأمر؟
    مـــــــن ؟

    - فلا أحد يمكن أن يُعصم من هذا ، ولو مرة واحدة في عمره ، لمـــــاذا ؟ لأنه ما من معصوم إلا من عصم الله تعالى.
    - هذه المعلومة كانت عندي راسخة ، كذا كان عندي اعتقاد أن المعتذر المتأسف على ما بدر منه
    آسِفٌ على الحقيقة ، معتذر عن قناعة شديدة ، فكل من يقول كلمة يعنيها ، بلسانه عن قلبه
    يرويها ، حتى رزقني الله بالأولاد ، وهنا تبدل عندي الاعتقاد فيما ظننته قبلُ هو السداد ؛ حينمـــــــــــ ـــا :
    أخطأ صغيري يوما- و لم يكن يكفُّ عن الخطأ على مدار الساعة- فقلت له معاتبة: لِمَ فعلتَ ذلك؟!
    ففاجأني بقوله: إنني السبب ، فما كان مني إلا أني تعجبت من قوله بشدة ! لا لا ليس من قوله ، بل من شديد جرأته على إلقاء المسئولية عليّ ؛ دفعه
    لذلك حب التنصل من تحمل تبعة خطأه ، وفزعت لهذا أشد الفزع ،
    فالخطأ- وبخاصة من الصغار- شيء ليس بمستغرب ، أما
    إلقاء التبعة على الآخرين فهذا من البهتان والظلم والافتراء!!! ....
    وكان من أمرنا هذا شأن وأي شأن ، سبق منا التفصيل في موضوع تحت عنوان : ( ابني وأنا... !!! )
    وخلاصة ما حدث : أني قصصت عليه قصة بدء الخلق ؛ لأعلمه ألا يلقي تبعة خطئه على غيره ، وأن يعترف بالحق وبذنبه ؛ خشية أن يشابه إبليس شر الخلق – و في المقابل حضضته على أن يتشبه
    بآدم -عليه السلام أبي البشر و أول الأنبياء و الأنام - في جميل اعترافه بذنبه ، وطلبه السماح من ربِّـه .

    -والحق أني نلت المراد ، بفضلٍ عليّ من ربّ العباد ، فصار ولدي إلى التأسف والاعتذار- إذا أخطأ-
    سريع القال ، كنت أظنه يرجو بأسفه الفلاح لسرعته في طلب السماح .
    وحينها بدأت النازلة والرزأة المعضلة ، ودليل دعواى في تفصيل قصتي و شكواي .

    فكان –صغيري - كلما أخطأ يسارع بالاعتذار متأسفا في الحال ، فصار لقرنائه مضرب الأمثال ،
    وداخلني لذلك السرور وكثير من الحبور ، فنال بذلك كثيرا من الدعاء ، والعطف والثناء.
    و مرت الأيام وكان على الدوام يقدم الاعتذار عن سيء الفعال .
    و مع كثرة التكرار لاحظت اعوجاج الحال ، يتأسف بالمقال ، مستريح البال ، وانتابني القلق من فعله والفرق – فالله المستعان - خرجت من
    مصيبة لفتنة عصيبة :-
    كان يخطئ فيقول : ( يا أمي سامحيني -من فضلك- لا توبخيني ) وكأنه مسرور
    من قبيح فعله غير مخذول ، فكأنما اكتفى بطلب السماح وتقديم الاعتذار مع استماتة منه على دوام الحال !! يقول بقاله ما يكذبه حاله
    خلت ألفاظه من المعنى المراد ، فأصبح كلٌ من قاله وفعله في شتات .
    أصبحت من أمره في حيرة ، أفكر :
    ماذا أصنع و ليس باليد من حيلة فاللهم اجعل لي بصيرة ؟

    فهداني الله إلى موضع الخلل ، فشرعت في اصلاحه بالعمل :


    -قلت له يا بني :
    يلزم للاعتذار تغَيّر في الحال ، فكيف تتأسف ثم تقيم على فعل
    القبيح ذاته ولا تتعفف ؟!
    الأسف ليس كلمة اعتذار باللسان ، بل يلزمه قناعة بالجنان .
    فكيف تكسر لعبة متعمدا ، وتسرع للتأسف باللسان ، وأنت سعيد القلب والجنان!!!
    فالأسف هو الندم و شعور في القلب بالألم ، و تمني لو أن ما صدر من قبيح فعلك كان كالعدم .
    والسعي إلى الاصلاح بكل سبيل ما أمكن ... ..


    ** هذا ما كان من شأن الصغير ، فماذا يا تُرى حال الكبير؟!!
    كم من الكلام نقول بالحروف مبناه غير قاصدين - حقيقة - معناه ؟!
    وألفتني أقـــول :
    يا للعجب ((كلمة جرت على لسان العرب ))! !
    كلمة قرأتها في شروح أهل العلم ما نسيتها ، حضرتني في هذا المقام كأنسب تعبير عن مقتضى الكلام :
    ( كلمة جرت على لسان العرب ) فأخذت أجتر لها أمثلة من عميق ذاكرتي و المخيلة :

    *مثل : تربت يداك :-
    - لحديث أبي هريرة – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وعلى آله وسلم - :
    [ تنكح المرأة لأربع : لمالها ولحسبها وجمالها ولدينها ، فاظفر بذات الدين تربت يداك ]
    صحيح البخاري / الفتح رقم : 5090

    * ومثل : ثكلتك أمك يا …….:
    - لحديث عبد الله بن عباس- رضي الله عنهما -:
    [ صليت خلف شيخ في مكة ، فكبر ثنتين وعشرين تكبيرة ، فقلت لابن عباس : إنه أحمق ، فقال : ثكلتك أمك ، سنة أبي القاسم صلى الله عليه وسلم . ]
    صحيح البخاري / الفتح رقم : 788

    * ومثل : حلقى عقرى :
    - لحديث عائشة – رضي الله عنها – قالت :-
    [ حاضت صفية ليلة النفر ، فقالت : ما أراني حابستكم ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : عقرى حلقى ، أطافت يوم النحر . قيل : نعم ، قال : فانفري ]
    صحيح البخاري / الفتح رقم :1771

    * ومثل : أفلح وأبيه إن صدق :-
    - لحديث طلحة بن عبيدالله التيمي -– قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وعلى آله وسلم - :[ أفلح ، وأبيه ، إن صدق أو دخل الجنة ، وأبيه ، إن صدق .]
    صحيح مسلم / شرح النووي رقم: 11

    ** حضرتني هذه الأمثلة ، ولكن مهلا كم بينها وبين أفعلنا من فارق كما بين المغارب والمشارق؟!!
    ومع ذلك البون الشاسع ألفتني استعيرها وفي كثير من المواقف أقولها : [ كلمة جرت على لسان العرب ] فصارت كلمتي المفضلة لها في حياتي الكثير والكثير من الأمثلة ، أسلي بها نفسي عند المصاب ، إذا خالف مقتضى الحال لسان القال من : الأهل و الأحباب والأصحاب فضلا عن الأغراب .
    وتواترت على ذهني ذكريات ، كثير من الكلمات قيلت مبانيها لم تُقصد معانيها ؛
    وحضرني قوله تعالى : [[يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون * كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون]] سورة الصف / الآية : 2 - 3

    - فكلما وعد أحدهم وأخلف أعقب خلفه هذا – لِزاما- بكثير من التأسف ، ولكنه لا يلبث إلا قليلا
    ويعاود ذات الفعل مكررا ذات التأسف والتعليل؛ فأسلي نفسي قائلة في عجب : لا ضير وعده ( كلمة جرت على لسان العرب !)

    -وكلماطلبنا من يقوم لنا بعمل ، يؤكد علينا بعزمة على أنه آتٍ- بلا شك- في البكور إلا أنه يأتي - كعادته – عند الزوال هذا إن لم يعتذر –غالبا – عن الحضور .
    فأقول لنفسي مع شديد العجب : إن موعده ( كلمة جرت على لسان العرب !)

    - وكلما أحبك أحدهم في الله ، أ خذ يقسم لك :
    إن قربك ورضاك عنه غاية منتهاه ،
    وكلما لقيك فداك بالنفس والعين ، هذا بلا شك بلسان قاله ، والله أعلم بحال قلبه ،
    وعند أول اختبار تجد الحب- المزعوم - طــار ، انقلب حاله إلى عداوة ، وقسى القلب وخلا من الحب و النداوة ، وبعد الود والأشعار يكون أول من يصليك -إن استطاع- بالنار، فكيف تحول الحب و الكلف إلى دعاء عليك بالهلاك والتلف ؟!
    وكأنما عاين شاعرنا الحال فوصفه بدقيق المقال :
    وإخوان حسبتهم دروعا *** فكانوها ولكن للأعادي
    وخلتهم سهام صائبات *** فكانوها ولكن في فؤادي


    وهنا تجري الدموع ، ولا ينتهي من النفس العجب حتى الحب في الله ( كلمة جرت على لسان العرب !!!.)


    ومع طول الأمد ما عاد للعجب على نفسي سبيل ، قلما أسمع لصغير أو كبير
    إلا حدثت نفسي : يا تُرى هل يعني ما يقول؟ ويعي أنه عن كلامه-أمام ربه- مسئـــول ؟
    أم يا تُرى سأقول : (( كلمة جرت على لسان العرب)) ؟!

    اللهم إنا نسألك العافية .


    منقول الحلقة السابعة من تأملات أم .

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,782

    افتراضي رد: ** يا للعجب : كلمة جرت على لسان العرب !!!

    ترفع لتجدد المقتضى ....

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •